الأحد، 29 ديسمبر 2019

برنار ستيغلر ومستقبل العمل

المؤلف في سطور
برنار ستيغلر، فيلسوف وكاتب فرنسي. يتولّى منذ عام 2006 إدارة «معهد البحث والتجديد» الذي أسسه في إطار «مركز جورج بومبيدو للفن الحديث» بباريس. وهو رئيس «الجمعية الدولية من أجل سياسة صناعية للتكنولوجيات الحديثة».
من مؤلفاته «الزمن والتقنية» و«الحماقة والمعرفة في القرن الحادي والعشرين».
 2015 الكتاب: المجتمع الآلي ــ الأوتوماتيكي. مستقبل العمل

المرحلة الحالية يسمها بروز «مفهوم تقني للعالم»

المجتمع الآلي ــ الأوتوماتيكي.. مستقبل العمل

مجموعة إحصائيات تقديرية أميركية وبريطانية وبلجيكية وفرنسية تصب جميعها في القول إن بلجيكا وبريطانيا وبولندة وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وعدد من البلدان المتقدّمة الأخرى، معرّضة لفقدان نسبة تتراوح بين 43 بالمائة و50 بالمائة من فرص العمل فيها خلال فترة ما بين 10 و15 سنة قادمة. مثل هذه التوقعات تكررت في العديد من وسائل الإعلام الأخرى.

يقوم المؤلف بعملية تقديم لمستقبل العمل بنوع من رسم مساره تطور مفاهيمه منذ اليونان القديمة، حيث كانوا «يفضلون الفلسفة والسياسة» على العمل اليدوي الذي كان يعني آنذاك «اختزال الإنسان إلى مجرّد ضرورة مادية» إلى الحقبة الحالية، حيث غدا العمل «ضرورة حيوية للعيش» بالنسبة لأغلبية البشر. وذلك مروراً بتعريفات مختلفة ليس أقلّها شهرة تلك التي رأت في العمل «مصدراً للاغتراب».. الخ.

«الرؤية التقنية للعالم» تزامنت مع بروز المفاهيم الرأسمالية على الصعيد الاقتصادي.

ثمرات التكنولوجيا تساهم، إلى جانب الخدمات الكبرى التي تقدمها، في «تسميم أنماط الحياة التي نعيشها».

شرح برنار ستيغلر أن الكثير من رجال السياسة في الغرب اليوم يكيلون الوعود أن «البطالة هي بصدد الاندحار ثمّ الهزيمة». ولا يتردد في التأكيد أن هذا القول يمثل «وهماً» كبيراً. ذلك أن العودة إلى خلق فرص العمل تماشيا مع مبادئ الرأسمالية «تتناقض» مع واقع أن «زحف التكنولوجيا الرقمية إلى أسواق العمل» يؤدّي إلى «فقدان أعداد كبيرة من البشر لأعمالهم».

ويستعيد المؤلف لحسابه مقولة كان رددها بيل غيتس في واشنطن بتاريخ 13 مارس من عام 2014 : «مع تعميم استخدام أجهزة الروبوت بكل أنواعها ستتناقص كثيرا فرص العمل خلال ال20 سنة القادمة. وإلى درجة أن ذلك سيخلق وضعا استثنائيا».

وينقل المؤلف في السياق عن دراسة فرنسية تعود لشهر أكتوبر من عام 2014، نشرتها صحيفة «جورنال دو ديمانش»، أنه «منذ الآن وحتى عام 2025 سوف يتم إلغاء ثلاثة ملايين فرصة عمل سيكون ضحاياها من الطبقة الوسطى والمهن الحرّة والمهن اليدوية الأخرى».

 الآثار التي تترتب على هيمنة الثورة الرقمية وتكنولوجياتها على مختلف النشاطات الإنسانية من الحياة اليومية إلى الاقتصاد والسياسة وغيرهما من مشارب النشاط البشري. ويبيّن كيف أن «غزو الآلة لحياة الإنسان» هي بمثابة النتيجة الأساسية لما يطلقون عليه توصيف «اقتصاد الداتا» الذي اجتاح بـ«سرعة الضوء» مجالات العمل الإنساني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق