خبراء يقولون إن إقراض المال يتعارض مع المحرمات المجتمعية حول مناقشة الأمور المالية، ويؤدي إلى اختلال التوازن في هذه العلاقة الوثيقة.
يؤدي هذا إلى أن يشعر كلا الطرفين بمشاعر معقدة، مثل الخزي والإحراج والغضب.
يمكن تجنب الكثير من الانزعاج الذي يصاحب مساعدة صديق للخروج من أزمته، من خلال التواصل الواضح وتحديد التوقعات والإطار الزمني لرد الأموال.
إقراض شخص عزيز عليك المال يمكن أن يجعلك تشعر بالاستياء، لأن الناس لا يردون الأموال التي حصلوا عليها في كثير من الأحيان
إن الناس يتحدثون كثيرًا عن المال، لكننا لا نسأل بعضنا بعضا عن أوضاعنا المالية بالتفصيل. وتضيف "هناك شكل من أشكال التعتيم حول موضوع المال بأكمله، وما تملكه وما لا تملكه".
إذا ذهبت إلى أحد البنوك وحصلت على قرض، فسيعرف مسؤولو البنك ما إذا كان بإمكاني سداد القرض أم لا. وسوف أوقع على عقد، وسيقول هذا العقد إنه إذا فشلت في الدفع، فسيحدث شيء ما: سيحجزون على راتبي، أو يستعيدون سيارتي. لكننا لا نفعل أي شيء من هذا القبيل عندما نقرض المال لأحد الأقارب أو الأصدقاء".
هذه "الطبيعة الفضفاضة" للاتفاق، فضلاً عن "الافتقار إلى القدرة على المتابعة أو المساءلة هي التي تجعل الناس يشعرون بالقلق حقًا".
إقراض المال لشخص ما يعني أن شكل العلاقة بالكامل يتغير. تقول بيكر: "إذا أقرضت شخصًا ما، فسيكون مدينًا لك سواء رد إليك المال أم لا - ثم ستصبح فجأة أنت الطرف الأقوى في العلاقة".
"لم تعد مجرد صديق أو فرد من أفراد العائلة، لكنك تحولت فجأة إلى مسؤول قروض".
بغض النظر عن مدى قربك من الشخص الذي تقرضه، فقد لا يكون لديك أي فكرة عن كيفية تعامله مع الأمور المالية. في الواقع، يقول خبراء إن معظم القروض لا تُرد مرة أخرى. تقول بيكر إنه في تسع مرات من أصل 10 لا يرد الشخص القرض الذي حصل عليه من صديقه!
"يتعين عليك أن تكون متقبلا من الأساس وبنسبة 100 في المئة أنه قد لا يمكن استردادك للمبلغ الذي أقرضته".
غالبًا ما سيعطي الشخص الذي يطلب منك القرض أولوية لدفع جميع فواتيره ونفقاته الأخرى أولا قبل التفكير في رد المبلغ الذي حصل عليه منك. وحتى في هذه الحالة، سيفترض هذا الشخص أنك مرتاح ماليًا لدرجة أنك لا تهتم بما إذا كنت ستستعيد أموالك أم لا!
"ما يحدث عادة هو أن الشخص الذي اقترض منك بعض الأموال سيبدأ في تجنبك، ثم تبدأ أنت في الشعور بالاستياء. سوف تشعر وكأنك تتعرض للاستغلال، وستشعر أن شخصًا ما لا يحترم حدودك أو لا يحترمك أنت شخصيا".
إنها لحظة حرجة للغاية، لأنك إذا أقرضتهم المال، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير العلاقة، وإذا لم تقرضهم فقد يؤدي ذلك إلى تدمير العلاقة أيضا، لأنهم قد يشعرون بالاستياء منك لأنك لم تساعدهم في تلك الأوقات الصعبة وفي اللحظة التي يحتاجونك فيها
يتفق الخبراء على أنه إذا وُضعت في هذا الموقف دون أن تضع خطة واضحة لاسترداد أموالك، فمن المحتمل أن يأتي ذلك بنتائج عكسية. يقول كلونتز: "إنها وصفة للشعور بالاستياء".
دفع المقابل المادي لوجبة عشاء أو فاتورة مشروبات لصديقك أثناء خروجك معه يختلف تماما عن إقراض شخص ما مبلغًا محددًا من المال. لكن الخبراء يقولون إن إقراض المال للأصدقاء يصبح مشكلة عندما يتكرر أكثر من مرة، وعندما يتوقع منك الصديق أن تستمر في دفع فواتيره.
"هذه هي اللحظة التي يجب أن تكون فيها واضحا تماما، وأن تقول له إنك سعيد بالخروج معه لكنك لن تدفع ثمن العشاء الخاص به هذه المرة. يتعين عليك أن تلتزم بهذا النوع من الشفافية مسبقا مع الناس".
إذا طُلب منك إقراض شخص ما مبلغا كبيرا، فإن "القاعدة الأولى هي أن تمنح نفسك وقتًا للتفكير في الأمر"، كما يقول بيكر، إذ يتعين عليك أن تستشير شريكك في الحياة أو أفراد أسرتك أو أي شخص آخر يشاركك قراراتك المالية.
حتى إذا لم يكن لديك عقد مكتوب، فيتعين عليك أن تضع خطة سداد بمواعيد نهائية محددة. فإذا أقرضت شخصا ما نصف قيمة إيجاره - 500 دولار على سبيل المثال - فقل له "أعلم أنك تحصل على راتبك يوم 15 في الشهر، فما رأيك أن ترد لي الـ 500 دولار يوم 17 في الشهر؟ أو إذا كنت ترغب في دفع هذا المبلغ على دفعتين بقيمة 250 دولارًا، فيمكنك أن تدفع لي 250 دولارًا يوم 15، و250 دولارًا يوم 30 من الشهر".
"كن دقيقًا للغاية في هذا الأمر".
"قد يبدو هذا قاسيًا لبعض الأشخاص، لكنني سأجعل الشخص الذي يقترض مني يكتب عقدا بذلك".
تطالب بيكر الشخص الذي يقرض شخصا آخر بأن يكون محددًا قدر الإمكان، بل ويتعين عليه أن يطرح فكرة تحصيل فائدة على المبلغ الذي أقرضه، حتى ولو لم تكن بنفس قيمة الفائدة التي يحصل عليها البنك.
امنح هذا الشخص فرصة للتفكير في الأمر مليًا، ومعرفة ما إذا كان يريد حقا أن يقترض منك أم أنه من الأفضل له الذهاب إلى أحد البنوك، فذلك الأمر يجب ألا يكون شخصيا تماما ولن يفسد العلاقة بينكما".
يتعين عليك أن تبتعد تماما عن إقراض صديقك الذي له ماض سيء في الأمور المالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق