الخميس، 5 سبتمبر 2019

مواجهة مبادئ

حدثان مهمان يشغلان العالم هذه الأيام، ولكل حدث تداعياته وأبعاده. الأول هو الحرب التجارية المسعورة بين الصين وأميركا، والآخر خروج بريطانيا المعقد جداً من الاتحاد الأوروبي.
تداعيات الحرب بين أميركا والصين أصحبت مؤثرة وبشكل سلبي جداً على الاقتصاد الدولي. هناك قناعة راسخة جداً لدى الرئاسة الأميركية (منذ رئاسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما) أن الصين «تستغل» تصنيفها كدولة نامية بدلاً من أن تتحمل «مسؤولياتها» كدولة عظمى، عضو دائم في مجلس الأمن وثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي بالتالي لا تقوم «بالتزاماتها التنموية» حول العالم من دعم مالي لدول العالم الثالث، ولا تعاقَب لسرقات أفكار غيرها بمخالفات صريحة لقوانين حقوق الملكية الفكرية، وقيامها باستخدام السجناء عمالةً في المصانع لتوفير تكاليف الأيدي العاملة.
اليوم قررت أميركا أن الصين عليها دفع ثمن هذا «التجاوز»؛ ولذلك كانت العقوبة عليها برفع التعرفة الجمركية على منتجاتها. أميركا لديها استراتيجية أكبر للرد على الصين، فهي تدرك أن الصين «تتلاعب» بقيمة عملتها وتخفضها بشكل مصطنع وليس بسبب عوامل السوق لتستمر في تحقيق فوائض في ميزانها التجاري مع دول العالم، وأميركا لديها مخزون عظيم من الاستثمارات الدولارية في سنداتها الحكومية باسم الحكومة الصينية، وهذا أكبر عائق أمام الصين في تسعير منتجاتها، وبالتالي التعامل عالمياً بعملتها اليوان بشكل حصري ورسمي؛ لأن حصول ذلك سيبخّر قيمة الاستثمارات الصينية الهائلة في السندات الأميركية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق