الأربعاء، 12 مايو 2021

بين "بلفور" و"أبراهام".. وعد من لا يملك لمن لا يستحق

Nov 2, 2020

السفير الأميركي بإسرائيل: فوز ترامب سيغير الشرق الأوسط لـ 100 عام مقبلة 

 فريدمان إن هناك ما بين 5 إلى 10 دول أخرى على أهبة الاستعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل، وعندها سيدرك الفلسطينيون أنهم في الجانب الخطأ من التاريخ وسيغيرون اتجاههم، حسب رأيه.

 أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم إن "من يحكم المجتمعات العربية والقضية الفلسطينية اليوم كما كان في زمن بلفور، هي مصالح المتنفذين في الطبقات الحاكمة وعلاقتهم بالولايات المتحدة، التي بلغت في نتيجتها حد إنكار الحقوق الفلسطينية، والإقرار بإسرائيل كدولة لها الحق بالبقاء في المنطقة من أجل تدعيم وجودهم في الحكم".

 وعد بلفور في بيانه العلني الذي أصدرته الحكومة البريطانية على دعم تأسيس "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين التي كانت ذات أقلية يهودية تتراوح بين 3% إلى 5% من إجمالي السكان. ودعا الإعلان إلى حماية الحقوق المدنية والدينية للعرب الفلسطينيين، والذين كانوا يشكلون الأغلبية العظمى من السكان آنذاك.

*

 "بلفور" وعد اليهود سنة 1917 بدولة مزعومة اسمها إسرائيل وكان وعدا من مستعمر بريطاني ليست له الملكية أو الشرعيّة حتى ينتزع الأرض من أصحابها ويمنحها لمن لا يستحقّها لكن موازين القوى في العالم ونتائج الحرب العالمية الثانية مكّنت هذه القوى الاستعمارية من تحقيق هذا الوعد سنة 1948، وفتحت الباب أمام معركة جديدة من معارك التحرر الوطني في مكان يمسّ مشاعر المسلمين في كلّ أصقاع الأرض قبل الفلسطينيين. وكرّر التاريخ نفسه عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" القدس عاصمة للكيان الصهيوني سنة 2016، في محاولة منه لتجديد وعد قديم استمرّ 100 عام. غيرأن كل هؤلاء المستعمرين والمغتصبين يعلمون جميعا أن المعركة ما زالت طويلة جدّا وأنهم رغم كلّ ما حقّقوه من سياسات استيطانية واقتطاع للأرض وتغيير لهوية الأحياء والمدن قابل للاندثار بخاصّة إذا ما نظروا إلى الشارع العربي الذي لم يهدأ له بال في الدفاع عن قضيته المركزية والأولى وهي إرجاع الحق إلى أصحابه.

الشارع العربي لم ينتظر أنظمته


 القضيّة الفلسطينية هي آخر قضية استعمارية تتوفّر فيها عناصر المقاومة والدفاع عن الأرض والهويّة والدّين ولا ينتظر من حكّامه سوى الصمت العادي والمعتاد الذي لا يملك حولا ولا قوّة. طبعا لا توجد غرابة في هذا الأمر خصوصا أن بعض الأنظمة العربية قد ركبت قطار التطبيع ووقّعت معاهدات السلام، وقدّمت لنا دروسا وعبرا في علاقة المسلمين مع اليهود وضرورة إحلال السلام في العالم برعاية أميركية وبروباغندا إعلامية بائسة ويائسة. أصبحت الشعوب العربيّة تتفاعل مع القضيّة بحماسة أكبر كلما قدّمت أنظمتها مزيدا من التراجعات، ولا أدلّ على ذلك من الوقفات التضامنية أمام السفارات والفارق الكبير الذي أحدثه الشارع العربي على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للانتهاكات الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل في أكناف بيت المقدس. إدارة فيسبوك على سبيل المثال انزعجت كثيرا من حملات المناصرة التي يقودها الشباب العربي لفضح الاعتداءات المتواصلة من الجنود الإسرائيليين على "حيّ الشيخ جرّاح" فحظرت الآلاف من الحسابات المؤثرة على الفيسبوك وأغلقت بعضها نهائيا، لأن هذه الشركات المموّلة والمدعومة من اللوبي اليهودي في الولايات المتّحدة الأميركية بكل بساطة يتوقّف إيمانها بالحريّة والديمقراطيّة عندما يتعلّق الأمر بالحق الفلسطيني. غير أن هذه الأساليب المعتمدة والمعتادة تؤكّد أن الشباب العربي قد نجح مرّة أخرى في تعرية الحقائق والكشف عن الوجه الهمجي للكيان الصهيوني اعتمادا على التكنولوجيا.

 الانقلابات العسكرية المتحالفة مع الكيان الصهيوني الذي استشعر الخطر عندما تحدّث الراحل على ضرورة العمل على تصنيع الغذاء والدواء والسلاح قبل التفكير في مواجهة إسرائيل. هذا الخطاب ينمّ عن واقعية كبيرة فالعدوّ الصهيوني لا تهمّه الشعارات الجوفاء بقدر ما يسعى إلى إيقاف كلّ مشروع أو خطّة يمكنها أن تهدده مستقبلا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق