السبت، 5 سبتمبر 2020

نصائح "لحماية نفسك" منهم.. لماذا يوجد أشخاص يحبون المناقشة كثيرا؟ عن الشكّ وحالاته

 نقاش للدخول في جدال وهم مدمنُون على المواجهة المستمرة والعدوان اللفظي ورفع أصواتهم وازدراء الآخرين من خلال الكلمات.

هؤلاء الأشخاص يستحيل عليهم بدء محادثة عادية وسلسة وبناءة وودية دون خوض جدال. وعادة ما يكونون شديدي التأثر والانفعال لدرجة أنه ينتهي بهم الأمر أحيانا إلى تحريف كلماتك لتحويل الحوار إلى نقاش سلبي وعقيم يطغى عليه مزاجهم السيئ.

يفسر سلوك هؤلاء الأشخاص المدمنين على الجدال والمواجهة والنقاش المستمر. وفيما يلي الأبعاد النفسية المخفية التي تفسر هذه السلوكيات:

تدني احترام الذات

"الحصول على السلطة" و"إسماع صوته" وشد انتباه الآخرين من خلال المناقشات.

ويحب هؤلاء الأشخاص مدح أنفسهم ويبحثون عن أي مناسبة للتظاهر بأنهم يعرفون أكثر منك من خلال مخالفة رأيك دائما. وتمكنهم هذه النقاشات من التعبير عن غضبهم الناتج عن الشعور بتدني احترام الذات، وذلك من خلال الاستفادة من قناع العدوانية في وقت يشعرون فيه بقرارة أنفسهم بانعدام الأمن.

الافتقار للتعاطف والحاجة لإثبات النفس

عادة ما يجد هذا النوع متعة في تصنيف الآخرين ومقارنة أنفسهم بهم ويستخدمون التهكم للسخرية منهم. ويكون الهدف من الجدل الذي يثيرونه مجرد إيذاء الآخرين. وهذا لا يعزى إلى تدني احترام الذات وإنما إلى تضخم الأنا.

إذ لا يضع هؤلاء الأشخاص أنفسهم مكان الآخرين، ولا يعتبرون سوى أفكارهم وآرائهم صحيحة. وينطوي هذا النوع من السلوك على اعتماد المناقشة سلاحا للقوة والعدوان، وهذا دليل على أنهم تعرضوا في السابق لسوء المعاملة.

  • تجنب الانخراط في لعبته. كلما أصبحت أكثر عصبية، اكتسب المزيد من القوة، وبذلك ستدخل في حلقة مفرغة، فهو ماهر للغاية في الجدال.
  • كن هادئا وصبورا، واجعل موقفك واضحا منذ البداية وحاول إنهاء الحوار بأقرب وقت ممكن.
  • أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من المواقف هي "التخلص منها" بأقرب وقت ممكن، وذلك إما عن طريق تجنب التواصل مع هؤلاء الأشخاص بشكل مباشر، وإما بتوضيح رأيك بشأن خوض محادثة معهم لا جدوى منها.
+++++++++++

الشكّاك
افتراض سوء النية في كل الأحوال والمقامات. يظل مثل هذا الشخص عاجزا عن منح الثقة للمحيطين من أفراد عائلة وزملاء عمل وأصدقاء وشركاء عاطفيين، غير مطمئن لهم على الدوام، مهما أبدوا نحوه من مشاعر الحب والاكتراث، فيخسر كل من حوله تباعا، يبتعدون عنه قدر الإمكان، حتى لو كان من الدائرة القريبة، لأن التعامل معه ليس أمرا سهلا، فهو يتطلب إنكارا للذات، وقدرة غير اعتيادية على التحمّل والتفهم. يضعك الإنسان الشكّاك دائما في دائرة الاتهام، ويدفعك إلى مواقف دفاعية، ويزجّك في منطقة التبرير من دون مبرّرات حقيقية، وغالبا ما تنهار علاقاتٌ أساسية متينة، 

مرحلة الطفولة للوقوف على أسباب فقدان الإحساس بالأمان، والخوف الدائم من الناس، واعتبارهم أعداء، لا يجوز الاطمئنان إلى نياتهم، وضرورة أخذ الحيطة والحذر منهم. يمكن القول إن تأثير الأهل، وخصوصا الأم، كبير على تنشئة الطفل، وتحديد ملامح شخصيته في السنوات الست الأولى، وهي السنوات الحاسمة، والتي تقرّر مسار حياته إلى الأبد، فإذا لم يعزّز بمشاعر الثقة بالنفس وبالآخرين في مرحلة مبكرة، فإن ذلك يجعله متردّدا مرتابا فاشلا في بناء حياته على أسس سوية، يرفض الاعتراف بجدّية هذا المرض، بل يكابر، ولا يعترف بفشله الإنساني والمهني، وتتعاظم في رأسه الأوهام عن الشر المنبعث من الآخرين، ويدّعي أن العزلة التي يعيشها قرار، وليس مصيرا، متجاهلا، عن سبق إصرار وعناد، أن الشك مرض نفسي خطير، يعتبره بعض علماء النفس الاسم المخفف لمرض الوسواس القهري، وهو حالة نفسية مركبة، تؤدّي إلى أفكار وهواجس سوداوية، ليست أكثر من أوهام في رأس المريض، تحيل حياته إلى جحيم دائم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق