" الثابت الكوني constante cosmologique"، الذي اعتبره آينشتين فيما بعد أفدح خطأ علمي ارتكبه في حياته. ولكن التقدم والتطور العلمي وعمليات الرصد والمشاهدة والتجارب العلمية المختبرية أثبتت أن للكون تاريخ وبداية تعود إلى 13.8 مليار سنة وتبدأ بحدث الانفجار العظيم وأن هذا الكون" المرئي" في حالة تمدد وتوسع مثلما هو حال المكان والزمن اللذان يتأثران بالكتلة والحركة وبالتالي يتمددان ويتقلصان ويتسارعان ويتباطآن، بل ويتداخلان في وحدة سميت " الزمكان". من هنا نشأت المفارقة الوجودية والفلسفية، فإما أن نتبنى فرضية أن الكون موجود من الأزل وإلى الأبد، وبالتالي فهو ليس مخلوق، أي لايوجد له خالق تسميه الأديان " الله" وهذا يناقض الواقع العلمي الخاضع للتجربة والدليل العملي والمختبري والمشاهدة والرصد والذي يقول العكس، أي أن للكون " المرئي" بداية وتاريخ وستكون له نهاية مفترضة وهناك عدة سيناريوهات لتلك النهاية المتوقعة، ومن هنا ينشأ التساؤول التالي : ماذا كان هناك قبل بداية الكون المرئي؟ أي قبل البغ بانغ أو الانفجار العظيم؟ وما الذي تسبب في حدوث الانفجار العظيم ومن أوجد مادته الأساسية وجوهره؟ وهذا يقودنا بدوره إلى عدم اعتبار الكون المرئي " الكينونة الأولى المطلقة" لأننا صرنا نعرف الآن مراحل نشوئه وتاريخه وتطوره وأن هنالك تاريخاً محدداً للمادة التي تكونه، ومن أهداف الفيزياء هو دراسة ومعرفة تاريخ هذه المادة وتطورها ومكوناتها، ولكن علينا أن نجد تفسيراً لمبدأ حفظ المادة وحفظ الطاقة، الذي يقول : أن المادة " والطاقة" لا تفنى ولا تستحدث من العدم"،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق