السعادة في الفكر الكلاسيكي
أرسطو السعادة (eudaemonia) بأنها حياة الفضيلة والازدهار ضمن مجتمع عادل، حيث تلعب الصحة والثروة والصداقة دورًا مهمًا.
الحزن يصبح "بيتًا" للنفس:
من يعتادون الحزن لا يرون السعادة كهدية، بل كـ وميض خادع قد يخفي خيبةً قادمة.
الحزن الطويل يُشكّل هويةً نفسية، فيصبح جزءًا من الذاكرة والروح، ويُلوّن حتى لحظات الفرح بالتشكك.
السعادة كـ "ضيف عابر":
البعض يرى السعادة كـ وهم مؤقت، خاصة من مرّوا بتجارب مريرة (خيانة، خسارة، حروب).
الشعوب التي لا تحتفل بالنصر:
المجتمعات التي عانت من الحروب (مثل بعض الشعوب العربية) قد لا تثق بـ هدوء ما بعد العاصفة، فتظلُّ متوجسةً حتى في لحظات السلام.
كيف نتجاوز فخ السعادة؟
يحتاج الأمر إلى شجاعة للتخلّي عن الحذر، وتقبُّل أن الحياة ليست دائمًا سلسلةً من الخيبات.
الحل: التمسك بلحظات الفرح الصغيرة (ضحكة، صداقة، حب)، وفهم أن السعادة لا تحتاج إلى ضماناتٍ كي نعيشها.
لماذا رأت مي زيادة السعادةَ "خدعة"؟
خسارات متتالية:
فقدانها حب حياتها (جبران خليل جبران) دون أن تلتقيه، وموته عام 1931 ترك جرحاً عميقاً في روحها.
وفاة والدتها (1928) ثم والدها (1930) في فترة وجيزة، مما عزز إحساسها بالوحدة القاسية.
المؤامرة والمحنة:
بعد موت جبران، تعرّضت لحملة اتهامات بالجنون من أقاربها عام 1936 لوراثة أملاكها، وأودعت مصحاً نفسياً في لبنان.
نُهبت مخطوطاتها، وعاشت إهانات اجتماعية حوّلت حياتها إلى جحيم.
كتاباتها كمرآة لألمها:
في رسائلها لجبران: "أنا مريضة بالحزن.. كأنني وُلدت من رحم الألم".
في يومياتها: وصفت السعادة بأنها "وميض سريع يخدعنا قبل أن يُطفئه الظلام".
كيف تعاملت مع هذا الألم؟
الهروب إلى الأدب: حوّلت مكتبتها في القاهرة (صالونها الثقافي) إلى ملاذ، لكن حتى ذلك سُلب منها.
الكتابة كعلاج: كتبت في "باحثة البادية": "الوحدة قاسية، لكنها أصدق من وجوه تبتسم لك وفي قلوبها خناجر".
الانهيار الأخير: بعد خروجها من المصحّ، انعزلت حتى وفاتها (1941).. ماتت وحيدة، وكُتب على قبرها: "هنا يرقد الحزن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق