مبكرا فى تاريخ الإسلام على بن أى طالب- كرم الله وجهه- حين قال «القرآن حمّال أوجه»، لقد قتل عثمان بن عفان بادعاء من قاتليه أنه خرج عن القرآن الكريم، وقتل على بن أبى طالب، لأن قاتله عبدالرحمن بن ملجم ومن معه من الخوارج قرروا أنه لم يحتكم إلى الله ولا إلى كتابه، وقبل تحكيم البشر، أى أبوموسى الأشعرى وعمرو بن العاص، وهكذا الحال فى كثير من وقائع القتل الأخرى، كلها تمت بزعم من القتلة بأن المقتول خالف الله سبحانه وتعالى، وحين نتأمل واقعنا نجد أننا بإزاء مجموعات من الإرهابيين يقتلون الأبرياء ويدمرون الحياة ما وسعهم ذلك، ويهتفون «الله أكبر» ويرددون بعض آيات القرآن الكريم؛
السؤال: كيف نرتقى بهذه الأذن إلى مستوى يقترب من روح النص والكلام الإلهى؟
وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا يجب أن يبذل، من العلماء والمتخصصين لتقديم تفسيرات للنصوص الإلهية تتواءم مع قضايا العصر ومع واقعنا وما يكتنفه من مشكلات، ومازلنا نرى إلى اليوم من يقف عند تفسيرات سنية ومفاهيم محددة تعتبر النص الإلهى، وتجعله يبدو وكأنه نزل لعصر غير عصرنا ولأناس غيرنا، وكأنه مطلوب أن نهاجر من واقعنا ونغترب عن عصرنا ونعود إلى قرون سابقة، حيث كان ابن تيمية وابن كثير وغيرهما، فهؤلاء اجتهدوا لزمانهم وقضايا واقعهم، وهى بالتأكيد ليست قضايانا نحن اليوم وزماننا مختلف تماما.
نحتاج أن نتعامل مع النصوص الإلهية بضمير إنسانى وعقل منفتح؛ فالأديان جاءت لتؤكد إنسانية الإنسان لا أن تسلبها أو تلغيها، وجاءت أيضا لتؤكد معانى الرحمة والرأفة إلى جوار الحرية والعدل، وهذا كله ليس كل شىء،
هل تشكَّل القرآن من خلال الأحداث الاجتماعيّة؟
أسئلة منطقية ومشروعة يحتاج الإجابة عليها استخدام مناهج بحثية حديثة أقلها تفكيك بنية النص الديني والتعامل معه على إنه نص تاريخي لا إلهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق