السبت، 6 أغسطس 2022

فقراء لكنهم أغنياء . فراغ العاطفي بعد مشاهدة الأفلام والمسلسلات

  كيف نشعر الآخرين بحبنا ومشاعرنا وكلماتنا الجميلة التي تدخل القلب والعقل؟ أهي البيئة التي تربي الإنسان؟ أم هو الخجل من ترديد كلمات الحب والمشاعر الإنسانية؟ كيف نردم الفجوة؟ هل تأخر الكثير من ردمها وجعلها هوّة كبيرة؟ هل تحوّلتْ الفجوة إلى مشاعر سلبية قاتلة؟

لفقر هو العوز والحاجة. والجمع: مَفاقِرُ. كيف أدعو الناس أن يكونوا فقراء؟ دعوة غريبة. لست بحاجة إلى أن أدعو للفقر فغالبية الناس بطبعهم فقراء حتى أصحاب الملايين، والأغنياء والوجهاء. قد أكون مخطئًا، الناس بطبعهم أغنياء لكنهم فقراء بالعطاء. كيف تصبح فقيرًا وأنت وأنتِ تقعان تحت مظلة الفقر؟ إنه الفقر العاطفي الإنساني، إنه فقر الفراغ العاطفي في حياة الكثير من الناس.

الزوج لماذا يتردد ويبخل على زوجته في أسماعها بضع كلمات في الحب والإعجاب؟ الزوجة: لماذا تخاف أن تقول ما في داخلها؟ لماذا لا نُسمع أطفالنا كلمات الحب والمشاعر الإنسانية كيف يتعلّمون ما لمْ نعلّمهم؟ لماذا نستغرب حين سماعنا كلمات عاطفية في مجالسنا العائلية؟ لماذا نتلفت من حولنا حين سماعها؟ كبار السن هم أكثر الناس بحاجة إلى الحب والحنان وليسوا بحاجة إلى لقمة العيش.

لماذا نسبة الطلاق في مجتمعنا مرتفعة؟ من تلك الأسباب - وما أكثرها - موت العاطفة وإحلال الجفاف والتصحّر، أمهاتنا، وهل هناك أعز وأطيب وأقرب إلى القلب من الأم: لماذا لا نردد في إسماعها كلمات تشرح صدرها ونهديها كلمات الإعجاب والولاء والعطاء. لماذا لا تحتوي الأسرة نفسها وإشباع أفرادها بالحب والعطاء وطرد الفراغ العاطفي من النافذة والباب. حفيدتي أريج وأختها أسيل تبتسمان حين أسمعهما كلامًا جميلاً بهدوء رغم صغر سنهما. من السهل أن تصبح فقيرًا وأنت غني، ومن الصعب أن تصبح غنيًا وأنت فقير.

جفاف العواطف بين الناس، تصحّر المشاعر الإنسانية بين الناس كيف نسقيها بماء يُنبت ويسقي ويبقي الحياة وردية، هذا الجفاف أصبح يتلوّن بألوان غير مناسبة للذوق والحياة، كم هو جميل أنْ نروي حياتنا بالحب، كيف نقتل الفقر العاطفي في داخلنا؟ الأمر ليس صعبًا، إنه العودة إلى الطبيعة البشرية التي غرسها الله في قلوبنا، إنه أمر جبلِّي مكتسب، لا أدعو أن تكون فقيراً بالمعني المعروف، لكنني أدعو الجميع أن ينبذوا الفقر بمعناه العاطفي.

ومن أبسط صور الحب تقديم الهدية، والهدية ليست بقيمتها المادية، بل بالقيمة المعنوية، ومهما بلغ الإنسان من الغنى فهو يحب الهدية، وهي تؤلِّف بين القلوب؛ فالهدية من هديه - صلى الله عليه وسلم - التي حضَّ عليها، حيث قال: (تَهَادُوا تَحَابُّوا) رواه البخاري.

في الختام.. الفراغ العاطفي بين الناس يولِّد البعد ويقرِّب الشقاق، كلمات قليلة تثلج الصدر وتزرع الأمل في قلوب من حولك، فلا تحوّل حياتك الزوجية وعلاقاتك مع الآخرين ومع من تحب من الأهل والأقارب ومع الناس جميعًا إلى أرضٍ جرداء مع أن إحياءها بكلمات قليلة من القلب. الحياة جميلة ومن أجمل ما فيها الحب الفطري. قال عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنه -: إنّ مما يصفي لك ودّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحبّ الأسماء إليه، وأن توسّع له في المجلس.

*Jan 28, 2021

لفراغ العاطفي بعد مشاهدة الأفلام والمسلسلات


علاقة حميمية مع هذه الشخصيات التي نتابعها بينما ندرك أفكارهم ومشاعرهم ونشاركهم النكات أو الأوقات العصيبة أو انتصاراتهم. أثناء متابعة قصتهم، نعيش في عالم محبوك مليء بإثارة المشاعر، وعندما تنتهي قصصهم، نشعر بالحزن القريب من الحزن على فقدان صديق".

سر الارتباط العاطفي بشخصيات وقصص المسلسلات والأفلام، مؤكدا أن الطبيعة الرائعة للقصص الخيالية يمكن أن تجعل الحياة الواقعية مملة وقاتمة، لذا يفضل بعض الناس استكمال الحياة التي رأوها على الشاشة.

 إننا لا نعايش عادةً أحداثا مثيرة في حياتنا اليومية، فهي مليئة بالأمور الروتينية المملة مثل تنظيف الأسنان والذهاب للعمل وإنهاء الأعمال المنزلية، وهي كلها أشياء لا تستحوذ على الخيال أو الفضول مثلما تفعل القصص الدرامية.

مشاعر الفراغ والاكتئاب بعد الانخراط في شيء ممتع، يدل على استمتاعك الكبير بالتجربة وأنك أصبحت جزءا منها وتستطيع استثارة مشاعرك ونقاط ضعفك، وبعد انتهاء هذه التجربة يبدو الواقع فارغا من المشاعر التي تم استثارتها،

بعض القصص الفنية مهربا من الحياة المملة، أو حتى الواقع المرير الذي يعيشه الشخص في الحياة الواقعية، ومجرد انتهاء القصة التي استثارت مشاعره، يعني العودة إلى هذا الواقع الممل مرة أخرى، وهو شعور قد يكرهه، ما يشعره بافتقاد الأبطال الذين أنسوه الملل من هذا الواقع، كذلك قد يكون الدافع وراء الشعور مجرد الفضول لاستكمال القصص بشكل معين، أو شعور المشاهد أن هناك تفاصيل ومعلومات أخرى لا تزال تشغل تفكيره عن البطل.

 (Post Movie Depression Syndrome) و"اكتئاب ما بعد المسلسل" (Post-Series Depression

يتكون شعور مثل الاشتياق للمواقف والكلمات التي عاشتها الشخصيات التي بشكلٍ أو بآخر انصهرت مع قصتهم وكأنه لا توجد حدود، وقد يدفع هذا الشعور بالافتقاد إلى إعادة مشاهدة العمل أو قراءته، لعل الشخص يلاحظ تفصيلا إضافيا  لم يلاحظه في المرة الأولى، أو على الأقل يحاول استعادة تلك المشاعر التي عاشها في المرة الأولى، ويمنع هذا الشعور من الاستمتاع بقصة أخرى أو مشاهدة عمل جديد سريعا.

تذكر المرء للأمور الإيجابية في حياته الواقعية يمكن أن يساعده في عدم التعلق أو المبالغة في الارتباط بشخصيات من عوالم خيالية وقصصها، مع ضرورة التأمل في الجوانب الجذابة بالنسبة لنا في العمل الفني، لأنه غالبا إما تستثير شعورا مفقودا في الحياة الواقعية أو تعزز آخر موجودا.

ولا بأس في شعور الحزن طالما لا يغرق فيه الشخص ويتركه ليتلاشى من تلقاء نفسه سريعا، ويساعد على ذلك أخذ استراحة من هذا النوع من الأفلام أو المسلسلات أو الكتب، حتى لا تعزز المشاعر التي بنتها التجربة والقصة التي تعلق بها الشخص بعيدا عن واقعه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق