في أذهان الناس العاديين، الخرافات والغيبيات والأساطير والماورائيات وهي مفاهيم ترتبط بالأديان والفلسفات وليس بالعلم . وإن من يمارس الفكر الميتافيزيقي هم الكهنة والعرافين والمشعوذين والسحرة ورجال الدين وليس العلماء. ولكن كيف لنا أن نعرف الميتافيزيقيا أو ما بعد الطبيعة ؟ وهل يمكن أن تصبح الميتافيزيقيا يوما ما علماً في مصاف العلوم الطبيعية الأخرى كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا أو علم الأحياء والرياضيات وغيرها من العلوم الحديثة؟
أن الله موجود باعتباره ضرورة لكنه قطعاً ليس الله الذي رسمته لنا ووصفته الأديان . وإن الكون المطلق الشامل والحي اللامحدود ، يحتوي على عدد لامتناهي من الأكوان وهذا التعدد اللامتناهي هو في الحقيقة واحد متعدد الخواص والصفات نسميه نحن البشر بالأكوان المتعددة والمختلفة، والاختلاف بينها ناجم عن اختلافات سرعة الضوء فيها التي تتحدد بين الصفر و اللانهاية، وهي أكوان زوجية ثنائية متوازية وكلها تنصب في وعاء يمكن تسميته بكون الأكوان، والروح موجودة بصورة جمعية وجزئية في آن واحد وتوجد في كون تنعدم فيه سرعة الضوء وهناك كون متميز للوعي الجمعي وسرعة الضوء فيه لامتناهية وكتلته لا متناهية وهو موطيء الأرواح الحرة الشاردة التي لم تجد عديلها ونظيرها المادي بعد، وهو ما نسميه الماوراء وهو في آن واحد مطهر وفردوسي وجحيمي الصفة، ألا وهو اللاوعي الجمعي المقابل للوعي الجمعي وفق نظرية التماثل والتناظر الثنوي والذي يغذينا بالمعلومة الفوقية الخالدة والجامعة والضرورية لتطورنا إلى جانب وظائف أخرى هائلة لا نعرف عنها شيئاً في الوقت الحاضر.
من أعقد المسائل الوجودية التي تواجه الإنسان هي مسألة الروح والنفس والوعي وحياة ما بعد الموت ويوم القيامة والثواب والعقاب والجنة والنار ويوم الحساب والخطيئة والإثم الخ... ولقد أفاضت الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام، والوضعية كالبوذية والهندوسية والمجوسية في محاولة الإجابة على هذه المفاهيم والتساؤلات ولم تنجح في تقديم صورة موحدة ومقبولة ومقنعة يمكن أن تطمئن لها القلوب وتعدها حقيقة مطلقة وثابتة لا جدال فيها . لقد أحرج محمد نبي الإسلام من قبل بعض المفكرين والفلاسفة اليهود في زمنه عندما سألوه ما هي الروح؟ فلم يجد لهم إجابة سوى " قل الروح من أمر ربي". ما يعني أنها موضوع لا يسمح بالنقاش فيه فلا يعلم سره إلا الله. في حين أسهب في أحاديثه عن حياة ما بعد الموت وعذاب القبر ويم الحساب والعقاب وأكثر في وصف الجحيم وأهواله ونار جهنم ومشاهد التعذيب السادية للكفار والمشركين والمسلمين من غير المؤمنين المطبقين للإسلام على نحو صحيح ومنضبط، ووصف الجنة ومزاياها حيث أدعى أنه زارهما في رحلته المعروفة بالإسراء والمعراج وقال أنه التقى بالأنبياء الذين سبقوه وهم يعيشون حياة البذخ والسعادة المطلقة في الفردوس الإلهي وهي مشاهد ميتافيزيقية محضة لا مكان لها في هيكيلية وهندسة وتكوين الكون المرئي من الناحية العلمية. فمفاهيم وعلوم كالفيزياء والرياضيات والكيمياء والبيولوجيا والوعي وعلم النفس والعقل الباطن واللاشعور لم تكن معروفة في عقول وثقافات أبناء ذلك الزمن وكانت تصوراتهم محدودة ومقيدة بصيغة سفر التكوين التوراتي التي تبناها القرآن وقصة الخلق الدينية وآدم وحواء وإبليس والشيطان والملائكة وغير ذلك. لم يكن بوسع أحد آنذاك أن يفكر بالمادة والطاقة ومكوناتهما وقانون حفظ الطاقة والمادة والوعي الجمعي والروح الجمعية وتعدد الأكوان الخ.. فهناك كون بأكمله ، أكبر بما لا يمكن تصوره من كوننا المرئي، مخصص للوعي الجمعي الكوني ويمكننا اعتباره بديلاً للجنة وهو أكبر وأشمل منها بما لا يقاس أو يقارن، ويحتوي الوعي واللاوعي الجمعي المنتشر في كافة الأكوان المتعددة وهو أهم مكون من مكونات الكون المطلق الحي الدائم الأزلي والأبدي. تتجمع فيه جميع خلايا الوعي واللاوعي الجمعي الموجودة في كل كون يحتوي على الحياة . ففي كل كوكب في أية منظومة شمسية ، تتواجد فيه حياة عاقلة ووعي مفكر، في أي كون من منظومة الأكوان المتعددة ، التي تعتبر بمثابة الجسيمات الكونية الأولية ، التي تستحق تسمية الجسيمات الإلهية، إذ أن كل كون قد يكون مشابه أو اصغر أو أكبر من كوننا المرئي، هو جسيم أولي كوني في كيان الكون المطلق، يوجد، إلى جانب المادة المألوفة المكونة له، توجد مادة من نوع آخر وماهية أخرى ليست مادية و لا توجد تسمية أخرى تصفها ، لكي يفهمها البشر،سوى تسمية الروحية ، والتي تتواجد في كون خاص بها هو كون الأرواح الجمعية. ونفس الشيء بالنسبة للوعي العاقل والمفكر الذي هو جزء من تركيبة جمعية من الوعي الجمعي تجتمع كلها في كون خاص بالوعي الجمعي بصيغة الجمع، مرتبطة ببعضها كترابط الأعصاب والأوعية والشبكة العنكبوتية ، لتقريب الصورة لأذهان البشر ليس إلا. شيء يماثل الانترنيت الكوني الذي يربط بين جميع الأكوان المتعددة. وإن واحدة من آليات عمل الوعي الجمعي، على سبيل المثال، هي تلقي المعلومات من الكائنات الحية ، بشر وحيوانات ونباتات وميكروبات الخ.. التي تعيش على كوكب ما ، وعلى عدد من الكواكب في إطار مجرة معينة، داخل كون من الأكوان، والمتصلة ببعضها، وهي معلومات تتعلق بالوسط والبيئة التي تعيش فيها، بحيث إن مجموع هذه المعلومات التي تبثها الأرواح الحية أو الكائنات التي تمتلك أرواحاً ، بما في ذلك المشاعر والرؤى والرغبات والروائح وأحاسيس اللمس والسمع والنظر وأحاسيس الألم والفرح والسعادة والنشوة والرغبة الخ والعمليات العقلية والدماغية كلها مختزنة كما تختزن المواد في قرص الكمبيوتر لكنها طاقة خزن لا محدودة للمعلومة. ويتم نقل المعلومة بين الكائنات والوعي الجمعي في أي كوكب أو مجرة أو كون ، بالاتجاهين وبسرعة تفوق سرعة الضوء بمليارات المليارات المليارات المرات . فالوعي الجمعي ينقل للكائنات الحية كل ما يلزمها لتتطور بما يتعدى بكثير إطار نظرية التطور والانتخاب الطبيعي لداروين وهي صحيحة لكنها نسبية مقتصرة على التطور البيولوجي على الأرض، فالوعي الجمعي يربط بين كافة جينات الكائنات الحية قاطبة ،البشرية والحيوانية والنباتية وذلك عبر 86 زوج من ذرات عنصر الكريبتون النادر في الكون المرئي، فعناقيد الكريبتونات الكمومية أو الكوانتية هذه ترتبط بجينات كل كائن حي لكننا لا نستطيع كشفها في الوقت الحاضر بما لدينا من أجهزة ومعدات لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب واللازم تكنولوجيا للقيام بهذه المهمة. فالوعي الجمعي ينقل للبشر ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق