2018
افترضنا حصوله عليها سواء بمساعدة الأهل أو بالاستدانة أو الادخار، أو بأي وسيلة أخرى، ما الحكمة من إنفاق ذلك الكمّ الهائل من الأموال على تلك الأمور التي لن تعود بفائدة؟ مثلاً ما الحكمة من إيجاد غرفة للأطفال قبل الزواج أصلاً وتحمّل نفقاتها؟ بل ما الحكمة من ضرورة وجود 100 منشفة و50 طقم سرير؟ متى سوف يتم استهلاك كل تلك المفروشات التي تكفي لتجهيز مشفى لا شقة لعروسين؟ وما الداعي من تلك الخزانة المسماة "النيش"؟ حاولت جاهداً أن أجد إجابة لذلك السؤال، لكني لم أجد له إجابة!
وما الغاية من تأجير قاعة بمبالغ ضخمة أو حتى مبالغ زهيدة لقضاء ساعتين من الصداع بسبب أصوات مكبرات الصوت؟ وما الحكمة من كعك الزفاف ذات العشر طوابق؟ وما الفرحة المبالغ فيها في زفة السيارات المزعجة غير تعطيل المرور؟
أعلم أن أسئلتي تلك قد تكون غير منطقية، وأن الإجابة الواقعية الوحيدة أنه "انت عايز الناس تقول علينا إن إحنا مش قد المقام".
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يُمنِ المرأةِ تسهيلُ أمرِها، وقلَّةُ صداقِها"، فيكون الرد المفحم أن تلك الأمور حتى تُبين قيمة العروس والعريس أمام الناس، وأن ابنتنا لن تكون أقل من بنت خالتها أو قريباتها، وطبعاً إذا تناقشت أكثر فسوف يكون الرد المفحم: "ما عندناش بنات للجواز".
لا أدعو إلى إلغاء المهر والشبكة وجهاز العروسين.. إلخ، ولكن أدعو إلى أن نلتزم بكل تلك الأمور، ولكن بالمنطق بما يجعل من الزواج أمراً ممكناً، فقد فطرنا الله وجعل من الزواج أمراً طبيعياً فطرياً، فلا داعي لكل تلك التعقيدات.
يجب أن نفهم أن الزواج من أساسيات الحياة، وليست من كمالياتها أو رفاهيتها. وصدق الله العظيم حين قال في كتابه: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
في الختام.. أتمنى للجميع إتمام نصف الدين الثاني، وأنا أتكلم عن النصف الثاني هذا إذا كان النصف الأول موجوداً أصلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق