السبت، 30 مارس 2019

إسماعيل أدهم (1911-1940) ورسالته : لماذا أنا ملحد؟ عام ١٩٢٧

 لودفيج بخنر زعيم ملاحدة القرن التاسع عشر 
الإلحاد هو الجحود بالله، وعدم الإيمان بالخلود والإرادة الحرة” .
” الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته وأن ثمة لا شيء وراء هذا العالم “
يقول عمانوئيل كانط (1724-1804) :
” أنه لا دليل عقلي أو علمي على وجود الله” و “أنه ليس هنالك من دليل عقلي أو علمي على عدم وجود الله “.
وهذا القول صادر من أعظم فلاسفة العصور الحديثة وواضع الفلسفة الانتقادية يتابعه فيه جمهرة الفلاسفة.
كثيرين من صفوف المفكرين والمتنورين بل الفلاسفة من اللاأدريين، وهربرت سبنسر الفيلسوف الإنجليزي الكبير وتوماس هكسلي البيولوجي والمشرح الإنجليزي المعروف قد كانا لا أدريين.
 مقام فكرة الله الفلسفية أو مكانها في عالم الفكر الإنساني لا يرجع لما فيها عناصر القوة الإقناعية الفلسفية وإنما يعود لحالة يسميها علماء النفس التبرير. ومن هنا فإنك لا تجد لكل الأدلة التي تقام لأجل إثبات وجود السبب الأول قيمة علمية أو عقلية.
ونحن نعلم مع رجال الأديان والعقائد أن أصل فكرة الله تطورت عن حالات بدائية، وأنها شقت طريقها لعالم الفكر من حالات وهم وخوف وجهل بأسباب الأشياء الطبيعية. ومعرفتنا بأصل فكرة الله تذهب بالقدسية التي كنا نخلعها عليها.
 الضجر من تعلم الأديان، خصوصًا الإسلام، وأنه قرأ كتابات داروين فى أصل الأنواع وأصل الإنسان، وانتهى إلى الكفر بفكرة الأديان وإلقائها وراء ظهره، وتبنى فلسفة إلحادية.. يذكر الكاتب بعد ذلك أنه اتجه إلى تأسيس «جمعية نشر الإلحاد» فى تركيا، التى تحولت فيما بعد إلى «المجمع الشرقى لنشر الإلحاد».
التخلى عن فكرة الإيمان، منها ما هو علمى بحت، وما هو فلسفى صرف
يصف «أدهم» حاله مع الإلحاد قائلًا: «أنا ملحد ونفسى ساكنة لهذا الإلحاد ومرتاحة إليه، فأنا لا أفترق من هذه الناحية عن المؤمن المتصوف فى إيمانه».. وجوهر الإلحاد عند الكاتب هو «الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون فى ذاته، وأن لا شىء وراء هذا العالم».. ويفسر السبب العلمى للإلحاد من منطلق قاعدة أن العالم محكوم بالصدفة الشاملة وليس بالترتيب، والملفت أن إسماعيل أدهم يتهم عالم النسبية الشهير أينشتاين- المؤمن بوجود عقل مدبر وراء الكون- بالعجز عن إدراك قانون الصدفة الذى يحرك الكون والحياة من حولنا!
محمد عبده، والتى حاول من خلالها تجلية الوجه العقلانى للإسلام، والارتكان إلى العقل كأساس لفهم وتأويل النص الدينى. وهى الدعوة التى قوبلت بالتحفظ والرفض من جانب أنصار «التدين التقليدى».. لم يفهم التقليديون أن انتشار العلم والتكنولوجيا يمثل أخطر تهديد لأفكارهم ولطريقة تناولهم المسائل الدينية،
لا يمنحون أنفسهم الفرصة للتعرف على الإسلام من خلال القرآن الكريم- النص الحامل للرسالة- بل من خلال وسطاء.. وهى عادة ما زالت مستحكمة فى حياة المصريين حتى اللحظة، فكلهم حريص على أن يفهم دينه من خلال وسيط «أشبه بالمدرس الخصوصى»، وينأى عن الاعتماد على الكتاب المقرر «القرآن الكريم».
«إسماعيل مظهر»، الذى اهتم بنشر أفكار داروين فى أصل الأنواع ونشوء الكون داخل مجلة «المقتطف»، ومع قيام ثورة ١٩١٩، وبزوغ الاتجاه نحو العلمانية والليبرالية، بدأت أوضاع أنصار التدين التقليدى تتأزم أكثر فأكثر، ونشب على هامش الكتابات التى قدمها «أدهم» و«مظهر» العديد من المعارك الفكرية شجع عليها مناخ الحريات الذى ساد فى ذلك الوقت، واحترام الرأى والرأى الآخر عند الاختلاف فى وجهات النظر.
 محمد فريد وجدى، الذى رد على رسالة إسماعيل أدهم بكتاب: «لماذا أنا مؤمن؟»، وكان الرد من النضج بمكان، إذ شرح «وجدى» أبعاد المذهب المادى الذى يذهب إلى أن الكون نشأ عن تطور المادة، وليس بقدرة خالق، وينكر مفاهيم الغيب والروح، ويعتبرها من خيالات الأقدمين،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق