الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

ممن نطلب المدد؟

لقد أمضى الرسول ثلاثة عشر عامًا فى مكة، لا هَمَّ له إلا وضع أساس العقيدة، لم يَدْعُ خلالها إلى غير التوحيد. هذا ما جاهد من أجله، وهذا ما لا يقبل غيره، ولم يكن حريصًا على شىء حرصه على التأكيد أنه عبد بشرى لا يملك فى حد ذاته نفعًا ولا ضرًا لأحد. وإننى لأرى أن رفع الدعاء لغير الله، وطلب المدد من نبى أو ولى، هو إفشال لما جاهد الرسول وكرس له حياته من أجل إقراره.

ولا يخال أحد أن الرسول سيسعد بمَن يغالى فيه أو يطلب منه الدعاء وهو ميت، فالرسول ولاؤه الوحيد لربه، وقضيته الرئيسية هى إبلاغ ما طُلب منه من توحيد. وهناك حديث عن أصحاب له تردهم الملائكة عن حوضه الشريف يوم القيامة، فيصرخ ملتاعًا: «أصحابى أصحابى»، فتقول له الملائكة: «إنك لا تدرى ماذا أحدثوا بعدك»، فيقول على الفور، وبلا تردد: «سحقًا.. سحقًا».
الرسول عبد خاضع، لا يعلم الغيب فى حياته ولا بعد موته. وولاؤه الوحيد لربه. بمعنى أنه إذا تعارض أى شخص مهما كان قريبًا منه مع رسالته فإنه لن يتردد فى الاختيار.

«مدد يا رب العالمين» بدلًا من «مدد يا رسول الله أو مدد يا حسين». وبدلًا من قولك «تشفَّع يا رسول الله فينا»، قل: «اللهم شفِّع فينا رسول الله».
اطلب من الخالق ولا تطلب من المخلوق. ارفع دعاءك لله فقط، فالدعاء عبادة، والعبادة لا تجوز إلا لله.
كلام سهل وبسيط ومنطقى، وهو الذى جاهد رسول الله من أجله، ومن تمام حبه، إذا كنا فعلًا نحبه، أن نطيعه. أليس كذلك؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق