الاثنين، 29 أغسطس 2022

نظرية العقلانية المحدودة ******

Jan 3, 2022

 الحياة قصيرة للغاية. كل الحلوى قبل فوات الأوان

 صراع ذاتي، وكأن لنا ذاتا تستمتع بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية، وأخرى تستمتع بالحصول على درجات عالية في الامتحان.

يقارن الناس بين ما يفكرون فيه وما يشعرون به

 الشباب لا يدوم إلى الأبد. فلا يعقل أن تدّخر لعشرات السنين لشراء نظام صوتي عندما تكون قد فقدت القدرة على الاستمتاع بجودة الصوت.

مشكلتنا إذا ليست أننا ننحاز للوضع السائد، بل أننا ننحاز إليه أكثر من اللازم. فنحن نأكل، ونشرب ونلهو وكأننا سنفارق الحياة بعد بضع سنوات فقط. كما أن نظرتنا إلى المستقبل قاصرة. فنحن ندرك أننا، آجلا أم عاجلا، ينبغي أن ندخر تحسبا للأوقات العصيبة، ومع هذا نسارع دائما إلى إنفاق ما في جيوبنا.

الصراع بين ذات تفضل مكافأة صغيرة الآن، وذات تفضل مكافأة أكبر لاحقا، هو شيء مترسخ في النفس البشرية. ولطالما تم تناول هذا الصراع في الفن والأساطير. في الكتاب المقدس، نجد قصة حواء التي تأكل التفاحة رغم تحذير الرب لها من أن ذلك سيؤدي إلى طردها وآدم من الجنة. وهناك أسطورة النملة والجندب للكاتب الإغريقي إيسوب، حيث يقضي الجندب الصيف كله في الغناء بينما تعكف النملة على تخزين الطعام، فيجد نفسه جائعا عندما يحل الشتاء.

فالملك أوديسيوس نفسه أمر بأن يتم تقييده إلى صاري شراع سفينته لكي لا يسحره غناء جنيات البحر فيترك السفينة تجنح وتتحطم فوق الصخور. أي أن ذاتنا في الحاضر تستطيع أن تهزم ذاتنا المستقبلية من خلال تقليص خياراتها.

عندما نشعر بالشبع، نتخلص من الشوكولاته لكي لا نسرف في أكلها عندما نشعر بالجوع. عندما نبدأ وظيفة جديدة، نسمح لأرباب العمل باقتطاع جزء من رواتبنا ووضعه في صندوق المعاشات لكي لا يكون هناك فائض ننفقه في نهاية كل شهر.

إنها إحدى الطرق التي يمكن أن نتبعها لمقاومة الإغراءات، بدون أن نعتمد حصريا على قوة الإرادة - التي من الممكن أن تنهار بسهولة بالغة أمام انفعال اللحظة والتسرع.

المبالغة في تأويل العشوائية خطر مهني عند مراقبة الاتجاهات العشوائية للأسواق المالية، بينما مقاومة ذلك الإغراء يوفر فرصة جيدة للمستثمر الذكي. كما أنها تمنح فرصة للحياة بشكل جيد، من خلال التوقف عن التفكير في أن كل شيء يحدث لسبب ما، وتفادي أن تكون خياراتنا محكومة بأسباب لا وجود لها.

هل تهاجم الفكرة أم صاحبها؟

متى دخلنا في مناقشة فكرية، يجب أن يصبح الهدف هو أن تكون الحقيقة هي نقطة التقائنا. لكن البشر ينتمون إلى رتبة الرئيسيات، وغالبا ما يكون هدف كل منهم أن يصبح هو المناظر المهيمن - أو المناظر "الألفا".

قد يحدث ذلك بشكل غير لفظي - كالوقفة المتعجرفة، والنظرة الحادة، والصوت الأجش، والنغمة الحاسمة، والمقاطعة المستمرة، وغير ذلك من وسائل إبداء الهيمنة.

مهاجمة الآخر بدلا من مهاجمة الفكرة

تحريف حجة الآخر، ثم مهاجمة تلك النسخة المحرفة.

وبدلا من كشف مواطن الخلل في فكرة ما، لفت الانتباه إلى أن أشخاصا سيئي السمعة يتعاطفون معها، فلابد وأن تكون فكرة سيئة

 المعارك الفكرية أحيانا تكون بمثابة رياضة مشوقة تعتمد على المتفرجين. ويستمتع قراء المجلات الأدبية بالطعنات المهلكة التي يتبادلها المحاربون الفكريون. وهناك نوع رائج من مقاطع الفيديو على "يوتيوب"، يصور بطلا "يقهر" أو "يسحق" أو "يدمر" تعيس الحظ الذي سولت له نفسه توجيه سؤال غير ملائم لذلك "البطل".

الهدف من النقاش هو الاستفسار بدلا من الانصياع للألفا المهيمن، ينبغي أن نجد سبلا لكبح جماح تلك العادات السيئة.

نعزز الاستماع لصوت العقل والمنطق من خلال تغيير السلوكيات المتبعة في الحوارات الفكرية، بحيث يتعامل الناس مع معتقداتهم بوصفها افتراضات يمكن أن تتعرض للاختبار، وليس كشعارات يتعين عليهم الدفاع عنها.

البروفيسور ستيفين بينكر هو أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد الأمريكية ومؤلف كتاب "العقلانية: ما هي؟ ولماذا تبدو نادرة؟ وما أسباب أهميتها؟" 

(Rationality: What It Is, Why It Seems Scarce, Why It Matters)

*

Jan 2, 2021

 حقل الفقه في بداية القرن الثاني للهجرة (أبو حنيفة النعمان). وكانت حجتهم في ذلك أن رواية الحديث موضع ظن طالما أن تناقلها قد جرى شفهيا وعبر فترة زمنية مديدة، وأن ما هو موضع ظن لا يمكن أن يُستند إليه بصورة قاطعة يقينية، بالتالي لا بد من إعمال الأدوات العقلية المنطقية من أجل استنباط الأحكام الفقهية اعتمادا على ما هو يقيني وهو القرآن الكريم، مع تعديل لم يكن منه بد في الإستناد إلى بعض الأحاديث وما تناقله الناس في المدينة عن جيل الصحابة من وصف لهيئات العبادات والطقوس (الشعائر) الإسلامية التي عرفت عن الرسول (ص) من صلاة وصيام وحج وما إلى ذلك.

لم يهمل تيار أهل الرأي الحديث لكنه جمع بينه وبين الأدوات العقلية، بالتالي فالحديث مصدر للأحكام إن وافق مدلولات الآيات القرآنية وانسجم مع مقاصدها وإن لم يتناقض مع حديث آخر أو يحمل عوامل ضعف في روايته.

عمل أهل الرأي ضمن التيار العريض للإسلام الذي تحول لاحقا إلى ما سمي بأهل السنة والجماعة

 استسلم تيار أهل الرأي لتيار أهل الحديث الذي واجه بالنقد مسألة إعمال العقل في (النص). والنص هنا ليس القرآن وإنما الحديث حسب ظاهره. ونظرا لنهوض "علم الحديث" نهضة عملاقة على يد البخاري ثم تلميذه مسلم وباقي أئمة الحديث كالترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد بن حنبل فقد ظهر وكأن "علم الحديث" قد أغلق على أهل الرأي حجتهم حين وضع أمامهم آلاف الأحاديث المنتخبة بعناية فائقة والتي تغني عن التفكير والقياس والاستدلال.

 فحيثما هناك نص (حديث) فلا مبرر للرأي.

ونأتي على البذرة الثانية وهي المعتزلة.

فبعد ترجمة كتب الفلاسفة اليونان للعربية في بداية العصر العباسي وكثير من الأفكار والفلسفات من فارس والهند وغيرها واطلاع الناس على ثقافات متنوعة وأديان مثل الزرادشتية والمانوية أصبح من الضروري الدفاع عن الإسلام بأسلحة العصر وثقافة العصر وإلا فالاسلام سيقف عاجزا أمام تلك التيارات الهادرة الآتية من كل حدب وصوب مما يهدد في اجتياحه وهدم أسسه وقواعده.

 ابن رشد فكرة أن لا لزوم للنظر للفلسفة كعدوة للدين بل يمكن النظر اليها كصديق للدين يعمل معه من أجل الوصول للحقيقة والسعادة البشرية.

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق