فقاعة تنذر بالخطر. عشرات الشركات المنكوبة بالخسائر، ارتفعت أسهمها إلى نسب غير مسبوقة، من دون أي بيانات تدعمها، ولا ارتفاع في المبيعات ولا حتى تصريحات توحي بتغييرات صادمة في إداراتها توازي الصعود الكبير في قيمة أسهمها.
التركّز الاستثماري في الأسواق، حول حيتان المال، وآليات ضرب الشركات الصغيرة، البيوعات على المكشوف، التي فضحها تمرد المستثمرين الهواة، وطبعاً نوع الفقاعة الناشئة، هل هي خطيرة؟ أم أنها ستنطفئ مع انتصار الأقوياء؟
معركة شركة "غايم ستوب" لبيع الألعاب بالتجزئة، والغضب ضد تطبيق "روبن هود" للتداول الذي ضيّق على المستثمرين الهواة لكبح اندفاعهم على الأسهم، أشعل الغضب
في موقع ريديت، وخاصة في منصته "آر وول ستريت بيتس"، يتشكل مجتمع أعمال جديد، قوامه أكثر من خمسة ملايين شخص، يجتمعون، يحددون الشركات التي سيستهدفون أسهما شراءً، وغالباً تكون تلك المعرضة لبيوعات على المكشوف، وينطلقون في مغامراتهم.
قال أحد مديري الأموال لبلومبيرغ إن "غايم ستوب" كان "أكثر سهم مكروهاً في وول ستريت في كل العصور. إذ فقد الكثير من مديري صناديق التحوط مبالغ ضخمة لأنهم كانوا يراهنون على انخفاض سهم شركة مبيعات التجزئة، وكذا أسهم الشركات الأخرى التي دعمها المستثمرون الهواة.
لكن تفسير الظاهرة اختلف بين محلل وآخر. البعض اعتبر الأمر تمرداً ضد حيتان صنعوا الأزمة المالية العالمية في العام 2008 واستفادوا من تعاسة الملايين ممن خسروا أعمالهم وبيوتهم. البعض الآخر شكك بوجود مؤامرة مع تلميحات بأن هناك متمولين يدعمون المستثمرين الهواة لزيادة الزخم في أسواق الأسهم.
مدير صندوق التحوط المخضرم ليون كوبرمان قال مثلاً في مقابلة على "سي أن بي سي": "السبب وراء قيام السوق بما يفعله هو أن الناس يجلسون في المنزل يتلقون شيكاتهم من الحكومة، ويتداولون الأسهم بدون عمولات أو أسعار فائدة من تطبيقات مجانية".
التسمية الأخرى للمستثمرين الهواة، تغذيها التحفيزات التي تقدمها السلطات لمواجهة وباء كورونا، كذا المساعدات المتعلقة بالبطالة، وإن كان جزء من هذا التحليل صحيحاً، إلا أن الكثيرون في المقابل يعتبرون أن أموال التحفيز تذهب غالباً لدفع مستلزمات الحياة في ظل الإغلاق الذي حرم الملايين من وظائفهم ومصادر عيشهم.
المشكلة في أن "80 في المائة من الأسهم مملوكة لـ 20 في المائة من الناس"، على حد قوله. فيما أكد الاقتصادي إدوارد وولف في السابق أن 10 في المائة من الناس فقط يمتلكون 84 في المائة من الأسهم. هو ترّكز الأموال والأسهم ما يزيد من زخم الحملات التي تواجه حيتان وول ستريت، ولكن في المقابل قد يكون الأمر وفق تحليلات "بلومبيرغ" رغبة لدى من لا يمتلكون الثروات لدخول عالم البورصات كمنافس ومستثمر.
فقاعة الهواة قد تكون خطيرة. إذ ارتفع سهم "غايم ستوب" بسرعة قياسية، ومن هبط ولكن سعره الحالي لا يعكس توقعات أرباح الشركة، كذا الحال بالنسبة إلى الشركات الخاسرة الأخرى التي شملتها حملة الهواة. ويعتبر خبراء وول ستريت، وفق "أسوشييتد برس"، أن هذا الأمر يظهر مدى سهولة قيام بعض المستثمرين برفع أسعار الأسهم، على الرغم من مخاطره.
مع وجود مستثمرين صغار يقودون معظم النشاط، فإن المخاطر تتزايد في الأسواق. وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الأسعار كانت ترتفع في جميع أنحاء سوق الأسهم بوتيرة أسرع بكثير من أرباح الشركات. أحد المقاييس هو مؤشر S&P 500 مقابل الأرباح التي حققتها الشركات في السنوات العشر السابقة، بعد تعديلها لمراعاة التضخم.
شرح تحركات أسعار الأسهم، قال: "قد تقول إن الفقاعة تحدث عندما يعتقد الناس أن السوق سوف يرتفع ولكنهم قلقون من احتمال انخفاضها. هذا هو المكان الذي نحن فيه الآن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق