الخميس، 12 ديسمبر 2019

نهاد ابو القمصان حقوق المرأة

 نهاد ابو القمصان-


 سر إخفاء دور النساء في تاريخ الإسلام



بلا قيود" مع نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة

صراع مصالح وكان الرسول يخيط ثوبه والرجل لابد نفقة الرضاعة الخلع والطلاق للمرأة 

درس السعودية فى أحكام الأسرة «رب الأسرة الأب والأم»
06 ديسمبر 2019

أثبتت تطبيقات قانون الأسرة العديد من المشاكل، لذا قدمت العديد من المنظمات المقترحات لتعديل القانون، كما قدم أعضاء البرلمان والأزهر مقترحات، وعقدت وزارة العدل لجنة لم تدع فيها أياً من المنظمات أو تطلب مشروعاتها للنقاش.
وبمراجعة القوانين المطروحة، سواء من الأزهر أو من البرلمان نجدها لم تقدم رؤية أكثر تفاعلاً مع تطورات الحياة أو تدرس القضايا الواقعية ولا التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، بل جميعها وقع تحت ابتزاز أصحاب الآراء شديدة المحافظة وتفسيرات ذكورية ستؤدى إلى مزيد من التعقيد.
وفى الوقت الذى يدعى فيه البعض الحرص على الأطفال، لم نجد ما يشير إلى ذلك، بل هو صراع لإلغاء الخلع وتحويل عقد الزواج إلى عقد عبودية لشراء جارية، وصراع لحرمان الأطفال من أمهاتهم، أو سحب أى حقوق للأمهات فى رعاية أطفالها، مثل الولاية التعليمية، ولم ينظر أحد إلى ترتيب الوصاية على الأطفال الذى أدى إلى تشريد آلاف الأطفال، أو سكن الحضانة الذى يعد أزمة كبرى بعد طرد الأطفال من بيوتهم فى الشارع مع أمهاتهم، وإنما يقف الجميع على النصوص الجامدة لصالح فئة من الذكور يعميها الغضب من فكرة أن تكون الزوجة قادرة أن تقول لهم لا.
ولمن يمارس الإرهاب النفسى والابتزاز ضد من يسعى للإصلاح باسم الدين، لا بد من مراجعة تعديلات السعودية لأحكام الأسرة 2019، التى تعد ثورة فى المفاهيم، حيث وضعت مصلحة الطفل هى المعيار الوحيد للإصلاح مرتكزة على قاعدة (حيثما تكون المصلحة، فثم شرع الله)، فجعلت رب الأسرة الأب والأم، وفى الخلاف الحضانة للأم مع كامل التصرف فى كل ما يتعلق بشئون الطفل دون جدال نظرى عقيم حول الولاية، الوصاية التى تنتقل للجد أو العم ولا وجود للأمهات، حيث نصت تعديلات السعودية على التالى:
1- رب الأسرة: الأب أو الأم بموجب المرسوم الملكى رقم م/134 وتاريخ 27/11/1440هـ الموافق (30 يوليو 2019م)، والوصاية تثبت للأم وتشمل ثبوت حضانة الطفل للأم دون الحاجة لإقامة دعوى فيما ليس فيه نزاع، التبليغ عن المواليد، طلب سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، الحق فى إصدار الجواز والسفر بالمحضون أو التصريح له، تضمين صك الحضانة أن للحاضن تسلم المبالغ التى تصرف للمحضون من إعانات ومكافآت شهرية أو موسمية من الجهات الحكومية والأهلية، وتضمنت قواعد الحسابات البنكية.
2- إلغاء أمر الطاعة
لا توجد عقوبة قانونية تترتب على عدم طاعة الزوج إنما هو توجيه وإرشاد فيما يضمن استقرار الحياة الزوجية وانسجام الزوجين، وتم إيقاف قبول دعاوى طلب انقياد الزوجة جبراً لبيت الزوجية.
3- دعاوى الطلاق تنظر كأولية «على سبيل الاستعجال»
صدر تعميم وزارى رقم 8/ت/31 فى 10/3/1411هـ الذى جاء فيه الحث على سرعة النظر والبت فى القضايا الزوجية وإعطاؤه الأولوية بين القضايا.
4- الوصاية والحضانة على الأطفال
يلزم والد الأطفال بالنفقة والسكن والحضانة لوالدتهم. وفى حالة الطلاق، تحدد حضانة الطفل للأم، ثم أم الأم (الجدة)، وإذا كان بقاء المحضون لدى الجدة يمثل ضرراً على المحضون فينتقل حق الحضانة للأب ما لم يكن هناك ضرر على المحضون عند الأب، فالمعتبر فى الحضانة أنها تحقق المصلحة الفضلى للمحضون. وللطرف غير الحاضن حق زيارة المحضون.
5- قاضى الأسرة يحيل مرتكب العنف ضد الطفل للجنايات
- تعميم رئيس المجلس الأعلى للقضاء بخصوص التحقق من حال الأطراف الصحية والاجتماعية والنفسية والاطمئنان الأمنى على المحضون حال الحكم بالحضانة. أى يحيل القاضى الشرعى إلى القضاء الجنائى الحالات التى يشك فيها بحدوث عنف للطفل.
+++++++++++++++
هم أرادوا الموت.. ونساء مصر أرَدْنَ الحياة
إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
نعم، أراد الشعب المصرى الحياة الكريمة، انطلق ساخطاً يطلب العيش والحرية والكرامة الإنسانية، ثلاثية لا يمكن المساومة على أى منها.
مصاصى الدماء كانوا قابعين فى الظلام فلم نرَهم إلا عندما خرجوا لإشاعة الظلام، فكانت المرأة المصرية عند خط المواجهة الأول عندما هجم عدد منهم على كوافير حريمى فى المنصورة وهى محافظة ريفية فخرجت العاملات فى الكوافير تطاردهم بأحذيتهن.
وعندما وقف بعضهم فى موقف ميكروباص بين المحافظات يريدون فرض أفكارهم العفنة وتفريق الرجال والنساء فى المواصلات بدعوى منع الاختلاط تصدى لهم سائقو الميكروباص ومعهم السيدات.
وعندما أرادوا إلغاء قوانين بها بعض حقوق المرأة وقفت لهم النساء أمام مجلس الشعب ووزارة العدل.
كانت هذه الأخبار تتناثر فى الصحف على سبيل التندر لكنها كانت لى مؤشرات النصر فى وقت تأخون وتسلَّف فيه كثير ممن كانوا فى السلطة وكادوا أن يسلموا مصر.
 أرادوا أن يأكلوا لحمها حياً بتزويج طفلات فى عمر تسع سنوات.
أردنا تجريم الختان وأرادوا فرضه ونظموا قوافل قالوا إنها طبية لتقطع أجساد الصغيرات البريئات.
أردنا المشاركة فى صناعة القرار بضمان ربع المجالس المحلية والبرلمان للمرأة
++++++++++++
أمة معلقة فى الزمن
فى أربعينات القرن الماضى كتب الدكتور «زكى نجيب محمود» مقالاً بعنوان «بيضة الفيل»، طرح فيه فرضية ماذا لو أن الفيل، وهو من الثدييات، بدل من أن يلد - يبيض، ماذا سيكون موقف العلماء، واستطرد قائلاً إن موقفهم سيدور حتماً حول لون البيضة وحجمها وقوة الوليد الخارج من البيضة، وإن العلماء انقسموا إلى فريقين لمناقشة الأمر، استناداً إلى مناهج علمية درسوها ويدرسونها، مثل القياس والاستنباط، وبينما النقاش محتدم سمعوا دوياً هائلاً فى المدينة، فسأل عنه الشيخ الأكبر فقيل له إنه دوى قنبلة نووية صغيرة للغاية استطاعت تدمير مدن بأكملها،
النقاش فى العديد من القضايا لم يتزحزح خطوة واحدة للأمام ليس منذ ثمانين عاماً فقط وإنما منذ ثمانمائة عام ويزيد، فأمام كل قضية تطرح لا نملك إلا مناهج البحث التى تركها لنا الأولون، وعلينا أن نعبدها ونجترها أمام كل سؤال متعلق بحياتنا المعاصرة، لنصبح معلقين فى زمن الأولين، غير قادرين على الخروج من زمنهم، أو حتى نتعلم منهم كيف كانوا مبدعين فى فقه وقضايا عصرهم، لم يجرؤ من يقال عنهم علماء الأمة أن يستلهموا من العلماء الأولين جرأتهم فى تناول القضايا المعاصرة فى عصرهم وزمنهم، بل يقيسون قضايا عصرنا وزماننا على عصور الأئمة الأوائل، وكأننا مسجونون فى هذه الأزمنة، بل وصل الأمر إلى تحويل آراء علماء مختلف عليها إلى دين جديد فى حد ذاته، وتحويل أشخاص يصيبون ويخطئون إلى آلهة مقدسة لا يجرؤ أحد على نقدها، هذا التعليق فى الزمن أدى لارتباك عظيم فى الشخصية لدى الكثيرين، ما يشبه الانفصام العقلى المرضى، خاصة فى قضايا المرأة، فلا يعلم الكثير موقفه من المرأة عموماً، بدءاً من أمه، هل الجنة تحت أقدامها، أم أغلب النساء فى النار ومنهم أمه، هل يحترم عقلها الجبار، ولولا هذا العقل لكان هو نفسه فى ضياع، هل يتعامل مع أخته الأكبر والأذكى والأنشط والأجرأ والأكثر حزماً على قدم المساواة، أم يعاملها باعتبارها نصف إنسان، فاقدة الأهلية بحاجة إلى ولى يحدد حركتها ويقيم تصرفاتها؟ وفى الحياة العامة هل يتعامل مع رئيسته فى العمل، وهى مثله الأعلى فى الجد والاجتهاد والانضباط والذكاء؟ كيف يتعامل مع قاضية على منصة القضاء، أم وزيرة تخطط للدولة أو مستشارة للأمن القومى؟ كيف يرى كل هؤلاء النسوة، يراهن بعين الأئمة والعلماء الأولين الذين يرون عدم السماح لهن بالسفر إلا بمحرم أم يراهن بالتطور الحديث الذى وصل الدول العربية والإسلامية ولحق بالركب السعودية نفسها، أزمة التعليق فى الزمن أزمة حقيقية لم يعد من الممكن تجاهلها، خاصة فى عصر أصبح تداول المعلومات سريعاً وكاشفاً أننا نتخلف ونخرج من دائرة العقل، وهذا الجيل لن يقبل الإرهاب باسم المقدس، لا فكراً ولا شخصاً، فإما أن نحترم الأولين ونقدم لهم الشكر على اجتهاداتهم ولكن نتحرر منهم لنجتهد لزماننا بعقلنا أو ستتسع الفجوة بين ما يعتقده البعض ديناً وبين حياة ومصالح الناس، ولن يفلح الإرهاب والتهديد بمخالفة الدين، فالأئمة فى مصر ليسوا الوكلاء الوحيدين باسم الدين، وعليهم أن يروا ما يفعل المجتهدون فى الدول الإسلامية الأخرى، ليعرفوا أن الكثيرين هنا للأسف ما زالوا يناقشون هل الفيل يلد أم يبيض؟
++++++++++++++++
المرأة والبورصة
من اللافت أن من يكتب على محرك البحث «جوجل» بالعربى «المرأة مكانها» ويسكت، سوف يكمل له محرك البحث الكلمة بـ«مكانها البيت»، «مكانها المطبخ».
أما أن يكون مكانها البورصة والمال والأعمال فهو أمر جديد على الثقافة العربية الحالية، لكن المرأة المصرية والعربية فرضت نفسها ولمعت فى مجال المال والأعمال وأصبحت أسماء الخبيرات فى البنوك يشار إليها بالبنان وكالعملة الذهبية مرادف للثقة.
لكن رغم الجدارة والثقة يظل هذا النجاح غير مرئى نتيجة الثقافة التمييزية فى المجتمع، الأمر الذى يستلزم اتخاذ إجراءات واضحة لإتاحة الفرصة لاستثمار قدرات النساء فى مجال المال والأعمال، الأمر الذى أقدم عليه بشجاعة الدكتور محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، بإصدار قرارين مهمين وهما القرار (123 و124) لسنة 2019 بتعديل قواعد قيد وشطب الأوراق المالية لضمان تمثيل المرأة فى مجالس إدارة الشركات المقيد لها أوراق مالية بالبورصة المصرية، وكذلك الشركات العاملة فى مجال الأنشطة المالية غير المصرفية.
++++++++++++++++++++++
المشاركة الإيجابية للمواطنين من أجل الصالح العام
16 سبتمبر 2019
هدف المواطنين فى أى دولة فى العالم هو الحصول على الخدمات التى تضمن لهم الحياة الكريمة، وأن تكون تلك الخدمات على درجة من الجودة والكفاءة، وأن يكون لهم دور فى الرقابة على الأجهزة التنفيذية ومحاسبتها على أى تقصير، وتبدأ الرقابة والمحاسبة من المجلس الشعبى المحلى، حيث تعـتبر المجالس الشعبية المحلية حلقة الوصل بين المجتمعات المحلية والسلطتين التنفيذية والتشريعـية فى الدولة، وتُعـد هى المسئولة الأولى عن التنمية الاقتصادية والعـمرانية والاجتماعـية لمجتمعاتها المحلية، بالمشاركة مع الأجهزة التنفيذية لوحداتها الإدارية. غياب المجالس المحلية لسنوات يفتح المجال للفساد وأيضاً الشائعات والحكايات، وللمشاركة فى المجالس الشعبية المحلية أهمية كبيرة على المستوى الفردى والمستوى الوطنى وهى:
1) التنشئة السياسية للمواطنين/ات: من خلال الانتخابات الديمقراطية تتعمق تجربة المواطن العادى فى موضوع الانتخابات، وبالتالى يكون على استعداد لممارسة مثل هذه التجربة فى الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، بل إن ممارسته لهذا الحق تعطيه المبادأة والحماس والثقة فى النفس، كدلالة على مشاركته الإيجابية فى تقرير الشئون العامة لوطنه أو بلدته، أيضاً ممارسة مثل هذا الحق تعمق الانتماء لدى المواطن، سيما إذا كان هناك انتخابات دورية لجميع المستويات (عضوية المجلس المحلى خطوة نحو الصعود إلى قمة المناصب السياسية).
2) إقامة رابطة وصلة بين المواطنين والنظام السياسى: حيث يبقى المواطنون/ات على صلة مع نظامهم السياسى، وذلك من خلال ممثليهم المحليين، الذين يقومون بدورهم بنقل مطالب المواطنين واحتياجاتهم إلى السلطة المركزية، ويعنى أيضاً مشاركة المواطنين/ات فى العمل على حل هذه المشاكل وتلبية الاحتياجات، ويبقى الاتصال والتواصل بين الحكومة المركزية والمواطنين من خلال هيئات الحكم المحلى.(يعتبر عضو المجلس المحلى حلقة الوصل الأولى بين المواطن والنظام)
3) ظهور القيادات: وزعامات سياسية بل رؤساء دول، فالهيئات المحلية تعتبر الحاضنة الأساسية لبناء قدرات وتمكين هذه القيادات، فمن خلالها يبدأ الأشخاص بتحمل مسئولياتهم، ومنها يبدأ العمل من أجل الصالح العام، والدفاع عن حقوق المواطنين، فهى إذن مقدمة أساسية ليتبوأ هذا الشخص مركزاً سياسياً متقدماً فى الدولة (يتم اكتشاف القيادات الجديدة من خلال أعضاء المجلس المحلى).
4) تفعيل المشاركة المحلية: حيث إن الانتخابات المحلية هى إحدى الطرق الرئيسية لتفعيل المشاركة المجتمعية ودافع أساسى لها، لتصل فى النهاية إلى مشاركة المواطنين/ات فى التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والإشراف وأخيراً التقييم، ما يعود بالفائدة على المجتمع المحلى نفسه (تمكين المواطنين من المشاركة فى وضع خطط تنمية المجتمع والإشراف عليها).
5) تتيح المشاركة الشعبية فى التنمية واتخاذ القرار والتخفيف من حدة المركزية المفرطة، بما يمكن كل محافظة من استغلال الموارد والثروات الطبيعية والبشرية واستغلالها الاستغلال الأمثل، ما يتيح المنافسة بين المحافظات لتحسين الأداء فى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين المستوى المعيشى داخل كل محافظة، وبما يتيح للمركز إعداد استراتيجية وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطنى ومتابعة المشاريع والقضايا الاستراتيجية التى تهم الدولة، أما متابعة تنفيذ الخطة والمشاريع المحلية فتوكل هذه المهمة للمجالس المحلية (القضاء على المركزية وتنمية باقى المحافظات).
++++++++++++++++++
«بين بحرين» فيلم يفتح الجرح ليطبّبه
حضرت العرض الخاص لفيلم «بين بحرين»، وما إن أطفئت أنوار السينما، وجدت نفسى فى قلب الريف المصرى المحصور بين بحرين من العزلة عن التنمية والتعليم، وبين أفكار اجتماعية، وتأويلات دينية مليئة بالتناقض تُكثر الحديث نظرياً عن تكريم المرأة فى المنابر وإهانتها وسحقها فى الواقع، ما جعل المرأة تعانى معاناة مركبة لم تقف عند حد النساء، وإنما تمتد للأطفال البنات بجرائم تودى بحياتهن، ونساء تعلق حياتها على أوهام انتظار الفارس المخلص الذى ينشلها من الفقر، ونساء جائعات لكلمة عطف.
فيلم «بين بحرين» يخطف المشاهد من عالم روتينى إلى الغوص فى أعماق عوالم أخرى محيطة بنا نمر عليها كل يوم ولا نراها، أحداث الفيلم تبدأ أثناء زيارة قصيرة تقوم بها شابة متزوجة «زهرة»، ومعها بنتان لحضور زواج أختها، تتعرض فيها إحداهما لحادث مأساوى، تسعى «زهرة» بعده لاستعادة حق ابنتها، كما تصر على إكمال تعليمها وتنوير المجتمع من حولها، وفى مسار سعيها يتعرض الفيلم للعديد من القضايا بالتحليل دون مزايدة أو تقعير، منها دور الأب كحامى وامان، ويتعرض لجريمة الختان بصورة لم يتعرض لها من قبل فيلم سينمائى أو عمل درامى، تحليل ليس فيه تعالٍ أو إطلاق أحكام على الناس، فهى جريمة تتم بدوافع الحب والرعاية من قبل الأهل، ولا تستطيع الضحايا أن تقاوم لأنهن طفلات بالدرجة الأولى والثقة والحب لأهلهن، هى جريمة موجعة ومن يدرك ذلك يشعر بوجع الأب فى الفيلم
الفيلم تعاون مشترك بين المجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، هذا الثنائى الداعم للفيلم يجعلنا أمام فيلم غير عادى، فقد تم تدقيقه من خبرات مهمة لمراجعة القضايا المطروحة وأبعاد طرحها، فمع احترامى للكاتبة أو كاتبة السيناريو، لكن من خبرتى فى مراجعة بعض الأعمال الفنية، وجود جهات ذات فكر ورؤيا لمراجعة ما يكتب يجعل الرسائل منضبطة وغير متناقضة، ويجعل طرح القضايا الجادة يتخذ شكلاً يجمع بين العمق والإبداع ويبعد عن الملل أو الخطاب الإنشائى من جانب، والتسطيح من جانب آخر.
هذا الجهد المشترك جعل الفيلم علامة مهمة، ويذكرنى بأعمال سينمائية عالمية ناقشت قضايا حقوقية Lord of the war مثل الفيلم الذى قام ببطولته الفنان العالمى نيكولاس كيدج، وقامت بإنتاجه منظمة العفو الدولية، وأفلام أخرى عدة سواء على مستوى السينما العالمية أو العربية، لذا حصد فيلم «بين بحرين» العديد من الجوائز بمجرد الانتهاء منه، فقد حصل فيلم «بين بحرين» على أربع جوائز، منها اثنتان من مهرجان بروكلين السينمائى، واثنتان فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة.
الفيلم من إخراج أنس طلبة، وتأليف مريم نعوم، وسيناريو وحوار أمانى التونسى، وعدد كبير من النجوم الشباب والشابات، وإن كان الفيلم لم يعتمد على نجوم الدرجة الأولى ربما لأسباب إنتاجية، لكن كل من شارك فى الفيلم، سواء بالبطولة أو أطل بمشهد واحد أكد مكانته كنجمة أو نجم كبيرين، أداء رائع يأخذنا مع كم هائل من المشاعر بين الفرح والحزن والسعادة والقلق، وفى قلب هذا ينتزع من المشاهد بجانب الدموع ضحكات على طريقة شر البلية، إنه فيلم يستحق أن يعرض فى كل السينمات، ويشاهَد على نطاق واسع.
+++++++++++++
لماذا تم إخفاء تاريخ النساء فى الإسلام؟ (1 - 4)
من يقلب صفحات التاريخ، يجد أن النساء فى صدر الإسلام، كن مشاركات فى الحياة العامة والجيش، لكن تم إخفاء الكثير، وما تم تداوله ووصلنا انتقائى يتطابق مع رؤية ذكورية شديدة الرجعية، استخدمت تفسيراً مغلوطاً لأحكام عديدة لها علاقة بالمرأة، مثل الشهادة، التى يستخدمها الكثير للحد من قدرات النساء أو منعهن من الوصول إلى المناصب، وتم عمداً إخفاء أن النساء كن راويات حديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أى سجلن أعظم وأخطر الشهادات عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد حدثنا «ابن سعد» فى طبقاته عن سبعمائة امرأة روين عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أو عن بعض أصحابه. و«ابن حجر» فى كتابة «الإصابة فى تمييز الصحابة» يُترجم سيرة ألف وخمسمائة وثلاث وأربعين سيدة من المُحدثات، ويشهد لهن بالعلم ويوثقهن.
وقد تم السطو على التاريخ، وإخفاء سيرة النساء عمداً، لتعانى الكثير من الفتيات والنساء من الكثير من أشكال العنف ضد الفتيات والمرأة والتمييز ضدهن، سواء فى المنزل أو العمل، وتقوم الكثير من الأسر والجهات بذلك، متأثرات بأفكار الجماعات الدينية فى مصر، التى تنشر أفكاراً عن المرأة، مثل أن صوتها عورة وشعرها عورة، وأنها مخلوق «نجس» فى فترة الحيض، وشخصيتها ضعيفة سهلة الانقياد، لذا فهى فى حاجة إلى الحماية الدائمة وفرض الوصاية عليها، بل وممارسة العنف ضدها، إذا تجرأت وطالبت بحقها فى أن تقرّر لحياتها المسار الذى تريده، وتعتقد الأسر والمجتمع أن ما يُقال لهم هو الدين، وأن عليهم اتباعه، الأمر الذى يحرم الفتيات والشابات من فرص عادلة فى الحياة، ويقيّد حركتها وحريتها وأحلامها.
وتقدم الجماعات الدينية، سواء السلفيون أو المتأثرون بهم، تفسيراً ذكورياً انتقائياً للدين وللتراث الإسلامى، فانتقوا منه ما يدعم رؤيتهم، وحجبوا ما لا يدعمها كما تم الخلط بين الدين وعادات الصحراء ما قبل الإسلام.
كما قاموا بتوظيف أصول الفقه بشكل غير دقيق وغير عادل، لأغراض غير دينية، لذا قرّرنا أن نعيد نشر سير نساء قمن بأدوار عظيمة فى الماضى، لنتعلم فى الحاضر والمستقبل، ألا نقع تحت إرهاب فكرى، ولكى نعرف قدرنا حق المعرفة، من هؤلاء النسوة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، الشهيرة بأم عمارة، التى شاركت فى غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، قال فيها رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، يوم أُحد: «ما التفتُ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دونى».
ثم شاركت أم عمارة بعد ذلك فى غزوة بنى قريظة. وفى سنة 6هـ، خرجت أم عمارة مع النبى محمد وألف وخمسمائة من المسلمين لأداء العمرة. وبايعت النبى مع من بايعو بيعة الرضوان على الموت، وهى البيعة التى نزل فيها الوحى بقوله تعالى: «لَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً»، كما قال النبى محمد عمن بايعه يومها: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بعدئذ صلح الحديبية الذى عُقد بين المسلمين وأهل مكة بعد عودة عثمان. ثم حضرت مع النبى محمد عمرة القضاء فى العام التالى.. كما قاتلت فى خيبر وعمرة القضيّة وغزوة حُنَيْن، ويوم اليمامة من الرسول إلى عمر بن الخطاب، كانت مقاتلة عظيمة، ولم نسمع عنها مثل أخريات كثر..
++++

ميادة كيالي: التأويل الذكوري للنصوص الدينية قيد المرأة

يطلق هذا الكتاب للباحثة والكاتبة السورية ميادة كيالي “المرأة والآلهة المؤنثة في حضارة وادي الرافدين” نداءً إلى المنظمات الحقوقية والنسوية العربية والشرقية للعمل على تكثيف الجهود للإضاءة على ماضي المرأة في المشرق، وإعادة عملية تأويلية جديدة وحيادية لهذا التاريخ من أجل إعادة البناء وتصحيح المفاهيم لنهضة مجتمعات التخلف التي حُرمت من مشاركة بنّاءة للمرأة تحت شعارات عززتها مؤسسة ذكورية هيمنت حتى على النتاج الفكري وربطته بها كإحدى مميزاتها.

وحتى يتم فصل الاشتباك ما بين التشريع والاجتماع، أو بين ما هو ديني وما هو دنيوي، فإن الحاجة تغدو ضرورية لتشريعات مدنية تنصف النساء وتكرمهن، فالله لم يخلق الإنسان لكي يشقى، بل ليتمتع بحياة كريمة، وليكون صورة كاملة عن الإله بكل الخير والرحمة التي يمثلها، فالمرأة تحمل في أحشائها مولّد الحياة والرحمة، ولها الحق في أن تكون شريكة حقيقية في صياغة أشكال الحياة بمختلف وجوهها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق