الاثنين، 12 مايو 2025

التسامح، كما يرى دريدا، ليس مجرد اللامبالاة أو التهاون مع الآخر

 بل هو انفتاح فكري على طرق تفكير وسلوكيات مغايرة، مع محاولة التعامل مع هذه الاختلافات بإيجابية. الضيافة 

الفرد لا يستطيع تقبل ذاته بكل اختلافاتها وتناقضاتها، فإن التسامح مع الآخر سيظل مجرد موقف خارجي ولا يعكس تغيرًا حقيقيًا في الفكر.

التسامح مع الذات يعني القدرة على الابتعاد عن التمسك المفرط بالهوية، والرغبة في تجنب التعصب وتضييق أفق الرؤية.

التسامح المشروط، نجد أن "المضيف" يحتفظ بالسلطة، ويضع حدودًا وضوابط لقبول الضيف.

لا توجد شروط مسبقة لقبول الآخر، بل قبول "الضيف" كما هو، بما يحمله من اختلافات وأبعاد غير متوقعة.

لقاء عفوي حيث لا يعرف أي من الطرفين من هو المضيف ومن هو الضيف.

التسامح كقيمة مشروطة و الضيافة كقيمة غير مشروطة

الديانات تدعو إلى الرحمة والمغفرة. وبالتالي، كانت الممارسات التي ترتبط به تعتبر جزءًا من الالتزام الديني، وبالتالي لا تُعتبر حقًا إنسانيًا فلسفيًا.

التسامح كـ مبدأ أخلاقي ديني وبين كونه مجرد استجابة لواجب ديني لا يتعدى كونه فعلًا تكريميًا من طرف الأقوى تجاه الأضعف.

محاولة تحويل التسامح من مجرد "تكرم" من الطرف الأقوى (مثل التسامح الذي قد يقدمه صاحب السلطة أو الشخص المهيمن) إلى "حق" يشمل جميع الأفراد في المجتمع.

الحق الفلسفي يعني أن التسامح ليس مجرد موقف اختياري يقدمه الأقوى بل هو حق أساسي يجب على الجميع احترامه دون فرض شروط أو تمييز. بمعنى آخر، التسامح كحق يتطلب مساواة في التعامل بين جميع الأطراف، بغض النظر عن القوة أو السلطة.

ضرورة نقل التسامح من واجب ديني إلى حق فلسفي. وهذا يتطلب أسس عقلانية تجعل التسامح ركيزة من ركائز المجتمعات الحديثة، حيث لا يكون مجرد تساهل أو التزام ديني، بل يُبنى على الاعتراف المتبادل بالحقوق والاحترام العميق للاختلافات بين الأفراد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق