الاثنين، 2 سبتمبر 2019

بين الفكر والتنظيم

الفكر غالبا ما يتصف بالعمومية والقدرة على التطبيق في أي مكان لديه إيمان بهذه الأفكار ولديه القدرة على تطبيقها بغض النظر عن ارتباطه العضوى بأصحاب هذا الفكر أو أصوله الجغرافية

جماعة الإخوان المسلمين، أو التنظيمات الجهادية والقاعدة وأخيرا داعش، على أنها تنظيمات تتبنى أفكارا محددة، بل وتعتنق معتقدات دينية وفقهية واضحة، يمكن أن ترتقى إلى أن يطلق عليها فكر،

 آدم سميث في القرن الثامن عشر بإصدار كتابه الأهم «ثروة الأمم»، متحدثا عن أهمية تحرير الاقتصاد وتأثير اليد الخفية للسوق في تقدم الأمم وازدهارها، ثم بزوغ كارل ماركس في أواسط القرن التاسع عشر لينشر عمله الكبير«رأس المال» متحدثا عن تأثير الاقتصاد في العملية التاريخية وعن التوزيع العادل للثروة.

وكان لهذه الأفكار الكبيرة موالون كما كان لها مناهضون، مع أنه لم يكن لمنظريها تنظيمات ينتمون إليها ويكتبون من أجلها، ولكنها فلسفات طرحت للعالم، وتلقفتها العقول، وناقشتها الأكاديميات المتخصصة، ثم توالى تطبيقها في العديد من الدول في شرق الدنيا وغربها، دون أن يكون هناك ارتباط عضوى سواء بين التابعين والمنظرين، ولا بين التابعين وبعضهم البعض.

صحيح أن هذه الأفكار الكبرى أدت إلى انقسام العالم في وقت ما، وصحيح أيضا أن ذلك قد أدى إلى نشوب العديد من النزاعات والحروب على خلفية هذه الأفكار، إلا أن المحرك الرئيسى كان دائما مجابهة الفكر بالفكر المضاد، والمنافسة الاقتصادية والسياسية بين الدول وبعضها البعض، وداخل العديد من الدول حيث تصارعت هذه الأفكار ليحاول كل فريق إثبات وجهة نظره وصحة توجهاته.

أما ما يسمونه في هذه الجماعات المنظمة «فكرا» فما هي إلا أدبيات دينية دعائية مستهلكة لجذب الاستقطاب، وطرق لإظهار الولاء والانتماء، والأهم أنها تعد البروتوكولات الحاكمة للمنضمين إليها وهياكلهم التنظيمية، وهى غالبا ما تتميز بالسرية والغموض،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق