قسيسة بولا وايت-كاين، مستشارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للشؤون الروحية، وهي تصلّي وتدعو الله لكي "ينصره على أعدائه".
"عدم تصديقهم وذهولهم"، من أسلوبها ومضمون صلاتها، إذ أنّها دعت "الملائكة" لمساندة ترامب، قائلةً إنّها "تسمع صوت النصر".
تظهر بولا وايت وهي تردّد الصلاة بصوت عالٍ، وبإيقاع متسارع وحازم، مكرّرة: "أسمع صوت هطل المطر، أسمع صوت النصر، أسمع صوت صراخ وغناء، أسمع صوت النصر، النصر، النصر، النصر، النصر، النصر، النصر الآن في زوايا الجنة، الله يقول إنّ الأمر قد تمّ".
كما دعت لحماية ترامب من "المؤامرات الشيطانية" و "الأجندات الشيطانية" و "كل روح شيطانية"، وطلبت من الله أن "يضرب ويضرب ويضرب ويضرب" (وهي تؤدّي بيدها حركة تشبه الجلد).
أضافت بولا وايت أنّ "الملائكة آتية إلينا من أفريقيا ومن أمريكا الجنوبية"، واصفةً الأمر بأنّه "تعزيزات ملائكية"، فيما علا التصفيق حولها.
كان أكثر ما أثار الصدمة في البثّ المباشر الذي شوهد ملايين المرات، استخدام القسيسة الإنجيلية المعروفة عبارات غير مفهومة، وذلك في تقليد يسمّى بـ"النطق بالألسن"، إذ يعتقد من يؤدونه أنّ الروح القدس يحلّ عليهم، ليصبحوا قادرين على التحدّث بلغات قديمة لا يعرفونها.
هذه ليست المرّة الأولى التي تثير فيها طريقة صلاة بولا وايت الذهول، إذ يكفي كتابة اسمها في خانة البحث على موقع يوتيوب، لكي تظهر عدّة تسجيلات قديمة لها، تؤدّي فيها الصلاة بطريقة مماثلة.
وخلال جولات ترامب الانتخابية، كانت ترافقه، وتظهر في عدّة صور بجانبه في البيت الأبيض، مع عدد آخر من القساوسة، وهم يؤدّون ما يعرف بطقس وضع الأيدي، ويعني الصلاة عبر وضع اليد على مسافة قريبة من جسد ورأس الشخص المعني، لمدّه بالطاقة، وتوجيه رأفة الله نحوه.
كانت وايت شخصية مثيرة للجدل منذ صعود نجمها في عالم التبشير التلفزيوني عام 2001، من خلال برنامج أسمته "بولا وايت اليوم".
تنتمي بولا وايت إلى طائفة الانجيليين المتجدّدين، وهي إحدى تيارات المسيحية المواهبيّة أو الكارزماتيّة.
ويؤمن أتباع هذا التيار عموماً بأنّهم يتمتعون بمواهب خارقة منحها لهم الله، وأبرزها النبوءة والقدرة على تحقيق المعجزات، والتحدّث بألسن غريبة.
مع اتساع شهرة وايت وثروتها، اتهمت بالاحتيال والهرطقة، خصوصاً بعد انفصالها عن راندي وايت، وإفلاس "كنيسة من دون جدران" في عام 2008، بعد تحقيق بنفقات عدد من المبشرين الإنجيليين
كما يشكّك كثر بصدق رسالة وايت، بسبب أسلوب حياتها المترف.
فرغم المصاعب التي عانت منها في طفولتها ومراهقتها، ورغم عدم تلقيها لأي دراسة في مجال اللاهوت، أسست كنيستها الخاصة، وحققت نجاحاً في مجال التبشير التلفزيوني الذي يعدّ مصدر ربح وفير بالنسبة لقساوسة كثر في الولايات المتحدة.
لكنّ ذلك لم يوقف وايت التي ولدت في عائلة فقيرة، وتوفي والدها في سنّ صغيرة، وحملت بابنها حين كانت لا تزال في الثامنة عشرة من العمر.
لكن نجاحها الأكبر، جاء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، حين عيّنها ترامب على رأس "مبادرة البيت الأبيض للإيمان والفرص"، التي انطلقت في عهد جورج بوش.
وغالباً ما تثير العلاقة بينهم وبين ترامب الجدل، لأنّ سلوكه بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، لا يتناسب مع القيم الدينية التي يبشرون بها. لكنّ ذلك لا يتعارض مع إيمان الإنجيليين، لأنّهم يعتقدون أنّ الحاكم غير الصالح، يمكن أن "يوظّف قوّته" لصالح الخير.
هكذا، تقاطعت مصالح ترامب مع أجندة بولا وايت وغيرها من المبشرين الذين يؤمنون بضرورة "وضع القدس تحت حكم إسرائيل"، ما يعدّ من الأسباب التي دفعت ترامب إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ومن أبرز معتقدات الإنجيليين المتجددين، السعي لتحقيق نبوءة "إعادة بناء أورشليم"، كمحطّة ضرورية لعودة المسيح.
من جانب آخر، تقاطعت سياسة ترامب مع أولوياتهم في رفض إقرار قوانين "تحمي الشرور"، وتحديداً في مسألة الإجهاض وزواج المثليين.
*
رجال الدين الإنجيليين
Jun 3, 2020
ترامب يحيط نفسه على الدوام بمجموعة ضيقة من رجال الدين الإنجيليين الذين يمتدحون دعمه إسرائيل ومواقفه المحافظة اجتماعيا ولتعييناته القضائية حيث يرون أنه كانت هناك حملة ضد القيم المسيحية في البلاد بقيادة المحاكم اليسارية. ويرجح تقرير نشرته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية أن معظم علاقات ترامب الحالية مع القساوسة الإنجيليين قد تطورت فقط عندما فكر في الترشح للرئاسة.
إحصاءات دينية مثيرة.. أغلبية الأميركيين يرون المسيح أعظم "مخلوقات" الله
تفسيرات مسيحية
يتركز الجدل -حول ما إذا كان "يسوع" هو الله- على التفسيرات المسيحية المختلفة للكتاب المقدس، ومن الفروق الدقيقة بين "يسوع التاريخي"، الإنسان المصلوب من الناصرة في القرن الأول، ويسوع المسيح باعتباره جزءًا من 3 أجزاء من الثالوث الأقدس. وتنص العقيدة المسيحية على أن الله إله واحد ، لكنه مكون من 3 شخصيات "أقانيم" أبدية: الآب والابن والروح القدس، كلها تمثل نفس الروح الإلهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق