May 25, 2020
يطالب كل الآباء أبناءهم بأن يبروهم ويعاملوهم بالحسنى
دعاوى العلماء والشيوخ والدعاة محذرة الأبناء من عقوق آبائهم،
بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم. كثيرا ما سمعنا أو قرأنا أو استنكرنا عقوق الأبناء لآبائهم أو سوء معاملتهم أو تنكرهم لهم أو قيامهم بفعل مسيء بحقهم يرفضه الدين والمجتمع إلا أنه نادرا جدا أن تطرق أحد أو ناقش أوطرح أو تناول موضوع عقوق الآباء أو بمعنى أصح ظلم الوالدين لأبنائهم أو التسبب بإيذائهم ماديا أم معنويا ، ولا نعلم السبب في تجاهل كثير من الناس لهذا الأمر! بل وقد تمادى البعض لتعزيز فكرة أن الوالدين لمجرد أنهما والدان فلهما على الأبناء حقوقا مهما فعلا أو لم يفعلا وبغض النظر عن التزامهما بالقيام بواجبهما على أكمل وجه أم لا! رغم أنه في الإسلام للابن حق على أبيه كما للأب حق الرعاية والتقدير والاحترام...
لقد جعل الاباء اية (ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما) سيفا مصلتاً على الابناء يرهبونهم به ويؤذونهم بحجة انهما والدان.
عجبا هل تحول الدين الى سلاح يمارس القوي فيه سلطاته على الضعيف؟ صحيح نحن لا نملك الحق في محاسبة أهلنا مهما فعلوا وليس ذلك هو ما نهدف إليه بل نرجو لو يضع الأهل سلوكهم ومعاملتهم لأبنائهم تحت المجهر ويراقبون مدى التزامهم بأداء الدور المرجو منهم ويحاسبون هم أنفسهم.
ترى هل يعي جميع الآباء أن لأبنائهم حقا عليهم؟
الوالدان هما من يعهد إليهما بتربية أبنائهما وبالتالي يعتبران مسؤولين بنسبة كبيرة عن تصرفات أبنائهما ولكن الأبناء لا يختارون آباءهم ولا أهلهم ولا يملكون تربيتهم أو تغييرهم أو تصحيح توجهاتهم الخاطئة وبالتالي فإن مشقة العيش مع والدين أو احدهما يسيء لأبنائه لهي أصعب بكثير من تحمل العيش مع ابن عاق...فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس عليهم أسلوب القمع والدتكتاتورية في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي الله بهم؟ وكم من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها؟ ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء. ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
تناقض عجيب أن يتلقن الأبناءُ البرَّ كلمات وشعارات.. وهم يرون مشاهد الإهانة وسوء الخلق ليل نهار! فمن أين يأتي البر المنشود؟!
لم ينتبه الكثير لظاهرة عقوق الآباء لأبنائهم، على الرغم من أنها ظاهرة قديمة، غير أنها تأخذ صوراً وأشكالاً شتى.. بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم.
فكما أن للوالد حقاً على ولده، فإن للولد حقاً على والده، ولو أن كليهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوؤهما، وعمتهما رحمة الله في الدنيا والآخرة، وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف.
وعقوق الآباء لأبنائهم ظاهرة يتجاهلها كثير من الآباء رغم أنها خطيرة جداً... فنجد أن بعض الآباء يكذب أمام ابنه الصغير وهو لا يبالي، والبعض الآخر لا يهتم بابنه إلا في المأكل والمشرب، ولا يسأل ابنه هل صلى في جماعة، أم كم حفظ من كتاب الله، ومن هم أصدقاؤه، والبعض الآخر يتشاجر مع زوجته أمام ابنهما. وهذا كله عقوق للأبناء.
أن يحسن اسمه ويختار أمه ويعلمه القرآن. فقال لم يفعل يا أمير المؤمنين فقد سماني جعلها أي جعراناً (حشرة) وأمي امرأة زنجية كانت أمة لرجل مجوسي ولم يعلمني من القرآن شيئاً. فنظر عمر إلى الوالد وقال له: أجئت تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك؟ إليك عني.
* تربيتهم، تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى لرسوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [ طه : 132 ]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ}الآية [ التحريم : 6 ] أي: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر،
اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
تسميتهم بالأسماء الحسنة، والإحسان إليهم في المعاملة، وتعليمهم، والعدل بينهم في العطية، والإحسان والحنان والعطف والعطية، لحديث النعمان بن بشير المتفق عليه: «اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم».
كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول
تربيته على الفضائل وإبعاده عن الرذائل، ويعلم علوم الدين، ويدرب على الصلاة وعلى العبادات الأخرى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :»مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع
كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته
تنكح المرأة لأربع وذكر منها: ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك
فكما أن على الأبناء الإحسان إلى الآباء، وطاعتهما وبرهما، والإنفاق عليهما عند القدرة إذا كانوا فقراء، فكذلك للأبناء على الآباء حقوق.
تقصير الآباء في حقوق الأبناء لا يبرر عقوق وتقصير الأبناء، فإذا كان كفر الوالدين بالله العظيم لا يُسقط حقهم في البر والإحسان فبالأحرى ألا يسقطه تضييعهما لحق الولد وإنما على الأبناء الاجتهاد في طاعتهما وكسب رضاهما.
انتكاسة للفطرة، فعندما يجد الأبناء الآباء لا وظيفة لهم في الحياة، فقد يصل هذا إلى حد الكره والرفض لهم. وإن كان الله تعالى قد طالب الأبناء بالدعاء لآبائهم كما قال تعالى:{وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} (الإسراء:24).
فأين هذه التربية لكي يرحمهما الله؟ هؤلاء آباء عقوا أبناءهم، والعقوق هنا مختلف، فالمعروف عقوق الأبناء للآباء، ولكن ما يحدث العكس. لذلك يصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليعن ولده على بره». فالمطلوب من الأب إعانة ولده على بره؛ وإلا فإنه سيحاسب على عقوقه لولده، كما يحاسب ولده على عقوقه.
سوء المعاملة
علماء علم الاجتماع لا يرون أن ما يحدث من الآباء للأبناء عقوق، بل هو نوع من سوء المعاملة. و من أهم أسباب سوء المعاملة أن كثيرا من الناس غير راغبين في الإنجاب مما يؤثر على سلوكهم مع أبنائهم، وأن بعضهم يرى أن الأبناء يتربون بدون أحد، فالدنيا تربيهم، ولا حاجة لهم في أن يتعبوا أنفسهم، وأن بعضهم مشغولون بمشاغل الحياة من الطعام والشراب، ولا وقت عنده للاهتمام بعملية التربية، وأسباب اجتماعية أخرى.
التربية الآن كثيرا ما يغلب عليها انعدام لغة الحوار بين الآباء والأبناء، وسادت لغة الأمر الواجب تنفيذه بدون مراجعة، وصار الوالد في البيت هو «سي السيد» كما صوره نجيب محفوظ في بعض رواياته. ولكن من المهم أن يسمع كل منهما للآخر، فالزمن غير الزمن، والجيل غير الجيل، واللغة غير اللغة، وعند هذا الاختلاف يكون الحوار والتفاهم والسماع والإقناع من أهم وسائل التربية الحديثة.
الداعية الاسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى فقد قالت ان ظلم الأم والأب للأبناء في هذا الزمن شلالات نار وآلام لها صدى تؤثر على نمو أولادهم وتفكيرهم وتعد تقصيرا في إعدادهم، وهذا ما يعرف بعقوق الآباء، إلا أن هذه الظاهرة لا يلتفت إليها أحدا.
دوافع سوء معاملة الآباء للأبناء
الصراع بين الأجيال : الانفتاح على العالم في كافة الجوانب الثقافية والاقتصادية والقيمية: وهذا له أثر على ظهور أنماط وأساليب لا تتفق مع قيم آبائنا الأخلاقية. ومن هنا يأتي ما يسمى بالصراع بين الأجيال، كما تشير الدكتورة سهير العطار في كتابها «علم اجتماع عائلي
الخوف الشعوري واللاشعوري: أما الدكتور وائل أبو هندي- أستاذ للطب النفسي بجامعة الزقازيق، فيرى أن هذه الظاهرة تعود غالبا إلى نوعين من الدوافع، دوافع شعورية، ودوافع لا شعورية. ففي النوع الأول: يسيطر خوف الآباء من التغيرات الحاصلة في المجتمع علي طريقة التعامل مع الأبناء. أما في النوع الثاني فيظهر خوف فقدان السيطرة؛ فالشاب الذي يكبر يمكن أن يكشف عن بعض نقاط الضعف في والده الذي لم يحب أن يعرفها ابنه عنه.
التغيرات المتلاحقة في كافة أوجه النشاط الإنساني في المجتمع وما يصاحبه من تغيرات في القيم والاتجاهات والعادات: فلا شك أن لهذا أثره على أداء الأسرة لدورها التربوي والأخلاقي؛ إذ إنها تواجه العديد من التيارات الفكرية التي تتناقض مع القيم التي يعمل الآباء على دمجها في شخصية أبنائهم. وهذا ما حدث في حالة الفتاة الملتزمة خوف أبيها من الاندماج في أي تيار إسلامي ولهذا نجد التشدد في المعاملة عليها.
زيادة المتطلبات الأسرية نتيجة الانفتاح علي العالم: وتدني المستوى الاقتصادي للأسرة يلجأ الآباء إلى السفر لتوفير متطلبات أبنائهم المادية؛ وينسون أهم متطلب وهو الحاجة المعنوية للأبناء كما يرى. عبد الباسط عبد المعطي في كتابه «نظرية في علم الاجتماع». وهذا ما حدث مع الشاب الذي فقد أباه نتيجة لسفره بالخارج.
خروج المرأة لمجال العمل أدى إلى تغير في توزيع الدوار بين أفراد الأسرة: فبعد أن كان الأب مسؤولا على الإنفاق في الدور الأول والأم مسؤولة عن التربية، أصبح دور التربية يقوم به مؤسسات وحضانات؛ فبالتالي فقد الابن لغة الحوار مع أهله، حسب رؤية الدكتور حسن الخولي في كتابه «علم اجتماع المرأة».
ورغم تلك الدوافع التي جعلت الأسرة تفقد جزءا كبيرا من وظيفتها، وهي التربية، مما نتج عنه عقوق الآباء للأبناء، فتبقى المشكلة كما هي، فهل يعي الآباء الخطر الذي يحيط بهم، أم يستسلموا لدوامة الحياة، وعواصف العولمة التي تجتاح مجتمعاتنا؟! عليهم أن يختاروا.. إما المقاومة وإما الاستسلام.
سوء اختيار الام هو اهم دليل على عقوق الابناء لوالديهم. عندما يختار الاب اما لاهية لا هم لها سوى تمضية الوقت في النوادي او التجول في الاسواق مع صديقاتها او الاهتمام بالزينة والموضة مهملة ابناءها تاركة الاهتمام بهم للخادمة. عندما تكبر هذه الام فلن تجد ابناءها الى جانبها كي يساعدوها بل قد يضعونها هي او والدهم في دار المسنين. الابناء محتاجون الى عطف الام واهتمامها. وكم من كوارث حصلت بسبب عدم حصول الابن على الرعاية اللازمة من امه. الابن عندما يرى امه لاهية فإنه يبحث عمن يعوضه عن الفراغ العاطفي الذي خلفه غياب الام فنجد هذا الابن قد انضم الى رفقة السوء ويقضي جل وقته في الخارج ولا يعود الا ليلا. اذا كانت الام قد تخلت عن امومتها عندما كان الابناء بحاجة لها فكيف تطلب منهم الاهتمام بها؟ لن يقبل الابناء بذلك ابدا. ومن يذهب الى المحاكم النظامية والشرعية فسيرى من القضايا ما يشيب له الولدان وكلها دعوى من الام او الاب على ابنائهما متهميهم بالتقصير في حقهما. ولو تأملنا تفاصيل تلك القضايا لعرفنا ان الوالدين قد اهملا حقوق ابنائهما فكيف يطلبان حقهما ممن اهملوهما؟
وكذلك الاب اذا كان مستهترا يقضي اغلب وقته مع اصدقائه ويهمل ابناءه بحجة انه وفر لهم ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس ونسي انهم يحتاجونه هو كأب وليس كحصالة نقود! الابن بالذات يحتاج الى ابيه فاذا تخلى عنه الاب فلماذا نلوم الابن عندما يتخلى عن ابيه فيما بعد؟
ومن الامثلة كذلك الايذاء البدني والنفسي الذي يمارسه الاباء بحق ابنائهم الذين لا حول لهم ولا قوة. فعندما يخطئ احد ابنائهم تجد سيلا من الشتائم ينهال على رأس هذا الابن مع جمل الاهانة والتنقيص منهم كجملة انت غبي او طول عمرك جاهل منذ متى انت تعرف شيئا؟ ولكن الوالدين لا يوجهانه الى التصرف الصحيح او ردة الفعل اللازمة لكل موقف. بمعنى اخر يعاقبونهم ولا يوجهونهم بل ويطلبون من الابن ان يعرف كيف يتصرف وكيف يرد! كيف يعرف هذا الابن ما عليه ان لم يعلمه احد؟
ومن الامثلة التي نراها كثيرا في مجتمعاتنا المعاصرة هي رغبة الاباء ان يكون الابناء نسخة عنهم وهذا محال. فللأبناء شخصية مستقلة يقوم الاباء بتسلطهم ورغبتهم في السيطرة واعتقادا منهم ان ابناءهم ملك لهم يحق لهم ان يفعلوا بهم ما يريدون يقوم الاباء بسبب ذلك بسحق شخصية ابنائهم ومحوها من الوجود. فالآباء يعتقدون ان ما تربوا عليه يجب ان يطبق على ابنائهم ونسي الاباء ان الزمان غير الزمان وان المكان غير المكان. فلقد تغيرت القيم والمفاهيم وفقدت معانيها القديمة واكتسبت معاني جديدة لم تكن في زمان الاباء. وهنا ينشأ الابناء في صراع مستمر بين بناء شخصيتهم المستقلة وبين رغبة الاباء المتسلطة. وبسبب هذا تهتز شخصية الابن وينمو وقد صار عاملا مفسدا في المجتمع لا عامل بناء. بل قد يتدخل الوالدان في حياة ابنائهم حتى في القرارات المصيرية ويفرضون عليهم ما يريدون لا ما يريده الابناء.
ومن الامثلة كذلك هي ما يمارسه الكثير من حرمان بناتهم مما يبيحونه لأبنائهم بل وصل الامر في بعض الدول الى قتل البنت كي تحرم من الميراث ويتم اتهام البنت بشرفها للتغطية على هذه الجريمة. وقد يتآمر الوالدين مع ابنائهم الذكور بمنحهم ما لديهم من متاع الدنيا وحرمان البنات منها وحجتم في ذلك ان مال البنت سيذهب الى غريب اي زوجها! اي انهم يحرمون ان يذهب نصيب ابنتهم الى رجل غريب ويبيحون ان تأخذ امرأة غريبة انصبة ابنائهم! اليس هذا منطق اعوج؟
بعد كل ذلك ألا يوجد عقوق الآباء؟ ألا يجدر بالآباء الاعتراف بحقوق أبنائهم واحترامها وتحمل مسئولية واجباتهم؟
ومنها التفرقة في المعاملة بين الأبناء فتورث الضغينة:- فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(سورة التحريم:6)..
فكم من أب ظلم أبناءه أو قصر باحتياجاتهم أو مارس عليهم أسلوب القمع والديكتاتورية في التربية دون أن يحاسب نفسه بما فعل أو يتقي الله بهم؟ وكم من أم أضاعت مستقبل أبنائها بتهورها واستهتارها؟
ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء... ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
لو فتحنا المجال لسماع قصص وحكايات عن عقوق بعض الآباء لأبنائهم لاحتجنا إلى صفحات تفوق الحصر ولسمعنا العجب العجاب... لكننا سنعرض في هذه المساحة البسيطة لبعض النماذج على سبيل المثال فقط.
تحكى احدى الفتيات وتقول :»ولدت في أسرة لا تحب إنجاب البنات؛ قاموا معي بأشد أنواع القسوة من الضرب والإهانة، كان لي أخ يصغرني بثماني سنوات، فكان يتحكم في، كان يضربني ويحاسبني ولا أحد يكلمه. وعندما أتكلم وأحتج على ما يحدث معي يتم ضربي وإهانتي؛ مما يجعلني أتكلم معه بقسوة محاولة مقاومة هذا الظلم.
وتقول فتاة اخرى، وكان من المفروض أن تكون في الفرقة الرابعة، غير أن معاملة البيت لها كانت السبب في تأخرها في الدراسة حسبما ترى هي.
وتعبر فتاة عن عقوق أمها لها فتقول: ما شعرت يوما بحنان الأب والأم؛ فالأم لاهية في شؤون البيت والعمل، وكذلك الأب لا يسأل عني، كنت أتمنى أن يكون لي أب وأم، فهما موجودان معي، لكنهما غائبان دائما».
وتقول فتاة اخرى، وتتعجب من رفض والدها من تدينها، وتحكي عن نفسها قائلة: «الحمد لله... أنا ملتزمة، ولدت في أسرة لا تعرف أي نوع من أنواع الالتزام. كان أحب إلي والدي أن أقول له: أنا سأذهب إلى النادي ولا أقول له: إني ذاهبة إلى مسجد.
وعندما أحتج على هذا يتم ضربي وسبي، فكنت أكذب لكي أنزل إلى المسجد أو أحضر درس علم، وأقول أنا ذاهبة إلى النادي، أو إني سأذهب إلى إحدى صديقاتي نتنزه وسأرجع متأخرة. ليس هذا فقط، بل عندما يتقدم لي شاب ملتزم يتم رفضه وطرده، لأنه ملتزم».
والأمر ليس حصرا على البنات، فهذا شاب طالب بكلية الطب يبث همومه فيقول
أنا شاب نشأت في أسرة لا أرى فيها أبي كثيرا، فهو كثير السفر، كل همه أن يأتي بالمال، اشترى لنا شقة في مكان مميز، واشترى لي سيارة. كل شيء أريده معي، غير أبي، تعرفت على أصحابي، ألهو وأعبث معهم، أسهر الليالي، أنجح في دراستي «بالعافية»، غير أني سئمت الحياة، كرهت الغنى، ليتني كنت فقيرا ومعي أبي
هذه نماذج نعتبر أنها غيض من فيض، وقليل من كثير، ولو كشف الغطاء عن عقوق الآباء لأبنائهم لرأينا عجبا.
*
تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك
الاختيار صلاح الدين واستقامة الأخلاق، فإن كان مع ذلك المال أو الجمال أو الحسب فبها ونعمت. وإنما رُشحت المرأة ذات الدين لتكون زوجة، لأنها الأصلح من حيث القيام بحقوق الزوجية وتحقيق مقصودها من السكن والمودة والرحمة، والأوفر حظًّا من حيث القيام بمهام الأم التى هى أكثر كثيرًا من مهام الأب الذى ينشغل بتوفير متطلبات الحياة الكريمة لأسرته وما يقتضيه ذلك من مشقة وعناء.
كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول ضرورة العدل بين الأبناء وعدم تفضيل بعضهم على بعض فى العطاء إلا لزيادة حاجة بعضهم كاختلاف نفقات التعليم أو العلاج ونحوه، ولا يحق تخصيص بعض الأبناء بجزء من الأموال أو الأملاك ليكون زائدًا على ميراثه حين يقتسم مع إخوته تركة أحد الوالدين،
من حقوق الأبناء على الآباء أيضًا توجيههم وحسن صحبتهم حتى يشبوا ويستغنوا بأنفسهم ويكونوا قادرين على تكوين أسر جديدة، ولا يظن الآباء–وهو حال كثير منهم مع الأسف–أن واجبهم تجاه الأبناء ينحصر فى الإنفاق عليهم، فتجد بعضهم يغدقون الأموال على أبنائهم، فإذا ما تعثر الأبناء فى دراستهم مثلًا أو ظهر عليهم بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، تعالت صرخاتهم بأنهم ينفقون عليهم كذا وكذا، مع أن كثيرًا من الشباب الصالح النافع لنفسه ومجتمعه نشأ فى كنف والدين لا يكادون يملكون من حطام الدنيا شيئًا!
ولذا، فإن حسن تربية الأبناء ورعايتهم وغرس القيم الصحيحة فى نفوسهم هى الضمانة الحقيقية لصلاحهم وإفادتهم أنفسهم ووطنهم، وليس السخاء المالى الذى قد يكون سببًا فى فساد الأبناء لا صلاحهم، فكثير من المنحرفين والمتعاطين للمخدرات ورواد الحانات وحتى المتطرفين هم ممن أفسدهم الآباء بالانشغال عن تربيتهم وتوجيههم ورعايتهم روحيًّا واجتماعيًّا، وإن كانوا يغدقون عليهم من الأموال التى قد تسهل عليهم الانغماس فى ملذاتهم وشهواتهم.
ومن ثم، فإن على الآباء أن يحرصوا على بر أبنائهم إن أرادوا أن يبرهم أبناؤهم، ولا يُتوقع بر من أبناء تُركوا بلا تربية ولا تعليم ولا توجيه ولا مراقبة. فيا أيها الآباء بروا أبناءكم يبروكم، فإن عققتموهم فلا تستعجبوا عقوقهم، فكما تدين تدان
*
وجوب طاعة الوالدين، وأن طاعتهما من طاعة الله عز وجل، وأن عقوقهما وعصيانهما كبيرة من الكبائر، بل إنها تلى فى بعض النصوص كبيرة الشرك بالله، ولعل كثيرًا من الناس يحفظون النصوص الواردة فى ذلك، ومنها (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وقول النبى- صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- قالها ثلاثًا–قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وجلس- وكان متكئًا- فقال: ألا وقول الزور. قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت).
حقوق الأبناء على الآباء النفقة عليهم وتأمين حاجتهم من مطعم ومشرب وملبس ومسكن على قدر المستطاع، يقول النبى (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول). وتلزم الإشارة فى هذا السياق إلى ضرورة العدل بين الأبناء وعدم تفضيل بعضهم على بعض فى العطاء إلا لزيادة حاجة بعضهم كاختلاف نفقات التعليم أو العلاج ونحوه، ولا يحق تخصيص بعض الأبناء بجزء من الأموال أو الأملاك ليكون زائدًا على ميراثه حين يقتسم مع إخوته تركة أحد الوالدين، فعن النعمان بن بشير، أنه كان يقول: أراد أبى أن يَنحِلنى شيئًا ويُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكل ولدك نَحَلتَ مثله؟ فقال: لا! ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعدلوا بين أولادكم فى النَّحْل، كما تحبون أن يساووا بينكم فى البر).
ومن حقوق الأبناء على الآباء أيضًا توجيههم وحسن صحبتهم حتى يشبوا ويستغنوا بأنفسهم ويكونوا قادرين على تكوين أسر جديدة، ولا يظن الآباء–وهو حال كثير منهم مع الأسف–أن واجبهم تجاه الأبناء ينحصر فى الإنفاق عليهم، فتجد بعضهم يغدقون الأموال على أبنائهم، فإذا ما تعثر الأبناء فى دراستهم مثلًا أو ظهر عليهم بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، تعالت صرخاتهم بأنهم ينفقون عليهم كذا وكذا، مع أن كثيرًا من الشباب الصالح النافع لنفسه ومجتمعه نشأ فى كنف والدين لا يكادون يملكون من حطام الدنيا شيئًا!
حسن تربية الأبناء ورعايتهم وغرس القيم الصحيحة فى نفوسهم هى الضمانة الحقيقية لصلاحهم وإفادتهم أنفسهم ووطنهم، وليس السخاء المالى الذى قد يكون سببًا فى فساد الأبناء لا صلاحهم، فكثير من المنحرفين والمتعاطين للمخدرات ورواد الحانات وحتى المتطرفين هم ممن أفسدهم الآباء بالانشغال عن تربيتهم وتوجيههم ورعايتهم روحيًّا واجتماعيًّا، وإن كانوا يغدقون عليهم من الأموال التى قد تسهل عليهم الانغماس فى ملذاتهم وشهواتهم.
على الآباء أن يحرصوا على بر أبنائهم إن أرادوا أن يبرهم أبناؤهم، ولا يُتوقع بر من أبناء تُركوا بلا تربية ولا تعليم ولا توجيه ولا مراقبة. فيا أيها الآباء بروا أبناءكم يبروكم، فإن عققتموهم فلا تستعجبوا عقوقهم، فكما تدين تدان، وضعوا نُصب أعينكم قول النبى صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذى على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهى مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته).
* Feb 17, 2021
انفصال الوالدين ـ نصائح للتخفيف من شعور الأبناء بانهيار عالمهم
فمن التفسيرات الأكثر شيوعا لدى الأطفال هو كونهم السبب وراء شعور والديهما أو أحدهما بالحزن، خاصة وأن الآباء لا يخبرون الأبناء بأنفسهم بعدم كونهم السبب وراء الطلاق أو الانفصال.
"تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسميم الأجواء بالمنزل وانشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال، فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن للانفصال حينها أن يهدئ من حدة الحياة".
أما بالنسبة للحالات التي لا يعبر فيها الأب والأم عادة عن خلافاتهما بالصراخ والصوت العالي، يمكن للانفصال حينها أن يكون ذو تأثير أكبر على الطفل لاعتقاده بأن الأمور بين والديه كانت على ما يرام، ثم يتفاجأ بعكس ذلك.
أكرموا أبناءكم، اجعلوا بيوتكم جنة احتواء حتى على أخطائهم، فكما أخطأتم سيخطئون، احترموا مساحتهم وخصوصياتهم وادعموا استقلاليتهم وإرادتهم، عمروا بيوتكم بالحب، وسيهربون إليكم وليس عنكم.
*
الفهم التقليدي للعلاقة بين الآباء والأبناء في الثقافة الإسلامية والتطرق لمفهومي البر والعقوق من زوايا مختلفة.
يحتاج الفهم السائد لمفهوم البر والعقوق في الثقافة الإسلامية إلى مناقشة وتفكيك. فاعتقاد الآباء بأن لهم ملكية مطلقة على أبنائهم لتسببهم في مجيئهم إلى هذا العالم وشعور الأبناء بوجوب الطاعة المطلقة للوالدين ما لم يحللا حراما أو يحرما حلالا بحاجة إلى تأصيل منطقي.
يشعر الكثير من الآباء بالعار والخذلان وخيبة الأمل بسبب الفهم الخاطئ لفكرة البر والعقوق ولشكل العلاقة الطبيعية مع الأبناء في ما يعاني الكثير من الأبناء من عقدة الشعور بالذنب والتقصير في "بر" والديهم خاصة أولئك الذين يتعرضون للابتزاز والتهديد ممن يعتقدون بأنهم يمتلكون صكوك الغفران ومفاتيح النجاة من عذاب النيران.
الإرث التاريخي والديني المتنوع تنوعا بلغ حد التناقض بين صور البر ونماذج العقوق التي شكلت الوعي الجمعي للمجتمعات الإسلامية على مر العصور.
ففي قصة إسلام سعد بن أبي وقاص الذي عرف ببره الشديد بوالدته وحبه لها، نجد الابن يتجاهل والدته التي أضربت عن الطعام والشراب لتجبره على العودة إلى دين آبائه وأجداده. ولما واصلت الأم إضرابها حتى أوشكت على الموت وبلغ سعد ذلك جاء إليها وقرب وجهه من وجهها وصاح بها لتسمعه قائلا لها: "تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني هذا لشيء، فكلي إن شئت أو لا تأكلين".
هذه القصة التي تعتبر من "أسمى" أمثلة التضحية في التاريخ الإسلامي حيث يضحي الإنسان بوالدته التي يحبها من أجل دينه الجديد ربما رسخت أيضا لفكرة أن الدين أهم من الوالدين فالقرآن يأمر صراحة بعصيان الوالدين "إن جاهدا" الابن على الإشراك بالله.
أبي عبيدة عامر بن الجراح الذي قتل أباه في معركة بدر وهو أمر على الرغم من بشاعته وتعارضه التام مع كل ما يمت للبر بصله خلده التاريخ الإسلامي كأحد "أسمى" صور التضحية والفداء.
وترسخ التعاليم الإسلامية لفكرة ملكية الآباء للأبناء فتأمر الوالدين بتعليم أبنائهم طريقة أداء الصلاة حين يبلغون سن السابعة وبإكراههم عليها في سن العاشرة ومعاقبتهم بالضرب * زي ضرب المرأة * في حال رفضهم أو تمردهم. بل ويمتد حق الوالد في التحكم بأبنائه إلى ما بعد البلوغ فيمنح الشرع الوالد الحق في مال ابنه وفقا لحديث "أنت ومالك لأبيك".
وتسقط هذه الملكية في حالات معينة كالجهاد مثلا فيجوز للابن عصيان والده والالتحاق بالجماعات الجهادية
ظاهرة الزيجات التي تقوم الأسر بالتخطيط لها بدون إبداء أي اهتمام لموافقة الأبناء وفي حال رفض أحد الطرفين أو كليهما، يستخدم الآباء عدة طرق للضغط كالحزن الشديد والمقاطعة كما فعلت والدة سعد والتهديد بإعلان البراءة أو الحرمان من الميراث أو الغضب عليهما مدى الحياة.
الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الأبناء العاقلون البالغون من قبل والديهم الذين يصرون على التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهم حتى الشخصية منها كاختيار التخصص الدراسي والهوية الجنسية وقضايا الاعتقاد والزواج والإنجاب ونوعية الملابس وتسريحة الشعر وغيرها.
وحين يصل اليأس بالأبناء مداه ويثورون في وجه ذلك التسلط الأبوي ويتمردون، يصاب الكثيرون منهم باضطرابات نفسية، خاصة حين يتبرأ أحد الوالدين أو كلاهما من الابن فيتخيل الابن نفسه خالدا في العذاب الأبدي.
وفيما تكثر الحالات التي يتبرأ فيها الوالدان من أبنائهم حين يكتشفون خروجهم عن الدين أو إعلانهم عن مثليتهم الجنسية، يتردد الكثير من الآباء في نبذ أبنائهم الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية وكأن تغيير الديانة أو إعلان الهوية الجنسية أشد خطورة من إرهاب الناس وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات.
يوظف الإسلام العلاقة الأبوية دائما لصالحه حتى لو قلب ذلك معيار البر والعقوق رأسا على عقب كما في حالات سعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة أو حين ينادي منادي الجهاد.
الأبناء في التراث الإسلامي يحظون بحب مشروط من الوالدين طالما التزموا بالأوامر والنواهي الإسلامية، وإلا فإن الأب عادة من يتطوع بتخليص العالم من "العار" فيما لو اختار ابنه او ابنته دينا آخر أو في حالات الحمل او العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج بالنسبة للفتيات أو في حالات المثلية الجنسية مثلا أو اختيار حبيب يراه الأبوان غير مناسب.
ويشجع التراث الإسلامي الفقراء على الزواج على أمل أن يغنيهم الله "من فضله"، ويشجعهم على الإنجاب فكل طفل يأتي برزقه بل ويشجعهم على الإنجاب بكثرة فقد ورد في الحديث "تناكحوا، تكاثروا، تناسلوا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة".
من المدهش أن يتعامل بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم كما يتعامل السيد مع عبيده، فيعتبرون مجرد تسببهم في وصول الأبناء إلى هذا العالم جميلا لا يستطيع الأبناء الوفاء به مهما فعلوا وهو ما يدفع بعض الأمهات حين يصبن بخيبة أمل بتمني لو أنهن أسقطن أبناءهن حين كانوا أجنة.
تعيش الكثير من الأسر المسلمة المهاجرة صراعات راحت ضحيتها آلاف الفتيات بسبب رفض الآباء الاعتراف بحقهن في اختيار من وما يرونه مناسبا لهم أسوة بأقرانهن. إن طبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء في الدول الغربية تختلف تماما عنها في الثقافة العربية والإسلامية فتنحصر مسؤولية الوالدين في الغرب في تربية أبنائهم وتوفير المسكن والغذاء والغطاء والدواء والحب والحنان حتى سن البلوغ وحينها يشكر الأبناء آباءهم أو يلعنوهم ثم يشقون طريقهم في الحياة.
*
بإهمال الآباء لواجباتهم التربوية تجاه بناتهم، وأساليب الضغط والقسوة تجاههن، في حين قد تكبر الفتيات مع أهداف مهنية أوسع في الأسر التي ينخرط فيها الآباء أكثر في تربية بناتهم ويتحلون بالتعاطف والتفهم ويقضون أكثر وقت معهن، ولا يرفضون طهي الطعام أو المشاركة في أعمال المنزل، فهم بذلك يتركون تبعات واسعة النطاق على صحة بناتهن النفسية ويجعلونهن أكثر ثقة بأنفسهن وتقديرا لذواتهن.
“تواجه الفتيات منذ مراحل أعمارهن المبكرة ضغوطا مكثفة داخل وسطهن الأسري والاجتماعي وفي وسائل الإعلام، وفي مواقف الآخرين الرافضة لاقتحام الفتيات مجالات ينظر إليها على أنها خاصة بالذكور”.
ور المرأة في المجتمع ما هو إلا صورة ذهنية كباقي الصور التي خزنتها الفتيات منذ الصغر في ذاكرتهن ويتصرفن بموجبها في حياتهن، وليس وفق ما يتطلعن إليه أو يحتمه عليهن الظرف الاجتماعي
*Jul 1, 2021
"إن كبر ابنك خاويه وإن زعل ابنك داديه"، هذا ما توارثته الأجيال جيلا بعد جيل، وإذا ما سمعت الأذن كلمة عقوق فإن أول ما يترآى للأذهان هو عقوق الوالدين دون أن يدرى الكثير أن هناك عقوقا من الآباء للأبناء تعج به محاكم الأسرة، وأن هناك من لا يتقى الله فى أولاده فلا يخاوى ولا يدادى مثلما قال المثل الشعبى وعمل بذلك كل الآباء على مر العصور.
ما بين أب ترك أبناءه بدون نفقة، أو أب تزوج زوجة ثانية وأجبر أبناءه على العيش معها، أو أب بخيل حمل أبناءه المسئولية بقسوة منذ نعومة أظافرهم وأخبرهم أنهم مسئولين عن أنفسهم فى الإنفاق قبل أن يحدث فطامهم، حتى وصل عدد قضايا صراعات الأبناء ضد الآباء لـ2000 قضية فى محكمة أسرة أسيوط. 2019
فالقانون أعطى الأم حق الحضانة فقط من اجل مصلحة الأبناء لا من أجل راحة الأم وتعبها بعد رحيل الأطفال لأبيهم، ولذلك تعتبر الأم هى الأكثر رعاية وإشرافا على الأبناء فى نطاق تأدية واجباتها نحوهم وحفاظا عليهم بحب وحنان، ولكن دور الأب فى رعاية أبنائه والكفاح من أجلهم هو الواجب المنوط به والمكلف به أمام الله، فقال "النبى"- صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
قضية مثيرة للدهشة نظرتها محكمة الأسرة بعد أن قام طالب جامعى فى الفرقة الرابعة بكلية الطب بمطالبة والده بالإنفاق عليه وشقيقته التى تدرس بكلية الآداب.. وقال "ضياء.ر.ح"، 22 عام أن والده يعمل رجل أعمال وتزوج والدته منذ ٢٤ عاما وأنجب منها شقيقته الصغرى وهو فقط وكان دائم الشجار مع والدته حول الإنفاق على أبنائه رغم أنه ميسور الحال وكان وقتها يمتلك أكثر من مشروع ولديه عدد من الحسابات البنكية وحينما بلغ ضياء الـ ٥ سنوات أجبره على النزول للعمل فى ورشة خراطة حتى يتحمل نفقاته.
*Aug 3, 2021
“أنت ومالك لأبيك” ثقافة أنتجت مجموعة من العبيد على هيئة أبناء، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة لمجرد أن أي رجل مهما كان مستواه الأخلاقي والثقافي أنجب طفلا يستطيع ضربه بالحذاء وحتى قتله ثم يخرج بحكم مخفف لأن “الوالد لا يُؤخذ بولده”
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق