مجرد الالتحاق بكلية "سياسة واقتصاد"، كما تُعرف في أوساط العامة، هو بداية الطريق نحو تقلّد منصب "السفير" وربما تصبح "معالي الوزير" إذا كانت من أصحاب الحظوة، ومن أبناء الدولة المخلصين. ولِمَ لا، فقد حصلت بالفعل على لقب "سعادة السفير"، في دائرة الأقارب والأصدقاء، لمجرد أنني تقدمت بأوراقي للالتحاق بتلك الكلية، وقبل أن يصلني خطاب القبول.
"كعكة" الامتيازات الاقتصادية التي كانت مقصورة على أبناء الطبقة العليا. بل يكفيك الشعور بأنك تنتمي للنخبة أو الصفوة، حتى وإن لم يكن في جيبك ما يكفي للعودة بالقطار من القاهرة إلى قريتك في ربوع المحروسة.
هذا الشعور "النخبويّ" أن ينهار بمجرد تخرّجك من الكلية، وتصبح خارج "فقاعة" التميّز التي مكثت بها 4 سنوات، حين تبدأ في رحلة البحث عن وظيفة. وإذا كنت من أصحاب الحظ العاثر، فسوف يصبح انتماؤك لهذه الكلية نقمة ولعنة تطاردك في أي مكان تذهب إليه لإنهاء بعض المعاملات الحكومية كرخصة قيادة سيارة أو توثيق بعض الأوراق في الشهر العقاري. وتصبح من المنحوسين إذا ذهبت لأحد أقسام الشرطة، أو التحقت بالخدمة العسكرية، التي يتعمد ضباطها إهانتك وكسر نفسك بمجرد أن يعرفوا أنك من خريجي "سياسة واقتصاد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق