السبت، 18 سبتمبر 2021

مع كل عقد من الزمان نقول إن الطبقية ماتت ******

Aug 8, 2020

  الإعلام الأجنبي سنجد أنه يرسم صورة لنظام طبقي قاس في بريطانيا، خصوصاً بالمقارنة بأماكن أخرى كالولايات المتحدة حيث الطموح والموهبة والعمل الجاد هو ما يميز بين الناس.

 تمجيدا لطبقة النبلاء الإنجليز، والتي بدا أنها تنهار وينهار معها المنزل الفخم رمز الثراء والتفاخر.

ومع أنه فيما يبدو قد تغيرت تركيبة النظام الطبقي منذ أيام واف، لا تزال ثمة طبقية واضحة في المجتمع البريطاني، فكل طبقة لها رأسمالها الاجتماعي والثقافي والإقتصادي. وبملاحظة اعتبارات من قبيل التعليم والراتب والوظيفة وملكية المنزل، فقد كشفت دراسة مسحية أجرتها بي بي سي بعنوان "الطبقة البريطانية الكبرى" عن وجود ما مجموعه سبع طبقات تعلوها نخبة (تمثل 6 % من السكان) تقع فوق تشكيلة واسعة من الطبقات العاملة والوسطى.

 التمايز الطبقي موجوداً أم لا، ولكنه يكون كالتالي: هل من الممكن الخروج من طبقة والالتحاق بطبقة أخرى؟

إلى أي حد تؤثر خلفيتنا العائلية على مدى نجاحنا في الحياة؟ هناك إجماع عام على أن التنقل الاجتماعي، أي الانتقال من طبقة لأخرى، ازداد بفعل التحسن الذي طرأ على التعليم والرفاهية الاجتماعية، لكن هل الأمور حقاً بهذه السهولة والوضوح؟

أحد الأمثلة الرائعة التي خضعت للدراسة كانت في سلسلة وثائقيات "أب"، التي أنتجها مايكل أبتيد واختار فيها 14 طفلاً من خلفيات متنوعة، وكان عمرهم سبع سنوات عام 1964، وقد صورهم وهم في رحلة إلى حديقة حيوان لندن قبل أن يتابع تطورهم كل سبع سنوات بعد ذلك.

عدد قليل من الأطفال تمكنوا من تغيير ظروفهم من خلال بذل جهد كبير وانضباط. أحد الأولاد واسمه نك، والذي ترعرع في مزرعة، أصبح الآن عالم فيزياء ناجح يعيش ويعمل في الولايات المتحدة. وتمكن طفل آخر يدعى لين، ترعرع في المناطق الأقل حظاً في شرق لندن، من أن يحتل وظيفة ناجحة كأمين مكتبة. بشكل عام، افتقرت السلسلة إلى قصص تثير الدهشة الحقيقية لأطفال انتقلوا من الفقر المدقع إلى الثراء. وقالت صحيفة النيويوركر في ملحقها الأخير: "النظام الطبقي البريطاني يتمتع بحمايته الخاصة على كل المستويات، ولكن، على الأقل من وجهة نظر أمريكية، يحمل في طياته قصورا ذاتيا. لم يصبح أي طفل من أطفال الدراسة التي أعدها أبتيد مدمناً على الكحول أو المخدرات، لكن إمكانية التنبؤ بالمصير الذي آل إليه معظم الأطفال من حيث أن أبناء الطبقة الكادحة يتطورون بشكل طفيف، وأن الأطفال الأثرياء يبقون أثرياء، تفقد الإنسان صبره".

تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2010، تعتبر بريطانيا حقاً بين أسوأ الدول في معايير معينة للتغير الاجتماعي المتعلق بالانتقال من طبقة اجتماعية إلى طبقة أخرى، حيث وجد التقرير أن ثروة الوالدين تمنح الطفل فرصة لتعليم عالي المستوى ووظيفة براتب ممتاز.

رغم ذلك، كان هناك معدل زيادة منتظم في عدد السكان بعد الحرب العالمية الثانية، توقع معه كل طفل أن يكون أفضل حالاً من والديه ولو بقدر يسير. ولسوء الحظ، فإن أعداد الأشخاص الذين انتقلوا بين الطبقات صعوداً أو هبوطاً يبدو أنها تتراجع.

ويقول إرزيبيت باكودي، من جامعة أكسفورد: "أعداد أكبر من النساء والرجال ينتقلون من طبقات أعلى إلى طبقات أدنى وأعداد أقل من السابق تنتقل من الطبقات الأدنى إلى الأعلى".

الجانب المظلم من العصر الذهبي لحقبة الانتقال الطبقي". فكلما زاد عدد الناس الذين يتبوأون القمة كلما توقعنا سقوط المزيد من الناس إلى الهاوية.

معدل التغير الطبقي بقي مستقراً بشكل ملحوظ، حتى في أعقاب التغيرات الكبرى التي أحدثتها الثورة الصناعية وانتشار التعليم على مستوى العالم.

على الرغم من التصورات بوجود تغيرات طبقية أكبر، وجد أن معدل التغير كان مساوياً تقريباً لما هو عليه في بريطانيا. وتبين صحة الشيء ذاته في السويد، على الرغم من أن الفروق في الثروة ليست أصغر بين الغني والفقير، فلا يزال بإمكاننا أن نجد عائلات تحتل الوظائف المرموقة مثل الأطباء والمحامين وأساتذة الجامعات.

+++++++++++

كيف تؤثر الطبقة الاجتماعية على فرص التوظيف؟

الموارد البشرية ينكرون أن الطبقة الاجتماعية للمرشح مهمة، إلا أنه يتم في الواقع تقييم الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمقدم الطلب أو لوالديه، منذ الثواني الأولى للمقابلة، أي أنه الظرف الذي يحد من الحراك الاقتصادي ويديم عدم المساواة.

ولسوء الحظ، يمكن أن تؤثر المكانة الاجتماعية التي تنتمي إليها على ما إذا كنت ستحصل على الوظيفة أو إذا كان ينبغي عليك الاستمرار في البحث عن عمل. وإذا كنت تحظى بمكانة مرموقة

وعندما تذهب لمقابلة عمل، يجب أن تفكر بتفاصيل الملابس التي سترتديها، 

*

الحراك الطبقي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق