الاثنين، 3 فبراير 2020

الجزيرة مباشر والشرق ومكملين والعربي

من يناير 1977 ليناير 2020

3
 النظام العسكري الحاكم في مصر يستهدف البقاء الأزلي في الحكم، مستبعدا تماما فكرة الحكم المدني، واستخدامه لأدوات الحكم المدني من انتخابات وحريات وديمقراطية ما هي إلا واجهة يخفي وراءها طبيعته الفاشية.
-   ظهر بوضوح أن انهيار الحياة السياسية في مصر وهزال حركة المعارضة وضعف تأثير الجماهير على اتجاهات الحكم، ليس سببه بطش النظام الحاكم الفاشي فقط، وإنما السبب الرئيسي هو ضعف حركة المعارضة وضعف الوعي الشعبي بالمعنى الشامل للديمقراطية والحريات، وتقديم المصالح الأيدولوجية ورؤى الجماعات الحزبية على مصالح الوطن، فتحول الصراع بين النظام والمعارضة إلى صراع أشبه بصراع الفرق الرياضية، والفائز تصفق له الجماهير من دون حصولها على أي عائد من هذا الصراع.
وتعرضنا لهيمنة سلطة 1952 على الحياة السياسية وإقصاء كل الاتجاهات المدنية، وعودة حركة المعارضة للشارع بفعل تحركات الجماهير عام1968 عقب هزيمة مصر أمام الكيان الصهيوني عام 1967، للاحتجاج على نتائج محاكمة الضباط المسؤولين عن الهزيمة، وبدء ظهور النخب والاتجاهات اليسارية في السبعينيات ثم ظهور اتجاهات الإسلام السياسي بعد أن استدعاهم أنور السادات لمواجهة تصاعد حركة اليسار، إلا أنهم خرجوا عن الاتفاق والخط المرسوم لهم، وتعرضنا أيضا لعودة التيار الليبرالي ممثلا في حزب الوفد، وارتباك نظام السادات بسبب عوامل عديدة تعرضنا له في الجزأين السابقين وانتهاء الأمر باغتياله في 6 من أكتوبر (تشرين الأول) 1981
على عكس سياسة السادات الذي عمق الصراع بين المجتمع والمعارضة من جهة والنظام من جهة أخرى، استطاعت سياسة الحقبة المباركية استيعاب هذا الصراع وتميعه، بل، ونقل الصراع إلى معسكر فرق المعارضة ونفسها، وهو ما ضمن استمرار النظام في الحكم 30 عاما، حتى اضمحل بفعل الزمن وتحول التغيير من رغبة شعبية إلى ضرورة فرضت نفسها على مجتمع ربما لم يكن مستعدا بعد للتغيير فتلقفته أيادي جيل جديد من أجيال السلطة الفاشية استفادت من الواقع أكثر مما استفادته قوى المعارضة والشعب.
++++++++++++++++++

فيلم زوجة رجل مهم كامل | احمد زكى | ميرفت امين 1988

فيلم اشتباك: الثورة المصريّة في "عربة ترحيلات" 2016 // هي فوضي 2007

يحكي فيلم "اشتباك" (2016)، للمخرج المصريّ محمّد دياب، عن مجموعة من الأشخاص المؤيّد منهم والمعارض لحكم الإخوان المسلمين، نساء، وأطفال، وبلطجيّة، وصحافيّين، ومَن لا يعنيه الأمر، مَن أحزنه وفاة كلبه مع مَن أحزنه الانقلاب (هل الفيلم يسمّيه "الانقلاب؟" لا أتذكّر)، زجّوا جميعًا في عربة ترحيلات عسكريّة. حدث ذلك معهم بعد 30 يونيو 2013، وقتها كان أشد المتفائلين يعرف بــ "أنّ القادم أسوأ".

إنّ أماكن مغلقة بإحكام كهذه، كفيلة أن تخرج من الإنسان أسوأ ما فيه. نحن نعرف أنّ رواية "رجال في الشمس" (1963) لغسّان كنفاني حدث فيها هذا؛ ما الذي جعل الرجال، في الرواية، يفضّلون الموت داخل الخزّان بدلًا من طرقه والخروج؟ إنّه الخوف، الإجابة الأشدّ بداهة، لكن الخوف من ماذا إن كانت الحياة نفسها محلّ تهديد؟

العسكريّ وقد تسلّل
يدخل إلى هذه العربة العسكريّ "البسيط"، بعد أن تمرّد على الأوامر، وما نتعلّمه من "العبوديّة المختارةللابويسيه، أنّ العبوديّة لا تُحْكِم نفسها إلّا عبر استغلال هذا النوع من "البساطة"، وعبرها تكون مقاومتها أيضًا، لأنّ ما يزحزح موقع العسكريّ من موقع الخصم، ومن كونه أداة بيد الدولة إلى "حضن" المجتمع، مجتمعه الذي يخصّه. لقد كانت، قبل كلّ شيء، القدرة الأوّليّة لا بن الريف على التخيّل الأخلاقيّ البسيط أنّ "هذه الفتاة من الممكن أن تكون أختك"، أي بارتداده عن الدولة ومدينتها من موقع تلك "البساطة" الفطريّة نفسه، بذلك لا يعود موقف العسكريّ "مكياجًا" للنظام وإخفاء له، بل خروج عنه، حتّى ولو على شكل ردّة نحو الخلف.

 الإمكانيّة الوحيدة المتاحة للعسكريّ حتّى يحقّق هذا الانزياح لا تمرّ عبر قيم الدولة: "المواطنة"، و"المدنيّة"، و"منظومة الحقوق الحديثة"... إلخ، إذ كلّ أنواع التعاطف الحديثة أصبحت في يد النظام القمعيّ، وقد حرّم استخدامها العامّ. إنّما يتحقّق انزياحه عبر قيم "ما قبل الدولة"؛ يحدث التعاطف على نسق: "مثل أختك، مثل أبوك، مثل أمّك... إلخ"، وما من شيء أشدّ من ذلك إعلانًا للفشل، بعد عودة المجتمع الحديث ليكون أهالٍ، كون هذا خيارًا أخيرًا في وجه الظلم.

+++++++++++++++

بسبوسة بالقشطة 2020 فيلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق