السبت، 6 أغسطس 2022

نسخة مشوهة عن المجتمعات الغربية بالقوة .الانفتاح الثقافي والديكتاتورية السياسية،

 قطيع العلمانيين واليساريين والملحدين وحدهم من يجهلون مقاصد الإسلام

قطاعات غير مجهولة من المحسوبة على الإسلاميين، يتناولون هديه بعقول مبتورة، وفهم جاهل أعوج، يفتن الناس عن حقيقة دينهم وقصده.

*

 الانفتاح على الطريقة العربية: لهو ورقص وتعري  

في الغرب كان لديهم مشروع نهضوي عبر تخليص السياسة من رجال الدين، بينما في العالم العربي جاء القضاء على المؤسسات الدينية أو تدجينها ليس من أجل قيام مشروع ديمقراطي حقيقي، بل تطبيقاً لأوامر خارجية أو نزولاً عند رغبة هذه الطاغية أو ذاك،

 أنظمة ديكتاتورية عسكرية أمنية أو سلطوية استبدادية تحارب كل أشكال التحرر السياسي وتعتبر الديمقراطية رجساً من عمل الشيطان. هل يعقل أن تختزلوا العلمانية بالتحرر من اللباس واستيراد كل أشكال اللهو واللعب والفلتان الدارجة في الغرب، بينما أنتم تحكمون البلاد والعباد بقبضة حديدية وتحاربون كل أنواع الحريات الأخرى؟ لا شك أن المجتمعات العربية التي كانت مغلقة سترحب ببعض الحريات الجديدة كتحرير المرأة وتقليص سلطات المؤسسات الدينية والسماح ببقية أشكال الترفيه والانفتاح الاجتماعي. لا ضير في ذلك مطلقاً، بعد أن كانت بعض الشعوب محرومة من أبسط حقوقها الاجتماعية والإنسانية، لكن بشرط ألا ينحصر الانفتاح فقط في الجوانب الاجتماعية وألا يأتي مفروضاً فرضاً. من المضحك جداً أن تقمع بعض الأنظمة رجال الدين وتحد من سلطاتهم، وفي الوقت نفسه تبدو وكأنها تفرض بعض أشكال الانحلال والانفلات الاجتماعي فرضاً على المجتمعات. ثم ماذا طبقت الأنظمة العربية العلمانجية من قيم العلمانية الديمقراطية الحقيقية غير حرية الشلح والرقص والنقص؟

ما فائدة أن تمارس الانفتاح والتحرر الاجتماعي على الطريقة الغربية وتطلق العنان لكل النشاطات الاستهلاكية في العالم العربي، بينما لا سيادة الرئيس أو الزعيم ولا نظامه يمتلك سياسياً أي قيمة من قيم الديمقراطية الغربية وتركيبتها؟ 

لا يسمح لأحد أن يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان؟ وإذا فتح أحد فمه يذهب وراء الشمس أو يرمون لحمه طعاماً للكلاب؟ ما هذا النظام العلمانجي الليبرالجي السخيف الذي يسمح لك بأن تلهو وترقص وتتعرى، لكن لا يسمح لك بأي نوع من المشاركة السياسية أو حرية التعبير حتى حول أسعار الخضروات؟
هذه الظاهرة السطحية الآن تجتاح معظم العالم العربي من باب تعميم الثقافة الغربية اجتماعياً وثقافياً دون تجديد أنظمة الحكم ودمقرطتها. مرونة اجتماعية، وجمود وتصلب سياسي قاتل. هل سينجح هذا النموذج الهجين الذي يمزج بين الانفتاح الثقافي والديكتاتورية السياسية،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق