الجمعة، 8 مارس 2019

الجنة ************

الدنيا إذا حلت أوحلت.. أجمل دعاء للمصريين هو يارب الستر والصحة فمن أصبح معافا فى بدنه أمنا فى سربه.. مالكا قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
 ما أجمل أن يعمل الإنسان لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا

+++++++++++++

التفرد والتميز فى الجنة

الشخص البسيط الشعبى يؤمن منذ آلاف السنين بالحياة الأخرى، وأن الموت يقع على الجسد فيفسد ويتحلل، والنفس لا تموت، خالدة، وعندما بعث الله عز وجل الرسل أكدوا فكرة البعث، ووعدوا المؤمن بحياة سرمدية فى الجنة، يعيش ويحقق فيها كل ما يتمناه.

فى الجنة يتساوى الجميع، المتعلم، والأمى، والمثقف، والجاهل، والثرى، والفقير، ومتوسط الحال، والتاجر، والفلاح، والضابط، وحارس العقار، وأستاذ الجامعة، والمحامى، والبقال، والطبيب، والحلاق، والمدرس، والمبيض، والوزير، والخفير، والصحفى، والفنان والكاتب، والمفكر، والعالم... كما أمنت وأديت ما أمر به الله عز وجل من: صلاة، صيام، زكاة، تجنب الكبائر.. تتمتع بخيرات الله فى الجنة، تعيش فى النعيم.
الجنة فى بعض الديانات درجات، خاصة فى الإسلام، يوزع المؤمنين عليها حسب قوة ايمانه وطاعته فى الحياة الدنيا، ويتساوى الجميع فى المعيشة، وفى النعيم الذى يتيحه الله عز وجل.

هذه الحياة الرغدة الأبدية تثير بعض الأسئلة، فكر بعض العامة فيها وانشغلوا ببعضها، واحتار فيها العديد من المفكرين: ألن يشعر الإنسان بالملل؟، كل ما يتمناه يتوفر، طعام، شراب، جنس، ملابس، وماذا عن تفاصيل الحياة اليومية، إذا كانت الحياة فى الجنة يومية وشهرية وسنوية، هل سيركن المؤمن فقط للأكل والشرب..؟، ألن يمارس أية أعمال؟، هل ما يفعله اليوم هو نفسه ما سيفعله فى اليوم التالى: يتمنى ويلبى الملائكة له ما يتمناه ويفكر فيه؟.
صحيح ان تفاصيل هذه الحياة عند الله عز وجل، علمها عنده وحده، وصحيح أن النعيم الذى وعد به المؤمن يتسع إلى أكثر من الأكل والشرب والجنس، لكن هذا لم يمنع المؤمن من طرح الأسئلة، خاصة سؤال التميز والتفرد: المؤمن فى الجنة، مهما اختلفت الدرجة التى أكرمه الله بها، يتساوى مع غيره، جميعنا أمنا وأطعنا: ما الذى يميز حسين عن إبراهيم عن خالد، عن سيد، عن فؤاد، غير درجة الإيمان؟، ما الذى يميز حسين عن رأفت على المستوى الشخصي؟، ما الذى يجعل إبراهيم يشعر بالتفرد والتميز على مستوى الذات؟.
المؤمن المتعلم تساوى مع المؤمن غير المتعلم، والمثقف والعالم تساوى مع الجاهل: ما هو مصير ما اكتسبته من معارف وخبرات بشكل شخصى فى الحياة الدنيا؟، لقد اجتهدت وتعبت سنوات فى تحصيل العلم والمعرفة: هل هذه المعارف ستميزنى كمؤمن عن المؤمن الذى لم يحصل فى حياته بعض مما حصلته؟، هل سأشعر بالتفرد؟، الله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق