الاثنين، 17 مايو 2021

أزمة الرأسمال المالي وراهنية الماركسية اللينينية

Jun 6, 2020

من أجل نشر الفكر العلمي المادي، مساهمة في إعادة بناء النقد الفلسفي المادي للتاريخ، ورد الاعتبار للماركسية والماركسية اللينينة

نحن في مرحلة مفترق الطرق، الذي يجمعنا في الصراع مع القوى الوطنية التواقة للحرية والديمقراطية، ضد هيمنة الدول الاحتكارية، التي تعيش اليوم أزمة سياسية واقتصادية خانقة، جعلت اتحادات الاحتكاريين الاقتصاديين والسياسيين، المسيطرين على ثروات الشعوب، يدخلون في صراعات عالمية وإقليمية من أجل السيطرة على الأسواق التجارية العالمية ومصادر الطاقة والمعادن.

 تحالف العمال والفلاحين والجنود الثوريين، في كفة محك هجوم الإمبريالية، التي تعد مجازر جديدة، في كل بقاع العالم، من أجل إيجاد دواء يشفي أزمة الرأسمال المالي الإمبريالي، عبر امتصاص مزيد من عرق ودم العمال والفلاحين والشعوب عامة، والسيطرة على ثروات الشعوب المضطهدة.

 نداء ماركس المأثور أهمية قصوى : يا عمال العالم اتحدوا !

 تجميع القوى الثورية ضد ما تعده الإمبريالية للمرحلة المقبلة من هجوم كاسح على الشعوب المضطهدة، ونهجنا في ذلك أسلوب الخطاب المباشر عن بعد الذي يجب أن يستمر ويتخذ أشكال متطورة، لنشر الفكر الماركسي اللينيني بأبسط الأساليب في أوساط العمال، الفلاحين والجماهير، خاصة منهم الشباب،

*

 الفكر اللينيني الشيوعي

أهمية الفكر اللينيني في المرحلة الراهنة


أهمية لنضال الأحزاب الشيوعية في المرحلة الراهنة ؟
إن أي شيء في الوجود لا يتصرف أو يتحرك إلا وفق قوانين معينة تتيح لمن يدركها الوصول إلى الأهداف والأسباب لذلك التصرف أو التحرك لأن المعرفة والفهم الذهني للواقع الموضوعي لا يمكن إدراكها إلا من خلال القوانين التي تتطابق وتتوافق مع الحركة الشاملة والظروف ومستجدات المرحلة لذلك الواقع الموضوعي. ومن خلال التطور والمتغيرات في مراحل التاريخ تبرز وتستجد ظواهر على الواقع الموضوعي على شكل ظاهرة لها أسبابها ومسبباتها وعوامل أدت إلى ظهورها والحلول المتوافقة معها والمضادة لها عن طريق القوانين التي تتحكم بهذه الظاهرة التي تعتمد على ديالكتيكها في الوصول إليها أو معرفتها مما يؤدي إلى ظهور ديالكتيك جديد مستوحى من تلك الظاهرة الجديدة حسب القوانين والحقائق العلمية المادية المرتبطة بها الذي يؤدي إلى اكتشاف قوانينها التي تتحكم بها.

 تعتبر اللينينية هي الماركسية في جميع مراحل الامبريالية وتطورها كظاهرة تقوم على احتلال واستعمار الأوطان واستغلال الشعوب واستعبادها عن طريق القوة العسكرية إلى أن تطورت إلى مرحلة الاحتلال الاقتصادي في عصر العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة التي تعتبر ظاهرة سياسية واقتصادية واجتماعية تمثل مرحلة متقدمة من مراحل الرأسمالية الاستعمارية العالمية اتخذت من الليبرالية ذات الطابع الاقتصادي عقيدة لها ذات طابع سياسي وفلسفي من خلال دمجها بالديمقراطية التي تمتاز بصفتها السياسية فأصبح لدى العولمة المتوحشة نوع من الفلسفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الشاملة أخذت تعرف باسم (الديمقراطية الليبرالية). لقد أخذت هذه العقيدة الجديدة من الديمقراطية مفهوم الحق في الانتخاب ومفهوم المساواة ومفهوم مرجعية الشعب وأخذت من الليبرالية الاقتصادية مفهوم الفردانية الاقتصادية بعد نقلها من حقل الفرد الاقتصادي الاستهلاكي إلى المجتمع فأصبحت ذات طابع فردانية اجتماعية ومفهوم حق الاختيار ذي الطابع الاقتصادي الاستهلاكي لتحوله إلى حق اختيار سياسي، ومفهوم التعددية السلعية لتحوله إلى تعددية سياسية إن كارل ماركس ولد عام/ 1818 – 1883، فريدريك أنجلز ولد عام/ 1820 – 1895، فلاديمير ايلتشن لينين ولد عام/ 1870 – 1924.
والآن لابد من مقارنة بين عصر ماركس وأنجلز وبين عصر لينين :-
1) في عهد ماركس امتازت الرأسمالية في الرابطة الوثيقة والمتينة بين رأس المال التجاري والرأسمال الصناعي.
2) في عهد لينين امتازت الامبريالية الاحتكارية في الرابطة الوثيقة والمتينة بين الرأسمال الاقتصادي ورأس مال البنوك فظهر الرأس مال المالي.
3) في عهد ماركس كان الأفراد يقومون بعملية الإقراض والتسليف والربا.
4) في عهد لينين أصبحت البنوك والمؤسسات المالية الدولية هي التي تقوم بعملية الإقراض والتسليف بفوائد وشروط ثقيلة ومرهقة.
5) في عهد ماركس كان يسود الإنتاج الفردي السلعي والإنتاج المانيفاكتوري الذي يعتمد على مجموعة من الحرفيين وتقسيم العمل اليدوي.
6) في عهد لينين كان يسود الإنتاج ذو الطابع الاجتماعي الكبير الذي يشترك فيه مجموعة كبيرة من العمال في المصانع وإدخال المكننة المتطورة الواسعة في عملية الإنتاج وتقسيم العمل.
7) إن كارل ماركس ورفيقه فريدريك أنجلز وضعا أفكاراً فلسفية وعلمية وسياسية سطرت على شكل كلمات في الكتب وعلى شكل نظرية، فقال ماركس بعد إنجازه النظرية : (لقد انشغل الفلاسفة في تفسير العالم أما الآن فالمهم تغييره).
8) لقد حول لينين تلك الأفكار المسطرة في الكتب إلى واقع عملي ملموس من العلوم الطبيعية والمعرفة العلمية المجردة والافتراضات الفلسفية الصرفة إلى أرض الواقع وجعلها معركة بين الجماهير الكادحة المضطهدة والمظلومة وبين المستغلين مصاصي دماء الكادحين والمظلومين. فلم يكن الصراع فكرياً فلسفياً وعلمياً وإنما حول الأفكار والقوانين والعلوم من مجال الفلسفة والعلوم إلى صراع طبقي من خلال المجتمع والظواهر والتطورات الاجتماعية وفجرها ثورة عظيمة غمرت قلوب المظلومين والمحرومين أمل ورجاء وبسمة وثناء. من خلال صياغته الأسس الراسخة لتلك الثورة العملاقة من خلال تشييده للبناء التنظيمي للحزب القائد (حزب روسيا العمالي الاجتماعي الديمقراطي الذي تحول عام/ 1918 إلى الحزب الشيوعي الروسي بعد انتصار ثورة أكتوبر العظمى عام/ 1917) وتحالف العمال والفلاحين وأسس التنظيم الذي يجسد الانضباط والالتزام عن طريق اصطفاف أعضاء الحزب في تنظيمات منضبطة تسودها وحدة الإرادة والتنظيم والصمود والتضحية التي بواسطتها استطاع أن يحقق أهداف وطموح جماهير الشعب ثم وضع لينين برنامج للحزب يلتزم به جميع أعضاء الحزب الشيوعي كالضبط والالتزام والوعي الفكري من خلال الثقافة والتثقيف الذاتي والنقد والنقد الذاتي والمركزية الديمقراطية وغيرها من الأسس والضوابط التي جعلت من الحزب كتلة حديدية ذات أسس فولاذية راسخة استطاعت الأحزاب الشيوعية أن تصمد وتترسخ لعشرات العقود من السنين.

 فالمادية بهذا المعنى تنطبق على الرأسمالية كنظام استغلالي يكون الكسب فيه غاية يمتاز بها ذلك النظام ولذلك إن النظرية الماركسية – اللينينية التي تتمحور وتناضل من أجل الإنسان وللإنسان ليست منفصلة عن الجانب الروحي للإنسان. لأن الإنسان أدرك الحاجة إلى الجوع والغرائز الأخرى قبل أن يحس بالحاجة إلى التفكير. إن حاجة الإنسان لإشباع جوعه وغرائزه الأخرى يتجسد من خلال صراعه ضد الطبيعية ومن خلال العلاقات الاجتماعية مع المجتمع الإنساني ولذلك فإن النظرية الماركسية – اللينينية تعتبر سلاحاً نظرياً للطبقات الكادحة والمظلومة والجائعة وتكون وسيلة وسلاحاً تستعمل في صراعها ضد الطبقات المستغِلّة من أجل بناء مجتمع يحقق السعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان للمجتمع في مجتمع تسود فيه العدالة الاجتماعية يكفل لكل إنسان حاجاته المادية والروحية في الحياة عن طريق إطلاق الطاقات الإنتاجية في المجتمع لتوفير متطلبات وحاجات المجتمع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق