الثلاثاء، 9 فبراير 2021

كتاب تاريخ المثليين ناعومي وولف

الكاتبة الأميركية ناعومي وولف

*

كتابها “أسطورة الجمال: كيف تُستخدم صُوَرُ الجمال ضدَّ النساء” عام 1990

 “أسطورة الجمال” نظام عقائديّ متين، تُقاس فيه قيمةُ المرأة بجمالها. نظام وُضعتْ فيه معايير الجمال، بشكلٍ يُجبر المرأة على إنفاق مبالغ مالية طائلة من أجل تحقيقها. لكنها سوف تفشل في نهاية المطاف، لأنها لن تستطيع إيقاف تقدُّمها بالعُمر. الهدف من هذا النظام، كما ترى وولف، إبقاء المرأة مشغولة البال، غير مرتاحة وغير واثقة. والأهمّ من ذلك؛ إبعادُها عن تبوُّؤ أية سلطة حقيقية في المجتمع.

“اليوم، تبحث المرأةُ عن مكانتها بين أجساد النساء الأُخريات. أما الجيل الذي سبقنا من النساء، فكنَّ يبحثنَ عن مكانة المرأة في المجتمع”

 أولوية التوظيف للنساء الجميلات (موظفة حسنة المظهر)، وكيف تفقد نساءٌ أخريات أعمالهنّ بعد تقدّمهنّ بالسنّ أو فقدان شكلهنّ الجميل (مذيعات التلفزيون مثلاً). وتقول إن الحيّز الاجتماعي الضيّق الذي تحاول المرأة إثباتَ هويتها فيه، يكون محاصَرًا بسيفين: الأول هو كيف تُقيَّمُ المرأةُ وتُحاكَمُ في عيون الآخرين، والثاني هو كيف تُقيِّمُ المرأةُ نفسَها بعيونها.

فالخطايا اليوم، حسب وولف، ليست الانسياق وراء الرغبة الجنسية، بل وراء الرغبة الغذائية. وللتكفير عن هذه الخطايا، والعودة إلى جادّة الإيمان القويم، يجب على المرأة أن تُقاسي المشاقَّ الجِسَام في سبيل تحقيق معايير الجمال، لأنه قيمتُـها.

الموضوعات الطاغية في المجلات النسائية تتعلّق بالحِمْية والعناية بالبشرة وعمليات التجميل. فهذه المجلات تبيع أحدثَ الإصدارات القاتلة من أسطورة الجمال، والتي تُشترى بالمال. ولماذا يحدث ذلك؟ لأنّ أصحاب الإعلانات التجارية هم الهيئة المكلّفة برقابة المطبوعات في الغرب

عندما وضعتْ وولف كتابها، لم نكن في زمن الإنترنت، ولم تكن الحواسب منتشرةً بهذا الشكل، ولم تكن الهواتف الذكية موجودة. ففي زمننا اليوم صارتْ عولمةُ “أسطورة الجمال” أسهلَ بكثير مما كان الوضع عليه سابقًا، وصار بإمكان النماذج الجمالية التجارية الوصول إلى أماكن قصيّة، وبسرعة فائقة.

اليوم لم تعد الصُوَر المنشورةُ حكْرًا على نجمات السينما والغناء، ومن اختصاص مجلات معينة، فيمكن اليوم لأية امرأة أن تتصوّر وتنشر صورتها، ما أدّى بالتراكم إلى ازدياد الاهتمام بجمالية الطبيعي والعادي.

*

كتابها الأخير “الفظائع: الجنس والرقابة وتجريم الحب”.

واعتبرت الكاتبة أن الانتقادات التي يواجهها مؤلفها مبنية على سوء فهم لقانون اللواط في القرن التاسع عشر، وتعتقد أن هذا يعكس عدم قراءة منتقديها للكتاب. وذكرت أنها حددت مراجعها بدقّة مشددة على أن المثلية بجميع أشكالها كانت تعتبر جريمة في الماضي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق