إلحاق النص بشهواتنا
يبـدو أن فرنسـيا
َ مـن اثنـين ّ لا يقـرأ؛ وهـذا يعنـي أن نصـف فرنسـا محرومـة- تحـرم نفسـها مـن لـذ ة النـص ً . وإننـا لا نأسـف، مطلقا، على
هـذه النكبـة الوطنيـة الا َ مـن وجهـة نظـر إنسـانية. فالفرنسـيون، إذ ينـأو ن بأنفسـهم عـن الكتـاب، إنمـا هـم يتخلـون
عـن ثـروة أخلاقيـة، وقيمـة نبيلـة.
يبـدو أن فرنسـيا
َ مـن اثنـين ّ لا يقـرأ؛ وهـذا يعنـي أن نصـف فرنسـا محرومـة- تحـرم نفسـها مـن لـذ ة النـص ً . وإننـا لا نأسـف، مطلقا، على
هـذه النكبـة الوطنيـة الا َ مـن وجهـة نظـر إنسـانية. فالفرنسـيون، إذ ينـأو ن بأنفسـهم عـن الكتـاب، إنمـا هـم يتخلـون
عـن ثـروة أخلاقيـة، وقيمـة نبيلـة.
كـم مـن عربـي لا يقـرأ؟ كـم عـدد
المحروميــن مــن لــذة النــص؟ لا نعــرف!
المحروميــن مــن لــذة النــص؟ لا نعــرف!
يونسـكو) تعلن أن
هنـاك 617مليـون طفل ومراهق، على مسـتوى العالم،
ّ لا يسـتطيعون القـراءة.» العالـم العربـي يتصدر نسـب
ّ الأميـة.! الأوروبـي يقرأ نحو ً 200سـاعة سـنويا، بينما لا
َيتعـدى العربـي 6دقائـق. العالم العربـي يصدر كتابين
ّ مقابــل كل مئــة كتــاب يصــدر فــي دول أوروبــا… إذن،
مـا جـدوى الحديـث عـن القـراءة وتـذوق النصـوص…؟
ً سـؤال يفقـد الشـهية، لنتـرك خيبـة الإحصـاءات جانبا!
ّ ماذا تسـتطيع القـراءة؟ بصيغة محددة: ماذا يسـتطيع
الأدب؟
هنـاك 617مليـون طفل ومراهق، على مسـتوى العالم،
ّ لا يسـتطيعون القـراءة.» العالـم العربـي يتصدر نسـب
ّ الأميـة.! الأوروبـي يقرأ نحو ً 200سـاعة سـنويا، بينما لا
َيتعـدى العربـي 6دقائـق. العالم العربـي يصدر كتابين
ّ مقابــل كل مئــة كتــاب يصــدر فــي دول أوروبــا… إذن،
مـا جـدوى الحديـث عـن القـراءة وتـذوق النصـوص…؟
ً سـؤال يفقـد الشـهية، لنتـرك خيبـة الإحصـاءات جانبا!
ّ ماذا تسـتطيع القـراءة؟ بصيغة محددة: ماذا يسـتطيع
الأدب؟
يشـفى بفضل القراءة؟ لقد
ّ كانـت الأشـعار جرعـة الـدواء التي تذوقهـا، بعد فقدان
ّ حواسـه للشـهية، والشـغف اليومـي،
ّ كانـت الأشـعار جرعـة الـدواء التي تذوقهـا، بعد فقدان
ّ حواسـه للشـهية، والشـغف اليومـي،
لنصــوص الأدب حــرارة ونكهــات ســر ّية، تقــدم بيــن
ّ الســطور، تجعــل القــارئ الجيــد كمتــذوق الأطعمــة
ّ المحتــرف؛ لا يــأكل إنمــا يتــذوق الأســرار علــى مائــدة
ّ مريحــة.! وحــرارة النــص، التــي مــن غيرهــا لا يوجــد
ّ نـص، فـي النتيجـة
لقد وضع
ً «فرانسـيس بيكـون» مفهومـا ً جديـدا لـلأكل: «بعـض
ّ الكتــب يجــب التلــذ ذ بهــا، وغيرهــا يجــب أن تلتهــم،
ُ وأخــرى تمضــغ جيـد ُ ا، وتلتهــم.» الشــهية البصريــة
ّ نفسـها، نعثـر عليهـا فـي نـص ّ مسـرحية «مـن الحـب
ّ مـن أجـل الحـب» لـ«ويليـام كونكريـف،» حيـن يقـول
الخــادم: «تنــاول الغــذاء عبــر عينيــك، أغلــق فمــك
ّ واجتـر َ كت ًـل الفهـم. إن المرء يسـمن كثيرا مـن الحمية
الورقيـة هـذه.
ّ القــراء الشــرهين، فــي هــذه المأدبــة، مــن يقلبــون
ّ شـفاههم لتـذو ق الكلمـات، قـراء يلتهمـون ويتحدثون؛
ّ عـن مذاقـات وتأملات تلذذية تربطهم بالنص وبالعالم،
ّ عـن لـذ ة النـص؛ «تلـك اللحظـة التي يتبع فيها جسـدي.
ّ أفــكاره الخاصــة»(
نحن الان نريد لذة الانجاز المادي لا النص التكوين المادي القوي علي راي زكي نجيب محمود انما الامم التكنولوجيا ما بقيت
ّ شـفاههم لتـذو ق الكلمـات، قـراء يلتهمـون ويتحدثون؛
ّ عـن مذاقـات وتأملات تلذذية تربطهم بالنص وبالعالم،
ّ عـن لـذ ة النـص؛ «تلـك اللحظـة التي يتبع فيها جسـدي.
ّ أفــكاره الخاصــة»(
نحن الان نريد لذة الانجاز المادي لا النص التكوين المادي القوي علي راي زكي نجيب محمود انما الامم التكنولوجيا ما بقيت
اللقــاء الآنــي
ّ والسـاذج بيـن النـص والقـارئ، الـذي يجعـل ممارسـة
ّ التـذوق موعـدا ً غراميـا بيـن الاثنين. في حـالات عديدة،
ّ يحـدث الانجـذاب والتـذوق؛
ّ والسـاذج بيـن النـص والقـارئ، الـذي يجعـل ممارسـة
ّ التـذوق موعـدا ً غراميـا بيـن الاثنين. في حـالات عديدة،
ّ يحـدث الانجـذاب والتـذوق؛
: «إننــي أحــب ُ هــؤلاء الكتــاب
ّ بطريقـة مختلفـة، بعضهـم أثيـر لـدي، وبعضهـم الآخر
يرهقنـي أو يصيبنـي بالرعـب.
يضع الطباخ الماهر،
في الأكل، قطعة
من قلبه، من
عاطفته، يوقظ،
بهما، وبالنكهة،
ّ حواس ّ متذوق
جائع حتى يشبع؛
صورة يمكن
القياس عليها،
حين نلتهم الكتب
ُ بنهم، حتى تقذف
فيه حياتنا
في الأكل، قطعة
من قلبه، من
عاطفته، يوقظ،
بهما، وبالنكهة،
ّ حواس ّ متذوق
جائع حتى يشبع؛
صورة يمكن
القياس عليها،
حين نلتهم الكتب
ُ بنهم، حتى تقذف
فيه حياتنا
إن نـص المتعـة، كمـا يصفـه «بارت،» «هـو الذي يجعل
ًمــن الضيــاع حالــة، وهــو الــذي يحيــل الراحــة رهقــا
ّ (ولعلـه يكـون مبعثا لنـوع من الملل،) فينسـف- بذلك-
الأســس التاريخيــة، والثقافيــة، والنفســية، للقــارئ،
ً نسـفا ّ ، ثـم ّ يأتـي إلـى قـوة أذواقـه، وقيمـه، وذكرياتـه،
ً فيجعلهـا هبـاء منثـورا ّ . وإنـه ليظـل بـه كذلـك، حتـى
ّ تصبـح علاقتـه باللغـة أزمـة»
فـي حالتنـا العربيـة
ّ الراهنــة، فمــن الســهل القــول إن التــذوق الأدبــي لا
ً يســتهوي أحدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق