تحرر العقل من صدماته وتداعب مشاعره الإنسانية وتعيد له البراءة المختنقة تحت وطأة الماديات المتسقة مع فكرة ثورة التكنولوجيا.
تطورت المجتمعات وتطورت طرق الحياة التي غزتها التكنولوجيا، ما تطلب تطورا موازيا في الأدب. لذا ظهرت أنماط أدبية جديدة أكثر انفتاحا على روح العصر، مازالت تتطور رغم رفض البعض لها. “العرب”
ثمة لون من الكتابة جديد في تقنياته، سلس في عباراته، بسيط في أفكاره، لا يستعرض عضلاته اللغوية، ولا يُقعر ألفاظه، ولا يستسلم لقيود مدارس النقد، ولا يخضع لنظرياتها. لون مُشاكس، متمرد، مندفع، مُختلف، يُعبر عن جيل التطور التكنولوجي، وثورة الاتصالات، ورهانات الألفية الثالثة، ينمو رويدا ويكسب كل يوم أرضا، ويؤكد أنه لا ثبات في ثيمات الأدب، ولا تجمّد في فنون الكتابة.
ربما كان الشاهد على ذلك اللون ما حدث في القاهرة في 2 أبريل سنة 2018. ففي ذلك اليوم غيب الموت الكاتب المصري أحمد خالد توفيق، لتفاجأ وسائل الإعلام المصرية والعربية بعشرات الآلاف من الشباب يسيرون في جنازته مودعين.
من هُنا يمكن فهم سمات الكتابة الشبابية التي قد تصطدم مع موروثات الذائقة التقليدية، وتختلف مع مدارس النقد، لكنها تحوز محبة واهتمام وثقة جمهور الشباب الذي يمثل الشريحة الأكبر من شرائح القراء.
يقول إنه رغم إيمانه بأن الكتابة لا تعني سوى الكتابة، إلا أن هناك اختلافا بين متلق وآخر، فأبناء جيله الذي يسميه “الجيل الجسر بين التقليدية وثورة المعرفة اختبروا الحيرة والقلق والتساؤلات والتنبؤات المتسارعة بشأن المستقبل، وشهدوا نقلة تاريخية وإنسانية عظيمة جدا في التاريخ الإنساني، وبلا شك فإن لهؤلاء انفعالات ومشاعر مختلفة عن سابقيهم”.
ويضيف “هذا الجيل تلقى صدمات وعاش تحولات جعلته مميزا عن غيره في قراءاته وإبداعاته، وهو ما قد لا يعجب جيلا سابقا”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق