الجمعة، 24 يناير 2020

مسلسل المسيح: ماذا لو ظهر في عالمنا شخص يقول الناس إنه نبي؟

يرى منير الكشو أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة تونس أنه رغم "انتشار التفكير العقلاني وتطور العلوم بكل أشكالها" في عالمنا اليوم، إلا أن ذلك لا يمنع "بروز ظواهر" لأشخاص يصنعون ما يطلق عليه الناس "المعجزات" ويصدقونهم تحت أي اسم، لذا "من الممكن أن يؤمن الناس بنبوة مثل هذا الشخص".
ويضرب أستاذ الفلسفة المثل بالمجتمعات الغربية "بإيمان بعض الناس باتصالهم مع كائنات فضائية، أو اتباعهم وطاعتهم طاعة كاملة لأشخاص بعضهم يدّعي النبوة وبعضهم يدعي الألوهية".
وأضاف الكشو أن الفلاسفة "تداولوا في هذا الأمر كثيرا"، موضحاً أن الناس يعلمون "بمحدودية قدرات البشر"، لذلك يتطلعون دوماً "إلى ما قد يتخطى حدود العقل، بل وينتظرونه بشغف".
أما من ناحية رجال السياسة، فيتوقع الباحث الأكاديمي أنهم سيختلفون مع هذا الشخص، لأنه عندما سيقدم آراء سياسية "فقد تؤخذ على أنها أوامر إلهية أو مقدسة أتت من الخالق ولا جدال فيها"، لا كما جرت العادة على اعتبار الحلول السياسية "بشرية ويمكن مناقشتها". لذلك يرى الباحث أن الساسة "بطبيعة الحال سيرفضونه وسيعتبرونه منافسا غير شرعي لهم ولما يقومون به".
ويعتقد الكشو أن ردة فعلهم ستختلف من بلد إلى آخر؛ ففي البلاد الديموقراطية، نتيجة لمساحات حرية الاعتقاد "سيحاول الساسة تقليب الرأي العام ضد هذا الشخص وأفكاره"، لكن في البلاد ذات الحكم السلطوي، سيأخذ الحكام "ردود فعل عنيفة" لأن هذا الشخص قد "يجردهم من شرعيتهم، ويهدد وجودهم".

وصرح متحدث باسم شبكة نتفليكس لبي بي سي بأن المسلسل هو "عمل درامي ملهم يستكشف قوة التأثير والإيمان في عصر وسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفاً أنه "لا يتعلق بالدين، بل يتمحور حول إدراكنا للأمور، وكيف يشكّل ما نتعلمه عن العالم من خلال العائلة والأصدقاء ووسائل الإعلام والمجتمع الذي يؤثر في ما نراه وكيف نراه".
وحول ما إذا كان محتوى المسلسل قد يسبب حساسية لدى بعض المشاهدين وخصوصا في العالم الإسلامي والعربي، أوضح المتحدث باسم الشبكة أن "جميع العروض تتضمن تقييمات ومعلومات لمساعدة الأعضاء على اتخاذ قراراتهم بشأن ما هو مناسب لهم ولعائلاتهم".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق