May 12, 2021
May 17, 2018
09/03/2022
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسعود لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين
أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.فذهبت إليه،
وسألته عن ذلك،
أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.فذهبت إليه،
وسألته عن ذلك،
فقال لها: ومالى لا ألعن من لعنه
رسول الله وهو فى كتاب
الله.فقالت المرأة فى دهشة واستغراب: لقد قرأت
القرآن الكريم كله لكنى لم أجد فيه شيئا يشير
إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.وهنا
ظهرت حكمة الفقيه الذى يفهم دينه فهما جيدا،
فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالي: «وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» أجابت
المرأة: بلي، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا
رسول الله وهو فى كتاب
الله.فقالت المرأة فى دهشة واستغراب: لقد قرأت
القرآن الكريم كله لكنى لم أجد فيه شيئا يشير
إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.وهنا
ظهرت حكمة الفقيه الذى يفهم دينه فهما جيدا،
فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالي: «وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» أجابت
المرأة: بلي، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا
نست ان تسأل في صحة الحديث وان الرسول منع تسجيل الحديث بعصره خشية اختلاط بالقرآن
وهنا الخطأ حيث كانت هناك حاكمات على مر العصور وزعماء من النساء ففى العصر القديم نجد حتشبسوت المصرية التى عملت على تحسين الأحوال الاقتصادية للدولة وبناء المعابد والطرق، وأيضًا ماريا تيريزا التى أصبحت حاكمة للنمسا وقضت على الفوضى، والعصر الحديث أيضا منهن الين جونسون رئيسة ليبيريا.... وجويس باندا رئيسة ملاوى وأنجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا (مستشارة ألمانيا)، وبنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان التى تم اغتيالها وكريستينا فرناناديز رئيسة الأرجنتين وغيرهن من النساء اللاتى اتصفن بالحكمة والعقل فى الإدارة وهذا رد منى على عدم مشاركتها الرجال للحكم على مر التاريخ.
أما القوامة طبقا لوجهة بعض العلماء هنا بمعنى أن الله فضل جنس الرجال على جنس المرأه بما فضل بعضهم عن بعض حيث إن عقل المرأة أقل من عقل الرجل فى تدبيرها وحكمتها والدليل الأولاد تنسب للرجل وليس المرأه والطلاق فى أيدى الرجل والميراث وللرجل ضعف نصيب المرأة، وهكذا أم السبب الآخر للقوامة وهو الإنفاق إنفاق الرجل الأموال عليها وعلى أسرته ونجد هنا بعض الآراء المخالفة لهذا الرأى منهم الدكتورة آمنة نصير والدكتور شومان الذى أكد أن القوامة فى هذه الآية ليس معناه أفضلية الرجال على النساء أو رفع منزلة الرجال وخفض منزلة النساء وليس معناها تسلط الرجل على المرأة وتأكيده على أن عقله وحكمته لا تتصف بها المرأة وتتحمله فإنما القوامة معناها هنا قيادة الأسرة وتوفير الأمن لها وحماية زوجته ومودتها وتأمينها وهذا تكريم للمرأة وليس إخفاقا فى قدرتها ومنزلتها هذا هو معنى القوامة والدليل على ذلك قوله (بما فضل الله بعضهم على بعض) فالقوامة صالحة للطرفين وليس الرجال فقط كل واحد حسب واجباته وطبيعة حياته فالنساء لهن القوامة كما ذكرت فى البداية فى تربية الأولاد وتكوين شخصياتهم وغرز الأخلاق والمباديء الإسلامية والإنسانية فى أجيال كاملة ففى العصر الحديث أصبحت المرأة هى القائمة على متطلبات المنزل فى حالة مرض زوجها أو ضيق اليد وغيرها من ظروف الحياة الصعبة فإذا كان الله عز وجل يقصد تفضيل الرجال على النساء فكان من الممكن القول إن (بما فضلهم على النساء أو بما فضل الرجال على النساء) ونعود مرة أخرى بعد توضيحى بعض النقط المهمة فى إذا كانت النساء من الأنبياء أم لا؟؟؟؟ واختلاف العلماء فى ذلك! وفى التحديد فى جزئية النبوة.
«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فالرسالة للرجال، أما النبوة فلا يشملها النص القرآني.. وهم يرون أنه ليس فى نبوة النساء مخاوف أو محاذير من تلك المعتبرة فيما لو كان من النساء رسولًا، لأن النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها، يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين
الكاتب الصحفى الكبير محمد عيسى داوود أن رجالًا هنا غير مقصود بها الذكور وقد فسرها بقول الله عز وجل عن الحج (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) هل هنا مقصود بالرجال فقط من هم كتب عليهم الحج إذن لماذا تحج النساء إلى بيت الله المعمور؟ وهذا التفسير تفسير واضح وعميق لكلمة رجالا اقتبستها من أستاذنا الدكتور محمد عيسى للرد على وجهة النظر أن الرسالة كانت للرجال فقط حد يفهمنا، وهل نحن نعلم جميع المرسلين والأنبياء وعددهم وهذه أيضا وجهة نظر بعض العلماء؟فمن يتفقون على نبوة النساء متفقون على نبوة مريم، ومنهم من ينسب النبوة إلى غيرها من النساء مثل: حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟
*
دراســـة أميركية تقـــول إن المرأة تحتاج
إلـــى أن تتحـــدث بمعـــدل 20ألـــف كلمة في
اليوم، مقابل 13ألف كلمة للرجل، طبعا دون
أن ننســـى أنها تفكر في مظهرها وشـــكلها
حوالي 9 مرات في اليـــوم الواحد، وتقضي
عاما كاملا مـــن حياتها في اتخـــاذ قرار ما
سوف ترتديه كل يوم
وثرثـــرة النســـاء لا تعنـــي الكـــذب،
فالدراســـات العلمية أثبتت أن الرجل ورغم
أنـــه يتكلـــم أقـــل، إلا أنه يكذب ســـت مرات
ضعـــف المرأة، فإن كذبت في ســـت فقد كذب
في ســـتين، ربما بســـبب ذلك ينجح الرجال
أكثر من النساء في السياسة مثلا
تتذكر المواقف
العاطفية واســـتدعاء أشـــياء من الذاكرة لا
يســـتطيع الرجل ّ تذكرهـــا، وأن دماغ المرأة
في حالة تفكير دائـــم بينما الرجل في حالة
راحـــة مســـتمرة، كمـــا أن الســـبب الرئيس
فـــي رغبة المرأة بالـــكلام أكثر من الرجل هو
هرمون الإستروجين الذي يؤثر مباشرة في
وصـــل جزئي للدماغ إلـــى المزيد من الحركة
والتواصل، حتى أنه باستطاعتها أن تتكلم
وتسمع في آن واحد بسبب القدرة العصبية
لديها، حيث تمتلـــك 30بالمئة من الاتصالات
العصبية المخصصة للكلام فقط
معطيـــات كهـــذه، تجعلنـــا نشـــفق على
النســـاء اللواتـــي لا يجدن مـــن يخاطبن، أو
اللواتي يقضـــين كامل اليـــوم وحيدات في
بيوتهن بعـــد أن يكون الـــزوج قد ذهب إلى
العمـــل والأبناء إلى المدارس، أو ســـجينات
المكاتب اللواتي يقضـــين أغلب أوقاتهن في
التركيز على أعمال بعينها ليس فيها مجال
للحديث
الهواتف النقالـــة والإنترنت
ما يمنحن فرصا ذهبيـــة للثرثرة، والحديث
طـــوال اليـــوم للقريبـــات والصديقات حتى
أثنـــاء الطبخ والغســـيل، فيكفـــي أن تضع
الواحدة منهن الهاتف في جيبها وسماعته
في أذنيها حتى تجد مســـاحة واسعة للكلام
وكأنها تخاطب ثيابهـــا، فالمهم أن تتخلص
من الــــ 20ألف كلمة لتنام قريـــرة العين بعد
ذلك.
الرجل قد يبدو سعيدا بذلك، ولكن العلم
يثبـــت أن إمكانيات دماغه أقل من إمكانيات
دمـــاغ المرأة لذلـــك تجده يبحث عـــن مجال
للراحة أو لتخدير نفســـه، نظرا لأن 70 بالمئة
من الحركة الكهربائية عنده ّ تكف عن العمل،
بينمـــا في دماغ المـــرأة تتابع هـــذه الحركة
نفسها مشـــوارها بنسبة 90 بالمئة لتساعده
علـــى التحليـــق ّ والتخيـــل وترتيـــب ملفاته
وإعداد أولوياته.
ويبـــدو أن أســـعد الأزواج من تشـــتغل
زوجتـــه في مجالات كثيرة الـــكلام كالتعليم
أو الإعلام المرئي والمســـموع، وأتعسهم من
لا تجد زوجته مجالات لإفراغ شـــحنتها من
الثرثـــرة، فإذا عـــاد إلى المنـــزل، صنعت له
مشـــاكل عدة فقط ّ لتبرر الكلام، تنفيســـا عن
حاجة بداخلها عليه أن ّ يتفهما جيدا
*
حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء والطِّيب وجُعلت قُرة عيني في الصلاة
للنِّساء ليس حبًّا شهْوانيًّا بمعنى الاهتمام الزائد بالمُتعة الجنسية على شاكِلَة المُتْرَفين اللاهين، فنحن نعلم رِقَّة حاله وشُغله الدائم ليل نهار بالدعوة ومشكلاتها، واهتمامه بقيام الليل حتى تتورَّم قدماه،
لكنه حب بقدر، لا يَطْغى على الناحية الرُّوحية عنده، ولذلك جاء في الحديث: “وجُعلت قُرة عيني في الصلاة”، فالصلاة أعظم
من رَغِبَ عن سنتي فليس مني
الرسول وحب النساء
حبّب إليه، ولم يقل أحببت، أي أن محبة النبي للنساء ليست من تلقاء ذاته، وليست بفعل الإرادة والقصد، ولكنها هبة من الله، وحينما يحب الرجل المرأة بحب وهبه إياه الله عزوجل، يتحقق ارتباط حبه للمرأة بحب الله، فيصير حب المرأة في هذا المقام تخلقا إلهيا، ومن ثم يصبح حب المرأة سنّة وإرثا نبويا، وقد ربط محيي الدين ابن عربي في الفتوحات بين الحب والعلم بشكل عبقري، عندما بيّن بأن الإرث النبوي يتحقق بالحب والعلم،
مقاربة معرفية عرفانية، تعتبر بأن حب المرأة طريق لمعرفة الله، فالكون يقوم على حضور عنصرين اثنين أنثوي وذكوري وتناغمهما وتجاذبهما، ولا أقول تكاملهما، لأن التكامل يعكس معنى رياضيا وعقلانيا وماديا جامدا، في حين يعكس التناغم معنى إنسانيا وطبيعيا وكونيا وجماليا، يمكن التعبير عن ذلك بمفهوم الزوجية،
(وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى)، (ومن كل شيء خلقنا زوجين)، إذن لا يمكن أن يتحقق التناغم في الكون إلا من خلال حضور زوجي، قائم على التقاطب والانجذاب بين عنصر وآخر، انجذاب افتقار بهدف الإثراء من خلال التواصل الإنساني بكل أشكاله ومعانيه. من عمق هذا التصور الكوني والإنساني المركب، جاء الإسلام لينتقل بالأنوثة من المستوى الحسي والبدائي والتجزيئي، إلى المستوى المعنوي والكلي، عندما جعل الله أحد أطراف التقاطب شريكا في العبادة والتكليف وعمارة الكون.
فالرسول عليه الصلاة والسلام، وبما منح من أسرار الكون، يدرك بأن التعامل مع الأنوثة من منطلق حسي أو دوني، يعكس غفلة عن إدراك سر الحياة، ومكمن قوتها، ومن ثم لابد من التساؤل عن أي معنى للأنوثة، ذاك الذي حبّب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، أقول ذلك حتى نسارع إلى إقصاء المعاني الاختزالية المباشرة المتمثلة في المفهوم الحسي البحت للجسد والشهوة.
لا يمكن الرد على هذا التساؤل، إلا إذا فتحنا آفاقا جديدة لتعدد القراءات، وتوفير أدوات منهجية تكسر طوق الانغلاق المفاهيمي والمعرفي من جهة، وتبتعد عن استغلال المزاج الجماهيري من أجل الاستحواذ على عقلية الناس وذهنياتهم من جهة ثانية، كي تطغى صورة المرأة الفتنة والمرأة الجسد، فيسلبون بذلك من المسلم درايته وتجربته وملاحظاته الذاتية،
لا يمكن الرد على هذا التساؤل، إلا إذا فتحنا آفاقا جديدة لتعدد القراءات، وتوفير أدوات منهجية تكسر طوق الانغلاق المفاهيمي والمعرفي من جهة، وتبتعد عن استغلال المزاج الجماهيري من أجل الاستحواذ على عقلية الناس وذهنياتهم من جهة ثانية، كي تطغى صورة المرأة الفتنة والمرأة الجسد، فيسلبون بذلك من المسلم درايته وتجربته وملاحظاته الذاتية،
جعلت الرجل يعجز في كثير من الأحيان عن إدراك الجوهر الإنساني للذكورة، لأسباب تكمن في عدم قدرته عن الخروج من ذاته، واكتشاف الآخر المؤنث، وإدراك مبدأ الزوجية في ذاته، فإدراك كنه الأنوثة، هو الوسيلة الوحيدة التي تتيح للرجل اكتشاف حقيقة جوهره الإنساني، بناء على أن اكتشاف الآخر المختلف عنا، هو وسيلتنا لاكتشاف ذواتنا، إنها قراءة جديدة تبعدنا عن تلك القراءات التي تستبطن الاستيهامات الشهوانية التي اشتهرت في كتب المستشرقين، ومن تبعهم في التعبير عن علاقة الرسول بالنساء.
اختلاف رائع
العلاقة الآن بين الرجل و المرأة هي كيف ندير الخلاف و الإختلاف و ليس كيف نرتقي بالحب الى مصاف الا نبياء، لأن لحظة الحب لايطرح أي سؤال و لا يخطر أي تساؤل، أي الصفاء، ولا يوجد بشر يسأل لماذا السماء صافية و إنما الكل تتعبه الغيوم. أليس كذلك؟
فتنة النساء
المتشددون يُخضعون النصوص الدينية لمرادهم.. ووضع المرأة لديهم بات نموذجا لانفصال الشريعة عن الأخلاق والتمييز ضد المرأة.. وفتنة النساء عنوان نادر فى كتب التراث
فالشعب «المتدين بطبعه» هو الثانى على مستوى العالم فى التحرش،
المرأة شيطان وفتنة كما يروج المتشددون فى كتبهم وأحاديثهم الرائجة تحت عنوان «فتنة النساء»، تصير هى الملومة دائما.
سنن ابن ماجة (المتوفى: 273هـ) حيث أفرد بابا أسماه «بَاب فِتْنَةِ النِّسَاءِ» أورد فيه ستة أحاديث، ثم أعقبه الترمذى (المتوفى: 279هـ) «بَاب مَا جَاءَ فِى تَحْذِيرِ فِتْنَةِ النِّسَاءِ» أورد فيه حديثا واحدا ثم البيهقى (384-458هـ) باب «ما يتقى من فتنة النساء» أورد فيه حديثين، وكانت السمة الغالبة على الجميع التكرار، وأورد ابن عبدالرزاق فى مصنفه بابا بعنوان (باب فتنة النساء) فيه حديث وأثر عن ابن عباس، وكان أهمهم باب عقده الإمام مسلم بعنوان «الافتتان بالنساء» بينما خلى البخارى والبقية من عنوان بهذا الشكل، وإن لم تخل من بعض الأحاديث السابقة وبعض المأثورات عن السلف، وكذلك خلت جل كتب الفقه على المذاهب الأربعة من عنوان مماثل.
عنوان «فتنة النساء» سواء فى كتب العقيدة أو الشريعة أو الأخلاق،
حديث (أن المرأة تقبل فى صورة شيطان وتدبر فى صورة شيطان) والمتوسط اللطيف بحديث: (ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء) ثم (إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) ومن باب الاستئناس والاستكثار فى الأدلة يذيلون الأحاديث بقوله تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ} [آل عمران: 14] يتبعه عادة قال ابن كثير «يخبر تعالى عما زين للناس فى هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد»، وقال القرطبى: قوله تعالى: «من النساء» بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان وفتنة الرجال».
يقول الإمام الزمخشرى فى الكشاف: {زُيّنَ لِلنَّاسِ} المزين هو الله سبحانه وتعالى للابتلاء، كقوله : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ} [ الكهف: 7 ] ويدل عليه قراءة مجاهد: «زَيَّنَ للناس»، على تسمية الفاعل. {حُبُّ الشهوات} جعل الأعيان التى ذكرها شهوات مبالغة فى كونها مشتهاة محروصاً على الاستمتاع بها. والوجه أن يقصد تخسيسها فيسميها شهوات، لأن الشهوة مسترذلة عند الحكماء مذموم من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمية».
يفسر الإمام الرازى الآية بقوله: «قال المتكلمون: دلّت هذه الآية على أن الحب غير الشهوة، فالشهوة من فعل الله تعالى، والمحبة من أفعال العباد وهى عبارة عن أن يجعل الإنسان كل غرضه وعيشه فى طلب اللذات والطيبات، وقد أضاف تعالى ذلك إلى الناس، وظاهر اللفظ يقتضى أن هذا المعنى حاصل لجميع الناس»
*
(إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه) . وفي الصحيح: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). وكانت أول فتنة بني إسرائيل ثبت في الصحيح عن نبينا محمد × أنه قال: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) )[2] ( . ولهذا اتخذهن إبليس مصائد يصيد بهنَّ ضعاف الإيمان، ولا أدل على ذلك من قصة يوسف – عليه السلام – مع امرأة العزيز... ومن أساليبه في إيقاع العباد في هذه الفتنة: أ- إبطال العمل بالشريعة ومحاربة الإسلام والعقيدة الصحيحة، فما من دعوة تدعو لهدم الدين إلا اتخذت من فتن النساء والإباحية الجنسية وسيلة وسلاح قوى لتحقيق أهدافها ([ 3 ]) ب- نشر التعري وكشف العورات، وإظهار التبرج والسفور، قال تعالى – في قصة آدم عليه السلام –: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا
وسوسة الشيطان لآدم ليكشف عورته التي غطاها هو وزوجه حواء – عليهما السلام – وفي حرصه على كشف عورتهما دليل على أن كشف العورات كناية عن سقوط الحرمة والمنزلة وزوال الجاه ([5]) قال القرطبي – رحمه الله –: «وفي الآية دليل على قبح كشف العورة، وأن الله أوجب الستر» أ. هـ ([6]) قال الرازي: «دلت هذه الآية على أن كشف العورة من المنكرات وأنه لم يزل مستهجناً في الطباع مستقبحاً في العقول»أ. هـ ([7]) . وتأمل اليوم ما يحدث في بيوت الأزياء وصالات التجميل التي أصبحت أوكاراً للرذيلة، ودعوة إلى مسخ الفطرة، وتغيير خلق الله بما تنشره كل يوم من موضات وأدوات للزينة وتعرِّى وتبرج فتنت بها كثير من نساء المسلمين
(ما خلا رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما). وهذه فتنة عظيمة انتشرت في كثير من بلاد المسلمين فمن الاختلاط في التعليم إلى الاختلاط في المستشفيات، إلى الاختلاط في الأماكن العامة والأسواق... وهكذا حتى أصبحت المرأة سلعة رخيصة يلهو بها العابثون، وتتنافس الشركات التجارية في اختيار أجمل النساء لتجعلها دعاية لسلعة
قال ابن القيم – رحمه الله –: «ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة. ولما اختلط البغايا بعسكر موسى، وفشت فيهم الفاحشة، أرسل الله عليهم الطاعون، فمات في يوم واحد سبعين ألفا،ً والقصة مشهورة في كتب التفاسير..
*
مكانة المرأة في الإسلام.. مبحث فكري جدالي لا نهاية له
الباحثة المغربية أسماء المرابط: لا وجود لآيات تمييزية ضد النساء
تفسيرات فقهية شرحت ّ وأولت مكانة النساء
في الإسلام بصفة حرفية جعلتها ّ مكملة للرجل لا متساوية معه في الحقوق
والواجبـــــات، فإن العديد من المســـــائل كالمواريث واللباس أو حق المرأة في
المشـــــاركة في الحياة العامة لم تحسم بعد بفضل ما ّ تعمدت إعادة إشاعته
أدبيات الإسلام السياسي من تأويلات قرآنية غير مواكبة لتطورات العصر
الراهـــــن.
فإن العقود الأخيرة حملت في طياتها ميلاد الكثير من النساء
ّ اللاتـــــي اخترن التحرر من براثن التفســـــيرات الفقهية غير المنصفة للمرأة
ومنهن الباحثة المغربية أسماء المرابط
الباحثة المغربية أسماء المرابط: لا وجود لآيات تمييزية ضد النساء
تفسيرات فقهية شرحت ّ وأولت مكانة النساء
في الإسلام بصفة حرفية جعلتها ّ مكملة للرجل لا متساوية معه في الحقوق
والواجبـــــات، فإن العديد من المســـــائل كالمواريث واللباس أو حق المرأة في
المشـــــاركة في الحياة العامة لم تحسم بعد بفضل ما ّ تعمدت إعادة إشاعته
أدبيات الإسلام السياسي من تأويلات قرآنية غير مواكبة لتطورات العصر
الراهـــــن.
فإن العقود الأخيرة حملت في طياتها ميلاد الكثير من النساء
ّ اللاتـــــي اخترن التحرر من براثن التفســـــيرات الفقهية غير المنصفة للمرأة
ومنهن الباحثة المغربية أسماء المرابط
المراهنيـــن، على إعـــادة ترويج أدبيات
الإسلام السياســـي في المنطقة العربية
والإســـلامية أو دول الغرب، يتســـلحون
لدى حديثهم عن مكانة المرأة في الإسلام
بالاستناد على تفســـيرات فقهية حرفية
وردت فـــي عصـــر مغاير وغير متســـق
مع ما تفرضه متطلبـــات العصر الراهن
خاصة عند طرح ملفات مجتمعية حارقة
ما دفـــع بالكثير من المفكرين المتنورين
إلى معالجاتها
الآيات القرآنية التمييزية“ التي تمنح
أفضلية الرجل عن المرأة في مســـتويات
عـــدة كالميـــراث أو الدرجـــة والمكانـــة
فـــي المجتمـــع وفـــي الحيـــاة العامـــة
والسياسية
أفضلية الرجل عن المرأة في مســـتويات
عـــدة كالميـــراث أو الدرجـــة والمكانـــة
فـــي المجتمـــع وفـــي الحيـــاة العامـــة
والسياسية
”المرأة في
الإسلام“ من وجهة نظر تحررية أساسها
الانطلاق مـــن المرجعية الإســـلامية في
تنـــاول القضايـــا النســـائية، مـــن خلال
إعادة قـــراءة النصـــوص الدينية برؤية
إصلاحية. لها العديد من المؤلفات منها:”عائشـــة أو الإســـلام المؤنث“. ”القرآن
والنســـاء: قـــراءة للتحرر“. ”الإســـلام،
المـــرأة والغـــرب“. ”الإســـلام والمرأة:
الطريـــق الثالث“. ”الإســـلام والنســـاء:
الأسئلة المزعجة
والتفسيرية للنص القرآني
ظلت في علاقة بمكانة
المرأة في الإسلام تمييزية
وتستند على تأويلات
حرفية غير متسقة مع
الواقع ومع مفهوم الاجتهاد
المرابـــط طبيبة بالمستشـــفى الجامعي
بالربـــاط منذ ســـنة 1995وحتـــى اليوم،
لكنهـــا قضت بالتوازي مع ذلك ســـنوات
من عمرها كطبيبة متطوعة بمستشفيات
عامة بإسبانيا وأميركا اللاتينية
نوع مـــن الازدواجية في
الفكر والثقافة، التي تدفعنا إلى خياريناثنيـــن لا ثالث لهما، إما القبول والصبر
على التقاليد الذكورية وإما الانسياق مع
إغراء التحرر في ظل الحداثة
مجتمعاتنـــا مضطـــرة لأن تنتقـــي بيـــن
الخضـــوع للأعـــراف الاجتماعية باســـم
الديـــن أو الخضـــوع للحداثـــة المبهمة،
مشـــيرة إلـــى أنـــه لا وجود لخيـــار آخر
أمامهـــا وأنه فـــي كلتـــا الحالتين يبقى
في آخـــر المطـــاف مفهـــوم ”الخضوع“هو المطلوب بالنســـبة للمـــرأة وأن هذا
النـــوع من الاختيار مـــازال صعبا، حيث
يجعلنا مضطرين للتخلي إما عن هويتنا
وديننـــا وإما عـــن الحرية واســـتقلالية
الذات
وتؤكد أســـماء المرابـــط أنها لم تكن
مستعدة لا للتخلي عن دينها ولا للتخلي
عن حريتها، وأنها كانت لا تستوعب ولا
تفهـــم لماذا عليهـــا أن تختار ما بينهما؟
ولمـــاذا هنـــاك أصـــلا تناقـــض بينهما؟
مؤكـــدة أنه لم يكن لديهـــا في ذلك الوقت
حجج ولم تكن لهـــا إمكانية التعبير عن
تلـــك القناعات أن الإجابـــة التي وجدتها
عند طـــرح هـــذه الأســـئلة المحرجة في
الخطاب الديني أو الحداثي غير مقنعة.
وتقـــول إنهـــا قـــررت، منـــذ 20عاما
تقريبا، البحث فـــي موضوع المرأة لكي
تتمكـــن من فهـــم وإدراك مـــا يقوله حقا
الوحـــي والنصـــوص الدينيـــة ومـــا تم
تأويله من منظور بشري وما يقوله الفكر
الحداثي أيضا، وهل هنالك حقا تعارض
ما بين الدين والحداثة؟
حيـــن تفكـــر المـــرأة بمثـــل هـــذه
الأطروحـــات، عـــادة مـــا يطلـــق عليهـــا
مصطلـــح ”نســـوية“، فـــي إشـــارة إلى
اعتناقهـــا لمبـــادئ تحرير المـــرأة، لكن
البعض من المفكرين المرتدين على هذا
المصطلح يعتقدون أن في إطلاقه أصلا
منذ البداية توجد نزعة تمييزية تقلل من
درجة المرأة مقارنة بالرجل.
وفـــي هـــذا الصـــدد، تقـــول أســـماء
المرابط ”لا يمكننا الإجابة عن الســـؤال
المتعلـــق بمصطلـــح النســـوية دون
توضيحه“، لأنه بحســـب رأيهـــا مفهوم”ملغـــوم“ وســـلبي فـــي غالـــب الأحيان،
والتبس فهمه عند معظم الناس
مستعدة لا للتخلي عن دينها ولا للتخلي
عن حريتها، وأنها كانت لا تستوعب ولا
تفهـــم لماذا عليهـــا أن تختار ما بينهما؟
ولمـــاذا هنـــاك أصـــلا تناقـــض بينهما؟
مؤكـــدة أنه لم يكن لديهـــا في ذلك الوقت
حجج ولم تكن لهـــا إمكانية التعبير عن
تلـــك القناعات أن الإجابـــة التي وجدتها
عند طـــرح هـــذه الأســـئلة المحرجة في
الخطاب الديني أو الحداثي غير مقنعة.
وتقـــول إنهـــا قـــررت، منـــذ 20عاما
تقريبا، البحث فـــي موضوع المرأة لكي
تتمكـــن من فهـــم وإدراك مـــا يقوله حقا
الوحـــي والنصـــوص الدينيـــة ومـــا تم
تأويله من منظور بشري وما يقوله الفكر
الحداثي أيضا، وهل هنالك حقا تعارض
ما بين الدين والحداثة؟
حيـــن تفكـــر المـــرأة بمثـــل هـــذه
الأطروحـــات، عـــادة مـــا يطلـــق عليهـــا
مصطلـــح ”نســـوية“، فـــي إشـــارة إلى
اعتناقهـــا لمبـــادئ تحرير المـــرأة، لكن
البعض من المفكرين المرتدين على هذا
المصطلح يعتقدون أن في إطلاقه أصلا
منذ البداية توجد نزعة تمييزية تقلل من
درجة المرأة مقارنة بالرجل.
وفـــي هـــذا الصـــدد، تقـــول أســـماء
المرابط ”لا يمكننا الإجابة عن الســـؤال
المتعلـــق بمصطلـــح النســـوية دون
توضيحه“، لأنه بحســـب رأيهـــا مفهوم”ملغـــوم“ وســـلبي فـــي غالـــب الأحيان،
والتبس فهمه عند معظم الناس
نســـائي“، كبديـــل وكمفهـــوم يرمـــز إلى
حركة نســـائية تناضل من أجـــل الدفاع
عـــن حقوقها، وتؤمن بالمبـــادئ الكونية
الإنســـانية كالمســـاواة فـــي الحقـــوق
والعـــدل، ورفـــض التمييـــز، والكرامـــة
الإنسانية للمرأة.
وتتمســـك بأســـس كونية تتقاسمها
جميـــع الحركات النســـائية فـــي العالم،
وعبر التاريخ، وتؤكد ”أنا شخصيا أؤمن
بها، ولكن لا أؤمن بنموذج ’نسائي‘ موحد
أو كونـــي. فلـــكل ســـياق نموذجه
ومنهجـــه الخـــاص، فبصفتـــي
امـــرأة مغربية ومســـلمة لدي
ســـياقي الخـــاص، وإيماني
بالمبادئ الكونية يكون
نابعا من مرجعيتي
الثقافية والتاريخية
الخاصة، فهي إذن
قناعة نسائية بمبادئ
كونية ضمن نموذج
ثقافي نسائي مرتبط
بمرجعيتي الثقافية
والدينية
التي لها
خصوصيتها“.
لقد ظلت مختلف
القـــراءات الفقهيـــة
للنـــص القرآنـــي في
علاقـــة بمكانـــة المرأة
في الإســـلام تمييزية وتستند
علـــى تأويـــل الآيـــات القرآنية
بصفـــة حرفية غيـــر منتهجة
لمفهومـــي الاجتهاد والقياس،
لكـــن الكثيـــر مـــن المفكريـــن
العرب يشـــددون علـــى أن ما
ّ دون مـــن تفســـيرات تخـــص
تمييـــز الرجل عـــن المرأة لم
يكن خاضعا إلى منطق مراعاة المقاصد
الكبـــرى للوحـــي فظلت جـــل التأويلاتذكورية وتقليدية وحبيسة زمن قد ولى.
وتقول أســـماء مرابـــط، ”هناك آيات
تبـــدو وكأنهـــا تمييزية مثل الشـــهادة،
التعـــدد، الميـــراث، أو الدرجة، وهذا إذا
تمت قراءتها قراءة حرفية، أو تم تأويلها
خارج الســـياق التاريخي، ودون مراعاة
للمقاصد الكبرى للوحي. وهذا بالضبط
هـــو ما فعلتـــه التأويـــلات والتفاســـير
الذكوريـــة التقليدية التـــي نزعت بعض
المفاهيـــم مـــن ســـياقها ومـــن المنظور
الشـــمولي لرســـالة الوحـــي، ّ وأولتهـــا
ضمـــن الإطـــار المعرفـــي لذلـــك الزمان،
وحســـب البيئة الثقافية والعرف السائد
للمفسرين“
وتؤكـــد أن الإشـــكالية لا تكمـــن أبدا
فـــي النصوص بذاتها، ولكـــن في كيفية
مقاربـــة تلك النصوص، فإذا قمنا بقراءة
تلـــك الآيات حســـب المقاربة الســـياقية
والمقاصدية، ســـنرى بالعكس، أن أغلب
تلك الآيـــات كانت تأخذ بعيـــن الاعتبار
مصلحة المـــرأة وكان مقصدهـــا العدل
والإنصاف وتحســـين وضعيتها في ذلك
الوقت
تفسيرات حرفية
حـــول عـــدم إنصـــاف التفســـيرات
القديمة للمرأة تقـــدم الباحثة المغربية،
طرحا تســـنتد فيه إلى البيئـــة الثقافية
والحضارية بقولها ”في اعتقادي، يرجع
ذلـــك أولا إلـــى البيئـــة الثقافيـــة العامة
السائدة آنذاك، والتي في أغلب الأحيان،
كانـــت أبوية، أي تخضع إلى تلك النظرة
الدونية للمرأة، والتي نجدها في جميع
الديانات والثقافات، وأساسها هو علاقة
الهيمنة الذكورية الأزلية“
وتضيـــف ”ثانيـــا نرى أن الرســـالة
الروحيـــة التحرريـــة للإســـلام قـــد تـــم
اختطافهـــا تدريجيـــا بعد مـــوت النبي
)صلى الله عليه وســـلم( من لـــدن الفقه
السياســـي، حيـــث تم تدريجيـــا تغييب
مفهوم العدل القرآني كمفهوم كوني يلزم
تحقيقه، وتم اســـتبداله بمفهوم
الطاعة العمياء للحاكم
في الفضاء العام، ومن
هنا وقع انزلاق مفهوم
الطاعة من الفضاء
السياسي العام إلى
الفضاء الخاص
الأسري، وأصبحت
طاعة الزوجة من
أركان الإسلام
والإيمان، ومن
ثم غرست
منابع
الاستبداد
الأسري، لكي
تنمي وتحمي
الاستبداد
السياسي
عبر التربية والبيئة
الأسرية“.
ّ للتخلص من كل هذه
الأعباء التي خلفتها
القراءات والتفسيرات
الحرفية المميزة
للرجل تختار
الباحثة أسماء
مرابط، طريقا
ثالثا رســـمت ملامحه فـــي أهم مؤلفاتها”الإسلام والمرأة / الطريق الثالث“.
وتقـــول المرابـــط لـ“العـــرب“، إن
الطريـــق الثالـــث هـــو منهج الوســـطية
والعدل، بيـــن المقاربة ”التقليدية“، التي
تركـــن إلى التقليد الأعمى للســـلف، دون
مراعاة تطور الفكر الإنســـاني، وترفض
أي تجديـــد، وبيـــن المقاربـــة التي ترى
فـــي الحداثـــة المنفـــذ الوحيـــد لأزمتنا،
وتريـــد إقصـــاء المرجعيـــة الدينيـــة،
معتبرة إياها أســـاس مشكلتنا وتأخرنا
الحضاري
وتضيـــف، أن ”الطريـــق الثالـــث هو
طريق الرؤية الإصلاحيـــة لتراثنا، التي
تأخذ بعين الاعتبار لب الرسالة القرآنية
ُ وبعدهـــا الكونـــي والإنســـاني، والـــذي
يعتبـــر إقامـــة العـــدل من أهـــم المبادئ
الإســـلامية، وأهم مقصد جاء به الوحي.
الطريـــق الثالث هو محاولـــة الملاءمة –وليس الخضـــوع – بين تراثنا والمعرفة
الإنســـانية المعاصـــرة وكل مـــا قدمـــه
الفكر العالمي للإنســـان. فالمساواة في
الحقوق بين النســـاء والرجال أصبحت
اليوم من أسس منظومة حقوق الإنسان،
ولا نـــرى أي تعارض بين المســـاواة في
الحقوق والكرامة ومبادئ الإسلام، طبعا
هنا مفهوم المســـاواة يعني المســـاواة
والعـــدل فـــي الحقـــوق والواجبـــات في
نطـــاق الفطرة التي فطـــر الله عليها كلا
من المرأة والرجل في الخلق“.
لكن بالتـــوازي مع هـــذه التصورات
التـــي تتبناهـــا المرابـــط وغيرهـــا مـــن
الباحثين والباحثات، مازالت الكثير من
التوجهات الدينية المنحدرة من الإسلام
السياسي كجماعة الإخوان أو السلفيين
تصـــر علـــى ترويـــج خطابـــات مفادها
أنـــه لا يمكن تحقيـــق مســـاواة حقيقية
بين المســـلمة والمســـلم في إطار الدين
الإسلامي.
هنا، تشـــدد المرابط علـــى أن الدين
الإسلامي يعطينا إطارا ومنهجا للحياة
العادلة والمنصفة والرافضة لأي ظلم أو
تمييز ضد أي إنســـان كيفمـــا كان امرأة
أو رجلا.
وتؤكـــد أن ”مقيـــاس الأفضلية ليس
الذكورة أو المال أو الأصل أو الجاه، بل
التقوى والعلم والعمـــل الصالح. ولهذا
فتحقيق المســـاواة ممكن في ظل الرؤية
الإسلامية، والإشكالية لا تكمن في النص،
بل في تنزيل هذه المســـاواة على أرض
الواقع، وتجاوز الفكر الذكوري المهيمن
الذي اتخذ الدين كذريعة لفرض ســـلطته
على المرأة وعلى كل المســـتضعفين في
الأرض“.
وتستشـــهد لـــدى ســـردها بعـــض
التجـــارب المســـتندة إلـــى المنطـــق
الذكـــوري بإبراز أن ”المـــرأة تعاني من
النظرة الذكوريـــة المتجذرة في الأعراف
والذهنيـــات، والتي تأثر بها مفســـرون
وفقهـــاء التـــراث الدينـــي. وبالتالـــي
تعطلت المساواة بسبب تعطل الإصلاح
السياســـي والدينـــي والثقافـــي فـــي
مجتمعاتنا. فليســـت الإشكالية إشكالية
مساواة بين الرجل والمرأة لوحدها، لأن
المعضلـــة أكبر وأعقد، فهي متشـــابكة…
وهي قبل كل شـــيء أزمـــة مجتمع برمته
وفي جميع المجـــالات. وهي نتاج تراكم
للتراجع الحضاري، والفكري، والعلمي،
وتعطيل المســـاواة هو حصيلة لكل هذه
الأزمـــات التـــي لازلنا نتخبـــط فيها في
عالمنا العربي“.
ُيتهـــم الكثيـــر مـــن الباحثيـــن
المعاصريـــن لـــدى التطرق إلـــى مبحث
مكانة المرأة في الإســـلام بأن ارتدادهم
علـــى التفســـيرات والتأويـــلات القديمة
لا يقدم أطروحات جديدة تمثل الإســـلام
وإنما هي دين جديد
الإسلام والمرأة /الطريق
الثالث{، كتاب يدشن
طريقا ثالثا ينهج مسلك
الوسطية والاعتدال ويقطع
مع المقاربات التقليدية
المرتكنة إلى التقليد الأعمى
وفي ردها على هذه الاتهامات، تقول
الباحثـــة المغربية ”كان دائما هناك عبر
تاريخ الإســـلام تيـــار تقليـــدي محافظ،
مســـمى بأهل الأثر في مقابل أهل الرأي،
يحـــارب أهل الرأي، ويمثل الأغلبية، لأنه
كان ولا يـــزال دائما خاضعـــا للمصالح
السياســـية وقـــوة الســـلطة والنفـــوذ
والامتيـــازات، يخاف مـــن التجديد لأنه
يهدد مصالحه، أمـــا التأويلات الجديدة
فهي ليســـت بمثابة ديـــن جديد، بل هي
تجديـــد لفهـــم الدين، بهـــدف البحث في
إمكانية تفعيلـــه مع مقتضيات المجتمع
المتغيـــر، ولكي يبقـــى صالحا لكل زمان
ومكان… وهذا مبـــدأ نابع من قلب الدين
الإسلامي“
يجب أن تقتنع المرأة
بأفكار المرأة قبل قناعة الرجل بها
إن ’تابو’ العادات
والتقاليـــد لا يـــزال مســـيطرا برغم ذلك،
حيث يرى المرأة عنصرا ضعيفا أو مكملا
لـــدور الرجل فـــي تنميـــة المجتمع، كذلك
ســـاهمت الدولة عبر قوانينها في هضم
حقوق المـــرأة بناء واتكالا علـــى الفكرة
الدينيـــة والاجتماعيـــة، وتغييب الواقع
المدني الذي يرى في المرأة شريكا مؤسسا
لكل نواحي الحياة وتطورها، ومسؤولا
عن الواجبات كما هي الحقوق. فلا يمكن
أن ننـــادي بحقوق المـــرأة دون مطالبتها
بالواجبات، والعكـــس صحيح، وهو ما
خلـــق لدينـــا تناقضا كبيـــرا بين دعوات
تحـــرر المرأة وتمكينها من الحقوق، وفي
نفس الوقـــت دعـــوة الكثيـــر منهن إلى
ّ التميـــز لصالحهـــا، بحجـــة الاختلافات
البيولوجية والسيكولوجية بينها وبين
الرجل“
بعض الفعاليات
الثقافيـــة لا تـــزال تعيـــش فـــي ذهنيـــة
الهيمنة الذكوريـــة، ولهذا يكون حضور
المرأة شـــرفيا أكثر منه أساســـيا، وألقي
بالملامـــة هنـــا أكثر على المـــرأة العربية،
إذا كانـــت تعاني من تجهيـــل أو تغييب
لدورها، المجال أمامها أكبر لكي تؤسس
كيانات وفعاليات تنافس حضور الثقافة
الذكوريـــة، خاصة أن الظروف في معظم
المجتمعـــات العربيـــة بـــدت أفضـــل من
السابق، وتساعد على تأسيس مثل هذه
الفعاليـــات النســـوية
فـــي النصوص بذاتها، ولكـــن في كيفية
مقاربـــة تلك النصوص، فإذا قمنا بقراءة
تلـــك الآيات حســـب المقاربة الســـياقية
والمقاصدية، ســـنرى بالعكس، أن أغلب
تلك الآيـــات كانت تأخذ بعيـــن الاعتبار
مصلحة المـــرأة وكان مقصدهـــا العدل
والإنصاف وتحســـين وضعيتها في ذلك
الوقت
تفسيرات حرفية
حـــول عـــدم إنصـــاف التفســـيرات
القديمة للمرأة تقـــدم الباحثة المغربية،
طرحا تســـنتد فيه إلى البيئـــة الثقافية
والحضارية بقولها ”في اعتقادي، يرجع
ذلـــك أولا إلـــى البيئـــة الثقافيـــة العامة
السائدة آنذاك، والتي في أغلب الأحيان،
كانـــت أبوية، أي تخضع إلى تلك النظرة
الدونية للمرأة، والتي نجدها في جميع
الديانات والثقافات، وأساسها هو علاقة
الهيمنة الذكورية الأزلية“
وتضيـــف ”ثانيـــا نرى أن الرســـالة
الروحيـــة التحرريـــة للإســـلام قـــد تـــم
اختطافهـــا تدريجيـــا بعد مـــوت النبي
)صلى الله عليه وســـلم( من لـــدن الفقه
السياســـي، حيـــث تم تدريجيـــا تغييب
مفهوم العدل القرآني كمفهوم كوني يلزم
تحقيقه، وتم اســـتبداله بمفهوم
الطاعة العمياء للحاكم
في الفضاء العام، ومن
هنا وقع انزلاق مفهوم
الطاعة من الفضاء
السياسي العام إلى
الفضاء الخاص
الأسري، وأصبحت
طاعة الزوجة من
أركان الإسلام
والإيمان، ومن
ثم غرست
منابع
الاستبداد
الأسري، لكي
تنمي وتحمي
الاستبداد
السياسي
عبر التربية والبيئة
الأسرية“.
ّ للتخلص من كل هذه
الأعباء التي خلفتها
القراءات والتفسيرات
الحرفية المميزة
للرجل تختار
الباحثة أسماء
مرابط، طريقا
ثالثا رســـمت ملامحه فـــي أهم مؤلفاتها”الإسلام والمرأة / الطريق الثالث“.
وتقـــول المرابـــط لـ“العـــرب“، إن
الطريـــق الثالـــث هـــو منهج الوســـطية
والعدل، بيـــن المقاربة ”التقليدية“، التي
تركـــن إلى التقليد الأعمى للســـلف، دون
مراعاة تطور الفكر الإنســـاني، وترفض
أي تجديـــد، وبيـــن المقاربـــة التي ترى
فـــي الحداثـــة المنفـــذ الوحيـــد لأزمتنا،
وتريـــد إقصـــاء المرجعيـــة الدينيـــة،
معتبرة إياها أســـاس مشكلتنا وتأخرنا
الحضاري
وتضيـــف، أن ”الطريـــق الثالـــث هو
طريق الرؤية الإصلاحيـــة لتراثنا، التي
تأخذ بعين الاعتبار لب الرسالة القرآنية
ُ وبعدهـــا الكونـــي والإنســـاني، والـــذي
يعتبـــر إقامـــة العـــدل من أهـــم المبادئ
الإســـلامية، وأهم مقصد جاء به الوحي.
الطريـــق الثالث هو محاولـــة الملاءمة –وليس الخضـــوع – بين تراثنا والمعرفة
الإنســـانية المعاصـــرة وكل مـــا قدمـــه
الفكر العالمي للإنســـان. فالمساواة في
الحقوق بين النســـاء والرجال أصبحت
اليوم من أسس منظومة حقوق الإنسان،
ولا نـــرى أي تعارض بين المســـاواة في
الحقوق والكرامة ومبادئ الإسلام، طبعا
هنا مفهوم المســـاواة يعني المســـاواة
والعـــدل فـــي الحقـــوق والواجبـــات في
نطـــاق الفطرة التي فطـــر الله عليها كلا
من المرأة والرجل في الخلق“.
لكن بالتـــوازي مع هـــذه التصورات
التـــي تتبناهـــا المرابـــط وغيرهـــا مـــن
الباحثين والباحثات، مازالت الكثير من
التوجهات الدينية المنحدرة من الإسلام
السياسي كجماعة الإخوان أو السلفيين
تصـــر علـــى ترويـــج خطابـــات مفادها
أنـــه لا يمكن تحقيـــق مســـاواة حقيقية
بين المســـلمة والمســـلم في إطار الدين
الإسلامي.
هنا، تشـــدد المرابط علـــى أن الدين
الإسلامي يعطينا إطارا ومنهجا للحياة
العادلة والمنصفة والرافضة لأي ظلم أو
تمييز ضد أي إنســـان كيفمـــا كان امرأة
أو رجلا.
وتؤكـــد أن ”مقيـــاس الأفضلية ليس
الذكورة أو المال أو الأصل أو الجاه، بل
التقوى والعلم والعمـــل الصالح. ولهذا
فتحقيق المســـاواة ممكن في ظل الرؤية
الإسلامية، والإشكالية لا تكمن في النص،
بل في تنزيل هذه المســـاواة على أرض
الواقع، وتجاوز الفكر الذكوري المهيمن
الذي اتخذ الدين كذريعة لفرض ســـلطته
على المرأة وعلى كل المســـتضعفين في
الأرض“.
وتستشـــهد لـــدى ســـردها بعـــض
التجـــارب المســـتندة إلـــى المنطـــق
الذكـــوري بإبراز أن ”المـــرأة تعاني من
النظرة الذكوريـــة المتجذرة في الأعراف
والذهنيـــات، والتي تأثر بها مفســـرون
وفقهـــاء التـــراث الدينـــي. وبالتالـــي
تعطلت المساواة بسبب تعطل الإصلاح
السياســـي والدينـــي والثقافـــي فـــي
مجتمعاتنا. فليســـت الإشكالية إشكالية
مساواة بين الرجل والمرأة لوحدها، لأن
المعضلـــة أكبر وأعقد، فهي متشـــابكة…
وهي قبل كل شـــيء أزمـــة مجتمع برمته
وفي جميع المجـــالات. وهي نتاج تراكم
للتراجع الحضاري، والفكري، والعلمي،
وتعطيل المســـاواة هو حصيلة لكل هذه
الأزمـــات التـــي لازلنا نتخبـــط فيها في
عالمنا العربي“.
ُيتهـــم الكثيـــر مـــن الباحثيـــن
المعاصريـــن لـــدى التطرق إلـــى مبحث
مكانة المرأة في الإســـلام بأن ارتدادهم
علـــى التفســـيرات والتأويـــلات القديمة
لا يقدم أطروحات جديدة تمثل الإســـلام
وإنما هي دين جديد
الإسلام والمرأة /الطريق
الثالث{، كتاب يدشن
طريقا ثالثا ينهج مسلك
الوسطية والاعتدال ويقطع
مع المقاربات التقليدية
المرتكنة إلى التقليد الأعمى
وفي ردها على هذه الاتهامات، تقول
الباحثـــة المغربية ”كان دائما هناك عبر
تاريخ الإســـلام تيـــار تقليـــدي محافظ،
مســـمى بأهل الأثر في مقابل أهل الرأي،
يحـــارب أهل الرأي، ويمثل الأغلبية، لأنه
كان ولا يـــزال دائما خاضعـــا للمصالح
السياســـية وقـــوة الســـلطة والنفـــوذ
والامتيـــازات، يخاف مـــن التجديد لأنه
يهدد مصالحه، أمـــا التأويلات الجديدة
فهي ليســـت بمثابة ديـــن جديد، بل هي
تجديـــد لفهـــم الدين، بهـــدف البحث في
إمكانية تفعيلـــه مع مقتضيات المجتمع
المتغيـــر، ولكي يبقـــى صالحا لكل زمان
ومكان… وهذا مبـــدأ نابع من قلب الدين
الإسلامي“
يجب أن تقتنع المرأة
بأفكار المرأة قبل قناعة الرجل بها
إن ’تابو’ العادات
والتقاليـــد لا يـــزال مســـيطرا برغم ذلك،
حيث يرى المرأة عنصرا ضعيفا أو مكملا
لـــدور الرجل فـــي تنميـــة المجتمع، كذلك
ســـاهمت الدولة عبر قوانينها في هضم
حقوق المـــرأة بناء واتكالا علـــى الفكرة
الدينيـــة والاجتماعيـــة، وتغييب الواقع
المدني الذي يرى في المرأة شريكا مؤسسا
لكل نواحي الحياة وتطورها، ومسؤولا
عن الواجبات كما هي الحقوق. فلا يمكن
أن ننـــادي بحقوق المـــرأة دون مطالبتها
بالواجبات، والعكـــس صحيح، وهو ما
خلـــق لدينـــا تناقضا كبيـــرا بين دعوات
تحـــرر المرأة وتمكينها من الحقوق، وفي
نفس الوقـــت دعـــوة الكثيـــر منهن إلى
ّ التميـــز لصالحهـــا، بحجـــة الاختلافات
البيولوجية والسيكولوجية بينها وبين
الرجل“
بعض الفعاليات
الثقافيـــة لا تـــزال تعيـــش فـــي ذهنيـــة
الهيمنة الذكوريـــة، ولهذا يكون حضور
المرأة شـــرفيا أكثر منه أساســـيا، وألقي
بالملامـــة هنـــا أكثر على المـــرأة العربية،
إذا كانـــت تعاني من تجهيـــل أو تغييب
لدورها، المجال أمامها أكبر لكي تؤسس
كيانات وفعاليات تنافس حضور الثقافة
الذكوريـــة، خاصة أن الظروف في معظم
المجتمعـــات العربيـــة بـــدت أفضـــل من
السابق، وتساعد على تأسيس مثل هذه
الفعاليـــات النســـوية
*
القراءة الذكورية قراءة تمييزية ضد النساء
والرجال
Apr 4, 2021
أسماء المرابط باحثة مغربية متخصّصة في قضايا متعلقة بالمرأة والإسلام وإحدى أبرز ممثلات الحركة النسوية الإسلامية. رؤيتها لهذه المسائل المرتبطة بهذه الموضوعات من منطلق تحرري حداثي جعلتها في موضع انتقاد من قبل العديد من الجهات التي تمثل التيار المحافظ في المغرب، على اعتبار أن آراءها في الإرث والمساواة في الحقوق تمثل هدما للمرجعية الإسلامية. الـ"العرب" كانت وقفة مع المرابط لسبر أغوار ما تدافع عنه وتؤمن به من أفكار تعتبرها تدخل ضمن القراءة المقاصدية لقضايا الإسلام من منطلق إصلاحي.
تصفين نفسك باحثة وكاتبة ومفكرة ولست بعالمة دين، رغم أنك اشتغلت في الرابطة المحمدية لعلماء المغرب والتي تجمع ثلة من العلماء والفقهاء، فهل هذا يمثل نوعا من التواضع العلمي يشفع لك في ما تقدمينه من اجتهادات فقهية؟ وهل عدم تقاضيك أجرا نظير عملك في الرابطة يعفي من تحملك مسؤوليات مراجعاتك وأفكارك التي يمكن تصنيفها بالتحررية مقارنة مع ما تمثله الرابطة المحمدية كمؤسسة رسمية؟
باحثة أو بالأحرى “طالبة علم” في هذا المجال، وقد تراكم لدي رصيد معرفي أعتز به لأنه وكما قال الرسول الكريم “إنما العلم بالتعلم”، ثم إن البحث عن المعرفة الدينية ليس حكرا على أي أحد مع كل احترامي واعترافي بضرورة وجود ذوي الاختصاصات من علمائنا وعالماتنا في هذا المجال. ويبقى بالنسبة لي هذا الطريق الذي سلكته طيلة 20 سنة بمثابة شغف معرفي وحرقة على ديني أكثر من أي شيء آخر.
كنت أعمل كطبيبة متخصصة، وكان لدي راتب شهري ولم أكن بحاجة لأي تعويض مالي، وهذا بالنسبة لي كان بديهيا وأضعف الإيمان أخلاقيا، والزعم بأن المقابل هو سبب إعفائي من المسؤولية غير صحيح بالمرة لأنني كنت دائما حرة في أفكاري ولكن في ما يخص مشاريع أو أعمال تخص المؤسسة فكنت أتحمل مسؤوليتها وقرار تنظميها طبعا بالاستشارة الدائمة مع السيد الأمين العام للرابطة.
قرأتِ لكل نصوصا بخصوص علي شريعتي، والطاهر بن عاشور، والطاهر حداد، وعلال الفاسي، ومحمد عابد الجابري، ونصر حامد أبوزيد. وسابقا سيد قطب، أين تجدين نفسك في هذا المزيج من الروح الدينية الإسلامية ومستوى التحرر من عقال التقليدانية والمحافظة؟
لكن وبكل صدق يبقى فكر عابد الجابري الأقرب إلى قلبي وعقلي، إذ أن كتبه وأفكاره جعلتني اجتهد لكي أبلور فكرا دينيا يعتمد على العقلانية والمنطقية واستعمال النظرة النقدية وروح الانفتاح على المعرفة الكونية والتحرر من التقليد الاعمى
التوحيد هو أن تتحرر من كل أنواع العبودية
*
نزعة أيديولوجية: يسارية، تقدمية، قومية، إسلام سياسي، سلفية متشددة
ابن حزم، والغزالي، والكندي، والرازي، وابن رشد، وابن مسكويه صاحب كتاب «تهذيب الأخلاق».
علي شريعتي، نصر حامد أبو زيد، ومحمد الغزالي، وعائشة بنت الشاطئ، وعابد الجابري، وغيرهم.. في الحقيقة المدرسة الفكرية التي تلهمني والتي لم أعثر عليها بعد هي التي بإمكانها الجمع ما بين المنظور الروحاني الصوفي مثل روحانية ابن عربي والمنظور العقلاني المتنور لابن رشد…الجمع بين
البرهان والعرفان.
البرهان والعرفان.
الطريق الثالث يفكرني بعبد الاله بلقيز
الفيلسوف ابن مسكويه تلخص هذا المبدأ: «إذا تعارض النص مع المصلحة العامة عمل بالمصلحة لأن النص جاء أصلًا من
أجل رعايتها».
الأزمة العالمية للقيم العائلية المنبعثة من الغرب قد أثرت في مجتمعات الجنوب، وبخاصة المجتمعات الإسلامية؛ بسبب التوترات التي سببها الغرب بشكل متتابع [الاستعمار والحداثة والعولمة الاقتصادية] وكل هذا خلق وضعًا أسريًّا مختلفًا عن طبيعة الأسرة كما هي في القدم.
الأسرة رهينة بين التساهل المفرط والمحافظة المتصلبة، فالأسرة في عصرنا هذا في مواجهة تحديات متواصلة تدفعنا اليوم إلى بناء مقاربات جديدة، ولا سيما الاجتماعية والقانونية، من أجل الحفاظ على توازن هذه البنية المجتمعية، التي تظل ذات أهمية في تماسك كل المجتمع وتوازنه. يجب بناء مفهوم أسري ينعم فيه الرجال والنساء والأطفال بالحقوق والمسؤولية، في توافق رزين بين هويتهم وأصولهم الثقافية وأخلاق دين الإسلام والعالم الذي يعيشون فيه. لا بد من إعادة هيكلة الأسرة على أساس متطلبات أخلاقية، أساسها العدالة المساواتية في الحقوق والواجبات والمسؤولية.
النسوية الإسلامية
في ماليزيا مثلًا هنالك زينة أنور، وفي جنوب إفريقيا مثل سعدية الشيخ، وفي الولايات المتحدة مثل أمينة ودود، وفي إنجلترا مثل زيبا مير حسيني، وفي مصر مثل أميمة أبو بكر وملكي الشرماني وغيرهن كثيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق