السبت، 2 مارس 2019

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها عماد علي


العدالة الالهية
 وعد للمطيعين بان يثيبهم و الوعيد لاولئك الذين يخالفونه، و بدون شك سينفذ ما يقول لانه لن يغير كلامه و لن ينكث وعده و ليس هناك كذب في محاولاته. و هذا جواب لتيار المرجئة الذين قالوا مهما كانت افعالك سيئة ليس بمشكلة و انما المهم ان تكون مؤمنا.
المبدا الرابع وهو المنزلة بين المنزلتين، اي بين الكفر و الايمان ( و هذا ان الشخص الذي يقتل او يزني او يفعل الخطيئة الكبرى فانه فاسق ليس بمؤمن، و ليس له حكم المؤمن من المدح و الوصف لانه يُلعن و انت تتبرأ منه، وليس بكافر و لا حكم للكفر عليه... و بعكسه يقول الخوارج بانه كافر و يقول المرجئة بانه مؤمن 
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
المرجئة كانوا يؤمنون بان فعل كهذا حرام لان الخليفة لا يمكن انتقاده بمثل هكذا افعال و انما لا يمكن مواجهته ايضا. و بعكسه الخوارج اعتقدوا كلما كان هناك اضطهاد، ان كان لنا قدرة التغيير ام لا، يجب ان يُغير بالسلاح، و السنة التقليدية في المذاهب الاربعة يقولون ان الخليفة و ان كان شريرا يجب على المسلمين طاعته مادام لم يكفر بشكل علني. قالت المعتزلة ان عمل شر من الواجب على المسلم ان يغيره و ان يواجهوا شره،

المنهج الجديد للجهمي و المعتزلة و قبلهم القدريين هو عبارة عن رفض المعنى الظاهري و الظاهر لصفات الله بالشكل الذي جاء في القرآن و تاويله، لانهم يعتقدون بان لم يفعلوا هذا فانهم مضطرون لاعطاء صفة جسدية الى الله، و هذا خطا عقليا و كفر دينيا. اما على المستوى السياسي عند المعتزلة، فيعتبر من سيئات السلطة، وكما ان الصراع المذهبي للاسلاميين كما انه فعل لم يقرره الله، هو شيء اختاره الانسان بنفسه.

 خمسة مباديء اساسية تُميز المعتزلة عن الجماعات الاخرى، و هي اولا: عدم الايمان بالقضاء و القدر و هو يقع في اطار مباديء العدالة، و ثانيا: المباديء الفكرية لهذه الجماعة و كما يوضحه القاضي عبدالجبار في نهاية القرن الرابع ، وهي عبارة عن خمسة مباديء و هي ( التوحيد، العدالة، التبشير و التهديد، المنزلة بين المنزلتين، الامر بالمعروف و النهي عن المنكر )، و برايهم فان جميع هذه المباديء تتوقف على قدرة العقل و التفسير و الفهم العقلاني لها. 
 قالوا لك ما هو اول شيء الذي فرضه الله عليك؟ قل : التامل الذي يمتد و يغامر لمعرفة الله
 دلائل معرفة الله اربعة انواع : الدليل العقلي، السنة، القرآن، الاجماع. فانك لم تصل الى معرفة الله الا بالتامل العقلي
تعريف للمبدا الاول باختصار يقول ان التوحيد هو ان تعرف ان الله ليس بجسد ، ليس له مكان، ليس كشيء، و قديم و كان موجودا من الابد و يبقى للازل و هو واحد احد. و من ثم يحلل العدالة ( بعد الله عن كل الشرور و ان كافة افعاله خيرة. و لا يمكن تفسير الافعاال الشريرة لعباده على انه خالقها، و ان نسب احد هذه الى الله فانه نسب اليه الظلم و عدم الصحة، و بهذا يخرج من مبدا العدالة 
هذا التعريف من منظور افعال الانسان و هو عقلاني الى حد كبير و مرتبط بالعقل( لان العقل يتطلب بانه غير صانع للشر) و بعكسه من لا يدعي هذا و يقول ان الشر و الخير من افعال الله فانه ينسب اليه اللاعدالة او الاجحاف. و عليه فان طريق معرفة الله يحتاج الى عقل سليم و باستخدام العقل بشكل عقلاني.
 الله لم يجبر الكافر على كفره و انما افعاله من اختياره هو و بالشكل ذاته فان سيئات الشخص المؤمن لم يثبته الله، و كما يُعاقب الكفار على سيئاتهم فان المؤمنين يُعاقبون عليها ايضا، وان الله الخير المطلق و لا يريد الشرور و لا ارادة له عليه، اي ان الانسان بنفسه و بحريته الكاملة يختار الشرور و السيئات و ينفذها و ان الله يهتم بخيرهم اكثر من انفسهم، وعليه ارسل اليهم الانبياء و ارشدهم لعمل الخير و الابتعاد عن الشر. اما من الجانب النقلي، فانه ياتي بالعديد من الايآت و الاحاديث المختلفة كدليل على توجهاته، مثلا ( وما لله يريد ظلما للعباد) و( ان الله لا يظلم الناس شيئا) و( كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها) و( لا يرضى الله لعباده الكفر)

 تعريف الفارابي، فيمكننا ان نقول ان الكلام مهنة و يمكن لكل جماعة و هيئة ان يستخدمها لنفسه لاثبات عقائده، و الاخر لصنع عقائده. العجيب في الامر ان احد الباحثين في ثقافة الفكر الاسلامي يربط المتكلم بالدفاع عن العقيدة الاسلامية،

 اسباب ظهور المتكلمين عبارة عن ؛ اولا : حوار المسلمين مع الاديان الاخرى وبالاخص المسيحية، الذي امتزج الدين المسيحي بالفلسفة قبل الاسلام بمدة طويلة، لذا ان المسلمين للاجابة عن انتقاد هؤلاء كانوا يحتاجون الى دلائل و اثباتات عقلية. ثانيا : عبارة عن تعمق الخلافات السياسية الداخلية بين الجماعات الشيعية والسنية مع الخوارج بشكل خاص. ثالثا : وجود الكثير من الايات المتشابهة و المعقدة في القرآن، الايات التي تحمل اكثر من معنى و كما يشير اليها القرآن بنفسه. رابعا : خلط العديد من العناصر و المسائل الفلسفية بالبيئة الاسلامية و عقيدة المسلمين .

 بابتداء الترجمة و مجيء المؤلفات الفلسفية اليونانية في اواسط القرن الثالث الهجري انتقل الى مرحلة فلسفية جديدة.

28

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق