الجمعة، 25 سبتمبر 2020

إيران تشهد تحولا اجتماعيا لافتا: علمانية أكثر وتدين أقل

 إفلاس نظرية ولاية الفقيه في التعامل مع شريحة اجتماعية واسعة لم تعايش بدايات الثورة الإسلامية ولا تجد مبادئها إليهم سبيلا.

الجمهورية الإسلامية تشهد “انقلابا اجتماعيا” قوامه: علمانية أكثر وتدين أقل.

ومن أبرز ملاحظات الأستاذين بويان تميمي عرب وعمار مالكي أنه على الرغم من الإحصاء الإيراني الذي يزعم أن 99.5 في المئة من السكان هم من أتباع الإسلام الشيعي، إلا أن هذه النسبة لم تتجاوز 32 في المئة في الاستطلاع.

وشكّل الإيرانيون غير المتدينين ثاني أكبر مجموعة بنسبة 22 في المئة، مما دفع الأستاذين إلى استنتاج أن الإيرانيين يتخلون عن الدين ويتبعون العلمانية.

هذا الاستطلاع مهم لأنه يضع بيانات واضحة لدعم الحجة التي تقول إن المجتمع الإيراني أصبح أقل تدينا.

وأفاد ما يقرب من نصف المواطنين بأنهم تخلوا عن دينهم، حيث صرح 60 في المئة منهم بأنهم لا يصلون.

وكان عدم الرضا عن الدين أعلى بين الشباب، كما انتقد عدد كبير من المشاركين في الاستطلاع السلطات التي تعتمد قوانين إسلامية صارمة لتنظيم الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال، عارض 72 في المئة ممن شملهم الاستطلاع القانون الذي يلزم جميع النساء بارتداء الحجاب.

وعندما تعمق الأستاذان في الأسئلة الدينية، كان هناك عدد أقل يؤمن بأساسيات الإسلام الشيعي. وكانت نسبة الذين يؤمنون بالحياة بعد الموت 37 في المئة والذين يؤمنون بالجنة والنار 30 في المئة، والذين يؤمنون بقدوم المنقذ المعروف باسم المهدي المنتظر أو الإمام الثاني عشر 25 في المئة.

وأشار بن طالبلو إلى أن كل هذه الاتجاهات (رفض الحجاب، وعدم الإيمان بقدوم المهدي المنتظر، والتراجع عن المذهب الشيعي، والاستعداد لاعتناق أديان أخرى) تبقى نتيجة للسياسات التي شهدها الشعب خلال السنوات الأربعين الماضية من الحكومة الإيرانية. ومع اعتماد السياسيين على الدين لإخفاء قبضتهم الاستبدادية على السلطة، أصبح الإيرانيون معارضين للدين نفسه.

كما كشف الاستطلاع أن التراجع في أعداد معتنقي الإسلام يتزامن مع نمو المسيحية، حيث أكّد 1.5 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم مسيحيون.

وتعتبر إيران واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى. وغالبا ما يتم القبض على غير المسلمين أو تعذيبهم بشدة لممارسة دينهم أو لمشاركته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق