الأحد، 3 مارس 2019

دردشة تأملية مع الغيب والماوراء

 لماذا يوجد شيء بدلاً من لاشيء؟" فعندما يختلي المرء مع نفسه ويتأمل ويتساءل ويمعن التفكير بالعديد من المسائل، قد يتجرأ أن يضع موضع التساؤل والمراجعة، بل وربما الطعن والرفض والمعارضة ، لبعض المفاهيم والأطروحات الدينية ولبعض الشخصيات التي تتمتع بالقدسية، لكنه نادراً ما يتجرأ أن يواجه الله بتساؤلاته وحيرته واستنتاجات عقله العلمية والعقلانية ، المناهضة والرافضة للأطروحات الدينية والثيولوجية، والسبب في ذلك هو خوفه الدفين في اللاوعي من مسلمة الثواب والعقاب الرباني، التي وضعتها الأديان السماوية كسيف ديموقلس على رقاب المؤمنين. ولم يفلت من هذا التهديد والترهيب حتى كبار المفكرين والفلاسفة والعلماء، والتاريخ حافل بأسماء الكثيرين منهم. حيث كانت مسألة " الله" تؤرقهم كما هو الحال مع الفيلسوف الكبير باروخ سبينوزا صاحب كتاب "رسالة في السياسة والحق الطبيعي" وكتاب " الأخلاق" وكتاب " رسالة في اللاهوت والسياسية " و كتاب " رسالة في إصلاح الإدراك " وغيرها، والذي اتهمته المؤسسات الدينية بالإلحاد رغم عدم إفصاحه عن ذلك علناً لكنه لم يتردد في قول رأيه مواربة، في الفرق بين الوجود والجوهر، وهذا الأخير يعني في تعريف سبينوزا :" ما هو قائم بذاته ومكون لذاته ولا يحتاج لأية فكرة خارجه للتعبير عنه" 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق