Nov 7, 2018
الشيخ صبري عبد الرؤوف بجواز نكاح الزوجة الميتة، وتلته سعاد صالح بإباحة بعض المذاهب وطء البهائم، انفجرت السوشيال ميديا بعدها بالسخرية، مما دفع الأزهر لاحقا إلى تحويل الشيخ والشيخة للتحقيق داخل المشيخة،
من المعلوم أن التابوهات الثلاثة هي السياسة والدين والجنس، وإن كانت تلك التابوهات قد كسرت وتهشمت بنسبة كبيرة في المجتمع الغربي،
الزاوية الثانية العولمة وخطورتها على الأطروحات الكلاسيكية. فقد عرف الأزهريون من القدم أن الكتب القديمة بها أمور شديدة الغرابة ومثيرة للسخرية وأحيانا مثيرة للغثيان، ولم يتدربوا على النقد، ولكن تعودوا على تقديس كل ماهو قديم وعتيق، وأن المحدثين لن يستطيعوا مقارعة الأقدمين، فإنهم أكثر فهما وعقلاً، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولذلك عمدوا إلى فكرة الصفوة والعوام، والعوام بالنسبة لهم هم كل من لم يقرأ هذه الكتب حتى لو كان دكتورا في الجامعة في أي تخصص آخر، وافتكسوا فكرة "ليس كل ما يعلم يقال"، وأن تلك المعلومات للخواص، وأنهم يخرجون من بطون الكتب، ما يناسب هؤلاء العوام ويخفون الباقي، ويكفوا على الخبر ماجور ليكون السر في بير.
واستمرت الأسرار في البئر أكثر من ألف سنة منذ عصر التدوين وحتى الآن، وكان من السهل أن يهيلوا التراب على أي شخص يخرج من البئر أي سر من الأسرار ويذيعه، ليكذبوه ويدَّعوا أنه مارق، وأن هذا ليس من الدين في شيء، ويضغطوا عليه للاعتذار والتراجع، وهذا ما حدث مع الشيخ صبري عبد الرؤوف وتراجع واعتذر، ولكنهم لم يلحظوا المتغيرات، إنها العولمة، ذهب المشاغبون إلى بطون الكتب وأخرجوا ما بها، وبسرعة البرق خرجت مصورة بفقراتها بأسماء الكتب ورقم الصفحة، بحث قدمته "اليوم السابع"، وبحوث أخرى قدمتها مواقع إلكترونية أخرى، وأعطوا السماح بتحميل هذه الكتب للتأكد، وكلها لشخصيات هامة مثل مفتي الديار السورية، أو الشراح الكبار للمذاهب الشافعية والحنبلية.
والأمر أصبح جدا لا هزلا، إما رفع الحظر عن تلك الكتب ورفع القداسة، واتهام الأقدمين أو بعضهم بأنهم انحرفوا عن الفكر القويم، ليس على مجال التعميم، ولكن على مجال التخصيص، أو فلنقل بعض كتاباتهم، وأنهم محل للبحث والنقد، وأن كل ما دُون هو قيد المراجعة والنقد، بما فيها العلوم المؤسسة، كعلم الرجال وعلم الحديث وعلوم أصول الفقه وعلوم التفسير واللغة، وهذا أمر يقلق الأزهر، لأنه سيهدم مدرسة النقل من جذورها لينشئ مدرسة فلسفية جديدة على أسس بحثية مختلفة، وسيتحول رجال الدين إلى مجرد رجال بحث علمي ليس لهم قداسة، لأنهم رغم أنهم يقولون إن الإسلام ليس به رجال دين، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهم رجال دين، والدليل أنه لم يفكر أحد في تقبيل يد العالم الجليل الدكتور أحمد زويل رحمه الله، ولكن الكثيرين يقبلون يد شيخ الأزهر ومن دونه من المشايخ، ولا يفعل هذا عوام الناس في القري، ولكن على مستوى إعلاميين كبار ورجال فكر وثقافة، إذا الأمر لا يتعلق بمجرد علم، ولكن بمستويات تقوى وقداسة تكتسب لأن علمه يتعلق بعلوم أطلقوا عليها علوم الدين، وبالغ آخرون بأن جعلوا العلوم الأخرى علوما دنيوية حقيرة، وعلوم الدين تؤهل للآخرة، كأنهم يملكون صكوك الغفران، وجواز المرور بعباداتك إلى القبول.
مساحة تدخل الدين في الحياة العامة، وما المساحة التي قال عنها النبي الكريم: أنتم أعلم بشؤون دنياكم، المساحة إلى كل أمور السياسة والاقتصاد والاجتماع والتشريع هي من أمور الدنيا، التي يكون الرأي الجمعي من خلال المؤسسات، وهو رأي الأمة بناء على الواقع المعاش وضغط الاجتماع هو المرجع في هذا الشأن، وأن نستأنس بما ذهب إليه الأقدمون في أمور الحياة، وما كان منه صالحا لا مانع من استمراره.
سيقول أحدهم وما تركت للدين؟ أقول تركت لهم الوعظ وتغذية أمور الامتلاء الروحي والعلاقة المتصلة مع الله، لتخفيف ضغوط الحياة الصعبة على الأفراد، والدفع إلى الأخلاق الكلية من الصدق والشجاعة والمروءة والإيثار والأخوة وبر الوالدين وكل ما هو أخلاقي وإنساني، ومساعدة المجتمع في حل مشكلاته الصعبة من عنوسة وبطالة ويشارك مؤسسات المجتمع المدني في التنمية.
الشيخ صبري عبادة وكيل الأوقاف ذهب إلى جواز زواج المسلمة من كتابي على الهواء في قناة الأوربت يوم الأحد 17 سبتمبر.
، الآن سعاد صالح وصبري عبد الرؤوف، وسابقا عبد الله رشدي وسالم عبد الجليل، وربما يأتي لاحقا صبري عبادة، مع حفظ الألقاب للجميع، كما طارد ذنب نصر حامد أبو زيد، الأزهر في وقته، فقد فرق الأزهر بينه وبين زوجته بحكم قضائي ــنصر حامدـ كان وراءه الشيخ عبد الصبور شاهين، ولحق الشيخ عبد الصبور شاهين الضرر لاحقا عندما كتب كتاب "أبي آدم"، وقال فيه إن آدم له أب وأم وفرَّق بين البشر والإنسان العاقل، وأن بداية الإنسان العاقل هو آدم، ولكن كان له أب وأم من البشر، وصنع مقاربات مع نظريات التطور، وعندما عارض روايات منتشرة، ومتأصلة لدى الجمهور العريض من الشارع المسلم رغم ضعفها وهوانها، ولكنه كان كاشفا لحجم الخديعة التي يفعلها الشيوخ بالعوام، عن طريق التكرار الملح على روايات مكذوبة، لتصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ من الدين والعقيدة، كفره البعض وفسقه آخرون، ونال من الأذى ما نال.
في النهاية أتمنى على الأزهر أن يدرك حجم التغير الكبير من تأثير العولمة، فبطون الكتب تخرج يوميا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير منها من الصعب دحضه أو الدفاع عنه، فالأمر أيسر من ذلك بمنتهى السهولة ترفع القداسة عنه، ويصبح أمرا ظنيا لا مجال ليقينيته، وأن إعمال العقل في النصوص، ورفض كل ما هو ضد العقل وضد الإنسانية وتنتهي المشكلة، أما المناورة التي يستخدمها بعض المشايخ بأننا لا نفهم اللغة، وأننا أغبياء ففكرة شاذة وغريبة، لأنك تحدث 300 مليون مواطن عربي من 2 مليار مسلم، ناهيك بالعالم ذي المليارات السبعة، فأي ترجمة لتلك النصوص سيجعلها محط سخرية وانتقاد، فإذا كنت جرأت على اتهام العربي بعدم فهمه لغته الأولى التي يتحدث بها، فماذا ستفعل عند ترجمة تلك النصوص المنافية للعقل والإنسانية للعالم بلغاته المتعددة، وللعلم فالقضية الأخيرة لفت العالم أجمع، وعرفوا أنها موجودة في كتب معتمدة ومن مشايخ كبار.
يجب مراجعة شاملة لطريقة الدراسة في الأزهر، والتركيز على العلوم الإنسانية والفلسفية، ومعايير وطرق البحث العلمي الحديثة، لنخرج جيلًا مختلفًا، إما هذا وإما
فالأزهر سوف ينهار.
لماذا يلجأ دومًا الشيوخ إلى منهج «الترغيب والترهيب»؟ لماذا يهاجم الشيوخ الغرب ويستخدمون كل اختراعاته؟! مَن الذى أعطى الشيوخ الحق لتحديد مصائر الناس فى الآخرة؟! هل الدين الإسلامى سيتأثر إذا غاب شيوخ الدعوة؟
فالأزهر سوف ينهار.
لماذا يلجأ دومًا الشيوخ إلى منهج «الترغيب والترهيب»؟ لماذا يهاجم الشيوخ الغرب ويستخدمون كل اختراعاته؟! مَن الذى أعطى الشيوخ الحق لتحديد مصائر الناس فى الآخرة؟! هل الدين الإسلامى سيتأثر إذا غاب شيوخ الدعوة؟
الساحة الدينية العامة والفتاوى الشاذة، والتخلف الحضارى
يستغلون اسم الله من أجل الترويج لأنفسهم، كثيرون من شيوخ هذه الأيام أصبحوا يبحثون عن أنفسهم وروَّادهم ومتابعيهم، يخاطبون الناس بالصراخ والنحيب والترهيب، بينما ظهرت موجة جديدة منهم أصبحت تهتم بالبكاء وخفض الصوت والقصص الإنسانية،
جميعهم اعتادوا التحدث مع المشاهدين والمستمعين من برج عالٍ، أعطوا لنفسهم الحق أن يقفوا بينك عزيزى القارئ -نعم أنت- وبين الله عزّ وجل، فشلوا فى تقبُّل الآخر وزرع المحبة وترسيخ ثقافة الاختلاف، بل أدمنوا التحريض، وحاولوا تغذية العقول المسلمة بعقيدة أنهم أفضل أبناء الأرض، وأن غير المسلمين «على ضلال»، مما سبَّب حنقًا داخليًّا كامنًا بين أبناء المجتمع الواحد الذين يتعايشون جنبًا إلى جنب، ولكنهم لا يعيشون حقًّا.
تصريح دائم يستطيعون من خلاله محاسبتك واعتبارك مُذنبًا تستحق الشفقة والهداية، صاحب الخطبة الشهيرة: «إنت مابتصلِّيش ليه؟» ولا أعلم ما الذى خصَّه بصلاتى من عدمها، إذا كان يريد تقديم مادة دعوية فليتفضل ويحدثنا عن فضل فريضة الصلاة، ولكن ما شأنه هو بى، أُصلِّى أو أهجر الصلاة هذا شىء سيحاسبنى الله، عزّ وجلّ، عليه، فمَن الذى سمح لك عزيزى الشيخ بأن تحاسبنى وتجزم بمصيرى.
منبر مسجد يصرخ فى أعقاب ثورة يناير: «يعنى إيه ليبرالية.. يعنى أمك تقلع الحجاب»، هذا الشخص للأسف يُدعى شيخًا ويعتلى المنابر ويبث أفكاره فى عقول آلاف البشر، مستغلًّا الدين مجددًا، متناسيًا كون الليبرالية أحد أنظمة الحكم والتفكير المُطبقة فى دول عديدة والتى يكفل الإسلام مبادئها ولا يتعارض معها على الإطلاق.
أغانى أم كلثوم، وسجَّل خُطبًا يقول فيها: «خُدنى لحنانك خُدنى بعيد بعيد وحدينا.. ونسيتى إن النبى بيقول ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»، هل هذا منطق يُعقل؟
نسي ان في جوازه شيطان
التخلف الحضارى الذى أصاب عقولًا كثيرة، فحتمًا ستصل إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى.. ذلك الشعار الذى رفعته الدولة منذ 5 سنوات، ولكنها حتى الآن للأسف لم تخطُ خطوة حقيقية فى هذا الصدد.
ومن أجل تجديد الخطاب الدينى، يجب النظر فى منهج الشيوخ الدعوى الذى يعتبر فى حاجة إلى نسف تام وإعادة بناء على أُسس أخرى.
وشيوخ تشاركوا جميعًا فى ازدراء المرأة وتحريم ضحكتها وزينتها وعطرها وخروجها من المنزل أجاز ختان الإناث فى حالات معينة، مدعيًا أن ذلك سيحفظ الفتاة من الشهوة، ومن ثَمَّ يحفظ المجتمع ككل، فهل الإنسانية تعترف بهذا الهراء؟! وهل يرضى الله عزّ وجلّ بتشويه طفلة بريئة وتعريضها للخطر من أجل حفظ المجتمع؟!
شيوخ اليوم يمارسون التناقض فى أبهى صوره، يتهمون الغرب بالتخطيط للحرب على الإسلام بينما يستخدمون كل الأدوات والاختراعات الغربية ولا يستطيعون التنازل عنها، فيركبون الطائرة التى اخترعها وصنَّعها الغرب لأداء الحج والعمرة، ويصنعون فيديوهات دعوية بالكاميرات الاحترافية المصنوعة فى بلاد الغرب، وينشرون فيديوهاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى الغربية، ويؤذنون للصلاة فى مكبرات الصوت الغربية، ثم يهاجمون الغرب ويتهمونه بالكفر!
تجرَّؤوا وأفتوا بتكفير رموزًا سَعَت للخروج من الصندوق المُظلم، ومحاولة تفنيد التراث الإسلامى وجعله يلائم دنيانا الحالية.،
أسلحتهم دائمًا جاهزة وموجهة صوب كل مَن حاول الخروج من القطيع
سرعان ما تجدهم ينتفضون إذا خالفهم أحد فى الرأى، ثم يحذرون من التعامل معه فالآخرة بالطبع خير وأبقى، ولكن الاعتراض فى منهجية التطبيق التى يحاول الشيوخ فرضها على المتلقين والمجتمع.
شيوخ اليوم أصبحوا يتهكمون فى خطبهم على الموسيقى والمسلسلات والأفلام والأفراح والمصايف، وكأنهم يريدون إنشاء جيل يشبه أتباعهم الملتحين الذين يعتكفون بالشهور فى المسجد ويعتزلون الحياة، ظنًّا منهم أن ذلك خير لهم وأبقى عند الله عز وجل،
لماذا يلجأ دومًا الشيوخ إلى منهج «الترغيب والترهيب»؟ لماذا يهاجم الشيوخ الغرب ويستخدمون كل اختراعاته؟! مَن الذى أعطى الشيوخ الحق لتحديد مصائر الناس فى الآخرة؟! هل الدين الإسلامى سيتأثر إذا غاب شيوخ الدعوة؟
مواد سطحية للغاية تلك التى يعتمد عليها الشيوخ فى عظتهم، شاهدت يومًا فيديو لشيخ يخاطب فيه الشباب على القهوة ويقول لهم: «لو تامر حسنى اللى جِه هنا شوفوا الشارع ده هيبقى مليان ازاى، ما بالكم أنا باكلِّمكم عن ربنا»، وهنا لا أعلم أين وجه المقارنة بين الشيخ وتامر حسنى؟! هل ينوى الشيخ الغناء؟! وإذا كان الشيخ يقصد أن شعبية تامر كمطرب تفوق شعبيته فهذه حقيقة، وهذا لا يدل على فساد المجتمع أو فجوره، بالعكس تمامًا.. فتامر حسنى فنان فى مجاله وحقق شعبية كبيرة ومؤيدين، وهذا الشيخ أيضًا متألق فى مجاله وكوَّن شعبية موازية ومؤيدين.. ولكن الفارق أن الشيخ يتحدث باسم الله، ومن ثَمَّ يسمح لنفسه ازدراء المطربين والممثلين وكل مَن شجعهم وأحبهم، ليس هذا فقط بل ويفزع الناس من مصير هؤلاء.. ويسألهم: هل تحبون أن تحشرون معهم؟! هل
تحبون أن تحاسبوا حسابهم يوم القيامة؟! لمصلحة مَن هذا الفزع والكره؟!
شيوخ كُثر أدمنوا نظرات التقديس التى شاهدوها فى أعين مريديهم الذين يلهثون عليهم ولا يجدون غضاضة فى تقبيل أيديهم، وبناءً عليه انتظر الشيوخ نفس المعاملة من كل المستمعين، ومن ثَمَّ خاطبوا البقية من برج عالٍ، وكأنهم احتكروا التفكير والإيمان وصكوك التوبة، وكأن الله عز وجل بشَّرهم بالجنة، فأصبح شغلهم الشاغل هو هداية الضالين من البشرية.استخدموا سياسة الفزاعة وظلوا يحذرون من الثعبان الأقرع الذى يلتف حول رقبة المذنب فى القبر، ونيران اللهب التى تلتهمه، وأمواج الجحيم فى جهنم التى سيُلقى فيها، فضلًا عن الحكايات والروايات الواهية التى يتبادلونها عن تلك المذنبة التى توفيت غرقًا وهى مرتدية البكينى، وهذا الشاب المذنب الذى توفى فى أثناء تعاطيه المخدرات، وشلة الصحاب الذين انقلبت بهم السيارة ولم يبقَ منهم حى.. والسؤال إذن: هل الله نصَّب هؤلاء الشيوخ حكامًا على البشر؟! هل هؤلاء دخلوا فى نيَّات الناس وعرفوا ما بداخلها حتى يجزموا بأنهم سيلقون العذاب فى الآخرة؟!عبادة الله سبحانه وتعالى هى علاقة خالصة لله، ليست من أجل الرزق والتوفيق والجنة والترغيب، فالله يقول فى حديثه القدسى: «يا بن آدم لى عليك فريضة ولك على رزق، فإن خالفتنى فى فريضتى لم أخالفك فى رزقك»، كما يقول الإمام علِى بن أبى طالب: «إن قومًا عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار وإن قومًا عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد وإن قومًا عبدوا الله شكرًا فتلك عبادة الأحرار»، وحتى النبى سبحانه وتعالى يقول فى مناجاته لله: «إلهى ما عبدتك خوفًا من عقابك ولا رغبةً فى ثوابك ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك»، هذا هو جوهر المحبة الخالصة المتبادلة بيننا كعباد وبين الله عز وجل.يقول المولى تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» «آل عمران: 159»، هذه هى تعاليم الله عز وجل ونصوص كتابه المُخلّد، فلماذا إذن الترهيب والتوبيخ والتعالى والزمجرة والانتفاض والثورة والوعيد وهذه الموجة من الخطاب الدينى المتشدد.رجل الدين ما هو إلا شخص مجتهد قد يخطئ وقد يصيب، وبالطبع حديثه قابل للنقد والتحليل والتفنيد، وأيضًا الرفض، فالرفض يصبح واجبًا إذا كان الحديث يضر الدين ويشوّهه ويترك القبح يتسلل له تدريجيًّا.
فندائى للجميع.. ارفضوا الرأى الواحد الجامد المتحجر المتخلف غير الإنسانى، لا تنساقوا خلف مَن يستخدم اسم الله أو يطلق لحيته، أفشوا الإنسانية بينكم، انشروا دين المحبة والتعاون والتسامح والبحث العلمى ومساعدة الآخرين، مدّوا أيديكم بكل الحب لأى مخطئ، اكرهوا الخطأ ولا تكرهوا المخطئين، فالله سبحانه وتعالى سيرحم الجميع رحمةً تَسَع السماوات والأرض.. حتمًا الله سيرحم مَن لا يرحمهم شيوخ هذه الأيام.
*
فصل الدين عن الدولة مقصود به ألا يحكم رجال الدين دكتور يوسف.. ليس معناه تخلي الشعب عن دينه
*
وكان الداعية السويلم قال في مقطع تم تداوله على نطاق واسع أخيراً، إن “ترك صلاة الفجر أعظم من الزنا بالمحارم.. فلو مات تارك صلاة الفجر متعمداً فقد قال بعض أهل العلم بعدم جواز الصلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين، بينما الزاني بأحد محارمه (رغم أنها جريمة) لو مات وهو مصلي فإنه يُغسل ويُصلى عليه ويُدفن بمقابر المسلمين”، حسب قوله.
وأوضح الداعية في اتصال ببرنامج “العاشرة مساء” على قناة “دريم” الفضائية المصرية، أنه يقصد في فتواه تارك الصلاة عمداً، حيث اختلف أهل العلم والمحققين هل يكفر أو لا يكفر، أما الزنا بالمحارم فهو معصية لا يُحكم بكفر صاحبه إلا إذا استباحه.
فتاوى أخرى مثيرة للجدل:
لم تكن هذه الفتوى هي الأولى للداعية السعودي السويلم التي أثارت جدلاً، بل له تصريحات أخرى سابقة شغلت الكثيرين منها:
1- عورة الرجل، حيث قال إن الرجل لا يجوز أن يبدي أمام الرجال إلا الوجه والكفين، بدون داع أو سبب.
2- كما قال أيضاً إن “عمل المرأة مع الرجال فتنة، وإنها لا تستفيد من المال فلا داعي للعمل”، موضحاً أنه إذا كان العمل ضرورة فيجب أن يكون في معزل عن الرجال.
3- ومن فتاواه أيضاً إباحة الرشوة مقابل الحصول على الحق، مشيراً إلى أن مسألة الواسطة أخف وطأة من موضوع الرشوة، وأن هذه القضية مثل مسألة الجواز في الكذب حال الضرورة.
4وأصدر أيضاً فتوى حول تحريم السفر إلى الدول الأوروبية والأمريكية، قائلاً إن السفر إلى بلاد الكفار محرماً نهائياً، إلا في حالة الضرورة وبشروط، ومن يخشى على نفسه الوقوع في المحرمات كشرب الخمر لا يجوز له السفر”.
*
كره الفتاوى والفقهيات، ما فيها أي
منطق! ومعلمات الدين أيام المدرسة
والجامعة ّ عززن كرهي لها! أناقشهن
بالمنطق وأسألهن لحاجتي لإجابات
ُم ِ قنعة، لكن أتفاجأ بالطرد من
الحصص أو الحرمان!
لذلك قررت أمشي على مبدأ ”ما
في شي حرام في الدين ما دام ما
يضرني ولا يضر أحدا“.
*
أبرز محرمات المجتمع العربي التي تناولها البرنامج، الأمور الجنسية التي لا يتم الحديث عنها إلا خلف الأبواب المغلقة
أهمية طرح التابوهات من أجل تحقيق التغيير والديمقراطية في المجتمع السوري. وقد تفاعل الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي مع حلقات البرنامج، لاسيما أن أغلبية التابوهات المطروحة كانت من صنع العادات والتقاليد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق