الجمعة، 28 يونيو 2019

هل تراجع «التديّن» بين الشباب العربي؟

بعنوان مثير هو «هل بدأ الشباب العربي يدير ظهره للدين؟»، نشر موقع «بي بي سي» استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة «الباروميتر العربي» في الفترة من 2018 إلى 2019، شارك فيه نحو 25 ألف شخص من عشرة بلدان عربية هي مصر والسودان والأردن والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين. 
وجاء الاستطلاع على شكل محاور عدة، منها محور حول التديّن، أظهرت نتائجُه تغيراً لافتاً في الموقف من الدين في الوقت الراهن مقارنة بسنة 2013، خصوصاً في أوساط الشباب دون سنّ الثلاثين، حيث «ارتفعت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم غير متدينين من 8 في المئة إلى 13 في المئة.

هل هذه النتائج تستدعي القلق بشأنها من حيث إن الدين يشكّل أحد أهم عناصر هوية الشعوب العربية، خصوصاً إذا أظهرت استطلاعات أخرى مستقبلاً ارتفاعاً أكثر في نسب غير المتدينين؟ هل بالتراجع عن التديّن يمكن أن نفقد كعرب وكمسلمين حقيقتنا، وذواتنا، وكينونتنا، وسماتنا، وما يميزنا عن غيرنا، فنكون بلا مرجعية، ولا خلفية، ولا فلسفة خاصة بنا، ونذوب في هويات الآخرين ونفقد استقلاليتنا؟ 

فقد تعرّض مفهوم «التديّن» إلى تشويه حقيقي، وصار مرادفاً للتزمّت، وعدم قبول الآخر، والاستعلاء على المختلف، والتشدّد في العبادات، والتهاون في المعاملات. وارتبط المفهوم بجملة من الشكليات، كإطالة اللحية وتقصير الثوب، وبعدد من السلوكيات، كالتدخل في شؤون الآخرين ومحاسبة الناس والوصاية عليهم، وبمجموعة من التصوّرات، كجاهلية المجتمعات وكفر الحكومات. هذا فضلاً عن الصراع بين الذين يصنّفون كمتدينين من مختلف المذاهب والتيارات. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق