Aug 27, 2019
مستقبل الأصولية مرهون بقدرة الأنظمة على علمنة الدولة
هذا ما اعتبره حســـن حماد، الباحث
وأســـتاذ الفلســـفة المصري، الهم الأعظم
الجديـــر بالتحليل والدراســـة والتعمق.
ورأى أننـــا فـــي حاجة ماســـة إلى وضع
حواجز مستقبلية حقيقية أمام الأصولية
الضاربة في المجتمعات العربية، ومنعها
من التمدد
هذا ما اعتبره حســـن حماد، الباحث
وأســـتاذ الفلســـفة المصري، الهم الأعظم
الجديـــر بالتحليل والدراســـة والتعمق.
ورأى أننـــا فـــي حاجة ماســـة إلى وضع
حواجز مستقبلية حقيقية أمام الأصولية
الضاربة في المجتمعات العربية، ومنعها
من التمدد
درجـــة الماجســـتير عـــن”الاغتراب عند إيريك فروم“، ُثم الدكتوراه
عـــن ”النظريـــة النقديـــة عنـــد هربـــرت
ماركيـــوز
عـــن ”النظريـــة النقديـــة عنـــد هربـــرت
ماركيـــوز
فراغ الســـاحة السياسية، يتجه العامة
نحـــو الحلول الغيبيـــة أو المعجزات، لذا”فكلما ضاقت الأرض اتســـعت السماء“،
لأن النـــاس يســـعون إلى الفكـــر الديني
لمواجهـــة الفقـــر والتخلـــف والضعـــف،
وهـــو ما يمثل للأصوليـــة ً فرصة للتغول
والتسيد على المجتمع مرة أخرى
نحـــو الحلول الغيبيـــة أو المعجزات، لذا”فكلما ضاقت الأرض اتســـعت السماء“،
لأن النـــاس يســـعون إلى الفكـــر الديني
لمواجهـــة الفقـــر والتخلـــف والضعـــف،
وهـــو ما يمثل للأصوليـــة ً فرصة للتغول
والتسيد على المجتمع مرة أخرى
وأضـــاف أنـــه مندهـــش مـــن رؤيـــة
جماعات سلفية تعمل بتصريح من وزارة
الأوقـــاف في مصـــر، باعتبارها جمعيات
أهلية رســـمية، ولا فرق بين كل من الفكر
الإخوانـــي ّ والتصـــور الســـلفي ونظيره
الجهـــادي، والتباينـــات مقصـــورة على
الممارســـات، لكن جميع التيارات الدينية
تتفـــق مع فكرة الحاكمية، وحلم الخلافة،
وتطبيق الشـــريعة. كما تتفـــق أيضا مع
الموقف من الآخر والمرأة والديمقراطية.
بالطبع، تلك ســـمة طبيعية في العقل
الأصولي، لكونه عقـــلا ” ّ دوغمائيا“ لديه
اعتقاد مطلق في امتلاك الحقيقة، ومن ثم
فـــإن كل من هو غيره كافر أو على ضلال،
وذلـــك موجود في كل الأصوليات ســـواء
أكانت أصوليات إســـلامية أم أصوليات
أخرى
جماعات سلفية تعمل بتصريح من وزارة
الأوقـــاف في مصـــر، باعتبارها جمعيات
أهلية رســـمية، ولا فرق بين كل من الفكر
الإخوانـــي ّ والتصـــور الســـلفي ونظيره
الجهـــادي، والتباينـــات مقصـــورة على
الممارســـات، لكن جميع التيارات الدينية
تتفـــق مع فكرة الحاكمية، وحلم الخلافة،
وتطبيق الشـــريعة. كما تتفـــق أيضا مع
الموقف من الآخر والمرأة والديمقراطية.
بالطبع، تلك ســـمة طبيعية في العقل
الأصولي، لكونه عقـــلا ” ّ دوغمائيا“ لديه
اعتقاد مطلق في امتلاك الحقيقة، ومن ثم
فـــإن كل من هو غيره كافر أو على ضلال،
وذلـــك موجود في كل الأصوليات ســـواء
أكانت أصوليات إســـلامية أم أصوليات
أخرى
”إن الخوف ما زال مقيدا للأدمغة“.
وأكـــد أن الحالة العربيـــة الراهنة لا
تنشـــئ تفكيرا فلســـفيا حقيقيـــا، فطالما
الخـــوف يســـيطر على العقـــول -خاصة
الخوف من المقدســـات- ســـنبقى بعيدين
تمامـــا عن المبادرة بالطرح أو التخصص
فـــي أفكار جديدة من أجل الإنســـان، و“لا
بد من التحرر الكامل والتفكير بلا قيود“
وأكـــد أن الحالة العربيـــة الراهنة لا
تنشـــئ تفكيرا فلســـفيا حقيقيـــا، فطالما
الخـــوف يســـيطر على العقـــول -خاصة
الخوف من المقدســـات- ســـنبقى بعيدين
تمامـــا عن المبادرة بالطرح أو التخصص
فـــي أفكار جديدة من أجل الإنســـان، و“لا
بد من التحرر الكامل والتفكير بلا قيود“
المؤســـف أن المنطق العربي الجمعي
مـــا زال يفكر مـــن منطلق لاهوتـــي. وما
زال يضع في حســـاباته منطـــق القبيلة
والذكورة ومسلمات المجتمع.
وذكر حمـــاد أن هناك محاولات نادرة
لعلماء وباحثي الفلســـفة خاصة في دول
شـــمال أفريقيا، لكنها جميعا محاولات لا
ترقى إلى مرحلة إنتاج فلاسفة جدد.
وأوضـــح أنـــه من الغريـــب أن معظم
الباحثـــين الأجلاء الذين طرحـــوا أفكارا
تقدميـــة رائعة مثل محمد أركون، ومحمد
عابـــد الجابـــري، وجـــورج طرابيشـــي،
وحســـن حنفي، ونصـــر حامـــد أبوزيد،
تـــدور معظم محاولاتهم حـــول الدين، ما
جعل النقاشـــات اللاهوتية تشغلهم أكثر
من الأفكار بشأن الحرية أو الإنسان، ”لقد
ظلوا أســـرى ثقافة الجلد بتعبير أســـتاذ
الفلســـفة“، بتعبيـــر الفيلســـوف الراحل
الدكتور صلاح قنصوة
وحول أطروحات البعض لاســـتدعاء
قيم مدرســـة المعتزلة الإسلامية أو أفكار
ابـــن رشـــد الخاصـــة بالتســـامح لنبـــذ
التعصـــب، قال حماد ”أنا ضد اســـتدعاء
رؤى أو تـــراث أي فصيـــل من الماضي أو
طرح أفكار سلفوية تقول إننا بحاجة إلى
ابن رشـــد أو غيره، لأن الواقع في العالم
الغربـــي تجـــاوز كل الأفـــكار الماضوية،
وحتـــى التنويـــر الذي ما زلنا نبشـــر به
تجاوزتـــه أوروبا تماما ووصل الأمر إلى
أن الباحثين الجـــدد قاموا بانتقاد العقل
نفسه وتفكيك طروحات التنوير والحداثة
وغيرها من الطروحات الأخرى“
قيم مدرســـة المعتزلة الإسلامية أو أفكار
ابـــن رشـــد الخاصـــة بالتســـامح لنبـــذ
التعصـــب، قال حماد ”أنا ضد اســـتدعاء
رؤى أو تـــراث أي فصيـــل من الماضي أو
طرح أفكار سلفوية تقول إننا بحاجة إلى
ابن رشـــد أو غيره، لأن الواقع في العالم
الغربـــي تجـــاوز كل الأفـــكار الماضوية،
وحتـــى التنويـــر الذي ما زلنا نبشـــر به
تجاوزتـــه أوروبا تماما ووصل الأمر إلى
أن الباحثين الجـــدد قاموا بانتقاد العقل
نفسه وتفكيك طروحات التنوير والحداثة
وغيرها من الطروحات الأخرى“
"حماد": مواجهة الإرهاب تتطلب تحجيم الشيوخ وتغيير المادة الثانية من الدستور
قال الدكتور حسن حماد، عميد كلية آداب الزقازيق الأسبق: إن الإرهاب ليس مسألة أمنية فقط، لأن الإرهاب يسكن في تلك العقول الخربة التي تربت علي تقاليد الإسلام الوهابي المرتبط بالتراث الفقهي التكفيري عند ابن حنبل وابن تيمية وغيرهما.
السلفية داخل مفاصل أجهزة الدولة ومؤسساتها خاصة المؤسسات التعليمية والثقافية وأن تقوم بتحجيم دور الشيوخ فيما يخص الشأن العام، وتغيير المادة الثانية في الدستور وإلغاء القوانين المقيدة للحريات مثل قانون ازدراء الاديان.
الحوار بين المقدسات «أعمى وأصم» لأنها تقوم على مُسلمات
عن صفات الإرهاب المقدس الثلاث.
أولًا: صفة الجمود والتي تستند إلى فكر ديني مشوه يقوم على زعم أنه يمتلك الحقيقة مطلقة.
ثانيًا: الاصطفائية بمعنى الزعم بأنك أنت الوحيد المقرّب إلى الله وأنك المبشّر بالجنة، وأنك تستحوذ على الإيمان الصحيح.
ثالثًا: الوصاية، وهي أن تتصور أنك وصي على الآخرين، وأن تمارس الوصاية بكل أبعادها.
هذه الصفات الثلاث هي ما يمكن أن نسميه بالإرهاب المقدس.
د. حسن حماد : الإنسان يجب ترويضه عن طريق القانون
ويؤكد «حماد» على أن المقدسات لها كل الاحترام، ولكن بشرط ألا تُفرَض على الآخر، فلكل ديانة مسلمات، فإذا آمنّا بهذا فسوف نرتاح ونريح، وسوف يسود السلام.
وبالتاكيد سيكون ذلك صعب ويحتاج إلى جهد، وإلى سلطة تقرر هذا، فالإنسان بطبيعته كائن شرير، وهو كائن يمتلك القدرة على التدمير بدم بارد إذا أُتيحت له الفرصة، من خلال الضغط على بعض الأزرار كما يحدث الآن في الحروب الحديثة.
وأشار إلى أن الإنسان يحتاج إلى ترويض فلا بد من وجود القانون والدستور، المجتمع الثقافة.
أساتذة فلسفة: سامي النشار لم يكن فيلسوفا.. ولا تحرر من الذهنية التقليدية إلا بنقد السابقين
قال الدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة، عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة الزقازيق، إن سامي النشار كان من الرعيل الأول الذي تأسس على أيدي الفلاسفة الفرنسيين، كما تتلمذ على يد الشيخ مصطفي عبد الرازق، لكن ذلك التكوين الفكري بالرغم من تعدده وثراءه، لم يجعله يحيد عن ميله إلى الاتجاه الأصولي أو السلفي.
الدكتورة هالة فؤاد، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، أن اتجاه النشر كان واضحًا في مؤلفاته التي اصطبغت بتلك الصبغة الإسلامية البحتة، وأكد أنه لا يراه فيلسوفًا بقدر ما يراه مؤسسًا لتاريخ الفلسفة الإسلامية وتاريخ علم الكلام والتصوف
ماتت الفلسفة في العالم العربي؟ الحقيقة نحن لم نستطع أن نتخلص من وهم القداسة أو لم نستطع التخلص مما يمكن أن نسميه بالنرجسية التراثية، ومن وجهة نظري، وهي خاصة وأتحمل مسئوليتها، أن النزعة التلفيقية التي سادت تاريخ الفكر العربي الإسلامي هي المسئولة عن ذلك، بالتأكيد الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية وبالتأكيد أنها حاولت إيجاد صياغة توفيقية بين الفلسفة اليونانية وبين النص القرآني".
وأضاف: "هناك فلاسفة يكفرهم التراث العربي الإسلامي ويقصيهم من المشهد مثل محمد بن زكريا الرازي وابن الراوندي وهم أخطر الفلاسفة الحقيقيين، سواء نختلف أو نتفق معهم، الذين استطاعوا أن يتخلصوا من أسر اللاهوت، وللأسف تم تهميش هذا التراث وتم التركيز على لحظة الغزالي والفكر الأشعري ومن ثم تم تهميش التفكير العقلاني بدءًا من المعتزلة وحتى الفلاسفة مثل ابن رشد الذي ينظر إليه النشار باحتقار ويعتبره من المقلدين للفكر اليوناني لهذا غزت تلك الفكرة الأصولية تاريخ الفكر الإسلامي القديم والوسيط والحديث حتى يومنا هذا فالبعض حتى اليوم تأسرهم الثوابت ويخشون السؤال."
وقال حماد: إن هذه المسألة أدت إلى اضمحلال الفلسفة وأصبحت الفلسفة أكثر نضجًا وازدهارًا في دول المغرب العربي أما مصر وباقي دول العالم العربي أصبحت الفلسفة لديها مجرد اجترار للماضي وعزف على الحان قديمة عفي عليها الزمن.
وأكد أن "المشكلة تكمن في كلمة واحدة وهي عدم قدرة المفكر الإسلامي على الفصل بين المقدس والدنيوي أو بين الدين والفكر أو الدين والعلم، فعلمنة الفكر هي الحل وإذا أردنا لهذه الأمة أن تنهض علينا تحييد الدين عما هو علمي وفلسفي وفكري"
وأضاف أن عشوائية الواقع مرتبطة بعشوائية الفكر ولا يمكن اعتبار أي كتاب مقدس في الدنيا أنه يحوي على إجابات لجميع الأسئلة بالعكس هذا ضد الدين نفسه، موضحا "أنت تحول تراثك إلى جثة هامدة، فإذا أردت أن تنهض عليك أن تتحرر من الذات ومن أسر الهوية فالهوية تم اختزالها واختصارها في مسألة الدين واللغة في حين أن الهوية تتحقق في كل لحظة مسألة خلط الأوراق شديدة الخطورة، حين نقول إن الشوري هي الديمقراطية وعدالة عمر الاشتراكية فهو خلط شديد لا يؤدي للنهوض بل يؤدى إلى أعطال كل فرصة للفكر وأعمال العقل".
واستطرد "حتى هذه اللحظة لا يوجد لدينا فلسفة بالمعني الحقيقي فنحن لدينا جبن فكري فالبنية اللاهوتية التي تعتمد علي الأبوية سواء أبوية النص أو أبوية الرؤساء أو غيرها فالنظرة الأصولية تعتمد علي الطاعة المطلقة لا تناقش أو تتسائل وتحفظ التابوهات التي نطلق عليها ثوابت لا يمكن الاقتراب منها".
بينما اختلفت الدكتورة هالة فؤاد، مع الدكتور حسن حماد في بعض النقاط مؤكدة أنه لا يمكن تحرير الذهنية التلقيدية التي تسيطر علي الفلسفة المصرية اليوم دون تفتيت المسلمات في الكتب المؤسسة، فالفلسفة لا تتقدم إلا بانتقاد الفيلسوف للفيسلوف الذي يسبقه واحترامنا للرواد الأوائل لا يتعارض مع انتقاد فلسفتهم.
وقالت: "مدرسة الشيخ مصطفي عبد الرازق مدرسة لا يمكن فهمها بمعزل عن علاقة الرواد الأوائل بالحركة الاستشراقية التي سادت الجامعات المصرية لذا أتصور أنها قامت على آليات دفاعية، وأيضا أرى أن النشار أعاد إنتاج أفكار العصر الوسيط وعلاقته بالفلسفة اليونانية وهي بدأت مع كتاب نشأة الفلسفة الإسلامية للشيخ مصطفي عبد الرازق، إذا قرأنا الكتاب سنجد أن الفصول الأولي هي رد علي آراء المستشرقين بشكل دفاعي وبعد هذا الرد ينتهي إلى إن تلك الفلسفة الاسلامية ليست وجه الفلسفة في الاسلام وانما يقبع في علم اصول الفقه ثم بعده لا مانع من الحاق علم الكلام. بمعني أن هذه ليست فلسفتنا لكن لا مانع من الدفاع عنها هذه مدرسة ظلت مسيطرة علي كل الباحثين في الفلسفة الاسلامية سواء في علم الكلام أو التصوف أو العلوم الاسلامية إلي الآن".
وأوضحت: "إلي الآن نحن نناقش هل الفلسفة الإسلامية إسلامية أم عربية وهذا ليس سؤالنا وإنما سؤال المستشرق لأن المستشرق لديه أزمة أنه آت من منطقة المركزية الأوروبية فهو لا يعترف بك أصلا كوسيط بينه وبين اليونانيين القدماء بل يراك مجرد ناقل ومحرف لتراثه اليوناني الذي يحاول أن يتواصل معه."
وقالت: إننا أمام بنية فكرية تابعة بامتياز للمستشرقين وهي المتحكمة في ذهن باحثينا في هذا المجال".
Mar 5, 2019
مستقبل الفكر التنويري في مصر والعالم العربي في مكتبة مصر الجديدة العام
حسن حماد مع حسين علي
ثقافة الصحراء مقابل الخصبة والنماء مصر
رجل الشارع وتغيب الوعي لظلم الواقع علي ماركس
اساتذة الجامعة يكونوا دوغما رجل شارع حتي مسافر المانيا نفس افكار لم يشارك ويتحرر
ظلم فؤاد ذكريا امام الشعراوي
جرأة بسبب حصار الافكار
سلطات دينية وسياسية
الرقابة انتهت عصر الانفجار المعلوماتي والتواصل
جرأة استخدام عقلك
انحصار سلطة رجال الدين اليومين دول
انحصار التعليم الديني في المعاهد الدينية
التعليم في الخارج مهم جدا
الاصوليات في معظم الكليات والمدراسات اختراق
التعليم الديني والازهر مازال المنطق الديني
تعليمنا مجرد تباهي
اي فكر يحتاج لقوة لوجوده قوة سياسية او جماهرية شعبية
حركة البروتستانت ضد الكهنوت
ووجود طبقة برجوازية ازاحة الاقطاعية
لا بد من قاعدة جماهرية لا احد يعرف زكي نجيب محمود ولا فؤاد زكريا ولا المسيري وارائه وعدم صلاته وصيامه ومادية مركسية وحقد طبقي شيوعية وليس العدل و عدم حضوره جنازات او غيره لشتغاله بالعلم
ولا امام عبد الفتاح ها العملاق الراحل هذه الايام
وحسن حماد قال انه عرف من شبكات التواصل وليس من الكتب لانه لا يقرأ الا الصفوة والنخبة
التربة دينية فاي بذرة ستنموا
اما العقلانية تحتاج شهداء وتضحية نحن نحتاج لسلطة
الان هناك السيسي تجديد الخطاب الديني
لابد من اسقاطي لظاهرة الدينية المجتمعية علي الضهرية تيار السلفي فقط هو الموجود
الاخوان عندنا تشتتوا اما الصوفية ليس لهم وجود الا بالاغاني اللاعقل الفن
نريد تيار جديد عقل يقود الواقع
وسائل نصل لها لجماهير
الشك ديكارت وهيوم وبيكون اوهام العقل
تفكيك المقدس ملك اي شخص لا اسمح لاي وصي علي عقلي
التفكير خارج حظيرة القطيع
الغاء مادة 2 و6 و7 دستور
تسليم العقل لشيخ او استاذ جامعة او لاباء
اين وزارة الثقافة او وزارة الشباب والرياضة
كورسيرا وغيره
مشكلة قياس الحفظ لا المجهود
***
الجماعات الإرهابية.. سلاح الغرب لتفتيت الدول العربية
يرفض الخضوع لأى تصنيفات فكرية ويفضل أن يكون «المتمرد الأبدى» الذى يرفض الانصياع للمذاهب الفلسفية، فتعمق فى دراسة مدرسةفرانكفوت التى شعر أنها الأقـرب إلى وجدانه الفكرى وجد فيها
مـلاذا لكثير من الأفكار التى اعتنقها.
الخطاب الدينى لن يتغير بقرار سياسى.. والتجديد مسألة فكرية
لماذا ترهلت الأمـة الإسلامية وتخلفت عــن دورهـــا الــحــضــارى رغــم أن الــقــرآن والـسـنـة بـيـن يديها؟
الاجتهاد وليس الجهاد فقط،
القرآن ً ا يخاطب الناس، ولا يخاطب المسلمين فقط، دائم ًا فى آيـات القرآن مثل قوله فالعالمية تتردد كثير تعالى: «يا أيها الناس»، لكن للأسف أن ما سيطر على فهم القرآن هو تفسير أحادى تفسير ما سمى بأهل السنة والجماعة، وبدأت المسألة فى الانقسام منذ الفتنة الـكـبـرى، عندما تـصـور كـل فـريـق أنه ً الفريق المبشر بالجنة أو أنه الفرقة الناجية وفقا للحديث الشريف الــذى يـقـول: «تنتهى أمتى على بضع وسبعين فرقة كلها فى النار إلا فرقة واحدة هـى فـى الـجـنـة»، ولـذلـك كـل فـرقـة تـصـورت ذلـك، والفرقة التى سـادت معظم تاريخ الفكر الإسلامى هى فرقة أهل السنة والجماعة، وبالتالى هى التى صبغت تاريخ الإسلام بقراءتها للنص المؤسس وهو ً فسرت الإسـلام الـقـرآن الـكـريـم، وهـى التى أيـضـا نفسه من خلال منهجها المتشدد، لأنه عندنا نجد ًا ًا بدأ مع المعتزلة، وأكد أفكار أرى أنها ثورية مثل فكرة أن الإنـسـان حر وأنـه لا ً أن هناك اتجاها عملي يجوز للإله سبحانه وتعالى أن يحاسب الإنسان ما ًا، ففكرة التكليف ترتبط بشكل مباشر لم يكن حـر ً قالت بفكرة جوهرية بفكرة الحرية، والمعتزلة أيضا ً ا، وهى فكرة خلق «النص» القرآن، وهذه الفكرة جد ً بالرغم أنها تبدو فلسفية بحتة، لكنها مهمة أولا ً ـا: تجعل لأنـهـا لا تضفى قـداسـة على اللغة، وثـانـي ً النص مرتبطا بالحدث وبـالـواقـع الــذى نـزل فيه، بعدما جاء أحمد بن حنبل بفكرته أن «القرآن قديم» وبالتالى أصبح قديم قدم الذات الإلهية، وأصبحت اللغة العربية نفسها قديمة، فأنت قد مارست نوعا ً من التجميد أو الجمود على هـذا النص المؤسس «القرآن الكريم»، هذا التيار هو الـذى ساد معظم فترات التاريخ الإسلامى، وهذا التيار الذى أسميه ً من «السنى»، فالأصولى الذى يرجع «الأصولى» بدلا إلى أصل قديم ومنزه، ومبرأ من أى نقص أو شك أصحاب الأصوليات الدينية «لا اجتهاد مع النص» ً وأنـه دائما يعود للنص وفقا للمقولة التى يرددها هـذا التيار هو الـذى سـاد مـرة أخـرى معظم تاريخ الفكر الإسلامى من خلال «الغزالى» و«ابـن تيمية» ً إلى العصر الراهن، وهناك فى الوسط منهم وصولا «الشافعى» وغيره كثيرون، فمعظم فقهائنا من هذا التيار، التيار العقلانى اختفى، وتم تكفير ابن رشد ً مثل والفارابى وابـن سينا وكثير من العلماء أيضا الحسن بن الهيثم وابن النفيس، واتهامهم بالإلحاد والشك فى دينهم، وبالتالى فقد أدانوا العقل طيلة ً هناك شـىء مهم وهو التاريخ وغلبوا النقل، أيضا ربط السياسة بالدين عن طريق «الإسلام السياسى» ً ا، فقد بــدأت منذ «الفتنة وهــى فـكـرة مبكرة جـــد الكبرى» واستمرت طيلة التاريخ، أن الذى يحكم لا يحكم باسم الشعب ولا باسم العقل ولكن يحكم باسم ً، وعلى التاريخ ً الإله أو النص المقدس، وبالتالى أضفينا نوعا من القداسة على هذه الشخصيات أيضا نفسه، فكل هذا أدى إلى انهيار الحضارة الإسلامية وتفتتها وتفككها نتيجة الحرص الرهيب أو هوس السلطة ونتيجة ضـمـور الـعـقـل ونتيجة الاحـتـفـاء بالنص بصورة مبالغ فيها.
فـخـارج النص
المقدس «القرآن الكريم» كله تراث بشرى، يؤخذ منه ويترك منه الذى لا يتناسب مع النص ولا العقل.
خطورة الإســلام السياسى تكمن فى أنـه أدى
إلـى تفكيك الأمــة الإسـلامـيـة، لأن الإخـوانـى ينظر
،ً
إلـى السلفى على أنـه على ضـلال والعكس أيضا
وربما داخـل التيارات السلفية نفسها تجد أن كل
ِّ تيار يخطئ الآخر، والشيعى ينظر إلى السنى على
أنه كافر والعكس، فلدينا قوة بشرية حضارية كبيرة
ً ا إذا توحدت على أرض تدعو إلى الحق الواحد،
جد
وأن كلها مجرد تعبيرات مختلفة عن شكل واحد من
الإسلام لانتهت المشكلة، فهناك دوامة من التقييم
والتقييم المضاد التى قسمت الأمـة إلى أقسام أو
أدت إلى تشرذم المسلمين، جانب آخر أن الإسلام
السياسى هو عبارة عن كوكتيل من أفكار ابن حنبل
وابــن تيمية ومحمد بـن عـبـدالـوهـاب، وأبــو الأعلى
الــمــودودى وحـسـن الـبـنـا وسـيـد قـطـب، فـهـو يأخذ
الجانب المتشدد فـى الـديـن، وهــذا الجانب منفر
أدى إلـى إعـطـاء صــورة سيئة عـن الإســلام للأسف
الشديد، فهذه الجماعات هى أكثر الجماعات التى
ً تستغل من
تسىء للإسلام، وهـذه الجماعات أيضا
قبل الآخـر الأمريكى بالذات ومـن قبل المخابرات
الغربية فى أنها تـؤدى إلـى تفكيك وتفتيت العالم
العربى، والدليل على ذلك أنهم لعبوا هذه اللعبة فى
أفغانستان، زمن الاتحاد السوفيتى، وعندما وجدوا
ً ا، بــدأوا يستخدمونه
أن هـذا السيناريو ناجح جــد
بصورة متعددة فى لبنان والـعـراق وسـوريـا واليمن
وتـونـس ومـصـر، فهذه الجماعات الإرهـابـيـة سلاح
خطير يستخدم ضـدنـا فـهـى تستخدم عـن طريق
«الحرب بالوكالة» فهم يمدون داعش بالأسلحة، وهذا
ً ا، فالجيش العراقى كان ً سيناريو مقصود لتفتيت العالم العربى وفقا لمخطط
صهيونى منذ زمن بعيد جد
من أقوى الجيوش العربية، لكن العراق الآن تحول
إلى شبه دولة، وأشعر أن الآخر الأمريكى - بالذات-
حــضــارات قـويـة لكنها بـلا جـــذور، تشبه الإنـسـان
اللقيط، ولذلك لديهم حقد تجاه أى حضارة عريقة،
لأن هذه البلاد «مصر والعراق وسوريا» هى أساس
الحضارة، فالآخر يريد أن يمحو الذاكرة التاريخية،
ً تريد أن
وهذا مخطط خطير، وهذه الجماعات أيضا
تمحو كل الحضارات السابقة على الإسلام، بالرغم
من أن الإسلام حلقة من حلقات التواصل الحضارى
بين كل الحضارات، فهذه الجماعات مارقة وإرهابية
تستدعى أحط وأحقر ما فى الإنسان من حيوانية،
لأن الإنسان به جانب يميل للخير وآخر للشر وهذا
مـا أكــده «فــرويــد»، وفــى كـتـاب لـى بـعـنـوان «ذهنية
التكفير أو العنف المقدس» قلت إن هذه الجماعات
لديها دافع الموت أقوى من دافع الحياة، لأنها تعشق
ثقافة الموت وتكره الحياة.
فالفلسفة وظيفتها الأساسية هى النقد، نقد
المسلمات، فمعظم الديانات تقوم على مسلمات،
والمسلمات لها احترامها، لكنها يجب ألا تمتد إلى
الواقع أو الحياة، فأنا شخصيا لست ضد الدين لأن
الدين مكون رئيسى من شخصية الإنسان لكن عندما
تتصحر وتتجمد شرايين الثقافة فى مجتمع، تجد
أن الثقافة السائدة هى الثقافة الدينية، فالثقافة
الـسـائـدة فـى مجتمعنا فـى الإعـــلام هـى الانشغال
بقضايا مثل زواج المسلمة من ذمى أو أجنبى وهى
قضايا أقل من أن تشغل المجتمع بالكامل فالمجتمع
متعطش لأى فكر مثير أو فضائحى، وهـو مشغول
حاليا بشيئين، تفاهات الثقافة، ثقافة كـرة القدم
والثقافة الدينية، وليس لديه ثقافة أصيلة، حتى
مشكلات المثقفين تـدور فى إطـار الصراعات بين
الجماعات الثقافية
المختلفة من أجل مصالح وليس
من أجل الفكر.
نظرية الـوعـى تـأتـى مـن الفلسفة فـقـط، لأن
الوعى الدينى وعى تعصبى ومحدود، ففكرة الحوار
بين الأديـــان فكرة وهمية، لأن المقدس بـه جانب
لابد من التسليم به ولا يجوز النقاش فيه، فالحل
أن يتم تحييد المقدس فى إطــاره المقدس داخل
المسجد أو الكنيسة أو المعبد فى اليهودية، حتى لا
تختلط الأوراق، فلا تتحدث عن علم اجتماع أو علم
نفس إسلامى، لأن العلم نسبى، وله مناهج وهناك
موضوعية، فلا يجوز إقحامه فى الدين، مثل السياسة
ً، فأخطر شىء هو خلط السياسة بالدين، لأن
أيضا
الحاكم إذا أصبح رجـل ديـن ورجـل سياسة أصبح
ً من الكفر -والعياذ
َّ مؤلها وأصبح الخلاف معه نوعا
بالله- وأصبح يتحدث باسم الإلـه، لكن لا يتحدث
باسم الشعب، فالحل بسيط، مثلما قـال المسيح
«دع ما لله لله ومـا لقيصر لقيصر» فيجب تحييد
الجانب الدينى، فى التعليم، فى الفن، فى الثقافة،
فى السياسة، فى المجتمع، فالإنسان لا يستطيع
أن يستغنى عــن الــديــن،
لأن الدين جزء من مكون
الإنسان، والإنسان يحتاج
إلـــى هـــذا الـجـانـب الــذى
يرضى الجانب الروحانى
فـيـه، فـالـوعـى الـديـنـى وعــى محدود
يعتمد على العاطفة بشكل أساسى،
لكن الوعى الفلسفى، وعـى كونى،
لأن الفلسفة تتعامل مـع الإنسان
كإنسان، والفلسفة ضد التعصب
وامـــتـــلاك الـحـقـيـقـة المطلقة،
فــالــحــقــيــقــة فــــى الــفــلــســفــة
نسبية، فالفلسفة تعتمد على
التسامح، الحرية، على قبول
الآخر، وتخاطب الإنسان فى
كل زمان ومكان، أما الدين
فله جانب تعصبى، وهذا
لا يعيب الدين لأنـه دين
وعقيدة
أن الإنسان مر بمرحلة
السحر أو الأســطــورة وبـعـد ذلــك مرحلة التفكير
الدينى ثم مرحلة التفكير العلمى،
ما يسير العالم ليس
الأخلاقيات ولكن السياسة والاقتصاد فهما المحرك
الرئيسى للعالم الذى نعيشه الآن
فالخطاب
الدينى هـو جـزء مـن الثقافة ولـن يتغير الخطاب
الدينى بقرار سياسى، ولا من خلال إحـداث بعض
«الديكورات» أو بعض التغييرات فى لغة الخطاب
لدرجة أننى أتصور أن البعض قد يفهم أن تغيير
الخطاب الدينى هو تغيير خطبة الجمعة بالنسبة
للمشايخ، فتغيير الخطاب الدينى مسألة حضارية
لا يـرتـبـط بـغـربـلـة الــنــصــوص، وتـجـديـد الـخـطـاب
الدينى -من وجهة نظرى- يرتبط بتحديد وظيفته،
أى تحديد وظيفة الدين نفسه فى المجتمع، وما
دوره، وهل دور الدين سياسى أم أخلاقى أم تربوى
ً فى
أم روحــانــى؟، وتحديد دور رجـل الـديـن أيـضـا
المجتمع، ومـا الـحـدود التى يتحرك بداخلها، كل
هذه الأسئلة ترتبط بتجديد الخطاب الدينى، لكن
أستطيع أن أقول إن مجتمعات العالم العربى تتغير
من أعلى وليس من أسفل، بالرغم من أننى أقول إن
تغيير الخطاب الدينى لا يتحدد بقرار سياسى، ولكن
تحديد دور رجـل الـديـن يتحدد بخطاب سياسى،
وهناك فرق بين الاثنين، لأن تجديد الخطاب الدينى
مسألة فكرية، أما تحديد وظيفة رجل الدين فهذا
من الممكن أن يتغير بقرار سياسى، والدليل على
ذلك أن السعودية بدأت تتغير، لأن الملك أراد لهذا
البلد أن يتغير، وأن تتغير التقاليد، وبـدأ نـوع من
التحديث فـى المجتمع الـسـعـودى، أعتقد ستكون
له ردود فعل إيجابية على العالم العربى كله، لأن
السعودية تمثل سلطة دينية مركزية فى العالم فأى
تغيير يحدث بها سيؤدى إلى تغييرات راديكالية أو
جذرية فى العالم الإسلامى كله وليس العربى وحده.
*
May 3, 2021
لماذا أخفقت المشاريع الفكرية
الحداثية فى مصر؟ (2)
ثلاثة مشاريع أخرى وهي: المشروع العلمى الوضعى، والمشروع اليسارى الإسلامى والمشروع العلمانى.
يرتبط المشروع الأول، وهو مشروع– ذو طابع أكاديمى تمامًا– باسم الراحل الدكتور زكى نجيب محمود، الذى تبنى مشروعًا ثقافيًا قوامه الدفاع عن المنهج العلمى، والترويج للتفكير الوضعى، وقد عبر الرجل عن رؤيته فى عدد من المقالات والمؤلفات، لعل من أهمها: «نحو فلسفة علمية»، «تجديد الفكر العربي»، «خرافة الميتافيزيقا»... وغيرها من عشرات الكتب المؤلفة والمترجمة، غير أن هذه الدعوة لم تلق تجاوبًا يُذكر نتيجة هيمنة الموروث الثقافى المعادى للعلم والمناهض لأى فكر عقلى يعادى المسلمات!
ومن المشاريع المعاصرة التى لا يمكن إغفالها مشروع د. حسن حنفى الذى بدأ يدافع عنه منذ الحقبة الساداتية، وفيه يحاول أن يستخرج من رحم التراث الدينى الإسلامى أفكارًا ثورية على غرار «لاهوت التحرير» فى الغرب. وقد قدم حنفى مشروعه الجديد عبر عدد هائل من المؤلفات يأتى فى مقدمتها «التراث والتجديد»، «من العقيدة إلى الثورة» (خمسة أجزاء)، «الدين والثورة فى مصر» (ثمانية أجزاء)، «من النقل إلى الإبداع» (تسعة أجزاء)، ورغم غزارة وعمق هذا الإنتاج وأهميته لكن يبدو أن المهمة لم تكن سهلة لأن طبيعة المقدس فى النص الإسلامى تختلف جوهريًّا عن طبيعة المقدس فى النصوص المسيحية، من حيث إن هذه النصوص الأخيرة قد خضعت لمرحلة طويلة من النقد والتفكيك أصبح معها النص المقدس أكثر قابلية للتأويل وأكثر استجابة للتصورات التحررية والليبرالية، لذلك فإن مشروع حسن حنفى لم يُحقق الآمال المرجوة وظل مجرد أحلام فيلسوف!
ولا يمكن أن نتحدث عن المشاريع الفكرية التحررية دون أن نتوقف عند المشروع العلمانى وهو مشروع يرتبط بنيويًّا بالمشروع الليبرالى وأيضًا بالمشروع الشيوعى الماركسى، لكنه اتخذ طابعًا مستقلًا منذ تزايد وتيرة الإرهاب الدينى وتصاعد قوة جماعات الإسلام السياسى، ذلك التصاعد الذى بلغ ذروته مع وصول جماعة الإخوان لحكم مصر عام 2012 وهنا أصبحت الحاجة ملحة لوجود تيار يدافع عن مدنية الدولة، ويسعى لإرساء قيم الحرية والمواطنة والعقلانية.
ويخوض التيار العلمانى حاليًّا معركته على جبهتين: الأولى الدفاع عن مفاهيم العلمانية وتبرئتها من وصمة الاتهام بالفكر الإلحادى واللادينى، والكشف عن أهميتها وضرورة ترسيخ قيمها حتى لا يتكرر مرة أخرى مشهد استيلاء تيار الإسلام السياسى على السلطة. أما الجبهة الثانية فتستهدف نقد الخطاب الدينى التكفيرى، وفضح مآربه وأهدافه الإرهابية والقمعية.
ويتصدر د. مراد وهبة مقدمة المدافعين عن هذا التيار. وإلى جانب د. مراد نجد عددًا كبيرًا من الكتاب والإعلاميين والفنانين مثل د. طارق حجى ود. خالد منتصر ود. إسلام بحيرى ود. سيد القمنى والمرحوم وحيد حامد ومن قبله أسامة أنور عكاشة ود. بهى الدين مرسى وقليل من أساتذة الجامعات مثل د. عصام عبدالفتاح ود. عبدالله شلبى ود. حسين على حسين ود. جهاد عودة ود. أشرف منصور ود. عبده كساب ود. خيرى فرجانى ود. محمود سطوحى ود. سمير فاضل ومحمد الشناوى وأحمد سامر ووهبة دربالة ود. يوسف زيدان وأحمد سعيد زايد. وكاتب هذه السطور، وبالتأكيد هناك آخرون سواء داخل الجامعات أو خارجها ينتمون لهذا المشروع، ربما خانتنى الذاكرة فى أن أشير إليهم فى هذا المقال. على أية حال فإن المشروع العلمانى شأنه شأن المشاريع الليبرالية والمشاريع اليسارية يُعانى هو الآخر من العزلة والاغتراب، ولا يحظى بقاعدة شعبية تمنحه القوة فى الاستمرار والفاعلية.
لماذا تعجز هذه المشاريع عن الوصول إلى الإنسان العادى، إلى الجماهير التى تحلم بالتغيير، لماذا رغم هذا المخاض الثورى الذى عاشته مصر بعد 25 يناير و30 يونيو نعانى من حالة تصحر ثقافى وسياسى وتزداد الفجوة بين النخبة السياسية والثقافية وبين الجماهير يومًا بعد يوم؟
3
لماذا أخفقت المشاريع الفكرية التى انتعشت فى بدايات القرن العشرين، ولماذا أصاب العقم والتكلس حياتنا الإبداعية، واتسعت الفجوة بين الجماهير وبين النخب السياسية والثقافية، ولم نعد نشهد ذلك الزخم الفكرى والثقافى والسياسى الذى شهدته مصر خلال الأربعينيات من القرن الماضى؟
إخفاق وتراجع وغياب المشاريع الفكرية، يأتى فى مقدمة هذه المتغيرات هزيمة 1967، وما ترتب عليها من انهيار المشروع القومى الناصرى، والذى أصاب النخبة الحاكمة بحالة أشبه بما يسمونه فى التحليل النفسى بالجرح النرجسى، أما الجماهير التى آمنت بعبد الناصر ورفعته إلى مستوى الأسطورة، فقد أصيبت بنوع من اليأس العميق، وعندما تولى الرئيس أنور السادات السلطة عام 1970 تقمص دور الرئيس المؤمن أو الخليفة الإسلامى العصرى، لذلك سعى منذ بداية حكمة إلى أسلمة مؤسسات الدولة وخضوعها لوصاية رجال الدين، وأسلمة الفضاء العام، بل وساعد بشكل مباشر وغير مباشر على تنشيط ما سُمى آنذاك بالصحوة الإسلامية، وبالفعل نجح السادات فى محاصرة وخنق القوى القومية واليسارية، ولكن كانت نهايته الدامية والمأساوية على أيدى تلك الجماعات المارقة التى قام بخلقها ورعايتها!
ولم يتغير الوضع كثيرًا فى عهد الرئيس حسنى مبارك الذى ارتضى بتقاسم السلطة مع الإخوان والسلفيين بصورة غير معلنة، وجعل من الإخوان فزاعة يخيف بها كل من تسول له نفسه مهاجمته أو مهاجمة أبنائه وحاشيته، ما جعل المصريين يعتقدون بأنه لم يعد لديهم خيار سوى مبارك أو الإخوان.
وبينما كان مبارك مشغولًا هو وأبناؤه وحاشيته بنهب أموال المصريين وبناء القصور والمنتجعات، وتهيئة المناخ لتوريث جمال مبارك، كان الإخوان يسيطرون على الشارع والنقابات والمدارس والجامعات والمساجد، بل ونجحوا فى اختراق المؤسسات السيادية كالإعلام والشرطة والأوقاف والأزهر، ولذلك كان من السهل جدًّا على هذا الفصيل الذى استحوذ على الشارع مستخدما الدين والمال والتنظيم أن يكون البديل الجاهز للقفز على السلطة عندما سقط نظام مبارك. إذ لم يكن هناك البديل الذى يشغل هذا الفراغ الشاغر سوى تلك التيارات الأصولية التى بدت وكأنها جاهزة ومألوفة ومقبولة بالنسبة لجماهير محرومة ومكبوتة ومتعطشة للتغيير ومتطلعة إلى مُخلص أو مُنقذ يُخرجها من يأسها وبؤسها ومن إحساسها المفرط بالانسحاق، وقد وجدت هذه الجماهير المغيبة والضالة والبائسة فى جماعات الإسلام ملاذًا يحميها من قلقها ويمنحها أملًا ووعدًا فى أن «الإسلام هو الحل» تلك الصيغة السحرية البسيطة المريحة التى لعبت دورًا تنويميًّا وسحريًّا فى نشر ثقافة الإسلام السياسى خاصة بين صفوف البسطاء وقطاعات البرجوازية الصغيرة.
ورغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد نجح فى إنقاذ مصر فى 30 يونيو من الوضع الكارثى لحكم الإخوان، إلا أن المشكلة التى ما زالت تواجه النظام السياسى الحالى هى تغلغل الإخوان والسلفيين فى مفاصل أجهزة الدولة، فضلًا عن أن العقل الجمعى المصرى قد تأدلج بطريقة لاهوتية وسكنته تقاليد السلفية الوهابية – الداعشية ولذلك لابد من تعزيز ثقافة المواطنة، وتطهير الخطابات التعليمية والثقافية والإعلامية والدستورية والقانونية من الخضوع لسلطة الكهنوت الدينى أو لوصاية رجال الدين.
من جانب آخر، فإن أغلب الأحزاب التى تتواجد على الساحة الآن، ربما تتطابق فى أفكارها وبرامجها، لذلك فإن الليبرالية المصرية تعانى من أزمة حقيقية، لأنها ليبرالية فقيرة وغير ناجحة، لماذا؟ لأنها ببساطة تساوى وتوحد بين الليبرالية والرأسمالية، فنحن – للأسف – نأخذ من الليبرالية أسوأ ما فيها وهو الحرية الاقتصادية، أما بقية المبادئ والأسس التى تقوم عليها الليبرالية فغائبة أو على الأقل مهمشة، فالأحزاب المصرية التى تدعى أنها ليبرالية لا تستطيع أن تقر بمبدأ حرية الاعتقاد، وحرية الانتقال من ديانة إلى أخرى، والأحزاب الليبرالية ذات النسخة العربية لا تحترم الحرية الفردية، ولا ترحب بالفردانية، لأن الفرد غير موجود أساسًا فى ثقافة تجعل من الإجماع قاعدة شرعية وفقهية، وتضحى بالفرد على مذبح الجماعة! الأحزاب الليبرالية العربية لا تعترف بالعلمانية وتعتبرها كفرًا وإلحادًا!
لكل هذه الأسباب فشلت الليبرالية فى مصر وفى معظم الدول العربية وأصبح لدينا أحزاب تدعى كذبًا أنها ليبرالية، وهى فى حقيقتها قومية – دينية أو رأسمالية متخلفة لأنها لا تفهم من الليبرالية سوى وجهها الاقتصادى الساذج الذى يقوم على مبدأ: «دعه يعمل.. دعه يمر».
إن الرأسمالية المصرية التى تورطت فى التحالف مع الأصوليات الدينية منذ عهد السادات وحتى الآن، لا تستطيع أن تؤسس ليبرالية حقيقية دون التحرر السياسى، والذى يعنى التخلى عن مبدأ الغلبة الذى يُشكل فهمنا القاصر للديمقراطية، والأخذ بمبدأ التعددية واحترام حقوق الأقلية، والنظر إلى حرية الإنسان الفردى على أنها حرية مقدسة لا يجب المساس بها أو انتهاكها أو الاعتداء عليها.
*
المفكر حسن حماد يؤكد أن كارثة الوباء فشلت في أن توحد النخبة المثقفة في مصر ففريق يفسر الأزمة بمنطق المؤامرة فيما يراها آخرون ظاهرة طبيعية.
الثلاثاء 2020/04/07
الطبقة الثقافية العربية، منهم من كان موقفه علميا حازما، ومنهم من انخرط في مواعظ دينية وأخلاقية في خطاب ديني منغلق يسعى إلى بث العنف.
قوى الشر التي تدير العالم بمنطق الداروينية.
فنحن نعيش حالة من العماء الإبستمولوجي أي العماء المعرفي. وحتى محاولة فهم أسباب حدوث الوباء تبدو صعبة للغاية، ففريق يفسره بمنطق المؤامرة، وهناك من يلقي بالاتهام على الصين والبعض يتهم أميركا. وهناك فريق يرى أن الوباء ظاهرة طبيعية مرتبطة بالتطور، وتشكل وتحور وتحول الفايروسات”.
ويرى حماد أن المسؤولية تقع في كل الحالات على الإنسان الذي توهم أنه قد سخّر الطبيعة وسيطر عليها، فإذا بالطبيعة تنتقم منه. وأنا أسمي هذه الظاهرة بمكر الطبيعة. لقد أساء الإنسان التعامل مع الطبيعة وتغلب لديه دافع الدمار أو الموت على دافع الحياة، فكانت النتيجة أن الطبيعة اليوم تنتقم لنفسها.
لفريق المتدين وفي هذا تلتقي كافة الأطياف الدينية من إخوان وسلفيين ومسلمين عاديين ومسيحيين. كل هؤلاء يلتقون حول فكرة ساذجة وبدائية جدا هي فكرة الغضب الإلهي، فالله قد غضب على أبنائه، لأنهم لم يتبعوا سننه
وابتعدوا عن تعاليمه، فأراد أن يذيقهم العذاب الأدنى وهو عذاب الدنيا. ولأنهم قد بلغوا الحد الأقصى من المعصية لذلك جاء عقابه شديدا وعظيما، فطردهم من بيوته مثلما طردهم من قبل من ملكوته، وليس أمامهم سوى الاستغفار والتوبة والدعاء له كي تنقشع الغمة”.
ويتابع “هناك فصيل متعصب من هذا الفريق خاصة من الإخوان والسلفيين فيهللون لخسائر بلاد الكفر والعلمانية في الغرب ويشمتون في فشل العلماء وعجزهم عن إيجاد مصل جديد ودواء لهذا الوباء، وهم يعلنون بفرح شديد نبأ قرب نهاية الإمبراطوريات الغربية والآسيوية ونهاية عصر العلم ليعود مرة أخرى عصر الدين”.
ويشير حماد إلى أن بعض الإسلاميين يسعى الآن إلى أسلمة كورونا، إلى حد ادعاء البعض أن القرآن قد تنبأ بموعد الوباء وقدم لنا العلاج والدواء. مصطفي محمود
ويضيف حماد “في الجانب الآخر نجد فريقا من النخبة المثقفة خاصة من العلمانيين واللادينيين يعلنون أن كل البضاعة الدينية قد بارت وأصبحت فاسدة، فما كان يسمى بالطب النبوي فقد صلاحيته، وما كان يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن أصبح عجزا ووهما، ولم تعد الأدعية تجدي أو تنقذ، وحتى بيوت الله التي كان يحتمي بها المؤمنون ويلوذون بها وقت المحنة أغلقت أبوابها جميعها في وجه لائذيها ولم تترك لهم بابا مفتوحا إلا وأغلقته، حتى بيت الله الحرام لم ينج من هذه النقمة، ولم يستطع الإيمان أن يكون وسيلة خلاص أو نجاة لهؤلاء”.
انتصار العلم
يقول حسن حماد “هكذا فشلت الكارثة في أن توحد النخبة المثقفة في مصر وكالعادة راح فريق يوجه للآخر الاتهامات، الفريق الأول (الديني) يتهم الثاني بالعلمانية والكفر وأنه أحد أسباب غضب الإله. أما الفريق الثاني فيتهم الأول بالتخلف والبلاهة والجهل..إلخ. وللأسف استغرقتنا هذه الصراعات الأيديولوجية وصرفتنا عن المحنة التي تهدد بقاءنا. ولم نجد من بين علمائنا ومثقفينا من يعكف على البحث عن علاج أو دواء لهذا البلاء، واكتفينا من أمرنا بهذا التناحر العبثي، وفي أحسن الأحوال قمنا بتحويل المأساة إلى ملهاة وصنعنا مادة فكاهية نتسلى بها على صفحات السوشيال ميديا في ظل عزلتنا المفروضة”.
ويرى حماد أن ثمة وجها إيجابيا للوباء ربما يكون في أنه وحّد بين جميع الشعوب من كل الثقافات والمستويات والطبقات، فعادة ما كانت الكوارث والنكبات تصيب المستضعفين في الأرض من الفقراء والبؤساء، إلا أن هذا الفايروس كان عادلا فلم يترك أحدا، فأصاب النبلاء قبل السفهاء وانتقم من الأغنياء مع الفقراء.
فالآخر هو الجحيم وفقا لعبارة سارتر، لكني لا أملك اختيارا أو حرية في أن أستقل عن هذا الآخر، الذي يواجهني ويباغتني في كل لحظة وكل حين، والذي أصبح جسده ولمسته خطرا يسلبني الحياة، ويمثل تهديدا لوجودي ليس بالمعنى المجازي فحسب، ولكن بالمعنى الفعلي أيضا”.
ويتابع “صرنا جميعا نتقاسم مصيرا مشتركا على الأرض ووجودي أصبح متعلقا بكل تفاصيل هذا العالم بأشيائه، بحيواناته، بنباتاته، بأجساد الآخرين. هذا اللامرئي الذي يسمى بالفايروس أو الميكروب يجتاحنا من الخارج والداخل، لا يتركنا ننعم بالوحدة المختارة، إنه فقط يحكم علينا بعزلة إجبارية قاسية، ويلقي بنا في منفى لااختياري اسمه الحجر الصحي. ولا مفر أمامنا سوى المقاومة والصراع، الصراع ضد كل الفايروسات الأخرى، وليس فقط كورونا، التي تحاصرنا منذ زمن بعيد: الكراهية، التعصب، اليأس، الفقر، العبودية، الظلم، القسوة، القهر، الغباء، التكفير، النرجسية، الحروب، الاستغلال، امتصاص دماء الفقراء، القمع، الإقصاء، الاحتقار والإرهاب”.
الشريعة والحياة- الفقه السياسي الإسلامي
حوار مع الفيلسوف د.حسن حماد: مكانة الإنسان في العالم بعد كورونا
25/4/2020
في عالم يحوم الوباء فيه حول الجميع، ودعوات التباعد الاجتماعي تسيطر على الخطاب الرسمي والعام، ونرى الفردانية الغربية تهتز أمام فايروس، والشمولية الشرقية تدعي أنها متماسكة نوعًا ما، يقف الجميع من دول وأجهزة ومؤسسات وأفراد في مواجهة عدو مجهول، متى ينقضي؟ كم سيبقى يهدد حياة الناس؟ متى يكتشف العالم مصلا وقائيا؟ أشياء من درب المجهول،
ربما يكمن دواء الملل والخوف في الفلسفة ـ التي نلجأ لها علنا نصل لتصور ما عن عالمنا ما بعد كورونا.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق