الأربعاء، 10 أغسطس 2022

نبيل عبد الفتاح *******

 Oct 3, 2020 Sep 5, 2021 Jan 16, 2022

جذور النفوذ

ويرى عبدالفتاح أن الأمر كان متروكا لرجال الدين التقليدين في الأزهر الشريف بمصر، أو في جامعة الزيتونة بتونس، أو المنشغلين بالدين في المغرب، وغيرهم، فكانوا يعيدون إنتاج المعارف الموروثة دون تطوير مع جمود في أساليب المقاربة للموضوعات التي كتبت حول الإسلام والعقيدة والشريعة والقيم ونظام الحياة.

وقد اهتم بدراسة تيارات الإسلام السياسي خصوصا بعد تمدد الممارسات والطقوس الدينية في الشارع المصري، أواخر فترة السبعينات وأوائل الثمانينات، وهي الفترة التي تبلور فيها الصدام بين الجماعات الدينية والرئيس الأسبق أنور السادات، الذي اغتاله متشددون في 6 أكتوبر 1981، ففي ذلك الوقت استخدم السادات الإسلام والأزهر في مواجهة حركات المعارضة الناصرية والماركسية والليبراليين.

المشكلة تكمن في أن الكثيرين لم يقرأوا أدبيات الإخوان ولم يتابعوا تطورهم السياسي على مدى مراحل عدة ولا أزماتهم مع الدولة المصرية قبل ثورة يوليو 1952 وحتى حكم مبارك. وأغفلوا أن الإخوان جماعة تفتقر للخبرات وثقافة الدولة الحديثة ولا تمتلك تكوينا خارج نطاق الأيديولوجيا

التوظيف المكثف للدين من قبل السادات والتصالح السابق مع جماعة الإخوان المسلمين أديا، برأي عبدالفتاح، إلى تمدد الحركة السياسية الإسلامية وسط قواعد اجتماعية عريضة، وبرزت بعض الجماعات الراديكالية في بداية حكمه. كان لهذه الظواهر والتغيرات أثر بالغ على اتجاه الباحث المصري للمزيد من التعمق في جماعات الإسلام السياسي، وتنامي اهتمامه وشغفه لفهم الظاهرة وتفكيكها. وصدر كتابه الأول، “المصحف والسيف.. صراع الدين والدولة في مصر” عام 1984، وانتشر عربيا وعالميا كمرجع في هذا الصدد، حيث توقع فيه انتعاش ظاهرة الإسلام السياسي، وما يمكن أن تؤدي إليه من صدام مسلح مع الحكومات للوصول إلى السلطة، وهو ما تحقق لاحقا.

حظي “المصحف والسيف..” باهتمام كثيرين، وقرأته بعض قيادات الحركات الإسلامية البارزة لتقديم رؤية مختلفة عن الخطاب التقليدي الموروث عن جماعة الإخوان المسلمين، والحركة السلفية.

والترويج لكونها تمثل تيارا ديمقراطيا لا يسعى إلى السلطة، وقادرة على التعامل مع القوى الديمقراطية والمدنية.

“راهب” في المجال البحثي، ولا يسعى إلى الأضواء أو الشهرة أو الثروة، ولم يكن يوما من مثقفي السلطة، ويمتلك قدرة على استشراف المستقبل،

*

انهيار الإعلام التعبوي في عالم الثورة الرقمية وما بعد الحقيقة


في ظل انهيار الصحافة الورقية.. في عديد من بلدان العالم، وهيمنة الثقافة الرقمية، هل لا يزال إعلام التعبئة – السائد منذ عقود الستينيات – صالحاً.

كانت النظم التعبوية – ما بعد الكولونيالية – تستعير التقاليد السوفيتية.. في الإعلام الورقي والمسموع والمرئي؛ بهدف تحقيق التعبئة السياسية والاجتماعية.. وراء مشروعها التنموي، وبعضها الآخر لتحقيق الاندماج الوطني الداخلي.. في مجتمعات انقسامية؛ قبلية ومناطقية وعرقية ودينية ومذهبية… إلخ، في عالمنا العربي، وفي أفريقيا جنوب الصحراء. 

النظم الشمولية والتسلطية، كانت ترمي إلى بناء أشكال من الدعم الرمزي والأيديولوجي لمشروعيتها السياسية، القائمة على أساس أن  قادتها هم آباء الاستقلال من نَيْر الكولونيالية.. البريطانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية، وأن نظمها السياسية لم تعتمد على القيم والآليات الديمقراطية. من هنا كان خطاب الوطنية، وسيادة الشعب، هو الغطاء الأيديولوجي.. لستر طبيعة الدولة الشمولية والتسلطية العرقية والمذهبية والقبلية؛ باسم الهويات الوطنية الجديدة المتخيلة.

كان الراديو والصحيفة.. والمجلة الورقية والحزب الواحد، والخطاب السياسي الأيديولوجي.. الناطق بالوطنية، ورفض الاستعمار – ومعها جهاز الدولة القمعي – هي أدوات السلطات الحاكمة.. في السيطرة الرمزية على الانقسامات الأولية. ثم دخل التلفاز إلى الساحة الإعلامية، ليؤدي دوره الأيديولوجي؛ من خلال الخطاب المتلفز والصورة – بالوظائف الأساسية في السيطرة السياسية – إلى جانب الإعلام الورقي والسمعي.

مع الحرب الباردة ونهايتها، وانهيار حائط برلين، ومعه  إمبراطورية الإعلام التعبوي السوفيتية، تقوَّضت الوظائف التعبوية الأيديولوجية، وتم الانتقال إلى الاعلام الحر.. مع التحول الديمقراطي في دول الإمبراطورية الماركسية السابقة، ومعها السياسات الإعلامية التعبوية.

ساعد النظم الشمولية والتسلطية، ثورة الترانزستور تحت السيطرة.. في الوصول إلى قطاعات اجتماعية واسعة ومعزولة ، بينما كان العالم يتحول إلى قرية صغيرة.. وفق مارشال ماكلوهان، إلا أن ذلك كان مقيداً بأنظمة الرقابة، والتشويش على الإذاعات العالمية.. في بعض الدول، فلم تتأثر الأنظمة التوتاليتارية والتسلطيات السياسية كثيرة، إلا مع التطور التقني لجهاز الترانزستور والمذياع.. الذي بات قادراً على التقاط البث الإذاعي العالمي آنذاك. 

مع زمن الصورة والتلفاز، تراجع نسبياً الإعلام المسموع – المذياع – لصالح عالم الصورة. ومع القنوات الفضائية الكبرى، حدثت ثورة كبرى.. في دوره ووظائفه، من خلالها أصبح زمن الصورة هو زمن الحدث، وتزايد تأثيرها على التفاعلات السياسية،
على نحو ما تم في الانقلاب الفاشل على يلتسين، ودور الـ CNN  في المساهمة في إفشاله. ومع ثورة وسائل الاتصال الرقمية.. ووسائطها الاجتماعية المتسارعة، وعالم الشبكات، تحول العالم من الغرفة الكونية.. إلى المحمول الكوني – وفق ما سبق أن أطلقنا عليه – وهو ما أدى إلى انفتاح الأبواب – على مصراعيها – على حريات رقمية بلا حدود، رغماً عن أنظمة الرقابة الرقمية، وآليات الحجب للمواقع الرقمية، وسرعان ما تظهر مواقع تكسر هذا الحجب الرقابي، وتتجاوزه. فلم تعد الأنظمة – أياً كانت طبيعتها السياسية – قادرة على أن تحجب مواقع التواصل الاجتماعي بفاعلية، حتى في ظل الانتفاضات الجماهيرية، أو الحراكات الاجتماعية والمطلبية المنتفضة.. على نحو ما حدث في عالمنا العربي (الجزائر ولبنان والسودان والعراق على سبيل المثال).

لا شك أن هذه التغيرات والتحولات – في عالم ثورة الإعلام وتحولاته.. وأدواته الجديدة المتغيرة – أدت إلى تحول المواطنين.. إلى نمط المواطن الرقمي المحلي والوطني والكوني؛ خاصة الأجيال صغيرة السن.. والشابة، على نحو أدى إلى تشكل  العقل الرقمي؛ المغاير والمناهض للعقل التقليدي والتعليمي.. والثقافي لكبار السن،  كما سبق أن كتبنا في هذا الصدد، ومعه تحول الاعلام إلى الرقمنة، وفشلت سياسة الحجب.. ومعها التعبوية الإعلامية، التي انتهي زمنها.. ومنطقها وقيمها وأفكارها، وأدت إلى تحول قيمي وفكري وإدراكي مغاير، ومعها تزايدت الفجوات الجيلية.. والجمود السياسي المسيطر، خاصة في ظل المواطنة الرقمية.. والمواطن الرقمي.

من هنا يبدو غريباً – ومثيراً للأسئلة – لجوء بعضهم  في عالمنا العربي.. إلى سياسة إعلامية تعبوية فاشلة، لا تحقق أهدافها المبتغاة.. للسيطرة على العقول والعيون، في ظل عدم تأثيرها على اتجاهات الرأي العام، ولجوء الجمهور إلى المجال العام الرقمي، وشيوع السخرية والنقد اللاذع.. للصحافة الورقية، والإعلام التلفازي.. الذي يفتقر إلى المهنية والتطور، ويعاني من نقص حاد في الكفاءة.

 نظرة تحليلية على ملامح الخطاب الإعلامي التعبوي العربي – الفاشل في تحقيق أهداف النظم الشمولية العائلية والتسلطية – تشير إلى ما يلي.. من اختلالات وأعطاب بنيوية:

ضرورة الانتقال إلى إعلام الحقيقة والواقع، والمعلومات والحوار، وتكريس الحريات العامة والفردية والتعددية.. في كافة أشكالها.
 إعلام المعلومات والصور والاستقصاءات.

*
Aug 5, 2021

 نبيل عبدالفتاح: لا إصلاح دينيا دون إصلاح سياسي. التجديد الديني خطاب سلطوي

الباحث نبيل عبدالفتاح عمد في كتابه “تجديد الفكر الديني” إلى تناول الأصول التاريخية والسياقية لطرح مسألة التجديد والإصلاح الديني وأسبابها وتطوراتها

  • أولا حالة موت السياسة التي سادت البيروقراطية السياسية والإدارية للدولة التسلطية منذ الثالث والعشرين من يوليو 1952 ونظامها المستمر حتى الآن، حيث لا يوجد طلب سياسي واجتماعي على الفكر النقدي الجديد الذي يسائل مجتمعه وقيمه وأفكاره وأنماط تدينه التقليدي الوضعي الموروث والمستمر تاريخيا.
  • ثانيا سطوة مفهوم الاجماع السياسي ذي السند الديني التأويلي والنزعة الأشعرية الداعمة للسلطة السياسية الحاكمة، ونزعتها الإقصائية للرؤى والأفكار الأخرى، وحساسيتها من النزعة العقلية النقلية.
  • ثالثا هيمنة التسلطية الدينية ربيبة التسلطية السياسية المسيطرة تاريخيا، على نحو أدى إلى سطوة عقلية التكفير والتحريم والتأثيم على حرية العقل والإبداع، وحلول العقل الناقل الاتباعي، علامة ورمزا على الذهنية السائدة نخبويا وجماهيريا إلا قليلا.
  • رابعا التدهور المستمر في النظام التعليم وسياساته ومناهجه على نحو أصبح التعليم يشكل عائقا أساسيا من عوائق التطور السياسي والاجتماعي والثقافي في بلادنا.
  • خامسا تزييف الفكر والقيم وأنماط السلوك الاجتماعي الرافضة للتفكير الحر والمبادرة الفردية والعقل الناقد.
  • سادسا الفجوة المعرفية بين تكوين النخب الثقافية والثقافية، وبين تطورات المعرفة في عالمنا المتغير. هذه الأسباب وغيرها باتت تشكل علامة على غياب العقل الناقد والحيوية الذهنية وروح المبادرة والإبداع الوطني.. وا أسفاه!
  • أولا في ظل المرحلة شبه الليبرالية تأثر الفكر الديني السائد داخل المؤسسة الدينية وخارجها بالمجتمع شبه المفتوح والمتعدد، وبيئة الحريات العامة السياسية والفكرية على نحو شكل تحديا لبعض المشايخ الذين شاركوا في الحياة العامة وقدموا بعض الاجتهادات في الفكر الديني من مثل محمد عبده، طه حسين، على عبدالرازق، مصطفى المراغي، محمود شلتوت، ومحمود بخيث.
  • ثانيا أدت التسلطية السياسية وأيديولوجيا التعبئة لنظام ثورة يوليو 1952 في مختلف مراحله إلى فرض قيود على حريات الرأي والتعبير والتدين والاعتقاد، ومن ثم فرضت قيود على الفكر الديني وازداد جمودا.
  • ثالثا ساهم تمدد الحركة الإسلامية السياسية والراديكالية في فرض المزيد من القيود على الفكر عموما والديني خاصة، من خلال استخدام آليات التكفير، والثنائيات الضدية حول الحرام والحلال، وانتشار ظواهر التحريض على مصادرة الكتب والأعمال السردية الإبداعية أو الفنية الأخرى، من منظور الحلال والحرام والكفر والإيمان والخلط بين الواقع وبين الأعمال السردية والفنية.
وتطوره من التسلطية إلى الديمقراطية، فلا إصلاح دينيا دون إصلاح سياسي، ولا تجديد دينيا دون تجديد سياسي في الفكر والدولة والمؤسسات والقيم السياسية والسلوك السياسي والاجتماعي.

*
May 22, 2020

نبيل عبد الفتاح
 العقل النقلي والعقل السياسي التسلطي 

الحفظ والتكرار والعنعنه
والتسميع في عالم رقمي مذهل سهل الوصول لاراء والتفسيرات 
العقل الديني النقلي انهار 

*

الثقافة المصرية في ميزان الحرية والحقيقة

نبيل عبد الفتاح يحلل أزمنة صعودها وانحسارها

يقع الكتاب في 433 صفحة من القطع المتوسط، وتناثرت في صفحاته شذرات فلسفية تدور حول معنى الحقيقة وعلاقاتها بالواقع والأفكار لنيتشه، باشلار، ديكارت، هيوم، فوكو، سارتر، وإدوارد سعيد.

كسر «هيمنة العقل التسلطي السلفي، الأسير وراء أوهامه المتعددة».

غلبة الوعي البيروقراطي على تشكيل النخبة السياسية ومصادر تجنيدها، وانفصال السياسة التعليمية ومناهجها عن المكون الثقافي والتكوين الجمالي، والخلط والمزواجة بين التعاليم الدينية والوضعية، والمناهج المقررة.

 العقل العربي – محمد عابد الجابري - وفي مجال القانون والدراسات السوسيولوجية، وبعض التجارب الفنية في المسرح. في تونس تطورت الدراسات الإسلامية الجديدة في المدرسة الفكرية التي أسسها عبد المجيد الشرفي وتلامذته».

«وراء أي فقر سياسي غياب ثقافة لدى منتج الخطاب».

 تراجعت صورة المثقف النقدي المستقل فأصبحت «صورة مشوشة» ساهم فيها كثيرون ممن أدمنوا غوايات جهاز الدولة الثقافي > حدث تحول في مراكز الإنتاج الفكري في العالم العربي من خلال دور المثقفين في المغرب في الفلسفة والدراسات والقانون والمسرح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق