الأربعاء، 3 فبراير 2021

العنف ********

  العنف غير المباشر الذي قد يكون مستترا، رغم أن آثاره تظهر بوضوح على المجتمعات. وهذا العنف يمارس ببطء إلى حد يعجز المرء عن ملاحظته وتمييزه.

يتخذ العنف أشكالا متعددة، أكثرها وضوحا، إطلاق عيار ناري في جسد أحد الضحايا، أو الجثو على رقبته 

يصنف القانون العنف بحسب دوافع ارتكابه، فهناك عنف جنائي وعنف أسري وعنف جنسي أو عنف ناجم عن الإفراط في شرب الخمر.

تمارس أعمال العنف في ميادين المعارك بعلم الحكومات وموافقتها. وبينما يرى البعض أن العنف قد يكون ضروريا أو نسبيا، يقول آخرون إن العنف لا جدوى منه أحيانا ووحشي في معظم الحالات ولا مبرر له قط.

 العنف البنيوي بأنه الإيذاء أو الضرر الذي يمارسه المجتمع، بشكل خفي في الغالب، ضد المواطنين أو ممتلكاتهم، عبر غياب العدالة الاجتماعية أو التفاوت في إتاحة الرعاية الصحية، أو التمييز على أساس العرق أو الجنس أو غيرها من أشكال التحيز واللامساواة الممنهجة. وقد يتوفى ضحايا العنف البنيوي قبل الأوان، ويعانون من مشاكل بدنية ونفسية. لكن رغم وضوح آثار العنف البنيوي إلا أنه من الصعب تحميل أحد المسؤولية عنه.

إن العنف الشخصي جلي للعيان، فهو يمثل التغيير والحركة والطاقة، ولا يتخذ شكل تموجات طفيفة، بل موجات عالية في المياه الساكنة. أما العنف البنيوي فهو صامت ومستتر، فهو ساكن أو بعبارة أخرى، هو المياه الراكدة. وبينما تتعرف المجتمعات الساكنة على العنف الشخصي وتسجله، فإنها قد تألف العنف البنيوي حتى يغدو كالهواء الذي تتنفسه".

يتميز العنف البطيء بأنه متجذر في اللامساواة والتمييز.

تقليص فرص الضحايا في عيش حياة أفضل. وهذا العنف يمارس ضد بعض المجتمعات، وليس كلها. فأصحاب المال والنفوذ قد لا يتعرضون له.

الضغوط التي تتعرض لها بعض المجتمعات بسبب التمييز العرقي واللامساواة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويقول ديفيز إن معدلات الإصابة بفيروس كورونا بين سكان مدينة باتون روج ذوي الدخل المنخفض كانت أعلى مقارنة بغيرهم ذوي الدخل المرتفع.

 العنف البطيء خفيا لأن آثاره تظهر ببطء شديد لا يلفت انتباه الصحف ولا يثير الغضب. ويصفه نيكسون بأنه "لا يثير الضجة" ولا يلفت الأنظار. لكن آثاره ليست خفية تماما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق