الأحد، 2 فبراير 2020

الهند

بشرط ألا يكونوا مسلمين ..!!

كان من المفترض ان يكون تعداد المسلمين اليوم في الهند( 600 مليون )وهى نسبه كبيرة الى جوار نسبة الهندوس (800  مليون) ثم السيخ والبوذيين والمسيحيين ,, لكن بريطانيا العظمى كان لها رأى أخر فهذه البلاد تاريخيا يحكمها المسلمون وجزء كبير من  تاريخها الحضارى كتبه وشيده المسلمون  ,, ثم إن  عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية (1945)له تكوين استراتيجى جديد لن يكون فيه لــ (لإسلام الحضارى) كلمة نافذه ..فتم تشكيل العالم العربى على صورته الحالية(الدولة القطرية) وتم تقسيم الهند.. الى الهند وباكستان(1947) ولاحقا اقتطعت بنجلاديش من شرق باكستان(1971) .

منذ مجىء حزب(بهارتيا جاناتا) الى السلطة عام 2014 م ويتعرض المسلمين في الهند (200مليون)إلى عمليات اضطهاد مقصودة  فرئيس الوزراء هو(ناريندرا مودي)وما ادراك ما (مودى) الهندوسى المتطرف وابن  منظمة هندوسية متطرفة وذات طابع عسكرى (راشتريا سوايام سيفاك سانج)..جاء مودى للحكم بخطاب قومى متطرف وبتجربة إدارة مميزة وناجحة  في ولاية(جوجارات) ذات الاغلبية الهندوسية والمشهورة بالعنف الطائفى بين المسلمين والهندوس,,والمدهش ان الماهتما غاندى (1869-1948 ) ومحمد على جناح( 1876- 1948 ) مؤسس باكستان ينحدران من هذه الولاية.

حاول (مودي) من اليوم الأول لحكومته  التأكيد على (هندوسية الدولة) واظهار عداؤه للمسلمين فى الهند فتطاول على قانون الاحوال الشخصية الاسلامى وسعى من خلال تأجيج مشاعر البسطاء إلى بناء معبد هندوسي مكان مسجد تم تشييده من القرن الـ16   وإلى تغيير الوضع الدستوري للأغلبية المسلمة فى كشميروالتى كان ينص عليها الدستور الهندى (المادة370 )بل وتجرأ واعتقل  قادتها السياسيين.

بدأ الاسلام يقترب من  شبه القارة الهندية(الهند وباكستان وبنجلاديش ونيبال والمالديف )على نطاق ضيق من وقت الفاروق عمر رضى الله عنه ,, إلا أنه في العهد الأموى بدأت الأمور تأخذ بعدا استراتيجيا  واضحا  وتولى تلك المسألة الحجاج بن يوسف الثقفي(660 – 714م) لكن الحملة التى قادها الشاب محمد بن القاسم _ كان لديه 17 عاما وقتها _ اسفرت عن نجاح كبير و فتح بلاد السند عام 712 م واستمرت الحملات من ذلك الوقت حتى الدولة العباسية الاولى(750 – 847م) ..وكان طبيعيا ان يقبل الهنود على الاسلام لما فيه من مساواه ووضوح في العقيدة والايمان ..اذ يكفى أن نعلم ان طبقة البراهمة التى كانت تتحالف مع الملوك كانت تعتبر نفسها من طبيعة أخرى غير طبيعة الشعب ويحتقرون العوام والدهماء ومشهورة طبقة( المنبوذين) التى تحوى شريحة كبيرة من الشعب.

كثير من المفكرين والكتاب الهنود يحذرون من الخطاب الايديولوجى لحزب(بهارتيا جاناتا) ورئيسه المتطرف الذى يحمل رسائل كراهية وعنصرية وتفريق للمجتمع الهندى ..هذا الرجل على فكرة كان أول رئيس وزراء هندى يزور اسرائيل  في تاريخ الهند كله (عام 2017),, وهو يريد للهند أن تكون دولة دينية لا دولة وطن ومواطنين متساوين  وهو نفس تفكير نيتينياهو  في ان تكون اسرائيل دولة يهودية  لا دولة وطن ومواطنين لليهود والمسلمين والمسيحين.. المدهش ان الاثنين يتوجهون بخطابهم هذا في بلادهم ضد المسلمين .. والأكثر دهشة هو موقف العالم العربى والاسلامى! .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق