إعلان الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، بأن الثلاثاء، هو المتمم لشهر رمضان. بعد أن تناقلت صحف ومواقع إلكترونية، عديدة، تصريحات لعلماء، متخصصين في علم الفلك، أكدوا أو رجحوا فيها، استنادًا إلى الحسابات الفلكية، أن يكون اليوم نفسه، هو غرة شوال، أي أول أيام عيد الفطر المبارك!.
الجدلية العلمية بين علماء الفلك وعلماء الشريعة حول بدايات ونهايات الشهور القمرية، أجاب عليه الدكتور علي جمعة
بمنتهى البساطة، أن بإمكاننا أن نستدل على وجود الهلال من عدمه من خلال الحسابات الفلكية الموثوق بها، كما أصبحنا نعتمد في الصلاة على المواقيت المحسوبة سلفًا، وننظر في ساعات أيدينا أو ساعات الحائط، دون النظر في موقع الشمس من صفحة السماء، ودون التماس الظواهر الفلكية التي تَنُمُّ عن بدء مواقيت الصلاة ثم نؤذن لها.
إثبات ظهور الهلال من عدمه، يمكن تحقيقه بالرؤية البصرية بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من الشهر السابق ممن يُعتَمَد خَبَره وتُقبَل شهادته. أو بالحساب الفلكي، الذي رأت الفتوى، أو الدراسة، أنه أوثق وأضبط من الاعتماد على شاهدين ليسا معصومين من الوهم وخداع البصر، ولا من الكذب لغرض أو مصلحة شخصية مستورة، مهما تحرينا للتحقق من عدالتهما الظاهرة التي توحي بصدقهما. وبشكل أكثر وضوحًا، ذكرت الدراسة أن الشهادة التي تعارض الحساب الفلكي، الآن، هي شهادةٌ على أمرٍ مستحيلٍ حِسًّا؛ لأن الحساب الفلكي القطعي أصبح أمرًا حسيًّا. وأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقومه العرب، كانوا سيعتمدون الحساب الفلكي، لو استطاعوا،
وتخلص علم الفلك الآن من شبهة التنجيم التي توحي بالتكهن بالغيب، وأصبح علم الفلك مبنيًّا على علوم الفيزياء والرياضيات والكيمياء في أعلى مستوياتها الجامعية وما بعدها. اللافت، وما يستحق الإعجاب، وربما إبداء الدهشة، هو أن الفتوى أو الدراسة قامت بتوضيح المعايير القياسية في إنشاء المراصد والمراكز الفلكية،
************************
لى عتاب شديد لفضيلة المفتى الدكتور شوقى علام.. هو رجل وسطى، له شعبية واسعة بين المصريين. جلست معه أكثر من مرة. أعرف أصدقاء عملوا معه فى سلطنة عمان، ويشهدون على صدق دينه وخلقه.
عندى كلام كثير حول هلال شوال لهذا العام، وألخصه بأن المفتى انحاز للتقليديين حوله، وهمش أهل العلم الثقات، وما توصلوا إليه فى سنوات سابقة. أرجع فضيلة المفتى لمنهج نصر فريد واصل ومن تلاه. لا يصح أن يتراجع بلد الأزهر للخلف. كانت هناك حالة من الوئام بين الإفتاء ومعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية فى آلية استطلاع الأهلة.
لقد انعدم الجدل حول هذه المسألة لعقدين كاملين، إلى أن أعدته أنت الأسبوع الماضى. لم أفهم بياناتكم فى هذا الخصوص. كانت مترددة ومضطربة. أردتم أن تؤكدوا بها فقط أنكم من بيدكم الأمر.
الغريب، أن السعودية، ومعها دول الخليج، التى أقنعناها من سنوات طويلة بالتحيز للعلم وللحسابات الفلكية، التزمت بهذا المنهج هذا العام، فى حين انحزتم أنتم لمبدأ قديم جدا.
**********************
إن ما حدث هذا العام كان أمرا غير مسبوق من الانقسام والمكايدة السياسية بين الفرقاء في البلد الواحد حول تحديد أول أيام عيد الفطر.
ما معني أن يذهب الاختلاف السياسي بأبناء البلد الواحد إلي حد أن يواصل فريق صيام رمضان في حين يحتفل الآخر في اليوم نفسه بأول أيام العيد؟
حدث هذا في اليمن عندما أعلن معسكر الشرعية عن أن الثلاثاء هو أول أيام العيد، ولم تمض دقائق حتي أعلنت جماعة الحوثي المتمردة أن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر.
نفس الأمر في السودان عندما أعلنت الدولة أن الأربعاء أول أيام العيد، لتسارع بعدها قوي المعارضة للاحتفال بأول أيام العيد الثلاثاء!
السيناريو نفسه تكرر في سوريا، التي أعلنت فيها الحكومة العيد في يوم لتخالفها المعارضة الرأي وتعلن العيد يوما آخر. وهو ما حدث في العراق أيضا بين السنة والشيعة.
أما ما شهدته ليبيا فحدث ولا حرج، حيث سارت حكومة الوفاق في طرابلس علي عكس ما أعلنته دار الإفتاء التابعة للحكومة المؤقتة شرق البلاد. وفي الرابعة فجرا، وبينما أتم الليبيون سحورهم لصيام الثلاثاء استيقظوا ليفاجأوا بمن يبلغهم بأن اليوم هو العيد!!
لا أظن أن العرب بحاجة لمزيد من مظاهر التشتت والفرقة والانقسام، ولا أحسب أن يحتفل أهل عدنبالعيد بينما يقرر سكان صنعاء استكمال الصيام لهو أمر قابل للمساومة والأهواء والحسابات الضيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق