Dec 15, 2020
بافكر أفسخ الخطوبة دي، خايف جداً يكون عندها مناطق من السودة والأماكن الغامقة، وأنا حابب زوجتي بيضة زي الشيخ محمد حسين يعقوب، بس خايف مالاقيش زيها أعمل إيه؟!".
الشيخ لديه ازدواجية وتناقض في موقفه الفكري من المرأة، إذ يرى في حديثه أمام متابعيه أن نساء الدنيا "فالصو"، والجمال الحقيقي في الحور العين، وفي الوقت نفسه يتزوج الفتاة تلو الأخرى، فلا يمر أكثر من شهرين إلا ويتزوج الجديدة.
محمود الرضواني، إن "يعقوب"، يعيش حالة من الهوس بالزيجات المستمرة، خصوصًا من الفتيات البكر، لدرجة أن عدد زيجاته وصل إلى 22 قبل 7 سنوات، كما أنه رغم تجاوزه سن الستين إلا أنه تزوج مؤخراً بزوجة جديدة.
فتاة في العشرينات من عمرها "اعتاد الشيخ على اختيار الزوجة الرابعة بكراً بغرض المتعة، وفي الغالب لا يفكر فى الإنجاب منها، بينما تكون الزوجات الثلاث الأولى هن الأساسيات
تزوجها الداعية منذ شهور قليلة.
- الفارق بين عمريهما نحو 40 سنة، إذ يبلغ عمر الشيخ 64 عاماً.
- طلّق الزوجة الرابعة التي كانت على ذمته لكي يتمكن من الزواج بها.
- تقيم معه فى فيلته بالسادس من أكتوبر "يختار الإقامة بها ليكون بالقرب من مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث مقر القنوات الفضائية".
******
قناة صفا
تمويل القناة يقف وراءه جهات أخرى، وأوضح المصدر الذي لم يرغب في ذكر اسمه أن له تجربة شخصية مع هذه القنوات، خاصة قناة صفا، مشيرا إلى أنها مثل قنوات الشيعة تماما هناك من يستفيد من وجودها ويمدها بالمال، وتعد هذه القنوات الأكثر ربحا لأصحابها بين القنوات الدينية الأخرى، فالجهات الممولة تغدق على أصحابها الأموال، وإن ظهروا بمظهر الفقراء".
يعترف عثمان الخميس أن خالد العصيمي أحد رجال الأعمال الكويتيين البارزين، هو صاحب قناة صف
مأوى لجماعة الإخوان، خاصة التيار القطبي، وأنها تتستر خلف محاربة التشيع، لهدم الدول الإسلامية، ومنها تبني القناة للثورة السورية، وأنها كانت منطلقا لشيوخ الفتنة الذين استغلوا فكرة محاربة التشيع، للهجوم على النظام السوري،
السوري عدنان العرور من أبرز شيوخ القناة، وهو أحد شيوخ القطبية، ويتبنى أفكار سيد قطب ويعدها النموذج الأمثل للدفاع عن السنة والرد على الطوائف المبتدعة والفرق الضالة- على حد قوله- ولا يخفي ذلك في كل حلقاته على قناة صفا، وقال عن مؤلفات سيد قطب:" يعرف بها الحق من الباطل، وأهل السنة من البدعة، وأهل الجماعة من أصحاب الشقاق، وبها النجاة والفلاح والاستقامة والسداد" ومنها كتاب "معالم على الطريق" و"في ظلال القرآن"، و"لماذا أعدموني"، و"خصائص التصوير الفني "، وكذلك كتب شقيقه محمد قطب، ومنها: "معركة التقليد"
المسلمون هؤلاء ما نكفرهم أعياناً، لكن هذه مجتمعاتهم ليست مجتمعات مسلمة بدليل رفضهم لحكم الشريعة، الإسلامية
إحدي حلقات برنامج "كسر الصنم" على القناة قال الزيد: " الذين يحاربون الإخوان هم فلول الديكتاتور النظام السابق، النظام الفاسد ، المافيا التي تحكم مصر، في مافيا، وهذا فيه تحالف بين مراكز قوى، مراكز القوى هذه في الجيش، وفي الشرطة، والداخلية والأمن، ورجال الأعمال الفاسدين اللي بنوا ثرواتهم في وقت مبارك، يؤيدهم هؤلاء نصارى مصر ويؤيدهم الصوفية الخرافيين".
وبعد فوز مرسي بالرئاسة قال إن من معارضة الإخوان تعد معارضة للإسلام:
محمد الزغبي
الإخواني الغامض محمد عبدالملك الزغبي، أحد أبرز شيوخ القناة، وهو واحد من أكثر الشيوخ تلونا، ومعروف عنه مرجعيته الإخوانية القطبية التي يعلن عنها أحيانا بكل وضوح،
*
محمد الدسوقى رشدى يكشف تناقضات الدعاة فى نهاية زمن الشيوخ
Sep 7, 2019
أنا أخاطب العوام وحسان يخاطب الملتزمين
خوف من الدولة أم مراجعة للأفكار؟
"خطاب العلمانيين إقصائي"
سلفية تكفيرية"
السلفيون والدولة
دور الأزهر
من الاعتزال إلى العزل.. محمد حسين يعقوب وأزمة السلفية المصرية
تُخبرنا التنظيرات السلفية بمضمون نظرتهم لفكرة وممارسة السياسة بنموذجها الغربي الحديث، حيث اتفقت أكثرها قبل ثورة يناير على عدم جواز المشاركة في الانتخابات بشتى صورها، لعدم جدواها، من وجهة نظرهم، في تحقيق تغيير سياسي واجتماعي نحو النموذج الإسلامي السلفي، وضرورة تقديم تنازلات "شرعية" عن ثوابت الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى اهتمامهم التاريخي بوظيفتهم الدعوية والتربوية بوصفها وظيفة أساسية لتحقيق التصور السياسي والاجتماعي للدولة المسلمة
فالفكر السلفي بشكل عام يولي اهتماما كبيرا لما يسميه "المنهج"، ويعني الطريقة المثلى التي يرونها لممارسة وتدبير شؤون الحياة والمجتمع، التي يجب أن تكون وفق الرؤية التي يرون أن "منهج النبي وأصحابه" وضعوها من خلال تفاعلهم مع النص القرآني والنبوي، وهو المنهج الذي يقتضي، وفق الرؤية السلفية، تجنُّب أي عمل أو فكرة خارج الإطار المفاهيمي المسموح به، خاصة فيما يتعلق بالمفاهيم والممارسات الغربية الحديثة.
هذا "المنهج" تَشكَّل بناء على نموذج تفسيري يتعامل مع تأويل النصوص الدينية باعتبارها تقتضي تحديد الطريقة الخاصة والتمايز الضروري بينهم وبين غيرهم ممن لم يلتزم هذا التأويل(1). ومع تطور هذا السياق التفسيري تاريخيا، نشأت حالة من التمييز المتزايد بناء على هذا "المنهج" مع الإحياء الوهابي لأدبيات "ابن القيم" و"ابن تيمية"، وتبنّي السياسة السعودية حتى عقد مضى نمطا توسُّعيا من خلال نشر الفكر السلفي إقليميا.
يظهر تأثير تصدير نمط التدين السعودي على بنية التصور السلفي تجاه الدولة والعمل السياسي عبر تسويق فكرة النموذج السعودي في الحكم كونه يجمع بين فصيل يدبر الأمر السياسي من دون ديمقراطية، وفصيل يدبر الشأن الديني بسلطات كبيرة تتضمن الحياة الاجتماعية للناس، حيث ساعد ذلك في تنميط مفهوم ما هو سياسي في الخيال السلفي، وجعل التناول التقليدي للسياسة في المفهوم السلفي محدودا بالتجربة السعودية دون غيرها من النماذج الأكثر تحديثا على مستوى نموذج الحكم.
"ياسر برهامي"، أحد أهم المنظرين للسلفية في مصر، تصريحين واضحين للموقف السلفي تجاه الديمقراطية حيث يقول: "والحقيقة فإن كلمات مثل العمل السياسي، والديمقراطية، والتعددية، كلمات براقة لا حقيقة لها، ولا نصيب لها من التطبيق حتى عند مَن يزعم اعتناقها والدفاع عنها"(2)، ويضيف برهامي أنهم "يرون أن تمارس السياسة بنوع مما أسماه "التحفظ" أو "الممانعة"، وذلك لتعرية الفساد وكشفه بدلا من تزيينه وإضفاء المشروعية عليه
النظر للديمقراطية ينتج عنه وصفها بالحُرمة، لأنها تجعل سيادة الشعب فوق سيادة الشريعة، وأن توسيع صلاحيات البرلمانات لسن تشريعات قد تخالف الشريعة الإسلامية، وهو أمر لا يمكن قبوله من المنظور العقائدي الإسلامي. مع ملاحظة أن بعض التيارات السلفية تقرر وجود خلاف معتبر في الموقف من الممارسة الديمقراطية، لكنها تقيدها بقيود معينة وليست على إطلاقها، وتعتمد في ذلك على فتاوى لرمزين سلفيين كبيرين هما الشيخ "عبد العزيز بن باز" و"محمد صالح العثيمين"، وهو الأمر الذي يُشير إلى مدى تأثير رمزية المرجعيات السلفية السعودية على السلفية المصرية.
السلفيون الحركيون في مصر
نظام الحكم يعتمد على القوانين الوضعية، وأن التحاكم لغير الشريعة الإسلامية يُعَدُّ حكمه العام كفرا، ويفصل بعضهم بشروط خاصة مدى إمكان تكفير الشخص ذاته أو إطلاق الحكم على فعل "الحكم بغير ما أنزل الله" بشكل عام دون تعيين.وهذه المسألة بالتحديد هي المركز الذي يبني عليه هؤلاء موقفهم من الاستبداد كونه صفة ثانوية لما يوصف لديهم بـ "الطاغوت"، وهو مصطلح ديني يُشير إلى المستبد الذي يحكم بغير الشريعة، وليس بالمعنى السياسي المعهود في العلوم الاجتماعية، وبالتالي فموقف أبرز رموز السلفية في مصر تجاه "الاستبداد" مرتكز إلى المعنى الشرعي لديهم لمفهوم "الطاغوت
جذور الوعي السياسي السلفي وكيفية عمله وقراءته للواقع الذي يتفاعل معه، فقد تفاوت مستوى الاهتمام بالقضايا السياسية، نظريا، في الأدبيات السلفية المعاصرة، لكنها أيضا تبقى مستمدة بناها المرجعية والفكرية من التراث السني والمرجعيات السنية الكبرى كالإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن كثير، بالإضافة إلى عدد من المرجعيات المعاصرة كابن باز والألباني وابن عثيمين.
مبدأ اعتبار المصالح والمفاسد الشرعية والمحافظة على ثوابت العقيدة الإسلامية، التي كانت ترى في أسس السياسة الحديثة الكثير من الأفكار والممارسات التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولو على سبيل الضرورة، وبالتالي فالموقف من مشروعية الدولة الحديثة هو موقف رافض لبنية الدولة الحديثة بشكل كبير، وراغب في استعادة النموذج التاريخي المُتمثِّل في "الخلافة" وقيمها الإجرائية كالشورى وأهل الحل والعقد(5). لكن يمكن استثناء تيار ما يسمى "السلفية المدخلية" كونه يتعامل مع الواقع السياسي الراهن بمنطق مختلف، إذ إن ولادة هذا التيار فكريا كانت في السعودية، وارتكزت نشأته على التنظيرات المتراكمة منذ نشأة الدولة السعودية الثالثة المزاوجة بين حكم آل سعود وشرعية آل الشيخ محمد عبد الوهاب، التي أسّست لشرعية دينية لشكل هذا النظام، وانتقلت فيما بعد في التصدير السلفي السعودي إلى باقي السلفيات في المنطقة العربية.
تفاعل سريعا قطاع من السلفيين الحركيين والثوريين مع الثورة، كسلفية القاهرة(6) وبذور تيار حازم أبو إسماعيل الثوري والقطبيين، وكانوا موجودين في بواكير الانتفاضة المصرية، ونظّروا لها ولشرعيتها، ودفعوا حجج القائلين بغلبة مفاسدها أو إنها خروج على الحاكم، وبذلك يصبح باقي قطاعات السلفيين داخل ميدان التحرير ومن المشاركين في الثورة.
السلفية السائلة اسلام واحد واحزاب متعددة
انتقلت السلفية المصرية إذن من زمن "الشيوخ" إلى زمن "الشيوخ السياسيين" تحت إكراهات الثورة في مصر، وفقدت أكثر التيارات السلفية، وباقي السلفيات بالتبعية، رصيدا كبيرا من رأس مالهم الرمزي المشيخي في نظر المجتمع الجديد بعد الثورة، كونهم انهمكوا في الفضاء السياسي.
- أربعة أمور كانت هي الشاغل الرئيسي للتيارات السلفية بعد الثورة:
الأول: الحفاظ على الهوية الإسلامية لمصر كونها محددا مركزيا لصناعة القرار السياسي.
الثاني: الحفاظ على صيغة المادة الثانية في الدستور كونها هدفا رئيسيا لقبول الدستور، وكذلك رفض أي بنود أو وثائق فوق دستورية تهدد فاعلية هذه المادة فيما بعد.
الثالث: الوقوف أمام الأطماع العلمانية والقبطية وتحجيم دورهم في المرحلة الجديدة التي تمر بها مصر بعد الثورة.
الرابع: الوقوف أمام التمدد الإخواني سياسيا واجتماعيا، على اعتبار الإخوان مهددا وجوديا لمكتسبات السلفيين الدعوية والسياسية.
نطلق الموقف السلفي من الديمقراطية بعد الربيع العربي من محدد شرعي وهو "تقدير المصالح والمفاسد"، وهو معيار يعتمد على تقديرات الشيوخ لهذه المصالح والمفاسد وإمكان دفع التعارض بينهما، أو ترجيح غلبة أحدهما على الآخر
على المستوى المفاهيمي لم تُقدِّم السلفية تقدُّما معرفيا يُذكر، وغاية التقدمية التي أحدثتها السلفية هي القبول بآليات العملية الديمقراطية لا بفلسفتها، وإضافة البُعد الهوياتي لممارستهم كي لا يُتهموا بالتنازل عن ثابت "سيادة الشريعة الإسلامية".
بدا ذلك بوضوح خلال مشاركاتهم في اللجنة التأسيسية لوضع الدستور عام ٢٠١٢، حيث أصرّ السلفيون على إضافة مادة مُفسِّرة للمادة الثانية التي تنص على مرجعية الشريعة الإسلامية، وتنص على: "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، في مذاهب أهل السنة والجماعة"(11). كما طرأ تحوُّل للموقف السلفي من الأزهر، وأقر السلفيون المشاركون في صياغة الدستور بضرورة جعل الأزهر مرجعية إسلامية كبرى للمسلمين في مصر، ورغم الموقف العقائدي المتحفظ تجاه الأزهر، فإن السلفيين اعتبروا أن معركتهم مع العلمانيين في الفضاء السياسي المصري الجديد أكثر خطورة من خلافاتهم العقائدية مع الأزهر، وأُضيفت مادة تنص على: "يؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في الشؤون المتعلقة بالشريعة الإسلامية"(12).
مع أولى جلسات مجلس الشعب الجديد بعد الثورة، وحصول السلفيين على ما يقارب ٢٥٪ من إجمالي المقاعد، أضاف الأعضاء المحسوبون على التيارات السلفية المختلفة، وغالبهم من أعضاء حزب النور، خلال حلفهم اليمين عبارة "بما لا يخالف شرع الله" بوصفه تقليدا جديدا وضعوه لتجنُّب الحرج العقائدي الذي قد يقعون فيه في حال أقرت قوانين يرونها مخالفة للشريعة الإسلامية.
مصر كانت على أعتاب الانتقال لمرحلة التحول الديمقراطي في ذلك الوقت، فإن الممارسة السياسية بشكل عام كانت تتسم بالعشوائية والتنافسية غير السياسية، وانخرط السلفيون بمختلف تنوعاتهم في هذه العشوائية، وبقدر أكبر هو القصور المعرفي الواضح في العلوم الاجتماعية، وانعدام الخبرة السياسية تماما في مقابل جماعة الإخوان التي مارست نضالا سياسيا طويلا قبل الثورة.
نظرا لطبيعة الحركات السلفية غير التنظيمية؛ فقد استغرق السلفيون وقتا طويلا لاستيعاب التغيرات والتحولات التي اتخذوها أو اضطروا لها بعد الثورة، ولأن قوى الثورة المضادة لم تُمهل أي أحد وقتا أكبر لالتقاط الأنفاس، فقد وجد السلفيون أنفسهم أمام مأزق أخلاقي وسياسي مع عزل الرئيس مرسي، ثم وقف العمل بالدستور، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا في يونيو/حزيران ٢٠١٣، وبات السلفيون هنا أمام اختبار لمفاهيمهم العقائدية، إذ لم يُسعفهم مفهومهم لـ "الطاغوت" لمواجهة الموقف الجديد، كونه المفهوم المقابل لديهم للاستبداد، واضطروا لإيجاد معالجة جديدة لهذا المشهد، فهم مخيرون بين ضرورة إيجاد تبرير شرعي ديني لنظام يؤسس وجوده على مسار غير ديمقراطي وفق القواعد الديمقراطية الراسخة، وبين الوقوف مع فصيل إسلامي آخر بينهما اختلافات وتوترات.
الدولة السلفية جدلية الجيش والاخوان والدولة
٢٠١٣ في التمايز الشديد والتعاطي مع مفهوم الدولة الوطنية بصورة أكثر تماهيا مع الحداثة، حيث انقسمت السلفية إلى ثلاثة معسكرات:
الأول: اتخذ موقفا تكتيكيا من تصعيد الإخوان والجيش أثناء وبعد أحداث رابعة العدوية وعزل الرئيس محمد مرسي، وهو تيار الدعوة السلفية وذراعه السياسي حزب النور
اختار عدم الانجرار مع معركة الإخوان مع العسكر، واصطف بحذر مع القوى العلمانية والليبرالية التي عارضت حكم الإخوان، وتعامل مع منطق الدولة كونها كيانا ينبغي الحفاظ على استقراره وسيادته.
الثاني: اختار الاستمرار في المعركة مع جماعة الإخوان كونهم يُمثِّلون سيادة الدولة الجديدة في حكم مرسي، واندمجوا شعوريا في حالة "الدولة وسيادتها وشرعيتها" في الحالة الإخوانية، وحشدوا قواعدهم ورموزهم في اعتصامات رابعة العدوية والنهضة، كما اضطروا فيما بعد للخروج من مصر إلى المنفى التركي
يُمثِّل هذا التيار سلفية القاهرة والسلفية الثورية وبعض القطبيين.
الثالث: عاد للثكنات الدعوية التي سُمحت له، أو اختار الانكفاء التام لمَن لم يسمح له بذلك مع النظام الجديد، وأبرزهم رموز السلفية الجامية والعلمية الدعوية.
المفارقة الحقيقية هنا تكمن في تحوُّل السلفيين من مبيح أو مُقبل على الثورة والدولة الحديثة بمنطق المصلحة والمفسدة وضرورة الحفاظ على الهوية والشريعة إلى منطق الصراع الحاد على الدولة والدستور والثورة في وضعها الإخواني، أو في وضعها الجديد بعد ٣٠ يونيو/حزيران ٢٠١٣، ودخل للمعجم السلفي الكثير من المفردات الحداثية التي زاحمت المعجم الشرعي التقليدي، كالحفاظ على الدولة واستقرارها، والحفاظ على سيادة مصر، أو الشرعية بمعناها السياسي الحداثي في سياق الحديث عن شرعية مرسي، أو الانقلاب العسكري، وغيرها من المفردات والمفاهيم الأصيلة في المعجم الحداثي.
* Jun 20, 2021
شهادة محمد حسين يعقوب ومنهجية قراءة الوقائع المتشابكة
واقعة نموذجية؛ فمن جهة يختلط فيها الديني والسياسي والقضائي معًا، ومن جهة أخرى تلتبس فيها الانحيازات الشخصية (كما تبدو لدى محبي الشيخ أو مريديه) بالتحيزات الأيديولوجية (كما تبدو لدى خصوم الشيخ من إسلاميين وعلمانيين). ونظرًا لهذه التعقيدات يغدو السؤال حول منهج فهم وتحليل هذه الواقعة سؤالًا جديرًا بالنقاش.
بعض الإعلام غير المصري توقف عند جزئية محددة في المشهد؛ كسؤال القاضي ليعقوب عن سبب صلاته المتكررة على النبي صلى الله عليه وسلم. والوقوف عند هذا السؤال تحديدًا يلبي -من الناحية الصحفية- المعايير (الغرابة والطرافة)، ويعكس -من الناحية السياسية- مستوى تعامل نظام السيسي مع أبجديات الإسلام.
النوع الأول: التفاصيل التي تتصل بحال يعقوب وهيئته: كحذائه الذي يعكس -حسب بعضهم- حالة الرفاهية التي يرفل بها مما يخل بصورة الزهد والتدين التي يدعو الناس إليها؛ خصوصًا أنه صنف نفسه بأنه متخصص في "العبّاد" (في مقابل العلماء)، وحالة الارتباك التي ظهر عليها، وهي تعكس -حسب بعضهم- حالة القهر والاستكانة
النوع الثاني: التفاصيل المتصلة بإجابات يعقوب التي أدلى بها أمام القاضي، كالحديث عن مؤهلاته العلمية التي لا تُظهر أي صلة بين عمله الدعوي وتأهيله النظامي (فهو خريج دبلوم معلمين)،
فليس غريبًا أن تُختزل شهادة يعقوب في كونه تكفيريًّا ضلل جيلًا كاملًا من الشباب، وأن يرد ذلك على لسان إبراهيم عيسى وأحمد موسى من إعلاميي السيسي، وعلى لسان معارضين للسيسي
عملية الأدلجة من منظوره الخاص (سواءٌ في حالة الإعجاب أو الخصومة).
قضية "أمن دولة"، وفي نظام السيسي الذي أصدر الحكم بالإعدام على 12 شخصًا قبل أيام من واقعة الشهادة، وكل جريمة هؤلاء المحكومين بالإعدام أنهم من المعارضين السياسيين، وممن انخرطوا في ثورة يناير وفي الاعتصامات المعارضة للانقلاب العسكري.
السؤال الخاص بحكم هدم المساجد والكنائس -مثلًا- لا يمكن فصله عن قرار نظام السيسي هدم المساجد التي قيل إنها تنطوي على مخالفات قانونية ولم تحصل على الترخيص المناسب (وكم في نظام السيسي نفسه من مخالفات!). وقد ظهر السيسي نفسه في بث تلفزيوني في أغسطس/آب 2019 متحدثًا عن ضرورة هدم مسجد في محور المحمودية في محافظة الإسكندرية، بحجة أنه يعوق حركة المرور في المحور، ويحول دون بناء كوبري (جسر) يراد له أن يخدم تلك المنطقة، وقال إن بقاء المسجد "غلط من منظور ديني"، ويخل بالمصلحة العامة، و"والله والله النبي محمد لا يرضى بكده".
السؤال الخاص بسبب صلاة يعقوب على النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحاديثه، بدا غير مفهوم، ولكنه يحيل إلى مشكلة ظهرت في يونيو/حزيران 2014 حين أثار نظام السيسي مشكلة حول الملصقات التي حملت عبارة "هل صليت على النبي اليوم؟" التي انتشرت في شوارع القاهرة على السيارات والمحلات ومداخل العقارات. واتخذت وزارة الداخلية برئاسة اللواء محمد إبراهيم آنذاك إجراءات فورية لتعقب ناشري الملصق وإزالته تماما؛ بزعم أنه "يزكي الطائفية، ويكرس تصنيف المواطنين وفق عقائدهم". وقال وزير الداخلية لصحيفة المصري اليوم حينها "إن ملصقات الصلاة على النبي لا تتسق مع القيم والأخلاق، وتحمل تجاوزات".
نحن أمام مشهد يتحول فيه القضاء إلى صيغة محاكم التفتيش في الأفكار والمعتقدات، كما أن الرسالة التي أراد نظام السيسي إرسالها من الشهادة هي على النقيض من اعتبار يعقوب من حلفاء نظام السيسي؛ خصوصًا أن يعقوب كان في صف الاعتصامات المعارضة للانقلاب العسكري، وممن كان له موقف صريح ضد قتل المعتصمين والمذابح التي وقعت بعد الانقلاب
وقد نُقل عن يعقوب حينها أنه قال لأبناء التيار الإسلامي عامة إن عليهم "العودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، لأن الدعوة إلى الله أمر مكلف به كل مسلم، لكنه ضاع في غمار الجري وراء السياسة وأمور الحكم". ولكن نظام السيسي فهم حينها أن هذه الملصقات تعبر عن شكل من أشكال الاحتجاج السياسي من قبل أنصار الرئيس محمد مرسي بعد مرور عام على عزله. وإذا كان نظام السيسي يصنف أي تحرك معارض أو احتجاجي على أنه عمل إرهابي أو تطرف، فمن الطبيعي أن يؤكد السيسي نفسه في أكتوبر/تشرين الأول 2020 "أن مكانة سيد الخلق النبي العظيم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما أؤكد الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة". في محاولة لنفي وجود أي مضمون ديني خلف ممارسات نظامه التي اشتملت على إزالة ملصقات الصلاة على النبي، وهدم المساجد، والمطالبة بتجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع توجهات النظام السياسي. الخشت نموذج
فمثل هذه الأسئلة التي طرحها القاضي، هي أسئلة دينية ذات مضمون سياسي، ويعقوب يدرك ذلك تمامًا، ولذلك تهرب منها أو ورّى فيها؛ مخافة إغضاب نظام السيسي، ونجاةً بنفسه مما يُكاد له به.
طبيعة الأسئلة التي وجهها القاضي للشاهد يُضر بأساس العدالة ووظيفة القضاء، والسماح بهذا النوع من التفتيش يمكن أن يشمل أي شخص آخر وليس تيار الخصوم المفترضين أو حلفاء النظام المُدَّعَين.
ولا يمكن تجاهل أن السياسة الدينية لنظام السياسي تختلف عن السياسة الدينية لنظام مبارك، الذي تشكلت في عهده نجومية يعقوب ومحمد حسان والآخرين؛ فقد سعى نظام مبارك إلى الحفاظ على حالة من الحِراب الداخلي بين التيارات الدينية، بحيث يهدد بعضَها ببعض، وينشغل بعضُها ببعض، حتى يستتب له التحكم فيها وإبقاؤها تحت السيطرة.
أوضحت السياسة الدينية للسيسي في أكثر من مقال ومناسبة، وقد أوضح السيسي رؤيته الدينية في خطاب "تنصيب الرئاسة" الأولى حين أفرد فيه محورًا لما أسماه "تجديد الخطاب الديني"، وخاض أكثر من مرة سجالًا مع مؤسسة الأزهر بهذا الشأن، فنظام السيسي يرى أنه هو الذي يعرّف "صحيح الدين"، و"يصون منظومتنا القيمية والأخلاقية"، و"يحافظ على الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي ويشكل عقول ووجدان المسلمين". وحين سأل صحفي ألماني السيسي عن موقفه من حقوق الإنسان في فبراير/شباط 2019، أجاب السيسي بصراحة وانفعال: أن الأولوية عندنا للحفاظ على البلاد والأمن، وطالب الأوروبيين بألا يفرضوا عليه إلغاء عقوبة الإعدام، قائلًا "لدينا إنسانيتنا وقيمنا، ولديكم إنسانيتكم وأخلاقياتكم". وفكرني بكلامه مع مكرون
وفي ضوء هذه الرؤية العامة، أراد نظام السيسي وإعلامه وقضاؤه أن يصنع مشهدًا ينال به من السلفية في مصر (في شخص رمز من رموزها)، بعد أن قضى على الإخوان ومارس ضغوطًا كبيرة على الأزهر وشيخه لتغيير بعض القناعات الدينية، وصنع رموزه الدينية الخادمة له (أسامة الأزهري، وسعد الدين الهلالي، وخالد الجندي وآخرين)، فالسيسي ممن يرون وحدانية السلطة، سواءٌ كانت هذه السلطة سياسية أو دينية أو إعلامية أو غير ذلك
إذا عدنا إلى تفاصيل المشهد نجدها خادمة لهذه القراءة، بدءًا من السماح بالتصوير داخل المحكمة؛ رغم وجود قانون سابق بمنعه، وكلنا يذكر كيف كُتم صوت مرسي وحُبس في قفص زجاجي حتى يتم بث سردية واحدة فقط هي سردية النظام، مما يعني أن الكتم والإعلان شرط ضروري في تحديد المسموح به وغير المسموح به سياسيًّا، مرورًا بطبيعة الأسئلة التي تحيل -ضمنيًّا- إلى الموقف من أفعال السيسي ونظامه (كما سبق بخصوص ملصقات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهدم المساجد وغيرها)، وصولًا إلى النيل من رموز التيار السلفي عبر إجبارهم على شرعنة أفعال النظام ومجاراته في التبرؤ من فكر الإمام ابن تيمية الذي تم تصويره في إعلام السيسي على أنه مصدر العنف والتطرف، بالإضافة إلى فكر سيد قطب والإخوان وغيرهم.
وحينما نتحدث عن مشهد، فنحن نتحدث عن عناصر متكاملة: المكان، والزمان، وعالم الرموز، وأسئلة القاضي الممثّلة لخطاب السلطة وسرديتها، ووسائل بث الرسالة المتمثلة في تصوير الشهادة، ثم التغطية الإعلامية المكثفة لها في إعلام يُدار بتوجيه مباشر من أمن الدولة، ومحاولة إثبات ما فشل القاضي في انتزاعه من يعقوب (تهمة الإرهاب وتضليل الشباب)، وتداعيات المشهد كالتحرك ببلاغات ضد يعقوب لا صلة لها بالقضية المنظورة في المحكمة ولا بموضوع الشهادة، كتقديم بلاغ ضده لـ"مزاولته الخطابة والدعوة على المنابر وشاشات التلفزيون وغيرها من الوسائل"؛ رغم كونه حاصلاً على "دبلوم المعلمين"، وأنه قام بتقسيم المجتمع إلى فئات، أو كالزواج من 20 أو 30 فتاة عذراء!
من المهم عقد المقارنات أيضًا بين شهادة يعقوب -مثلًا- وشهادة الشيخين صلاح أبو إسماعيل ومحمد الغزالي في قضية مقتل فرج فودة مثلاً؛ خصوصًا أن القضيتين تتعلقان بعمل الجماعات الإسلامية المسلحة (الجماعة الإسلامية، وداعش)، وذلك لنقف على سمات زمنين سياسيين مختلفين، وعلى التداخلات بين الدياني والقضائي (الحكم بردة شخص والافتئات على السلطة في حالة فودة، والخروج على النظام السياسي وجهاده في حالة خلية إمبابة)، وصلة ذلك بالنظام السياسي الحاكم، وبحالة الفكر الديني ورجاله (صلابةً وضعفًا، عمقًا وسطحيةً).
الملفت أن الشهادة التي بُثت لم تنطو على أي سؤال مباشر بخصوص القضية المنظورة، التي أسندت فيها المحكمة إلى المتهمين تهمة "تولي قيادة جماعة إرهابية، الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي"، وهي تهم تصدق -أو كثير منها- في حق الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي نفسه، وقد اضطربت الصحافة المصرية بخصوص اعترافات المتهمين في خلية إمبابة، ففي بعضها يرد أنهم نفوا تهمة الانضمام إلى داعش (كما في تصريحات محامي المتهمين لموقع مصراوي)، وفي بعضها الآخر أنهم اعترفوا بالانضمام لداعش والترتيب للذهاب إلى ليبيا وسوريا (كما في بوابة الأهرام).
أهمية منهجية قراءة الوقائع المتشابكة التي تحمل أكثر من وجه؛ بما يصون مبدأين: الأول معرفي يفي بتحليل المضمون، والثاني أخلاقي ينتصر للمبادئ ولو على أنفسنا، بحيث لا يجرمنا شنآن قوم على ألا نعدل؛ فالعدل أقرب للتقوى، والاستسلام للنوازع والميول الشخصية والأيديولوجية من شأنه أن يضر الجميع حينما يتعلق الأمر بمسائل الشأن العام ووظيفة القضاء وصيانة حرية التفكير مهما اختلفنا مع الأفكار، وأن الكلمة والقلم والحوار هي أسس تدبير أي خلاف فكري بعيدًا عن استبداد السلطة وأجهزتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق