ه. معتقدات يعتقد بها متغيرة وثابتة تشكل تلك المنظومة الإيمانية، الإيمان – بأي شيء- هو أساس ومركز الهوية لأي إنسان.
عبر تاريخ البشرية كلها، سواء اعتمدت النسخة الدينية لآدم وحواء في توثيق هذا التاريخ أو الجد القرد المؤسس الأكبر أو من زمن إنسان الكهف الأول، كان هنالك الإيمان، وبمسيرة تاريخية متعاقبة بمفهوم هيغلي للتاريخ لا كتتابع اعتباطي للأحداث، كان ينبثق من هذا الإيمان تلك المؤسسات التي مثلت الأديان والعقائد الكثر تنظيما.
واليوم، إذا نظرنا إلى تلك المنظومات الإيمانية للأديان الأكثر تنظيما (وهي ليست الأديان السماوية الثلاثة التقليدية وحسب)، فسنجد أن أكثرها تنظيما وتعقيدا على الدوام كانت الكاثوليكية، والتي لا تتعامل مع مليار ونصف من البشر المؤمنين بها والمنضوين تحتها وحسب، بل تتشابك فعليا ويوميا مع ألفي سنة من العقيدة بين تزمت وانفتاح وإرث من التاريخ الثقيل والضخم المليء بالنزاعات والتسويات والإمبراطوريات والممالك والحروب والسلام.
وعليه، فإنه من المرعب والمثير بنفس الوقت أن يكون أي إنسان، هو ذلك القائد لكل هذا الدفق البشري المتواتر والمتواصل متربعا على الكرسي الرسولي في حاضرة الفاتيكان في روما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق