الجمعة، 17 سبتمبر 2021

خطبة الجمعة

Apr 8, 2021

 نتحدث عن الأيديولوجيا الإخوانية أو السلفية أو التنويرية أو غيرها، مما أدى إلى الإخلال بشعيرة الجمعة وإفراغها من مضمونها؛

الوعظ أو الموعظة هي النصح والتذكير بالعواقب، والأمر بالطاعة

الأول: أن الخطبة يجب أن تقتصر على التذكير والموعظة فقط، وهذا الحصر له فوائد وتؤيده اعتبارات عديدة من النص والعقل،

التصور الثاني: أن الخطبة يجب أن تعكس "شمولية الإسلام"، بحيث تتغلغل في تفاصيل الحياة، وفي القلب منها مسائل السياسة، وخاصة في ظل الصراع مع السلطة من جهة، ومع العلمانية من جهة أخرى، ولكن الذي يمثل شمولية الإسلام في هذه الحالة هو شخص الخطيب الذي عليه أن يخوض في كل القضايا.

 مواريث الإسلام السياسي الذي أشاع "التدين السياسي" ويخوض بدوره صراعًا مع العلمانية والأنظمة الاستبدادية، ومن ثم يُسخّر كل الأدوات المتاحة لذلك الغرض، ومنها خطبة الجمعة وسلطة الفتوى، في حين أن التصور الثالث يريد سلب السلطة من الخطيب وتفتيتها على شخصيات متعددة بحيث لا يستأثر بها الخطيب التقليدي وحده.

*

جمود الخطبة الموحدة يعمق سلفنة الخطاب الدعوي في المجتمع المصري


خطب منفصلة عن الواقع

أئمة المساجد لا يمتلكون رصيدا معرفيا كبيرا ولا يمكنهم تمرير آرائهم وقناعاتهم دون حسيب أو رقيب،

 الاجتهاد على المنابر صار من الأمور المستبعدة كليّا في ظل تمسك المؤسسة الدينية بفرض خطبة مكتوبة على الأئمة، لا يخرجون عن نصها وإلا تعرض من يخالفها للاستبعاد من العمل الدعوي.

رغم إقرار القضاء بأن الجمعة شرعت لتكون جرعات إيمانية أسبوعية تعالج قضايا وهموم الناس وتعطي للمسلم طوق النجاة من الوقوع في المعاصي والآثام، لكنه قضى بأحقية صانع القرار في توحيد موضوع الخطبة لمواجهة المخاطر وترسيخ قيم المواطنة وليس من حق الخطيب كمؤتمن أن يوجه الناس إلى ما يشتهي أو يرغب فيه.

يرى مؤيدون أنه ليس من دور الخطيب في المسجد أن يملي على الناس قناعاته الشخصية في المجالات المختلفة فتشتد الخطورة من فوق منابر الجمعة ما يوهم عامة الناس بأن هذا هو الحق المبين، لأن ذلك التوجه وهذه التصرفات تشدد من نوع آخر بفرض وجهة النظر الواحدة كرأي مقدس.

ما زالت المساجد في مصر، رغم امتعاض الناس من إحكام قبضة الأمن والأوقاف عليها، من أهم الساحات التي يمكن من خلالها التأثير على أفكار المواطنين وتوجهاتهم الفكرية والحياتية والسيطرة على علاقاتهم بالآخرين، وإحدى أدوات الحكومة في تشكيل الرأي العام في المناطق الريفية والشعبية لارتباط الأغلبية بالتعاليم الدينية التي يتم نشرها في المساجد.

ويسيطر السلفيون على الكثير من المساجد الصغيرة والزوايا التي لا تخضع لوزارة الأوقاف، وتكون مكتظة بالمصلين في أيام الجمعة ويفترش الناس الشوارع حولها بشكل يستدعي الحيرة والدهشة، وإذا سألت أيّا من روادها عن السبب يبرر ذلك بأن الخطيب يتحدث بحرية ويختار موضوعا يهم الناس بعيدا عن الورقة التي يقرأ منها الأئمة التابعون لوزارة الأوقاف، وفي النهاية يكون إمام هذا المنبر من ذوي اللحى الطويلة والعمامة البيضاء، أي من المنتمين إلى التيار السلفي صراحة أو ضمنيا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق