الخميس، 31 ديسمبر 2020

إنجازات ترامب بالمنطقة

  إعادة تأكيد الالتزام الأميركي بأمن السعودية والخليج برفض الاتفاق النووي الإيراني، وتشديد العقوبات على طهران، وتحقيق ما وصفته تايمز بالانتصار الدبلوماسي النادر بفتح علاقات رسمية بين إسرائيل ودولتين خليجيتين، البحرين والإمارات.

 القضية الفلسطينية، تقول تايمز، سيجد بايدن أن العالم العربي لم يعد يركز على هذا الأمر؛ بل يريد التزاما أمنيا أميركيا تجاه الخليج، ومراجعة المحاولات الأميركية لفك الارتباط عن المنطقة، وإظهار القوة العسكرية في الشأن السوري. وأشارت إلى أنه لن يستطيع نقل السفارة الأميركية من القدس.

استمرت الصحيفة تقول إن إدارة بايدن ستتعرض لضغوط داخلية لاتخاذ موقف أكثر صرامة من السعودية بشأن حربها في اليمن، وكذلك مواجهة تركيا بشأن تدخلها في ليبيا، ومواجهتها مع اليونان، وقرارها شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" (S-400).

 المشاكل ستتفاقم في المنطقة: فمن غير المرجح أن يعود ملايين اللاجئين السوريين من دول الجوار إلى بلدهم المدمر، وستستمر الحرب الأهلية منخفضة المستوى في ليبيا، وستستمر الأزمة الاقتصادية في لبنان، والمجاعة والمرض في اليمن، والمأزق السياسي في الجزائر، والقمع في مصر، مع إبقاء أوروبا على مسافة حذرة، وستستمر روسيا في سعيها إلى جني الفوائد، وقد يبدأ "التطرف الإسلامي"، الذي ما زال قويا تحت الأرض، حشد أتباعه ويبدأ حملة جديدة من الفظائع.

*

استهانته بالقيم الديمقراطية التي هي أساس قيام الولايات المتحدة،


الفقراء و اللقاح *****

 إذا كنا لا نمتلك المال الكافي لإطعام أولادنا، وسداد فواتير المياه والكهرباء، وشراء أنبوبة غاز لطهي الطعام وتدفئة المياه في الشتاء القارس، فمن أين يأتينا المال اللازم لشراء كمامات ومحاليل وباقي المستلزمات الأولية والضرورية لحمايتنا من فيروس كورونا؟

وإذا كنا نواجه معاناة شبه يومية في تدبير كلفة المواصلات العامة، وسداد رسوم الدروس الخصوصية لأولادنا الذين باتوا لا يتلقون تعليما جيدا في المدارس والجامعات العامة مع تفشي الوباء، فهل لدينا القدرة على شراء جرعة من لقاح مودرنا يصل سعرها نحو 30 دولارا للعبوة الواحدة؟

 الأموال والمستحقات قد تراكمت علينا، والتعثر المالي يلاحقنا من كل اتجاه، وبتنا غير قادرين على سداد أجرة المسكن الذي نقطن فيه، وكلفة العلاج وشراء الأدوية الضرورية، فهل نفكر في حيازة أي لقاح حتى ولو كان من عينة فايزر البالغ سعر 20 دولارا للجرعة الواحدة، ومطلوب تناول جرعتين منه لتفادي الإصابة بفيروس كورونا؟

إذا كنا نواجه أصلا مشكلة في الحصول على سرير في مستشفى عام لعلاجنا من الأمراض العادية، فهل سنجد هذا السرير في زمن كورونا الذي تسبب في حدوث زحام بالمستشفيات الخاصة قبل العامة، وتسبب في الضغط الشديد على القطاع الصحي ودور الرعاية؟

 حال ملايين الفقراء في دول المنطقة الذين حولهم صندوق النقد الدولي إلى فئات تجارب لسياساته التقشفية العنيفة التي تطبقها الحكومات على الدول الفقيرة وتلجأ إليه طلباً للنجدة عبر تلال من القروض، 

 الحكومات باتت تتربح من الفقراء والمشردين وجيش الموظفين في الجهاز الإداري في الدولة، وتتاجر في آلامهم وتحرم الملايين منهم من حقوقهم المشروعة في ثروات بلادهم، وتمنع عنهم دعم الخبز والوقود والخدمات الأساسية، وترفع الأسعار والرسوم والضرائب، وتغرقهم في بحار من القروض الخارجية والداخلية، وتوجه ما تبقى من موارد الدولة المحدودة لبناء القصور والمدن الجديدة التي لا تمثل أولوية للاقتصاد والمواطن، فهل هذه الحكومات نفسها هي من ستشتري لقاح كورونا لتوزعه على الفقراء بالمجان؟


الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

إدوارد سعيد

Mar 4, 2019
 ُاتقــاس مــدى أهم الادب والفكر ببقائه
ً مفيــدا ً وجاذبــا ٍ فــي زمــن آخــر، وبتداولــه
ٍ مـن جيـل إلـى آخـر، وإذا مـا تواصـل تأثيـر
منظومتــه القيميــة والجماليــة واإلنســانية
ً ردحــا أطــول. قــد يســمع المــرء موســيقى
بتهوفــن وبــاخ وشــوبان وأغانــي أم كلثــوم
وســيد درويــش أو يقــرأ قصائــد للمتنبــي،
ّ ويســتمتع بهــا وال يملهــا بمــرور الوقــت.
وقـد يقـرأ المـرء العقـد االجتماعـي لجـان
جـاك روسـو ورأس المـال لـكارل ماركـس
وملحمــة »الحــرب والســام« لتولســتوي
ورواية »اإلخوة كارامازوف« لديستوفسكي،
ويشـعر باسـتمرار اسـتخالص الفوائـد مـن
هــذه األعمــال. هــذا النــوع مــن النتاجــات
التــي تتبادلهــا األجيــال وتســتلهم عبرهــا

اعمال المفكر البروفيسور ادورد سعيد
مواجهة غطرسة القوة ومضمون المقاومة الثقافة لامبرالية فكرية

نظرة محايدة إلى إدوارد سعيد ودوره الفلسفي المنسي 

كانت الخلفية السياسية لمشروع إدوارد سعيد الفكرى كامنة فى محاولة شرح استباحة العالم (الغربى خاصة) لحقوق المجتمع الفلسطينى بإنشاء دولة لمجتمع آخر على أرضه دون أخذ رأيه.. وكان يرمى ويتمنى أن تساعد كتاباته على تبلور دعم مجتمعى ونخبوى غربى للقضية الفلسطينية كما تبلور فى حالات مثل فيتنام والجزائر. وهو ما لم يحدث كما نعرف،

عام 1978، صدر كتاب د. إدوارد سعيد العربي الفلسطيني الأميركي «الاستشراق» (Orientalism).

تغير الزمن والحالة العالمية كثيراً منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان أول المتغيرات الكبرى ليس فقط انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي، وإنما اتجاه غالبية دول العالم إلى النظام الديمقراطي وتبادل السلطة سلمياً، ومعها كان اقتصاد السوق والرأسمالية، وفي المحيط الفكري كانت الليبرالية التي تعطي الفرد الإنسان الأسبقية على كل شيء. ومن منظور هذه التغيرات جاءت النظرة إلى العالم العربي بصفته حالة استثنائية لم يكن بمقدورها الاستجابة للنظام الذي أصبح «نهاية التاريخ». وإذا كان لها من توجه فسوف يكون «صراع الحضارات»؛ جاءت أفكار «فوكاياما» و«هنتنغتون» لكي تحدد الإطار الفكري للقرن الحادي والعشرين، وكلاهما جاء من الغرب، من الولايات المتحدة تحديداً، خاصة من جامعات ومراكز بحوث «المؤسسة» الأميركية السياسية والفكرية.



أحمد مالك و رامي مالك و رامي يوسف

 "شيخ جاكسون" و"اشتباك".


النظام الديمقراطي الليبرالي *****

 رؤساء وقيادات، يدوسون الدساتير والقانون، ويسمون بأنفسهم على المؤسسات، بل يتهمونها بانقطاع صلتها بمصالح المواطنين، ويحاولون ابتكار طرق مدهشة للتحايل على الصعود للحكم، والاستمرار فيه، سواء في النظم الديمقراطية المستقرة، مثل بريطانيا والولايات المتحدة والهند، أو في النظم التي تمر بمرحلة التحول السياسي من النظام الشمولى إلى النظام الديمقراطي، مثل روسيا والمجر وبولندا. ويعتبر نموذج بوتين – ميدفيديف من الأمثلة الفجة في المجموعة الأخيرة.

الاعتقاد السائد بين علماء السياسية هو أن النظام الديمقراطي الليبرالي، سواء كان رئاسيا او برلمانيا يتمتع بالقدرة على تجديد نفسه من خلال الدورة الانتخابية، التي تسمح بتداول السلطة بين الأحزاب والقوي السياسية. لكن هذا الاعتقاد يحتاج الآن إلى إعادة النظر، لأن القوى الحقيقية التي تقرر إعادة تشكيل أنظمة الحكم، لم تعد هي الأحزاب، وإنما أصبحت قوى مؤسسات المال والأعمال، التي تقدم التبرعات والعون المالي للأحزاب، فتصبح الأخيرة في خدمتها.

قوى المال والأعمال نفسها، فقدت القدرة على إصلاح نفسها بنفسها، وقد جاءت الشهادة على ذلك، من ألان غرينسبان الذي قال، خلال فترة رئاسته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في شهادة خطيرة أمام الكونغرس، بعد الأزمة المالية عام 2008، إن مؤسسات الأعمال، وعلى رأسها المجموعات المالية الضخمة، تحولت غالبا إلى جماعات لتحقيق المصالح الخاصة لقياداتها ومالكيها، وأن الأمر يحتاج بالضرورة إلى تدخل من الدولة، لتنظيم نشاط المجموعات المالية، ومؤسسات الأعمال. بالطبع فإن شهادة غرينسبان انصبت على علاقة المجموعات المالية ومؤسسات الأعمال بالسوق، ولم تتناول علاقتها بالسياسة، لكننا نعرف يقينا أن المرشحين للرئاسة، أو للمناصب المنتخبة تتوقف فرصهم على التبرعات والمساندة المالية، للاستمرار في المنافسة أو الفوز. نحن نعرف مثلا أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب كانت قد خرجت من سباق الرئاسة بسبب عجزها عن الحصول على الدعم المالي الكافي، كما نعرف كذلك أن السيناتور إليزابيث وارين فقدت تأييد شركات النفط والغاز، بسبب إعلانها برنامجا يتضمن التزامات بيئية قد تحد من أنشطة هذه الشركات، فعجزت عن المنافسة.

قدرة النظام الديمقراطي على تصحيح نفسه بنفسه أصبحت محل شك مع صعود التيارات الشعبوية، وبروز ظاهرة الحاكم القوى الذي يلعب دورا فوق القانون، وفوق المؤسسات، وتكريس ظاهرة الاحتكار، خصوصا مع تطور الاقتصاد الرقمي، وهو التطور الذي أثبت حتى الآن أنه يكرس سيطرة عدد قليل من الشركات على المعاملات الإلكترونية، ولا يعترف بسيادة قواعد المنافسة، أو بوجود قاعدة واسعة للإنتاج الرقمي، في المجالات المختلفة، نظرا لضخامة الاستثمارات المطلوبة. ويمكن القول باطمئنان،

بأن قدرة النظام الديمقراطي على إصلاح نفسه بنفسه تتوقف على إصلاح النظام الرأسمالي نفسه، بتحجيم نفوذ الشركات الاحتكارية، ووضع قواعد لضمان المنافسة، وإتاحة مساحة لقاعدة واسعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة لتعمل في السوق، بما يعزز النفوذ الاجتماعي للطبقة المتوسطة، وصغار رجال الأعمال؛ فبدونهم تستطيع الشركات العملاقة مثل أمازون ومايكروسوفت وأبل، وفيسبوك في الولايات المتحدة، ومجموعة علي بابا في الصين، أن تحكم سيطرتها على الأسواق كما تشاء، وأن تتمدد من مجالات الكومبيوتر والبرمجيات إلى مجالات التجارة الإلكترونية، ومنها إلى خدمات التمويل، وصولا إلى إتاحة الإئتمان وإصدار العملات الرقمية، وهو ما تسعى إليه شركة مثل فيسبوك منذ أكثر من عامين. وعلى الرغم من ظهور نزعات قوية بين المشرعين والسياسيين، لتقسيم هذه الشركات إلى وحدات اقتصادية أصغر، فإن ما نشهده فعلا هو أن قبضتها على الأسواق تزيد.

كلما كانت طبيعة النشاط الاقتصادي تميل إلى الاحتكار، قوي الدافع لتحقيق الأرباح على حساب المستهلك والمجتمع ككل

الدول ذات الأنظمة الديمقراطية المستقرة، والدول التي تسير في مرحلة الانتقال من الشمولية، ولا ينطبق على الدول الاستبدادية، التي يسودها حكم الفرد، والتي تحكمها بصورة حصرية نخبة عائلية، أو قبلية، أو دينية، أو تكنوقراطية، تستأثر بالحكم، وتعتبره حقا تاريخيا لها دون غيرها، ويتكاثر فيها الحكام المستبدون. في هذه النظم لا يجوز الحديث عن الديمقراطية، ولا عن التجديد السياسي المفتوح بلا قيود حصرية، ومن الصعب تصور وجود ديمقراطية في هذه الدول بدون انطلاق روح مجتمعية جديدة، تنهض بالنظام السياسي من حالة الركود والصدأ، إلى حالة الديناميكية والتغيير. إن جذور أزمة النظام الديمقراطي الليبرالي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، مع الأزمة التي تسبب فيها ارتفاع أسعار النفط، وانتشرت فيها ظاهرة الركود التضخمي والبطالة في العالم الرأسمالي، بدءا من اليابان في الشرق إلى الولايات المتحدة في الغرب. ومع ظاهرة الركود التضخمي ظهر داعية اقتصادي جديد هو ميلتون فريدمان، قال إن مسؤولية مؤسسات الأعمال والمجموعات المالية هي تحقيق الربح، وأنه كلما تعاظم الربح زادت فرص النمو وإتاحة فرص جديدة للعمل. ومع أن هذه النظرية سقطت فعليا في عام 2008 مع الأزمة المالية، التي اجتاحت العالم، وأدت إلى الضغط من أجل استعادة دور الدولة، بتوفير ما يقرب من 700 مليار دولار من الحكومة الفيدرالية، لإنقاذ مؤسسات مالية وشركات صناعية ضخمة، فإن السوق عادت إلى سابق عهدها في تحقيق الأرباح على حساب المستهلكين والمجتمع ككل.

ولا يمكن الخروج من معضلة احتكار المجموعات المالية، والمؤسسات الصناعية والتجارية الكبرى، للأنشطة الاقتصادية على حساب المنافسة والمجتمع، إلا بحل معضلة طبيعة النمو الرأسمالي، التي أوضحها بجلاء توماس بيكيتي، خصوصا قانون تركز التراكم الرأسمالي لدى الأقلية، ونمو الإيرادات الرأسمالية، بمعدلات تفوق النمو الاقتصادي، والدخل الفردي من العمل. ولا يكفي أن يعيد بيكيتي إنتاج نفسه في كتابات تكرر بصور أخرى ما قاله في كتابه عن رأسمالية القرن الواحد والعشرين. ومن الضروري تطوير أدوات تحليلية تتجاوز مجرد رصد ظاهرة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي،

 إلى تقديم حلول عملية ومقبولة لثغرات وعيوب النظام الرأسمالي، خصوصا في النظام الضريبي، مثل الملاذات الضريبية، والضرائب التصاعدية، والإعفاءات الضريبية لرجال الأعمال؛ فليس من المعقول أن يدفع العاملون لدى وارين بافيت للضرائب، نسبة من دخلهم تقل عما يدفعه الملياردير الأمريكي، وقد انتقد هو نفسه ذلك عام 2011. إن التعامل مع النتيجة السياسية الصادمة التي توصل إليها بيكيتي، والمتمثلة في تكريس سلطة الأقلية الأوليغاركية على السياسة والأسواق، يحتاج إلى جدية أكبر من الأكاديميين ورجال السياسة وصناع القرار السياسي المستقلين، الذين يدرك عدد متزايد منهم خطورة استمرار الوضع الحالي على الرأسمالية وعلى الديمقراطية الليبرالية، ومنهم كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، وجوزيف ستيغليتز أستاذ الاقتصاد حامل جائزة نوبل، وكريستالينا جورجيفا المديرة الحالية لصندوق النقد الدولي، التي تتبنى نظرة تقدمية للتنمية في العالم. وقالت جورجيفا في مقال أخير نشرته على الموقع الرسمي للصندوق، يعبر عن وجهة نظرها، إن الاستثمار في برامج وسياسات تأخذ في اعتبارها مصالح الناس سوف يساعد على تشكيل اقتصاد عالمي أفضل، لمرحلة ما بعد أزمة كورونا. وقالت بإصرار إن العالم «لا يستطيع ويجب أن لا يعود في الغد إلى اقتصاد الأمس».

 كلما كانت طبيعة النشاط الاقتصادي تميل إلى الاحتكار، قوي الدافع لتحقيق الأرباح على حساب المستهلك والمجتمع ككل، وعلى العكس من ذلك فكلما كانت طبيعة النشاط الاقتصادي تميل إلى المنافسة، قوي الدافع للاهتمام بتقديم خدمة أفضل، أو سلعة أكثر جودة للمستهلك، لضمان حجم أكبر للسوق، لأن ذلك هو الذي سيقرر مستوى الأرباح في نظام تنافسي غير مشوه. ولا يختلف الأمر كثيرا في السياسة، ذلك أن تحول الأحزاب السياسية إلى جماعات للمصالح الخاصة، تعتمد على الممولين،

 إعادة النظر في تنظيم وفلسفة إدارة المشروعات العملاقة ذات الطابع الاحتكاري، أو شبه الاحتكاري، مثل البنوك وشركات البنية الأساسية العاملة في مجالات توزيع الغاز والكهرباء والسكك الحديد والطيران. وكان الاقتصادي الفرنسي جان تيرول الفائز بجاىزة نوبل في الاقتصاد عام 2014 قد قدم إسهامات نظرية مهمة جدا لتحقيق ذلك، مؤكدا أن المجموعات المالية العملاقة والمؤسسات الصناعية – التجارية الضخمة، تحتاج إلى نمط من التنظيم والرقابة، يختلف عن ذلك الذي ينظم أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصا، أننا نرى عمليا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تموت تحت أقدام المجموعات الضخمة حتى في سوق تجارة التجزئة.

وتقدم الصين، التي تعتمد فلسفة «اشتراكية السوق» في الوقت الحالي نموذجا شديد الجرأة لإعادة تنظيم الشركات العملاقة، بعد أن أوقفت إصدار الأسهم الأكبر في العالم للذراع المالي لشركة علي بابا، الذي يطلق عليه «أنت» على أساس أن هذا الإصدار يخالف قواعد المنافسة وحرية السوق. وبعد إصدار أوامر بوقف الإصدار المالي، الذي كانت قيمته 35 مليار دولار، بدأت سلسلة تحقيقات مع رجل الأعمال الصيني (جاك ما) الذي يملك المجموعة، وكان من أهم الاتهامات الموجهة له هو استخدام سياسية تمييزية مع مورديه، تقوم على التزامهم بعدم التوريد إلى منصة تعامل تجاري رقمي غير «علي بابا» فأدى ذلك عمليا إلى حرمان المنصات التجارية المنافسة من إمدادات الموردين، الذين يعملون مع «علي بابا». ويصر المحققون الصينيون في الوقت الحاضر على ضرورة تخلي جاك ما، عن هذه السياسة وفتح الباب للمنافسة الكاملة أمام منصات التجارة الإلكترونية.
السبب الآخر الأهم الذي يجري التحقيق بشأنه، يتعلق باقتحام مجالات النشاط المالي وتسوية المدفوعات وإصدار الإئتمان، وهو ما يمهد الطريق لمالك «علي بابا» في أن يقوم بإصدار عملة خاصة، يتم تداولها على نطاق عالمي، على غرار العملة التي يسعى مارك زوكربيرج إلى إصدارها (الليبرا) التي قد تتحول هي الأخرى إلى عملة عالمية إذا تم استخدامها في تسوية مدفوعات التجارة الإليكترونية التي يديرها فيسبوك. المشكلة هنا هي أن غياب الرقابة على مؤسسات تسوية المدفوعات وإصدار الإئتمان يمكن أن يؤدي إلى فوضى نقدية عالمية، وتفاقم الأزمات المالية والإقتصادية واحدة بعد الأخرى. ومن الملاحظ هنا أن نمو الأنشطة الاقتصادية على أسس تكنولوجيا الاقتصاد الرقمي، أصبح يسبق التنظيم القانوني لهذه الأنشطة، ما يضع الشركات الكبرى العاملة في هذه الأنشطة في موضع احتكاري، يجب عدم السماح به أو باستمراره، ولذلك فإن معركة إعادة تنظيم مجموعة «علي بابا» تمثل اختبارا لقوة الإرادة العالمية في ضمان المنافسة، ومنع الاحتكار، لما لذلك من آثار اقتصادية وسياسية واسعة النطاق.

كاتب مصري 


تركي الحمد

تركي الحمد يقرأ في "الصحوة" السعودية الجديدة ويطالب بتأهيل المؤسسات السياسية والدينية 2017
الفعل الطبيعي شعور بتانيب الضمير كله من الصحة 1979

اللي تولد في ال80 و90 انا 96

جيل كله حرام الا ما يحلل 
المشكلة الاكبر من يمارس العملية التعلمية الدكاتره 

مشكلة عقيدة الولاء والبراء 
ما معني جامعة اسلامية او بنك اسلامي هل يعني الاخر غير اسلامي المسكوت عنه 

فرق بين مسلم فرائض 5 واسلامي تيار مؤدلج

نحن جزء من العالم ويجب ان نكون جزء منه 

لسنا دولة طاردة سفر للخارج كله متاح براي خبراء الاقتصاد نريد توطين ادواة القوة عندنا 

سحب القداسة من رجل الدين 

المؤسسة الدينية جزء من الدولة وليست موازية لها

فتح المجال للمواطن والمؤسسات المدنية بالتعبير عن نفسها 

عبر عن نفسك كما تشاء ولكن الاصل الولاء للوطم مواطنة 

تعبير الليبرالي والاسلامي عن نفسه في اطار قانون الدولة 

النقد وليس الشتم

30

+++++++++++++++++++

أليس زواج المتعة اجدى، فهو قائم على الوضوح والصراحة بين الطرفين في مثل هذه الحالات، وله سند شرعي في الفقه الجعفري، وهو من المذاهب الإسلامية التي اعترف بها الأزهر في الخمسينيات. الزواج بنية الطلاق فيه شبهة الخداع والمكر، ولا اظن ذلك يتسق مع روح الاخلاق في الإسلام..


 سمعنا عن فتوى الشيخ المغامسي عن جواز الزواج بنية الطلاق درءاً للزنا ، وسؤالي هو هل يختلف هذا الزواج عن زواج المتعة


 حسب المغامسي، من سافر، ورأى الحسناوات، وخاف الفتنة، فله أن يتزوج بنية الطلاق (ولو لم يخبر الزوجة).
ركز المغامسي على مصلحة الرجل بينما المرأة في حديثه لا اعتبار لإنسانيتها.
لا أدري هل فات @SalehAlmoghamsy حديث (من غشنا فليس منا)، أم أنه لا يرى المرأة إنسانة يؤلمها الغش والخداع؟ 


  زواج المتعة +زواج بنية الطلاق+ زواج المسيار = كلها زيجات تختلف بالمسميات و تتفق بالمضمون في النية وهو.. 
 "الجنس فقط"
لكن زواج المتعة أراه زواج صريح ماعنده لف ولا دوران 🔄 قال متعة يعني بهدف المتعة وشكراً!


 +++++++++++++++
إمام مسجد الأميرة جوهرة بالرياض: عجّل الله بهلاك تركي الحمد

أعرب الحارث سراج الزهراني إمام وخطيب جامع الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير بالرياض عن أسفه لما يقوم به الكاتب السعودي تركي الحمد من نشر أفكار وصفها بالإلحادية.
وأعاد الزهراني تدوينة للحمد، معلقا عليها بالقول :" في التغريدة المرفقة..  تركي الحمد يدعو للإلحاد عجّل الله بهلاكه، وكفى المسلمين شره وهي مصداق ما نشر من ذي قبل " الإلحاد سقف الليبرالية".
وكان الحمد قد أعاد تدوينة  تحمل عبارة :"  لو كنت كالأطفال لم يكن لديك دين.. فلا دين للأطفال، ليسوا بحاجة ليكونوا روحانيين أو قيم ليكونوا نزيهين، أو قوانين ليعيشوا سعداء.
وجاء تعليق الحمد : "هم على دين الفطرة..صلتهم بالله لا تحتاج لشيخ أو قسيس أو حاخام..هي صلة مباشرة..فلنتعلم من الأطفال..، مضيفا اللهم إيمان كإيمان الأطفال.. براءة وبساطة ودون تدخل من أحد".
وتساءل الحمد : أتدرون ما الذي أهلك الجمهوريات العربية؟ إنه الأدلجة والفساد.. الأدلجة تعمي البصر، فيغيب صاحبها في ملكوت لا علاقة له بالعالم.. والفساد يعمي البصيرة، فيصبح الشره حجاب يلغي كل القيم..لا تخلو دولة من أدلجة وفساد،ولكن "الفرقة الناجية" هي من استطاعت التخلص من ذلك، ولو نسبي..
وتابع الحمد  : حين يدخل الشيخ أو القسيس أو الحاخام في الدين، فاعلم أن روحانيته قد انتهت.. ولم يعد دينا، بل مؤسسة.
يذكر أن صهر الشيخ الألباني ماهر بن ظافر القحطاني كان قد شن هجوما أمس على الحمد قائلا : " قول تركي الحمد لا تقذف إلا الشجرة المثمرة نقول سمي لنا الشجرة وثمرتها إن كنت من الصادقين".
وتابع صهر الألباني  :  شجرة الزقوم طعام الأثيم ولها ثمر ولكن طلعها كأنه رؤوس الشياطين فهي شجرة عذاب لا تقذف لثمرتها بل يحذر منها حتى لا يغشى العبد عذابها..  ومن دعت للإلحاد والزندقة فثمرة أكلها النار والتحذير نصح واجب".
جاء هذا بعدما الحمد  أعاد تتر لمقطع فيديو للناشطة السعودية سعاد الشمري، حيث علق عليه بالقول :" سيدتي الكريمة..لا يقذف إلا الشجرة المثمرة".
وردت عليه الشمري بالقول : " أنت يا سيدي العراب وقد علمتنا الصبر والتوازن".

****
ليس هناك نظام سياسي منذ فجر التاريخ، مرضي عنه كل الرضا، فحتى الخلفاء الراشدين اغتيل منهم ثلاثة.



غسل الأيدي والتباعد الاجتماعي وتغطية الوجه واستبدال الهواء

 غسل الأيدي والتباعد الاجتماعي وتغطية الوجه واستبدال الهواء

 أكثر طرق العدوى احتمالية. وكانت إحداها، خطر لمس أي سطح ملوث، ومن هنا جاءت الإرشادات طويلة الأمد لغسل اليدين باستمرار.

الطريق الأخر أن يصاب المرء عن طريق الرذاذ الذي يصدر من فم أحد القريبين من الشخص أثناء العطس أو السعال، وقد قاد ذلك إلى إصدار توصية التباعد الاجتماعي لمسافة لا تقل عن المترين، ثم لاحقا ارتداء الكمامات على الوجه.

 إمكانية وجود طريق ثالث للانتقال - عبر جزيئات الفيروس الصغيرة التي تظل عالقة مثل هباء (غبار) في الهواء ، أصبح الآن واردة ومقبولة على نطاق واسع.

في الأيام القليلة الماضية، ذهبت السلطات الأمريكية إلى مدى أبعد من ذلك بقولها "يُعتقد إن استنشاق الرذاذ والهباء المنتشر في الهواء يمثل الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس".


تعكس إحصاءات الوفيات في مصر الواقع إخفاء الحقائق عن المصريين

  الأعداد الحقيقية للإصابات بكورونا في مصر قد تكون عشرة أضعاف الرقم الرسمي المعلن

 فحص PCR الذي يؤكد الإصابة بفيروس كورونا.

 قلة هذه الفحوص لعبت دورا في عدم تسجيل بعض الوفيات ضمن الإحصاءات الرسمية لضحايا الفيروس.

 أصبح منهجا دائما للنظام الحالي في كل ما يخص أمورهم الحياتية، ولا نعرف إن كان ذلك دليلاً على سوء نية كل من اتخذ القرارات السابقة، أم أنه يرجع لاستخفاف النظام بقدرات ووعي المواطنين، فيكتفي بإلقاء الفتات إليهم ليقتاتوا عليه، دون السماح لهم بالمشاركة في اتخاذ ما يخصهم من قرارات، وهو أمر لا أعتقد أن الشعب المصري سيخضع له لفترات طويلة، مهما بدا لعكس ذلك من مؤشرات.

تخدع الحكومة المواطن المصري بالإعلان عن معدلات نمو تدور حول الخمسة في المائة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتروج لفكرة أن البلاد ستكون من الدول القليلة التي تحقق معدل نمو إيجابيا خلال العام الحالي، بينما تخفي عن المواطن البسيط أن أسباب وجود معدل نمو إيجابي، إن كان صحيحاً، لا تعكس بأي حال مستويات الدخل التي يحققها المواطنون، وأنه لم يكن وارداً تحقيقها لولا التوسع في الاقتراض من الخارج، ورفع أسعار الكهرباء والوقود والغاز والمياه ورغيف الخبز على المواطنين، دون تحقيق أي قيمة مضافة لهم، وهو ما نلحظه في تزايد أعداد من يعانون من انخفاض مستويات المعيشة من الطبقة المتوسطة، كما في الملايين الذين نزلوا إلى ما تحت خط الفقر خلال السنوات السابقة.

لا تصارح الحكومة المصرية مواطنيها بحقيقة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتسخر أبواقها الإعلامية للتهليل لإنجازات وهمية مع كل جسر يتم بناؤه، وكل شارع يتم رصفه، وكل 1% يتم إضافتها لقيمة الجنيه مقابل الدولار، بينما تتجاهل تماماً أوضاع الدين الخارجي المتزايد بمعدلات غير مسبوقة، والذي وصل لأعلى مستوى في تاريخه بنهاية يونيو/ حزيران من العام الحالي، مسجلاً 123 مليار دولار، وما زالت الحكومة مستمرة في الاحتفال بكل دولار جديد تتمكن من اقتراضه.


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

الإمارات.. دولة مارقة

 

علماء العلاقات الدولية، فإن "الدولة المارقة" (Rogue State) هي تلك الدولة التي يحكمها نظام سلطوي أو شمولي، وتنتهك حقوق الإنسان بشكل خطير، وتنخرط في أنشطة إرهابية بما يجعلها تمثل تهديدا للأمن والسلم الدولييْن.

منذ منتصف التسعينيات، وذلك من خلال مقال نشره مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، أنتوني ليك، في مجلة "الشؤون الخارجية" (Foreign Affairs)، حيث أطلقه على 5 دول في حينها هي: كوريا الشمالية، كوبا، إيران، ليبيا، والعراق تحت حكم صدام حسين
 ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتحولات التي شهدها العالم، خاصة على مستوى السياسة الخارجية الأميركية.
تمارس أنشطة تخريبية وعدائية ضد خصومها، ويقترب سلوك حكامها من سلوك رجال العصابات والمافيا، حيث يستخدمون كافة الوسائل غير المشروعة لتحقيق أهدافهم من خلال توظيف وتمويل المرتزقة وأمراء الحروب، وغسل الأموال، والتجسس واختراق خصوصيات الأفراد، سواء الحلفاء أو الخصوم، وشراء ولاءات السياسيين داخليا وخارجيا.. إلخ. وبهذا المعنى، فإن دولة الإمارات يمكن وضعها داخل فئة الدول المارقة الجديدة بامتياز. فهذه الدولة لا تقوم فقط بما سبق؛ بل تستخدم شبكة علاقاتها وحلفائها الدوليين للتغطية على سلوكها العصابوي المارق.
فلا تكاد تجد أزمة أو فضيحة سياسية أو مالية أو استخباراتية في منطقتنا، وأحيانا خارجها، إلا وتجد دولة الإمارات حاضرة فيها سواء بسياسيها أو برجالها وعملائها. فمن تمويل لحركات المعارضة في مصر، خاصة "حركة تمرد"، وذلك من أجل تهيئة الأوضاع للانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك الجنرال عبد الفتاح السيسي في يوليو/تموز 2013.

خدمة اتصالات الهاتف المحمول في مصر

 خدمة اتصالات الهاتف المحمول في مصر، “فودافون” الإنجليزية و”أورنج” الفرنسية و”اتصالات” الإماراتية و”وي” المصرية.

 30 مدينة ذكية


قراءة تاريخية في المجتمعات الإنسانية الحديثة.. إنجلترا نموذجاً

 إنجلترا أو المملكة المتحدة أو الإمبراطورية البريطانية كانت تاريخياً من أعظم الإمبراطوريات التي ضمت ملايين الأنفس في العالم.. فلم يسجل التاريخ أن ضمت إمبراطورية أقواماً وأجناساً وأدياناً وألسنة وثقافات متباينة ومختلفة مثل ما ضمت الإمبراطورية البريطانية ومع ذلك كانت هذه الإمبراطورية وحدة متماسكة دون أن يكون تماسكها مستنداً إلى القوة..

كنت متصورًا أن قواعد العلاقة مع الإنجليزي تشابه قواعد العلاقة مع الأميركي إلا أنني وجدت أن الإنجليزي لا يشعر براحة مطلقة في الاختلاط بالأجنبي، وأعتقد أن السبب أن الإنجليزي بحكم ميله الفطري إلى العزلة لا يحب أن يكشف لأحد عن نفسيته وعقليته بسهولة كما هي الحال في الأميركي والفرنسي مثلًا.

ولذلك فإن الإنجليزي حتى مع الفرد الإنجليزي الآخر بطيء في تأسيس العلاقة أو الصداقة ولكن إذا ما تأسست العلاقة أو الصداقة فإنها تكون طويلة الأمد وعلى أتم وأكمل مظاهرها.. ولكن كيف يستطيع شخص قادم من خلفية معينة أن يكيف نفسه على الحياة في بيئة حضارية أخرى تختلف تمامًا عن البيئة التي قدم منها؟ وما العوامل التي تسهم في تسهيل هذا التكيف وتجعله ممكنًا؟

هذه الأسئلة ذات علاقة بمفهوم الثقافة.

فعندما ننظر إلى المجتمع البريطاني نجد أن الذي يقيم مدة طويلة في بريطانيا ويتمثل خصائص الثقافة البريطانية والتفكير البريطاني فإنه يرى الأشياء بمنظور مختلف.. وإن كانت درجة التمثل الثقافي في المجتمع البريطاني تختلف عن المجتمع الأميركي.. فالمجتمع الأميركي فيه ثقافة سائدة وقوية وفيه ثقافات جانبية أخرى.

فلن يستطيع شخص غريب عن المجتمع البريطاني أن ينجح في محاولته لو أنه قرر تبني خصائص الثقافة البريطانية لأن أمامه طريقاً طويلة لو أنه اختار أن يحصل على القبول النهائي من المجتمع البريطاني.

مجتمع منعزل في جزيرة يخيم عليها الضباب أكثر أيام السنة ولا تتمتع بنور الشمس إلا ثلث السنة وله من برودة الطبع ما أصبح مضرب الأمثال إلا أنه مع ذلك يمتاز بخواص ذهنية فوقته على سائر العالم، ما دفع الآخرين إلى تقليده في فلسفته وفكره وعلومه ومناهجه.

 كثيرًا من المفكرين الإنجليز يرون أنها كانت وليدة مصادفة.. وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول إن الإمبراطورية البريطانية ليست وليدة المصادفة فحسب ولكنها وجدت في نوبة ذهول فكري، ومع ذلك فإن إنجلترا ومعها أوروبا قدمت للعالم ثقافة حديثة تقوم على أسس عصر العلم وتحولاته ومناهجه الفلسفية والعقلانية وكشوفاته الحديثة التي شكلت ما يعرف بالعالم الحديث أو عصر النهضة الأوروبية.

 القيم الديمقراطية البريطانية.. وراء الإصرار على الخروج من الاتحاد الأوروبي

ثقل التاريخ الإمبراطوري البريطاني عبر أربعة قرون، في ما بين السابع عشر والعشرين، أنه كرّس في العقل السياسي البريطاني فكرة الاعتزاز القومي ومكانة القوة رغم اعتراف بريطانيا بنهاية إمبراطوريتها الكبيرة، التي هيمنت على مناطق شاسعة من العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، أهمها أميركا الجديدة وبلدان كثيرة من منطقتنا العربية، من بينها أهم بلد بالنسبة إليها وهو العراق، اقتصرت اليوم على رمزية ما يسمى بدول الكومنولث عبر البحار.

ظل الإحساس بالتفوق مهيمنا على السياسيين البريطانيين، خصوصا حزب المحافظين العريق، رغم التحولات الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية وسيطرة القطبين الأميركي والسوفييتي ثم انفراد القطب الأميركي في القرن العشرين، وصعود نظرية العولمة وانعكاسها على أوروبا الجديدة بعد تلك الحرب. صحيح هناك استسلام بريطاني للواقع الكوني الجديد، إلا أن حكام بريطانيا ظلوا يعبّرون عن خصوصية اعتزازهم الوطني وعدم قبول انصهار بلدهم في التحولات الجديدة، والأهم اعتزازهم بديمقراطيتهم العريقة.

الدولة الوطنية البريطانية ظلت متماسكة ومؤثرة باقتصادها القوي الفعال، كإحدى الدول الصناعية السبع الكبرى باعتقاد راسخ داخل منظومات الأحزاب البريطانية بأن انحسار النفوذ البريطاني الخارجي لا يعني تفكيك الوحدة القومية والخضوع لمجموعات دولية مثل الاتحاد الأوروبي، فالإنجليزي يعتز بتراثه ولغته السكسونية التي أصبح العالم كله يتحدث بها، حتى اتحاد إنجلترا مع كل من أسكتلندا وأيرلندا وويلز يبدو هشا، لهذا كانت بريطانيا مترددة في الدخول إلى نادي الاتحاد الأوروبي الذي قادته كل من ألمانيا وفرنسا، بل إن الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول سبق أن منعها من دخول خيمة الاتحاد الفتي في ما بين عامي 1961-1967 واتهمها بالعداء للمشروع الأوروبي، ثم دخلت في ما بعد عام 1973.

لم تندمج لندن بعملة اليورو رغم تغيير لون جواز السفر البريطاني من الأزرق إلى الأحمر، وفي السنوات الأخيرة ساد شعور سياسي داخلي بأن أوروبا تريد ابتلاع بريطانيا ونهب أموالها وثرواتها، فتمّ عرض الخروج من الاتحاد على الشعب البريطاني الذي وافق بنسبة 51 في المئة عام 2016. هذا القرار الذي أطاح برئيسي وزراء هما ديفيد كاميرون، الذي استقال بعد 24 ساعة من إعلانه الاستفتاء، ومن بعده تيريزا ماي. لكن بوريس جونسون جاء من بعدهما مستخدما قوته الانتخابية للخروج الاقتصادي الآمن من الاتحاد الأوروبي، وتحقق له ذلك في الرابع والعشرين من ديسمبر بأقل التكاليف.

معاني القيم الديمقراطية البريطانية والاعتزاز بالوطن كانت وراء خلفية الإصرار على الخروج من الاتحاد الأوروبي وليس الجانب الاقتصادي الصرف الذي تضررت فيه كل من بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، هناك تفصيلات كثيرة يمكن للاقتصاديين المختصين الحديث حول تداعياتها.

الدرس الآخر هو الشعور العميق بالولاء للوطن وعدم التفريط بأيّ فرعية من فرعيات السيادة، لأن قيمتها تظل واحدة حيّة في نفوس السياسيين حتى وإن كانوا ينتمون إلى دول وصفت بالمستعمرة لشعوب العالم. فالوطنية لا تنفصل عن الأداء الديمقراطي كأداة رائعة لحكم الشعب.



الاثنين، 28 ديسمبر 2020

يمنى طريف الخولي.. مقدمة شرقية للعلم الحديث

 ترى الباحثة المصرية يمنى طريف الخولي (1955) أن القائلين إن العلم لا وطن له "يقصدون العلم الغربي بوصفه العلم العالمي الكوني الواحد، ولكن لا، فإن مفهوم "البردايم" (النموذج) يعبّر عن التواشج بين العلم والبيئة والقيم والخصوصيات الثقافية التي ينشأ فيها، فالمنهجية الإنكليزية تعني التجريبية العتيدة، والمنهجية الألمانية تعني طابع العلوم الدقيقة والاستدلال المحكم، والمنهجية اليابانية هي روح الجماعة ونبذ الفردية".

"موضوع المنهجية العلمية في الدائرة الإسلامية في عالم ما بعد الاستعمار وما بعد المركزية الغربية يحمّل كل حضارة مسؤولية تحقيق الذات ونشدان الهوية، فالثقافة الإسلامية مدججة برصيد معرفي هو التراث الذي تخلّق على مدى قرون متوالية بفعل أجيال متلاحقة ليمثّل رحلة عقل أمة ومساراً حضارياً يحمل منظومة قيمية ورؤية للوجود تمثل معالم الثقافة الإسلامية

علم أصول الفقه يكشف عن قدرة العقل الإسلامي على تحويل الدين إلى علم والوحي إلى منطق والنص إلى منهج


مسلسلات تركية

 المزرعة السعيدة والطبقة المخملية وزمهرير و جرائم صغيرة 

المؤسس عثمان وانت اطرق بابي 

مسلسل "اللهيب" رغم أن عرضه بدأ حديثاً، لكنه لفت الأنظار إليه بسبب طرحه لقضايا تعنيف المرأة. أما المرتبة السادسة فكانت من نصيب "الغرفة الحمراء".

 الحلقة 11 دقيقة 10  مسلسل "الخائن

مسلسل الطبيب المعجزة 


هل المطلوب من المواطن المصرى أن يرى الفوضى ويصمت مصطفى شعلان

فضحه ازدحام الجامعات المصرية كرونا

 الطالب مصطفى شعلان عمل مداخلة مع وائل الابراشي بيشتكي من التكدس في كلية تجارة دمنهور. النهاردة الكلية أصدرت قرار بفصله لمدة عام.

يعني بالعربي كده يا تموت وانت ساكت يا تتفصل! ياريت كلنا ندعم قضية مصطفى عشان الظلم اللي وقع عليه ممكن أي حد فينا يقع فيه.#حق_مصطفي_شعلان".

طالب بيتفصل علشان قال كلمه حق .. علشان خاف على نفسه .. علشان خاف على أهله .. علشان خاف على زمايله وأصحابه من التكدس .. اتفصل لمجرد انه عمل مداخلة تلفزيونية بيوضح المشكلة . #حق_مصطفي_شعلان".

احنا بدأنا الدراسة متأخر ومش راضيين يحذفوا أجزاء من المناهج ومش راضيين يأجلوا الإمتحانات .. حسبي الله ونعم الوكيل #حق_مصطفي_شعلان ‎#مش_نازلين_امتحانات_ياريس".

عنى 20 فرد يعملوا اجتماع اونلاين و12 مليون طالب ينزلوا فى الشوارع بالطريقة دى اقل حاجة 50 مليون إصابة كورونا

***

هل المطلوب من المواطن المصرى أن يرى الفوضى ويصمت

 يتابع اختراق القانون عينى عينك ويظل ملتزمًا بالفُرجة، البعض اعتقد خطأ أن الدولة تخشى من فضح الفساد بحجة أن أعداء الوطن يقفون على الباب متربصين، وسوف يستغلون الواقعة للتشهير بنا.

أهم ما حدث فى تلك الواقعة أنها صارت (تريند) لتؤكد أن القسط الأكبر من الشباب، يمتلك همًا وطنيًا. لقد سبق فى جامعة المنصورة قبل نحو عام أن تقدم طالب لخطبة طالبة اعتبروها واقعة تغتال الوقار الجامعى وتمت أيضا معاقبة الطالب بتهديده بالفصل، السلاح الباتر بالفصل ينبغى على وزارة التعليم العالى إلغاؤه أو فى الحد الأدنى تقنينه حتى لا يتحول إلى فزاعة ترهب الجميع، وسلاح عشوائى يطلقه المسؤول فى كل الاتجاهات، بحجة الحفاظ على قيم المجتمع.



قوة لا أخلاقية متوحشة.. كيف أسس ترامب لقرن أميركي قادم وغير ليبرالي

 منذ انتهاء الحرب العالميّة الثانية، كانت الولايات المتّحدة ترى نفسها المدافعَ الرئيسَ عن أسلوب الحياة الديمقراطي الرأسماليّ والمُناصِرَ لنظام دوليّ منظّم مبنيّ على القيم الليبراليّة. لقد زوّدت واشنطن عشرات من الدّول بالحماية العسكريّة، وأمَّنت معابر الشَّحن البحريّ، والعبورَ السهلَ إلى الدولارات والأسواق الأميركيّة على حدٍّ سواء. وبالمقابل، قدَّمت تلك البلدان قرابينَ الولاء ومضَت في بعضِ الحالات إلى لبرلة اقتصاداتها وحكوماتها.

دونالد ترامب، يشعر حلفاؤه وأشقاء روحه الشعبوية العنصرية في كل أصقاع المعمورة باليتم والفقد

لم يكن الرئيس الأميركي، ترامب، أوّل الشعبويين المتطرّفين، ولن يكون آخرهم. سبقه منذ عقود الفاشيون والنازيون والستالينيون والناصريون والبعثيون، وسبقته، منذ سنوات، الأحزاب اليمينية المتطرّفة في أوروبا من ماري لوبين في فرنسا إلى جاروسلاو كاتشينسكي في بولونيا. ولكن الدور الذي لعبه باعتباره أقوى رجل في العالم ورئيس أكبر ديمقراطية على هذا الكوكب كان الملهم والداعم والمبشّر لهم جميعا.

فساده وعنصريته وإساءته للقيم الديمقراطية، بات القادة الشعبويون في العالم من دون نصير قوي.

 دعم معنوي قوي، كان يعزّز مكانتهم، ويقوّي مناعتهم أمام التغيير.

لم يعترف الرئيس اليميني الشعبوي الذي استلهم كثيرا من سياسات ترامب، بولسونارو، بفوز بايدن إلا بعد ستة أسابيع من الانتخابات 

 فمن المرجّح أن يتخذ بايدن موقفًا أكثر صرامة تجاه برازيليا في مجالات مثل البيئة وحقوق الإنسان والتجارة، ما يجعل بولسونارو اليميني المتطرّف أكثر عزلة على الساحة العالمية، ما سينعكس على شعبيته داخل البلاد. 

ترامب كان عونا وسندا لنتنياهو والسيسي في مغامراتهما المريعة. ويبقى السيسي نسيجًا وحده في استخدامه شعبوية زائفة، لا أساس لها


فقراء العرب

  لا يزال فقراء العرب يواجهون أزمات أخرى، فهناك الحروب والنزاعات التي تعصف بملايين الفقراء في سورية وليبيا واليمن والعراق والسودان، ولا تزال الثورات المضادة تحول دون تحقيق تطلعات هؤلاء الفقراء في الحرية والعدالة الاجتماعية، وتحول دون استفادتهم من موارد وثروات بلادهم التي باتت تستأثر بها طبقة محدودة مرضي عنها سياسيا.  

ولا يزال فقراء العرب يقرأون يوميا عن استمرار الأثرياء وكبار المسؤولين في إقامة القصور الفارهة والمدن الحديثة، وشراء الطائرات الخاصة واليخوت والذهب والقرى السياحية والعقارات والأندية الرياضية، ويهربون مزيداً من الأموال إلى الخارج وتزيد ثرواتهم في البنوك السويسرية والأميركية. 
حتى الأمل في مستقبل أفضل تمت سرقته من أجندة الفقراء بنهب المال العام، وبيع موارد الدولة من شركات وأراض، ورهن الأصول العامة، والتوسع القياسي في الاقتراض المحلي والخارجي، وبعثرة الموارد المحدودة على مشروعات لا تمثل شيئا لملايين الفقراء ولا قيمة مضافة للاقتصاد. 

لم يفاجأ ملايين الفقراء العرب بتدهور القطاع الصحي في بلادهم، والغلاء الفاحش للأدوية والعلاج، فهم يلمسون ذلك بأنفسهم كل يوم وقبل ظهور الوباء الذي كشف عن عدم جاهزية هذا القطاع، حتى للميسورين والقادرين على سداد ثمن العلاج والحجر الصحي. 

قسوة الفقر والبطالة وفقدان الوظائف والعوز والفساد، وحالات التشرد والنفي والهجرة خارج أوطانهم، والحرمان من حقوقهم الأساسية كالصحة والتعليم، وقلة التغذية وانعدام الأمن الغذائي والدواء، واختفاء سلع رئيسية وغلاء الأسعار، 

 توفير الحد الأدنى من الخدمات بأسعار تناسب دخل المواطن، بل وتلوح بعضها بالتوقف عن صرف الرواتب للموظفين بزعم تراجع الإيرادات العامة، وزيادة عجز الموازنة العامة وتفاقم أعباء الديون. 

هناك دول باتت تغترف المزيد من القروض الخارجية داهسة، ليس حقوق الأجيال الحالية فقط، بل حقوق الأجيال القادمة أيضا، ومعظم الحكومات العربية باتت تفرض مزيداً من الضرائب والرسوم والبرامج التقشفية رغم الحالة البائسة التي يمر بها المواطن وتراجع قدرته الشرائية ودخله. 


بيتكوين والضربة القادمة ****

  أزمة كورونا ظهرت مؤشرات أزمة أخرى يمكن أن تتسع رقعتها في العام 2021 وهي ناتجة بشكل أساسي عن ضعف فرص الاستثمار حول العالم، وتدني أسعار الفائدة على العملات الرئيسية ومنها الدولار واليورو، وهو ما أدى إلى الاندفاع غير المحسوب نحو الاستثمار في العملات الرقمية والتي جذبت مليارات الدولارات في فترة وجيزة.

في ظل غياب الرقابة على تلك العملات الافتراضية، وعدم اعتراف معظم الحكومات والبنوك المركزية بها، وقفزات العملات السريعة، وزيادة مخاطرها، فإن فقاعة من المتوقع أن تنفجر في وجه الجميع، دول واقتصادات وأفراد، في أي وقت، خاصة أن عملة بيتكوين الأشهر لا تزال تواصل قفزاتها ليتجاوز سعرها 27 ألف دولار وقيمتها السوقية 500 مليار دولار

في حال تهاوي العملات الرقمية، كما حدث في أوقات سابقة، فإن المتضرر الأكبر هم الأفراد وصغار المدخرين، في حين سيهرب كبار المستثمرين والمليارديرات وبنوك الاستثمار وشركات ادارة المحافظ المالية في الوقت المناسب، وبعد حصد المليارات من جيوب الأفراد الباحثين عن الربح السريع. 


تماسكت مؤشرات الاقتصاد لكن على حساب المواطن الذي يواجه أعباء معيشية شديدة المؤسسات و المصري

 لا تترك الحكومة المصرية مناسبة إلا وتؤكد فيها النجاح الساحق لبرنامج الإصلاح الاقتصادي وتحسن مؤشرات الاقتصاد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وتستشهد بتقارير وإشادات صادرة عن مؤسسات مالية عالمية وإقليمية، خاصة تلك التي منحت مصر قروضاً ضخمة، بمن فيها صندوق النقد والبنك الدوليان، أكبر مقرضَين لمصر، وكذلك مؤسسة التمويل الدولية ووكالات التصنيف الائتماني وآخرها "فيتش"، وقبلها "بلومبيرغ" الأميركية و"دويتشه بنك" الألماني وغيرهما.

 لا ينكر أحد تماسك الاقتصاد في عام 2020 مقابل تعثر دول عربية أخرى، ومنها لبنان الذي أوقف سداد ديونه الخارجية، فيما تتعثر دول أخرى في صرف رواتب موظفيها، ومنها العراق.

لا أحد ينكر تجنب الاقتصاد الدخول في مرحلة كساد حادة أصابت دولاً كبرى مع تفشي الوباء وإغلاق اقتصاداتها.

 هذا التماسك جاء من عاملين؛ الأول هو من الاقتراض الخارجي الذي توسعت فيه الحكومة بدرجة ملحوظة عقب انتشار كورونا، وما عكسه الوباء من ارتدادات خطرة على احتياطي النقد الأجنبي وميزان المدفوعات وقطاعات مُدرّة للنقد الأجنبي. فقد استدانت الحكومة نحو 17 مليار دولار خلال أشهر قليلة.

أما العامل الثاني فهو أن التحسن جاء على حساب جيب المواطن "المخروم" أصلاً، واستمرار الحكومة في تطبيق برنامج تقشفي حاد مع عودة الاقتراض من صندوق النقد، وما تبعها من فرض مزيد من الضرائب والرسوم وتقليص الدعم والإعانات، وزيادة تكاليف النقل العام والمرافق والخدمات ومنها الكهرباء والمياه، وبالتالي كان لتماسك المؤشرات فاتورة اجتماعية ضخمة أسفرت عن وقوع ثلث المصريين تحت خط الفقر، وزيادة معدل البطالة إلى نحو 10%، وزيادة معدلات الفقر المدقع.

ببساطة، نعم تماسكت الأرقام لكن على حساب المواطن الذي يواجه أعباء معيشية شديدة القسوة، ويشاهد يومياً هدر المال العام بحجة المشروعات الضخمة.


مخاطر رفع سعر الفائدة في تركيا ****

 وتناسى هؤلاء أن انخفاض سعر الفائدة في تركيا، هو توجه صحيح، ولكنه كان بحاجة إلى حزمة من السياسات التي تساعد على ذلك، حتى يصل سعر الفائدة إلى مثيله في أميركا وأوروبا، ثم يصل إلى صفر. وأهم هذه المتطلبات اتخاذ قرارات جادة على مستوى السياسة الاقتصادية بتفعيل صيغ الاستثمار التي تعتمد على المشاركة، وتقليص تدريجي لآلية الديون في المعاملات التجارية والمالية. 

المجتمع التركي، ومن خلال معايشة كاتب هذه السطور، على مدار نحو 5 سنوات مضت، مثله مثل باقي الاقتصاديات الرأسمالية، يعتمد على آلية الائتمان بشكل كبير، حتى في أصغر المعاملات مثل شراء قطعة واحدة من الملابس مثلاً. فالبائع يسألك عن طريقة الدفع، إن كانت نقدًا، تحصل على سعر أفضل، أما إن كانت عن طريق إحدى أدوات الائتمان، مثل بطاقات البنوك وغيرها، فهناك سعر آخر أغلى. 

 قرار خفض الفائدة، كان يحتاج المتطلبات التي ذكرناها، ليكون الجميع مستفيدا من هذه السياسة، وحتى لا يستفيد طرف المستثمرين، ويتضرر طرف المدخرين.

كتاب الاقتصاد الرأسمالي أن التضخم هو آفة الاقتصاديات الرأسمالية، وهذه الحقيقة مبنية على الشق الآخر، والمتسبب الأكبر في التضخم، بجانب عوامل أخرى، في استمرار ظاهرة التضخم في المجتمعات الرأسمالية. 

رفع سعر الفائدة في تركيا مثلًا والتي ظهرت خلال الشهرين الماضيين، أدت إلى تحسن سعر صرف العملة، وبالتالي سيتجه المدخرون لبيع ما لديهم من عملات أجنبية، ويدعون أموالهم في البنوك، للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع، والذي وصل إلى 17%. 

جانب يفسر إيجابيات رفع سعر الفائدة بالنسبة للعملة المحلية، وكذلك خفض معدلات التضخم المنتظر، ولكن يتم إغفال جانب مهم لرفع الفائدة على مكونات السياسة الإنتاجية والاستثمارية والتوظيف، ففي ظل رفع الفائدة نجد أن تكاليف الإنتاج سترتفع، ويظهر لنا التضخم في صورة أخرى، وهي جانب العرض، الذي يعني زيادة تكاليف الإنتاج. 

 يتوقع أن يتراجع إقدام رجال الأعمال على الاقتراض من البنوك في ظل زيادة الفائدة، وبذلك تتراجع معدلات الاستثمار، المتمثلة في زيادة الاستثمارات الحالية، أو إنشاء استثمارات جديدة. كما أن ذلك يكون له أثره السيئ بالاستغناء عن العمالة، أو على أقل تقدير عدم التفكير في زيادة القوى العاملة الحالية. 

رفع الفائدة سوف يكبد الميزانية التركية في 2021، أعباءً أكبر مما كان عليه الحال في 2019، بسبب أن الحكومة لديها نحو 140 مليار دولار دينا محليا، فضلًا عن قرابة 126 مليار دينا خارجيا، وفي حالة قيامها بالاقتراض من السوقين المحلي والخارجي، فسيكون ذلك وفق معدلات الفائدة السائدة محليا. 

السوق التركية، ستكون مهبط الأموال الساخنة، للمستثمرين الأجانب، للاستفادة من سعر الفائدة الذي وصل إلى 17%، والذي أصبح من أكبر معدلات الفائدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر يعرض تركيا لضغط وتلاعب هؤلاء المستثمرين.  

 انخفاض قيمة العملة المحلية في تركيا، واللجوء إلى تبرير سعر الفائدة ورفعه لمساندة الليرة. الحقيقة هي أن تركيا تأثرت مواردها من النقد الأجنبي كثرًا في ظل جائحة كورونا، وأبرز هذه الموارد إيرادات السياحة، حيث تُعد تركيا واحدة من أهم عشرة مقاصد سياحية على مستوى العالم، وحققت تركيا خلال عام 2019 نحو 40 مليار دولار، وكانت تأمل في زيادة هذه الإيرادات في 2020، لولا الجائحة. 

في ظل هذا التراجع للإيرادات من النقد الأجنبي، كانت هناك متطلبات والتزامات لسداد أعباء الديون الخارجية، سواء للحكومة أو القطاع الخاص، ولا ننسى دور المضاربين المتربصين بأي اقتصاد لاقتناص الأرباح السريع، ولو على حساب اقتصاديات بلدانهم، وكذلك ظاهرة الدولرة، التي اتجه لها المدخرون الأتراك بشكل كبير. 

كل ذلك أدى إلى انخفاض سعر صرف الليرة، وليس فقط لأن السياسة النقدية تبنت سياسة لخفض سعر الفائدة، ومن هنا وجب التنبيه إلى ضرورة قراءة المشكلات الاقتصادية في ضوء مؤشرات الاقتصاد الكلي، وليس وفق مؤشر واحد منها.

سلاح سعر الفائدة هو من أفشل أدوات السياسة المالية، وأكثرها ضررًا على اقتصاديات أي بلد، لأنه عين الربا، وصانع الأزمات المالية العالمية والإقليمية الكبرى، وإذا ما أردت تركيا الخروج من هذا المستنقع بشكل جذري، فعليها أن توسع قاعدة التمويل بالمشاركة، واستخدام أدوات الاستثمار الإسلامي المختلفة، حتى تغطي قطاعًا كبيرًا من النشاط التجاري والمالي، على أن يصاحب ذلك تخفيض تدريجي لسعر الفائدة، فلا ينبغي التعامل مع سعر الفائدة بمنطق الصدمة صعودًا هبوطًا، كما تم في عامي 2019 و2020. ومن المهم أن تتبنى الإدارة الاقتصادية بتركيا، سياسة تؤمن تقليل المضاربة على العملة المحلية، وكذلك إحياء البورصة على قواعد سليمة، بعيدة عن المضاربة.


تجار الديون.. ما مخاطر قيادة سعر الفائدة للاقتصاد التركي؟


ضغوط الأموال الساخنة


في الاقتصاديات الرأسمالية يتم اللجوء لاستثمارات الأجانب في الدين العام، من أجل زيادة المعروض من النقد الأجنبي، الذي تأتي به هذه الاستثمارات، ويطلق على هذه الاستثمارات الأموال الساخنة.

والأموال الساخنة من أسوأ الأدوات النقدية التي تؤثر بشكل سلبي على أداء أي اقتصاد، تلك الأموال الساخنة، التي تأتي من أجل الحصول على أكبر عائد في أقل فترة زمنية ممكنة، ولا يعنيها استقرار اقتصادي أو تنمية، ويتوقع أن تعود الأموال الساخنة مرة ثانية إلى تركيا، للاستفادة من سعر الفائدة الأعلى في المنطقة، ولكنها ستخرج في أقرب فرصة حال ظهور سعر فائدة أعلى من تركيا، كما فعلت في 2019.

في الختام، نستطيع القول إن العالم يشقى في ظل اقتصاديات الربا، التي تقوم على آلية الديون والتجارة فيها، بينما الواقع بين نجاعة وصحة آلية المشاركة، التي تجعل من رأس المال عامل استقرار، لقبوله بمبدأ الربح والخسارة، وليس سعر الفائدة.

 أبرز دروس الأزمة المالية العالمية في عام 2008، هو خطأ الاستمرار بالعمل وفق آلية سعر الفائدة، إلا أن المرابين وتجار الديون لا يزالون يملكون سطوة السيطرة على مقدرات الأمور.