الأحد، 3 مارس 2019

الإنعطافة الخطيرة في بنية الإسلام

 لقد مات الدين الإسلامي بموت مؤسسه محمد ابن عبد الله وما نعرفه اليوم هو دين آخر ابتكره الصحابة ليحل محل الدين الحقيقي الذي نادى به صاحب الدعوة وتجسد بشخصه وانتهى مع اختفائه ورحيله إلى العالم الآخر. لذلك ينبغي القيام بمقاربة جديدة لهذه الفترة الحرجة من تاريخ الإسلام والمسلمين لما لها من أهمية قصوى لأنها خلقت الظروف التي قادت إلى نشوء التفرع المذهبي والطائفي منذ نشوء الصراع الشيعي السني كما يعرف اليوم وهو في الحقيقة بداية لصراع طبقي بين فئة الفقراء والمعدمين الذين يسميهم القرآن المستضعفين من جهة، وفئة ألأثرياء المترفين المستغلين والتي كانت موجودة قبل ظهور الإسلام وحاربته بشراسة بقياد الأمويين ، ومن ثم اخترقت الإسلام ودخلت فيه لتدميره من الداخل وصارت تحكم باسمه فيما بعد، بل إن ذلك انعكس حتى داخل البيت المحمدي ذاته بين نسائه اللذين انقسما إلى مجموعة بقيادة عائشة ومعها حفصة بنت عمر، وهي الفئة السنية، وأخرى بقيادة أم سلمة، ومعها فاطمة بنت محمد، وهي الفئة الشيعية . كان علي بن أبي طالب، ومن حوله من الصحابة المتقشفين يمثل فئة المستضعفين، ومنهم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر وبريدة الأسلمي، من جهة، وعثمان بن عفان ومن حوله، من جهة أخرى، يمثلون المستغلين الأقوياء والأثرياء الذين سيطروا على الإسلام منذ الأيام الأولى لمرض محمد الذي أدى إلى وفاته في ظروف غامضة، ربما مسموماً على يد جزء من أصحابه الذين كانوا يخشون أن تفلت السلطة من بين أيديهم واستقرارها بيد الثوريين بقيادة علي فقامت المجموعة المضادة للثورة بعملية انقلاب عسكري بمواصفات العصر الحاضر كتطويق المدينة عسكريا وفرض منع التجوال والإقامة الجبرية على بعض الصحابة ،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق