الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

أفكارك لك وأقوالك لغيرك ضمن ثقافة الاختلاف

الدوغما وحدها من يصنع ثقافة التوحد والتوحش
الاختلاف لا يعني الذوبان
في شروط الآخر، ولا يسعى
إلى المطابقة الكلية مع
صور وجوده الفعلي والرمزي
وأنماطه، بل يرمي إلى قدر
من التوافق على المبادئ
المشتركة وتحصيل معرفة
كافية عن الذات
الأنانية المفرطة هي ما يجعلها
دائما في حالة حرب نفســـية وحضارية
مع غيرهـــا من المكونـــات الثقافية لأنها
لا تســـمح بمناقشـــة أطروحاتهـــا ولا
بوضعها في ضوء المســـاءلة، لأن جنون
العظمـــة يمنعها من إجـــراء الافتحاص
الذاتي بله الخارجي، فهي ّ تدعي الكمال
والصواب والحقيقة، فالنقد والنقاش لا
يلحق متونها ولا يمس منجزاتها
الم وكأنه حاز شروط الكمال.
فالاختـــلاف لا يعنـــي الذوبـــان فـــي
شـــروط الآخر، ولا يســـعى إلى المطابقة
الكلية مع صور وجوده الفعلي والرمزي
وأنماطـــه، بل يرمي إلى قدر من التوافق
على المبادئ المشـــتركة وتحصيل معرفة
كافيـــة عن الـــذات وعن الموضـــوع وعن
الآخـــر لأجل تفـــادي الصدامات وســـوء
التأويـــلات التـــي تنجـــم عـــن الأفـــكار
المســـبقة، فمن الحكمة الفلســـفية حسن
الإصغـــاء أولا ثـــم حســـن الفهـــم ثانيا،
فالمطلـــوب كمـــا جـــرى على لســـان أحد
الفلاســـفة
ليس بالضرورة أن توافقني
في رأيي، يكفي أن تفهم ّ عني جيدا
.
فحســـن الفهم ّ يولد التفاهم بشـــأن
تباين وجهـــات النظر، بحســـبانه يدير
تدبيـــر الخـــلاف ُ وي ّ رشـــده ولا يرفعـــه،
َ فالغيرية بهذا المعنـــى لا تعني ِّ الضدية،
بل إنها في حدودها ُّ الدنيا ِ تعي قدرا من
الاختـــلاف الضروري والتعـــدد الفطري
َ والك ْسبي بما ُيضفي على الوجود تنوعا
فريدا يســـمح بالتباين الإيجابي ويرفع
ُكلفـــة التطابق الكلي، بـــل ِّ وينمي َ وجود
الـــذات عبـــر تمايزها عن ِ وجـــوه الآخر،
ويضفي علـــى الموجودات ً معنى َ يحدثنا
دوما عن الآخر الذي بداخلنا


ينصح علماء التربية بالتدبير وحسن التفكير قبل الإفصاح والكلام لأن سوء الفهم غالبا ما ينتج عن سوء التعبير



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق