السبت، 22 يونيو 2019

هوسرل ومذهب الظاهراتية

ظواهر الوعي أو المعطيات المباشرة، والتي تتمثل في أفعال الفكر، يجب أن تكون محل الاهتمام الأول من جانب الفلاسفة، وعليهم ألا يقوموا بإصدار الأحكام على تلك الظواهر، وهو ما يُعرف بـ''مبدأ تعليق الحكم''، وهنا يشير هوسرل إلى ضرورة تحديد مصطلح (الفينومينولوجيا) بالشكل الذي يتفق مع منهجه؛ لأن هذا المصطلح وهو من مصطلحات الفلسفة، الحديثة، يقصد به دراسة كيفية تجلي الوجود الواقعي في الواقع، ولكن هوسرل يرى أن ''الفينومينولوجيا'' تعني الوصف السيكولوجي المحض لأفعال الفكر، والتي من خلالها نصل إلى الموضوعات المنطقية من دون السعي إلى تفسير تلك الأفعال، وهو يدعو إلى ضرورة الاعتناء باللفظ؛ لأن دلالته ومعناه يُعدّان شيئاً ثابتاً وليسا رهناً بأي تداعيات أو تقلبات·

هنا يمكن القول إن فلسفة هوسرل هي فلسفة للماهيات، وكلمة ماهية هنا لا تستخدم بمعناها العميق - أي ما هو عليه الوجود- بل فقط ما هو عليه المظهر·

 المشكلة الفلسفية الأساسية تتمثل في الوجود، وعلى الفلاسفة أن يتعاملوا مع هذا الوجود كما هو، مع التحرُّر من أي قوالب فكرية مُعدة سلفاً لشرح وتفسير ذلك الوجود· وهنا فقط يمكن معالجة مشكلة معرفة الوجود على أساس منطقي وواقعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق