حينما دخلت قاعة المحكمة لفتت أنظار الموجودين بقوامها الملفوف ورائحة العطر التي تفوح منها، فهى أنيقة جدا وجميلة، وتتحلي بكمية كبيرة من المجوهرات، وعندما نادي عليها حاجب المحكمة وقفت في كبرياء ونظرت إلى زوجها نظرة سريعة، فهو يجلس في أول صف ثم سبقت دموعها لسانها وقالت "سيدي القاضي أنا زوجة منذ عشر سنوات.. تزوجت طبيب يتباهي أنه كان أول دفعته، وأنا كنت موظفة في الجامعة وأحمل ليسانس أداب انجليزي، وبدأت حياتنا عندما تزوجنا وكانت مليئة بالحب والتفاهم، ولا انكر أنه انسان ناجح.. عشت السنوات الخمس الاولي وانجبت طفلين كانوا حياته كلها، عندما ينتهي من عمله يعود بكل شوق ولهفه للطفلين، ولم يكن ينقصنا شيء، فالدخل يكفينا صحيح لم يكن لدينا سيارة، لكن حياتنا كانت نموذجا لأي أسرة سعيدة، ولا انكر أنه كان زوجًا محبًا لي ولم يؤذي مشاعري مرة، ولم يقصر في واجباته ابدا".
بعدها وقف الزوج وهو في حدود الأربعين عاما وسيم انيق يضع نظارة بيضاء علي عينيه، ودون أن ينظر إلى زوجته قال "أن كيد النساء معترف به، لقد خُدعت في هذه الزوجة التي سافرت إلي البلد العربي لتحقق لنفسها المزيد من المال، خاصة أننى لم استطع أن احقق لها ما تريده، ودائما كانت تقارن بين حياتنا وحياه الآخرين، وأنها سعت إلي عقد عمل وسافرت من أجل المال.. لم اشعر بالدفيء والحنان فقد اختارت زوجتى أن تبعد عني لجمع المال، وتعودت علي حياتها الجديدة، وحدث بيننا شرخ وتمزق في العلاقة الزوجية.. نعم تزوجت بأخرى لكنى ابلغتها رفضى للطلاق حمايه للأطفال، وإذا كانت تريد الطلاق عليها أن تتنازل عن الطفلين وتخرج من البيت بدون اي شيء، فهي اختارت المال، ولم أراها تحتضن أطفالها ولا تعلم عنهم شئ فقد ربتهم امي المرأة المسنه بكل حب وحنان، كما أننى اعلم سبب إصرارها علي الطلاق لكي تتزوج رجل خليجي يمتلك الأموال الكثيرة التي تعشقها".. أنهى الزوج حديثه ثم عاد إلي مقعده ولم يبقي سوي حكم القاضي.
قال القاضي أن الزوجة في أخطر سنوات عمرها وتخشي علي نفسها من الفتنه، وان زوجها لا يستطيع الحياه معها او حمايتها بحكم زواجه من أخرى، كما أن الحياة بينهما أصبحت صعبة، الحياه وأعمالًا لمبدأ لا ضرر ولا ضرار فقد حكمت المحكمة بالطلاق بعد استحاله الحياه بينهما.. وخرج الزوج بعد أن تعلق به الطفلان تاركين الام شاردة ومندهشة، لأن أبنائها رفضوا العيش معها، لأنها اختارت المال.
في محاكم الأحوال الشخصية كثيرا ما نجد هذه النوعية من القضايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق