الأحد، 12 سبتمبر 2021

نبدأ التجديد، الدين أم الدنيا؟! -**-***********

May 8, 2021

لأن أجهزة الأمن مشغولة بالحكم والسياسة والمعارضة، ومؤسسات البناء والتكوين الاجتماعي والتربوي والثقافي والفني مشغولة بالنفاق والشقاق وفبركة التاريخ والأوراق

•• في التعليم، مصر قبل الأخيرة عالميا بالمركز 139 وقبل الأخيرة عربيا في المركز الـ 13 يسبقها كل الدول العربية الداخلة في التصنيف لأن هناك دولا لم تنافس لعدم استيفاء الشروط. مصر التاريخ والحضارة والعلم والمعرفة والفن والأدب سبقها الجميع وهي اليوم في القاع السحيق بشهادة عالمية موثقة رغم أوهام الإصلاح والتطوير وكذلك أوهام شماعة الإخوان في الدفاع والتبرير.

 • وفي الجريمة الجنائية، وليست السياسية ولا الإرهابية جاءت مصر في الترتيب الثالث عربيا والسابع أفريقيا والـ 24 عالميا، لأن أجهزة الأمن مشغولة بالحكم والسياسة والمعارضة، ومؤسسات البناء والتكوين الاجتماعي والتربوي والثقافي والفني مشغولة بالنفاق والشقاق وفبركة التاريخ والأوراق.

وفى مجال الصحة، حدث ولا حرج في تدني مستوى المستشفيات وقلة التجهيزات والعجز في الأطباء الذي وصل إلى حوالي 60%، خاصة في كارثة كورونا التي أثبتت انهيار منظومة الصحة واستشهاد أكثر من 500 فرد من الأطباء بناء على بيان نقابة الأطباء بينما الحكومة تدعي أن 110 فقط هم من توفوا أثناء العمل بالعزل، وهكذا.

 وفي مجال حوادث السير، تحتل مصر المركز الأول عالميا في حوادث السيارات والقطارات وعدد القتلى والجرحى يفوق عدد ضحايا الحروب العسكرية، رغم ادعاءات السيسي بإنفاق 4 تريليونات جنيه على البنية التحتية وادعاء إنشاء أكبر شبكة طرق في الشرق الأوسط وغير ذلك من الأرقام والإنجازات الوهمية التي لا يمكن نشرها عالميا لأن العالم يعرف عن مصر أكثر مما يعرف عنها شعبها.

 وفي مجال الخدمات، خاصة الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء والغاز، مازالت أكثر من 75% من قرى مصر محرومة من الصرف الصحي وعشرات الألاف منها محروم من المياه الصالحة للاستخدام الآدمي وكذلك من المدارس والكهرباء المنتظمة والغاز بصورة شبه كاملة.

تجديد الخطاب الديني مكانه قاعات العلم والبحث العلمي والمؤتمرات العلمية لا على وسائل التواصل

نعود للخطاب الديني، أي تجديد يقصدون؟! وهم مازالوا يروجون وفقا لمعتقد اليهود أن السيسي هو هدية الله لشعب مصر، ووفقا لمعتقد الأقباط أن السيسي هو المخلص، ووفقا لمعتقد المسلمين أنه قدر الله الذي لا فكاك منه وأن الله هو من يولي الملك وينزعه.

بالفعل الخطاب الديني لغة ومضمونا بحاجة إلى تجديد يناسب عظمة الإسلام وجاهزيته لكل زمان ومكان، ولشيخ الأزهر كلام علمي راق في هذا الصدد: “تجديد الخطاب الديني مهمة علمية من الطراز الأول يقوم بها أهل العلم والتخصص مع الجهات والشخصيات المعنية ذات الصلة، وليست مباراة أو جدل سياسي أو حقوقي ينزل إلى ملعبه الهواة وأنصاف الهواة من الملايين على الشبكة العنكبوتية الذين يحشرون أنوفهم بغير علم بل وبجهالة في أغلب الموضوعات التي يشاركون ويشاكسون فيها فيفسدونها”.

تجديد الخطاب الديني مكانه قاعات العلم والبحث العلمي والمؤتمرات العلمية لا على وسائل التواصل ولا الفضائيات الحكومية التي طالما حولت الموضوعات الجادة إلى تهريج ومهرجانات.

الدين أحد مكونات الحياة وليس المكون الوحيد كما يظن البعض، بل جاء الدين لحفظ الحياة ومنها دين الإنسان كأحد مكوناتها، ومن المعلوم إسلامياً أن مقاصد الشريعة تصب في حماية حياة الإنسان، عقله ودمه وماله وعرضه ودينه، فلماذا يترك حكام الفشل كل المقاصد ويركزون على الدين، هل لتدينهم الزائد؟ أم لأنه رسالة الحاكم الفاقد الشرعية إلى الغرب مانح الشرعية، رسالة لا تخطئ العنوان؟! ويبقى السؤال، أيهما أولى بالتجديد الدين أم الدنيا؟

تجديد وتطوير التعليم أولا، لأنه الرافد الأول والأساسي لباقي مجالات الحياة ومنها الدين، فروافد التعليم في البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة والإعلام والمناخ العام هي من تغرس المعارف والمعلومات والقيم والاتجاهات والمهارات والقدرات في دنيا ودين الشعوب، هي من تعلم مهارات التفكير العلمي أو أدوات التفكير الخرافي أو التفكير عن طريق الغير، وهي من ترسخ منظومات القيم الإنسانية   والعلاقات الحضارية

فإذا كان التصنيف الدولي للتعليم المصري في المركز 139 الأخير!! فماذا تنتظر في دنيا الناس ودينهم؟!

*

تجديد الدين.. أم تجديد (موقفنا) من الدين؟

Feb 3, 2020

فإما أن الناس غير جادين فى الاستماع..أو أنهم يريدون سماع شيئا أخرغير الذى قيل لهم,, مع رغبتهم فى عدم قول ذلك صراحة..      غير أن فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر أضاف (توقعا ثالثا) حين أبدى دهشته من الانشغال بموضوع التجديد والتراث وعدم الانشغال بامتلاك اسباب القوة والقدرة المادية .. وضرب مثلا مؤلما بعدم القدرة على تصنيع (كاوتش سيارة) لا سيارة كاملة! رغم أن لدينا جامعات بها كافة التخصصات العلمية والصناعية من أكثر من مائة عام كما قال.

 خروج الدين من قلوب الناس وواقع حياتهم وحالهم مهما كانت مظاهر الدين حاضرة فى طقوس ومظاهر وشكليات ..والأيات القرأنية تذكر بجلاء(القلب السليم )وما يحويه هذا القلب من إحسان وما يحويه من حب وخشوع لله وعلم اليقين بأن الله يراه ويطلع على خفاياه

قال على عزت بيجوفيتش.. بثنائية فريدة مركبة جمعت بين واقعية التوراة ومثالية الانجيل.. بين المادى والروحى..بين الغيب والعقل..بين ما يٌرى وما لايٌرى..بين الحس والوجدان..وأخيرا بين الدنيا والأخرة.

 الراهب مارتن لوثر (1483- 1546) مؤسس المذهب البروتستانتي دعا هو والمصلحون الآخرون من رجال الدين المسيحى إلى الخلق القويم.. ووجهوا نقدا حادا لرجال الكنيسة لانصرافهم لجمع الثروة وإلى الحياة اللاهية  واعترض على صكوك الغفران ونشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من(خمس وتسعين) نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من(العقاب الزمني للخطيئة)

الشرق العربى والاسلامى عرف النقاش والحوار الطويل العميق حول (التجديد الدينى )من قرنين مضوا فى صولات وجولات جمال الدين الافغانى وصاحبه محمد عبده ومن تلاهم من العلماء والمفكرين وحتى السياسيين والذين بدأوا جميعا تجديدا(أمينا) لمفاهيم وتطبيقات صحيح الدين ونصوصه..ولم يزايد عليهم أحد فى هذه (الأمانة )التى صاحبتهم فى كل أرائهم  الواصلة بين الدين والحياة.

استنساخهم الماسخ لتجربة الإصلاح الديني فى أوروبا ..وإنما هم أساسا يريدون مخاصمة صحيح الدين والتجربة التاريخية للأمة فى التكوين الحضارى.

كان(سعد زغلول) الليبرالى يعتبر نفسه ابنا روحيا للشيخ الإمام محمد عبده والذى كان شديد القرب منه وكان يرعى شئونه العامة

*

بعبع الإسلام


لم يذكر لنا أحد عن تجديد الخطاب الليبرالي العربي، أو الخطاب البعثي أو العلماني أو اليساري، فهذه التيارات هي التي أدت الى خراب ودمار الأمة الاسلامية والواقع شاهد على ذلك، لقد حكم الشيوعيون في عدن وكانت لغة الحوار بين الرفقاء هي لغة السلاح

لقد حكم البعث العراق فدمره، والواقع خير دليل ولا ننسى ان هذا الحزب كان وراء غزو الكويت، والبعث حكم ولا يزال في سوريا التي تدمرت بشكل مريع، وأصبح هذا الحزب أداة تدميرية بين ايران وروسيا، وحكمت الناصرية مصر، فلا حرية ولا ديموقراطية، وانتهت الحقبة بهزيمة 67 المؤلمة والموجعة، أفهم جيداً لو خرج علينا من يطالب بتجديد الخطاب البعثي أو الشيوعي أو العلماني أو الناصري، لكن ما شأنكم والدين؟

هل لأن الدين يدعو الى الحرية والكرامة وحقوق الانسان والعدالة والكثيرون منكم ضد ذلك كله؟، هل لان الدين ينادي بالقيم الاخلاقية ومفاهيم الحلال والحرام والضرب بيد من حديد لكل من ينتهك حرمة المال العام، أم أن الدين ضد التطبيع مع العدو المحتل، أم لان الدين ينادي بالحريات وصون حقوق البشر،

أفهم جيداً تجديد الخطاب السياسي أو الخطاب الاعلامي، إعلام الروح وإعلام الاسترزاق وتأجير الأقلام، وأفهم جيداً تجديد المنظومة الحزبية العربية لمزيد من الحريات وتبادل المسؤولية ومزيد من الشفافية في الطرح والمواقف، أفهم جيداً تجديد أسلوب الانتخابات البرلمانية العربية وجعلها شفافة ونزيهة بعيداً جداً عن التزوير والتلفيق والطواف حول السلطة، بدلاً من الطواف حول الشعب ورغباته وتطلعاته وآماله، أفهم جيداً تجديد أسلوب حياة من تكون بوصلة حياته ملذاته وتكون حياته كلها تبعاً لها، هذا من نريد أن نشجعه على تجديد حياته وأفكاره وقيمه حتى يكون مواطناً صالحاً لنفسه ولوطنه وقبل ذلك يكون عابداً لربه.. بهذا كله نكون قد وضعنا القدم في الموضع السليم في عالم التجديد، المشكلة ليست في الخطاب الديني ولكن في النفوس التي لا تريد من الاساس هذا الدين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق